والصلاة والسلام علي رسول لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مداخلتك طيبة ومهمة وسأستعين بأقباس ماقلت
فقد جاء في ردك :
القراءة للكثير تعتبر غذاء ودواء
هذه من البديهيات التي نؤمن بها وهي ان القراءة غذاء
ووسيلة لروح المثقف والمتعلم وظاهرة حضارية
وعلي هذا الأساس نتكلم الأن عن هذا الموضوع وهو القراءة
من الكتاب والمدونة والمصنف والمراجع
وليس اخذ اجابات ومعلومات مبتورة من هنا وهناك
والقصد هو الرجوع الي دكة وطقوس الكتاب والمطالعة ...
والغرب يحاول ان يظهرنا بمظهر المتدني
من خلال مسوحاته واستطلاعات الراي
ولا يدرون ان مجرد قراءة القاتحة او سور
القران في صلاتنا تحيينا كل وقت
واعتقد هم يعرفون ويحرفون
الغرب اخي عراقي ليس في هذه النقطة بالذات يحاول ان
يظهرنا بمظهر التدني والأنحطاط ...
بل في كل المجالات يري نفسه انه الأفضل والأكمل والأشمل
ولكن دعنا اخي من رأيهم فينا
ولنحاول ان ننظر لحالنا ووضعنا بعين مُنصفة حقيقية
لا تقبل المجاملة او التغطية ...فنحن كعرب ومثقفين ودارسين
وحتي كطلبة لازالوا في مقاعد الدراسة
نحن تركنا القراءة الحقيقية التعليمية التثقيفية واستبدلناها
بطُرق سهلة ميسره تعطي اختصارات ومفاهيم مبتورة
فالقارئ الذي بني ثقافته وعلمه وتجاربه من خلال الكتاب
اكثر ركيزة وفهم ممن استقي معلوماته المختصرة
من( الكي بووورد ) ومن التنقل بين مصادر
اما الكتاب ففيه كل شيء بدء من
الموضوع مروراً بالحواشي التي
تزيد المعاني وضوحا وانتهاء بالتعليقات والأضافات
فالغرب مثلاً نراهم متمسكين القراءة الملفته بشكل غير
معهود ...بالرغم من توفر وسائل بديلة من تقنيات حديثة
جعلت من الكتاب عندهم هو الرئيسي
والدليل عندما يريدون البحث عن موضوع معين
ومستفيض نراهم يلجأؤن للكتاب وليس للمنتديات
او الوسائل السهلة لانهم يعتقدون
ان الكتاب اشمل وله طابع خاص
فنراهم يحسبون للكتاب الف حساب
اما نحن ففي فترة من الفترات كانت القراءة من الكُتب
والأستعانة بها هي السائدة والمُتعارف عليها
فنشأت ثقافة واعية صحيحة غير قابله للتحريف
ويكفي ان ديننا يعلمنا ان القراءة هي الأساس
فنجد الكتاب الوحيد الذي يتم القراءة منه
هو القرآن الكريم
أما كُتب السيرة بمجملها نقص عدد مالكي كُتبها
واستعاضوا عنها بالبحث عن طريق محركات القوقل
فكثرت التحريفات والأخطاء والقصص المدسوسة
والشبهات كلها اتت من خلال التصفح من اماكن غير موثوقة
ولكن الكتاب له رونق خاص وفيه المصداقية والثبات وليس
التغيير بين فترة واخري لأجل التحريف او التغيير
اما قراءة الكتب الاخرى فيوجد الكثير من القراء
واعتقد عندنا بالعراق الشغوفين بالقراءة
رغم مأساتنا التي نمر بها ,, يبقى صدح القراءة
متميز عندنا ..
وقيل قديما { مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرا}
وهذا لم ياتي من فراغ ..
نعم كلامك سليم في ان العراق وهذه حقيقة من الدول
العربية الرائدة في القراءة طبقاُ لعدد الكُتب والمصنفات
الحقيقية الصحيحة والمدونات والمراجع الثقافية العلمية
اذي ذلك الي النهم منها وقراءتها حتي ظهر
جيل قارئ مميز يستعين بالكُتب والمصنفات
فمثلاً في فترة من الفترات زار صديق لي بغداد لدورة
تدريبية في مجال النفط فأوصيته علي كتاب لم اجده في بلدي
فأحضره لي وقال هل تصدق ان بغداد فيها من المصنفات
والكُتب العلمية والثقافية من ادب وفن وكل شيء
وان اهلها قُراء بالفِطرة ...
لذلك اخي بغدادي لا احد يماري او يجادل في ان اهل العراق
منذ القِدم هي مهد الكتاب والكُتاب والعلماء ...
أما الأن فالجيل الجديد انفتحت عليه ابواب
الحداثة في كل شيء حتي في القراءة فأصبحوا
يسعون وراء الأجابات فقط دون معرفة اساسها ومصدرها
ومؤلفيها وحتي اسماءها ...
التقنيات الجديدة بالنت كانت سببا
في قراءة الكثير من الناس الذين ما كانو يقراون
على سبيل المثال :
كتب الصحاح والسيرة العطرة
والمعارك والفتوحات وغيرها كثير
واولا واخيرا القران الكريم بقراءة ولا اروع
وتففن ممتاز ,
العزوف البسيط عن قراءة الكتب المكتوبة بالمكتبات
ومعارض الكتب لا يعني عدم القراءة
لقد فتح النت آفاقا جديدة ما كنا نحلم بها حتى
انا لا اراه عزوف بسيط بل هو كبير
والدليل هو الثقافة الهشة التي يتمتع بها الأجيال
الصغيرة والتي غلب عليها الترفيه والألعاب
والأستعانة بالتقنية الحديثة في كل شيء
دون معرفة حتي ملمس الكُتب ....
فعندما تسئله عن مؤلف لمصنف معين
يقول لك لا اعرف
وايضاً لا يمنع من أن نستفيد من التقنية
الحديثة في امور نستعصي في ايجادها
وتكون وسيلة مُكملة لقراءتنا وليس اساس
اما الغرب فقد تنفسوا الصعداء
قرائتهم للسيرة العطرة وفهمم للتاريخ الاسلامي
اصبح منقطع النظير , في وقت كان اقتناء كتاب
كان الغرب بعيد ومتباعد عن حضارتنا الاسلامية
لسبب او لاخر ليس محور حديثنا
اما الان وثورة التقنيات الحديثة اصبح
تناول يومي لديهم قراءة السيرة العطرة
لسيد الانبياء سيدنا رسول الله صل الله تعالى عليه وسلم
وهذا مدعاة فخر لنا ,, لانهم اصبحوا مسلمين
حتى وان كانو نصارى بسبب القوة الروحية
في هذه الشمائل النوارنية لسيد ولد ادم
نعم اراد الله لهم ذلك في ان يتعرفوا علي ثقافتنا
وديننا وسيرتنا....فعندما يريدون ان يعرفوا
شيئا ليس بسيطاً او هيناً يلتجأؤن للكتب
لانهم تطبعوا علي مسك الكتاب
حتي تولد عندهم معرفة بنوع المؤلف ومصادر معلوماته
فأصبح لكل مؤلف قُراء خاصين به متابعين لنتاجاته
ومثال بسيط ابرزه لك اخي اندبها
حينما ظهر الفلم المسيء ,, دخل على مواقع
اسلامية بعد او عرض له وخلال ساعه واحده
دخل اكثر من 100000 اوربي على كوكل
ليرى السيرة ومطابقتها على الفلم المسيء ..
ولك يااخي ان تعرف مدى حرص الناس على ادراك
الحقيقة ,, وانت تعرف جيدا ان من يقرا السيرة
كيف تتغير جنانه واحاسيسه
أضيف لك ان معدل شراء الكُتب منها
القرآن الكريم والسيرة النبوية والشروحات
المكملة للقرآن الكريم بلغت بالملايين
وهذه الأحصائية اتت من عندهم هم
اما الأحصائيات التي تقول بأن مستوي
القُراء العرب متدني فقد اتي
من جهات مختصة عربية الأصل
وهي التي وضعت هذه الاحصائية
وفي أحصائية عن نسبة القراءة المتدنية في الأقطار العربية
الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي في دورته العاشرة ...
أن نصيب الفرد العربي من القراءة
تبلغ 6 دقائق سنوياً في مقابل الفرد الأوروبي
الذي يقرأ 200 ساعة سنوية....
فالمثقفين العرب الحقيقيين والمسؤلين عن الثقافة
يعلمون حقيقة القراءة في الوطن العربي
فهناك مراكز استفتاء وحصر ....,
اانا بعتقد ان الامور بخير
لان عدد المسيحيين الذي اسلموا فاق زمن الفتوحات
وفي اشارة الى تحذير مجمع الكنائس الاوربي
الى ان مسلمي فرنسا من المسيحيين سيكون الاكبر
خلال عشرين عام قادمة , اذا استمر الحال على هذا
كما قلت اخي موضوع انتشار الأسلام هذا امر اخر
وهو ارادة الله في ان يجعل الدين الحنيف
هو الذي سيسود الدنيا وما فيها
وقد اتي ذلك بأسباب للمعرفة والتعلم
وفهم مجريات الامور في التشريع والدين الأسلامي
فأتي ذلك بالقراءة بنهم وبشغف لمعرفة المزيد
فكان القرآن الكريم قد اخذ حصة الأسد في القراءة
والمبيعات في دول اوروبا والغرب عموماً فاقت كل التصورات
ودي وتقديري لك اخي اندبها
ودي اكتب اكثر ,, ولكن القليل انفع
لسهولة قراءته ,
لك التقييم والتقدير
بارك الله فيك وعليك وانت كالمعتاد تثري
النقاش وتعطيه حافز للغوص اكثر فيه
وما عملنا هذا الا اننا نريد جيل يقراء ويتمعن
ويفهم عندها يستنبط فالوقت الغير مفيد كثير
واهداره امانة في اعناق المسلم
فلا بد ان يستفيد به سوي للعبادة او القراءة والتعلم
وهذا الذي نريده ونتمناه ان يكون ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته