عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-17-2007, 01:11 AM
 
الفسيفساء نشأتها وتطورها واستخدامها كأحد مواد البناء

الفسيفساء
الفسيفساء هي قطع صغيرة من الأحجار والرخام والجرانيت والبلور والخزف والأصداف والأخشاب تستخدم في اكساء واجهات المباني أو الأعمال الزخرفة الداخلية والخارجية والأرضيات تتميز بثبات ألوانها وأشكالها لأنها مواد طبيعيه وهي تعتبر من أهم مواد البناء المستخدمة في عمل الديكورات وتزين المباني .

الفسيفساء أحد فنون الزخرفة التي تعطينا خلفية واضحة عن تجليات الحضارة الإسلامية في عصورها المزدهرة.. ذلك الفن الذي اهتم بتفاصيل الأشياء، والخوض في تلافيف أعماقها، نافذاً من خلال المواد الجامدة إلى معنى الحياة.. إنه فن التلاحم والتشابك الذي عبر في دلالاته عن أحوال أمة ذات حضارة قادت العالم إلى آفاق غير مسبوقة من العلم والمعرفة.. واستطاع الفنان المسلم بأدواته الخلاقة أن يترجم لنا فلسفة هذه الحضارة في ألوان متعددة من الفنون الجمالية الراقية، التي يقف الفسيفساء في قمة هرمها متربعاً على عرش الصورة الفنية المتكاملة، عبر قطع مكعبة الشكل لا يتعدى حجمها سنتيمترات من الرخام أو الزجاج أو القرميد أو البلور أو الصدف.تخبرنا الآثار الإسلامية بفنونها المتعددة عن قدرات ومهارة الشخصية الإسلامية في تعاملها مع ذاتها داخل منظومة الالتزام من جهة، وتعاملها مع البيئة المحيطة داخل منظومة الحياة من جهة أخرى، حيث نرى انسجاماً لا مثيل له بين الرغبة الإنسانية التي تسعى إلى بلوغ الجمال وتحقيقه في جميع أوجه الحياة، مع احتفاظها بخصوصية المنهج والفكر، فراح الفنان المسلم يزين جوامعه ومساجده ويعطي بعداً آخر لحياته الإيمانية، ويرسم أبعاداً لطرق معيشته في بيته وشارعه، من خلال اهتمامه بأدق التفاصيل المكونة للبناء والأثاث بالكيفية التي تجعلها في أفضل صورها مادياً ومعنوياً
البداية عربية
داخل معبد الوركاء بمدينة بابل تتجلى لنا الأعمال الأولى لفن الفسيفساء حيث كان العراقيون أول من استخدم الطوب المزجج في تزيين جدران الأبنية بأشكال هندسية متعددة، وكان لهم الفضل في تطوير أساليبه، من حيث المواد المستخدمة التي قاموا بتقليل أحجامها إلى أقل قدر ممكن حتى تتعدد ألوانه وتصبح الصور أكثر وضوحاً، إضافة إلى مهارة التشكيل وحرفية التركيب الذي أخرج أبدع لوحاته في باب عشتار وجدران شارع الموكب وقاعة العرش في بابل.. ومنهم انتقل هذا الفن إلى أوروبا، حيث ذاع صيته واتخذ قوالب فنية جديدة.تمثلت بداية الفسيفساء في نحت أشكال مختلفة من العاج والأصداف يتم تثبيتها على سطح خشبي مغطى بمادة القار، وتطورت هذه الطريقة باستخدا مقطع متعددة الأحجام من الطين المحروق, يتم وضعها في قوالب حتى تجف ثم تحرق بالنار في أفران خاصة، وبعد ذلك تلون الأرضيات باللون الأزرق بينما تلون القطع التي تتكون منها الأشكال المختلفة بألوان أخرى، ويتم إدخالها الفرن مرة أخرى في درجات حرارة عالية لتصبح ذات ألون مزججة، يتم تركيبها جنباً إلى جنب لتكوِّن مناظر مختلفة الموضوعات، منها ما يحكي أسطورة أو معركة أو مناظر طبيعية للشمس والقمر وتكوينات نباتية ورسومات للحيوانات والأسماك.
ومن عصر إلى عصر احتل الفسيفساء مكانة بارزة في تزيين الجدران برسوم وزخارف متنوعة، وبرع في هذا المجال اليونانيون والرومان الذين انتقل إليهم هذا الفن أثناء حكم الإخمينيين للعراق في القرن السادس قبل الميلاد، حيث كانت تربطهم صلات وطيدة.وقد تطورت صناعة الفسيفساء بتوسيع دائرة المواد المستخدمة فيها، وكان للعرب قبل الإسلام الفضل في هذا التطوير، حيث استخدموا الألوان المائية في التلوين، وابتكروا أشكالاً زخرفيه غير معهودة في تزيين القصور والمعابد، ومن أشهر هذه النماذج مدينة "مادبا" أو مدينة الفسيفساء التي تقع في جنوب العاصمة الأردنية عمان، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 4500 عام، وتحوي أكبر وأندر مجموعات العالم من اللوحات الفسيفسائية، ومن أبرزها خريطة فلسطين القديمة في القرن السادس، والتي تمتد من صور في الشمال إلى مصر في الجنوب.. وتصور اللوحات الأخرى أشكالاً متعددة للزهور والطيور والحيوانات، بالإضافة إلى مشاهد من الأعمال والحرف كالصيد والزراعة.



" """ يتبع 00000000000000"""
__________________
إذا عزّ أخوك فهن
دببت له الضراء وقلت أبقي إذا عزأبن عمك أن تخونا
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجاء بغير سلاح

التعديل الأخير تم بواسطة alaswad_83 ; 11-17-2007 الساعة 01:23 AM سبب آخر: خلل مش عارف ليه