عرض مشاركة واحدة
  #441  
قديم 12-23-2013, 08:21 AM
 
،*


وما كانت السَّعادة في المال يوماً !

يحكى أن أحد الأثرياء كان لديه خادم يحرس القصر
الذي يسكن فيه ذلك الثري ، فكان هذا الثري في قصره
الكبير لا يحس بطعم الراحة فهو مريض يتناول الأدوية
قبل الأكل وفي وسطه وفي آخره ، بل يظل طوال الليل
يتقلب من الألم ولا يستطيع النوم ، وذاك الخادم الفقير
يسكن بجوار باب القصر في غرفة صغيرة هو وزوجته
وأولاده ، فيظلون إلى منتصف الليل يضحكون ويصفقون
ويغنون ، فقال الثري في نفسه هؤلاء لا يملكون إلا قوت
يومهم ويعيشون في هذه السعادة فما بالهم لو كان معهم
بعض المال ، فذهب إليهم ذات يوم وقال لهذا الحارس سأعطيك
كل يوم خمسون جنيهاً تشترى بها بيضاً وتجلس تبيعه أما
القصر ونتقاسم المكسب ، وفي الليلة الأولى سمعهم يضحون
ويغنون ولكن إلى ما بعد العشاء بساعة وليس إلى منتصف
الليل ، وفي الليلة الثانية سكتت أصواتهم بعد العشاء مباشرة ،
وفي الليلة الثالثة سمع أصوات الشجار والصراخ ، ثم دخل عليه
ذلك الحارس المسكين ومعه ما تبقى من البيض وما كسب من مال ،
وقال له يا سيدي هذا بيضك ومالك ، ودعنا نعود إلى حالنا السابق
من الضحك والغناء ، فلقد أفسد علينا المال سعادتنا .


ولست أرى السعادة جمع مال ٍ * * * ولكن التقي هو السعيد ُ
وتقوى الله خير الزاد ذخراً * * * وعند الله للأتقى مزيدُ
رد مع اقتباس