عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-02-2014, 04:15 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im38.gulfup.com/urv0k.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






في غضون أقل من أربع سنوات من عزله،
توفي خالد في عام 21 هـ/642 م،
ودفن في حمص، حيث كان يعيش منذ عُزل
قبره الآن في الجامع المعروف باسمه
وقد شهد خالد بن الوليد عشرات المعارك بعد إسلامه،
وقد روي أنه قال على فراش الموت:
لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر،
إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم
أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي،
كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.


لا جرم أن يحزّ في هذه النفس الكبيرة الجلود أن
تموت على الفراش، فينطلق لسانها معبراً عن هذ
ا الأسى الذي يغمرها قائلاً: لقد طلبت القتل في مظانه،
فلم يقدّر لي إلا أن أموت على فراشي.. ولقيت الزحوف
وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف
أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا ذا
أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.


لقد ذوى هذا البطل الكبير على فراشه،
بعد أنشهد نيفاً وخمسين زحفاً في نجد والحجاز والعراق والشام،
ولم يبق في جسمه مصح من كثرة الجراح،
ولم يوجد في بيته عند موته غير فرسه وغلامه وسلاحه وقفه للجهاد في سبيل الله.

وترامى نبأ وفاة القائد البطل إلى المدينة،
فخيم الحزن على أهلها وفي مقدمتهم عمر.
واجتمعت بنات عمر يبكين، فقيل لعمر: أرسل إليهن فانههن،
فقال: دعهن يبكين على أبي سليمان... على مثل أبي سليمان تبكي البواكي.

ولما سئل عمر أن يعهد بعد موته بالخلافة،
قال: لو أدركتُ أبا عبيدة بن الجراح ثم وليتُه ثم قدمت على ربي
فقال لي: لمَ استخلفتَه على أمة محمد؟
لقلتُ: سمعت عبدك وخليلك
يقول: لكل أمة أمين وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
ولو أدركتُ خالداً ثم وليتُه ثم قدمتُ على ربي فقال لي لمَ استخلفتَه على أمة محمد؟

لقلت: سمعتُ عبدك وخليلك
يقول: لخالد سيف من سيوف الله، سلّه الله على المشركين.

ولعمري إن "سيف الله" قد استحق هذه التزكية
وهو في الغمد، كما استحقها وهو مشهور.





لقد أضاف خالد إلى قممه الشامخات في ميادين البطولة
والقيادة قمة أخرى من نوع آخر، تلك هي قمة الاستعلاء والتسامي الإنساني،
والإخلاد إلى الواجب الأليم يوم عزله.
فجمع بذلك بين قمم العظيم الظافر الجسور... وقمة العظيم الصابر المطيع.

ولولا عزله لما أبصرنا هذه القمة الجديدة تضاف إلى قممه البواذخ،
فتكشف عن جانب أخلاقي جديد في شخصية هذا القائد المظفر،
وإنه لجانب كريم يسمو بصاحبه إلى مرتبة الإنسان المثالي العظيم.

لقد كانت حياة خالد البطولية، معجزة الأزمان
وعجيبة التاريخ، لم تعوزه صفة من صفات القائد الكبير،

المفطور على المجالدة والكفاح. ولم يفته ابتكار فنون الحرب المختلفة،
التي يجمعها الخبراء العسكريون في عصورنا هذه،
بعد مراجعة الحروب، وتحصيل الدروس، واستخراج القواعد من الخطط والمعلومات.

إنها القريحة الملهمة، والذهن الصافي الوقاد،
والعزيمة الجبارة الهصور، التي تسعف صاحبها
ليلبي الضرورة – ولو كانت عفو الساعة- في ترتيب الكتائب،
واستعمال السلاح، وخوض المعارك.

ومن ثم كان خالد نمطاً فريداً بين قواد التاريخ.
لم تعرف الدنيا قائداً في الزمن القديم حقق من الانتصارات الضخمة بعدد
قليل من المحاربين مثل ما حقق خالد. فمكانه في التاريخ العسكري
هو مكان الطليعة بين أكبر القواد الذين اشتهروا بالمناقب
الشخصية، أو اشتهروا بالفن، أو اشتهروا بالعبقرية.

كان يعيش بكل كيانه للمجالدة والحرب، كأن خلق من طينة
لا تعرف الراحة ولا تألف الاستقرار. قعد سنة بالحيرة
بين حروب فارس وحروب الروم ينتظر أمر الخليفة بالمسير إلى الجهاد،
فكأن أن برم بهذا القعود واجتواه،
وسمى هذه السنة سنة نساء، مع أنه خاض فيها ثماني وقائع فيما يليه من البلاد
، لم يحسبها وقائع تحصى، وإن له في كل وقعة منها لنصراً يعتز به قائد فخور.

لقد رزقه الله هذه الطبيعة الجندية المكافحة،
فإذا بها تحيط بكل ما رزق من طبيعة حية وتظهر عليها.
قال في أخريات عمره: ما ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب،
أو أبشَّر فيها بغلام، أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في
سرية من المهاجرين أصبّح بهم العدو، فعليكم بالجهاد...

إن الجهاد الذي يهواه، فقلبه معلق به وحياته كلها وقف عليه.
وإن غدوة أو روحة في ميدان جهاد أشهى إلى نفسه من لذائذ الدنيا ومتع الحياة.


وبعد، فهذا هو خالد بن الوليد، آتاه الله البطولة الفذة، والقيادة الملهمة،
والنفس الزكية السامية، وهيأ على يديه من النصر المبين الخالد في تاريخ العروبة
والإسلام ما أولاه شرف التلقيب بسيف الله المسلول،
الذي كان له بحق شرف التمكين للإسلام في أرض العرب،
ونشر لوائه على عروش الأكاسرة وقلاع الرومان،
فكان بذلك الفاتح الأكبر في الإسلام والقائد الفذ في التاريخ.

لكأنه قدر مقدور، أن يسمى هذا البطل العظيم خالداً،
لأنه الحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي الخلود.
.
.
.
.
.


واتمنى ان تكون مشاركتي قد نالت على اعجبابكم ورضاكم ^^
لقد تعبت حقاً بجمع المعلومات ، ولكن هل هناك اروع من القراءة والتعرف على صحابة رسول الله
اعتذر عن طول التقرير ولكن من اتحدث عنه هو الصحابي الجليل خالدُ بن الوليد ..
مهما تحدث عن سيرته وحياته وصفاته فلن يكفي

اي تعليق ، او انتقاد ، او اراء انا مستعدة


وبالنسبة للمصادر هناك الكثير من المصادر التي اخذت منها ..
منها كتب ، منها مواقع اسلامية منها منتديات ..^^
ولكن راعيت الا يكون اي مصدر من المصادر شيعي (:

والأن انا متشوقة لسماع ارائكم :nop:







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


Ask.fm | Sayat | Twitter | My list anime | my record | Tumblr

^
اتشرف بزيارتكم


رد مع اقتباس