عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-17-2013, 04:10 PM
 
التكملة



بعد أن إنتهوا من تناول طعام الإفطار، إنطلق الباص مرة ثانية.
كانت الحيوانات منتشرة في كل مكان وكأنها قد أحست بسعادة نيكولا.

أوقف بلاي الباص على بعد من المخيم ليتيح للركاب فرصة رؤية الحيوانات بصورة جيدة.
كانت القردة تتأرجح من غصن إلى غصن آخر.
أما الزرافات ذات الأعناق الطويله فكانت واقفه تأكل بهدوء.
أخذ الجميع يلتقط الصور بسعادة.
كانت بعض الرحلات تنتهي دون رؤية الحيوانات لأن معظمها يكون مختبئا بعيدا عن الشارع بين الأحراش ولا يمكن أن يراها إلا من له خبرة.
أما اليوم فكانت حالة خاصة. كان يظهر حيوان مختلف كل خمس دقائق.


كانت قد مضت ساعة على بدء رحلتهم عندما إلتفت بلاي إلى نيكولا وأخذ يؤشر، لعدة ثوان لم تر نيكولا شيئا ولكن بعدها ظهر الحيوان فإذا به أسد.

- أسد، قالت نيكولا تنبه الركاب.
لم يسبق لها وأن رأت أسدا حرا. أخذت تنظر إلى ملك الغابه باعجاب.
إتجهت أنظار الركاب جميعا إلى الأسد.
نظرت نيكولا إلى بلاي قائلة:
- شكرا !
إبتسم بلاي وقال:
- لست مسؤولا عن ظهوره.
- أعلم ذلك ولكنك تركت لي مهمة تنبيه الركاب.
- كنت سترينه سواء أخبرتك أم لا.
إستمتعي بالنظر إلى الملك.

كانت لعينيه نظرة دافئة وكانت لإبتسامته فعل السهم في قلبها، لم تعد نظرته ساخرة وشعرت نيكولا بسعادة تملأ كيانها.
أخذ الأسد يتحرك باتجاه الباص تاركا الأحراش وراءه. كان يمشي بغرور، إنه حقا ملك الغابه لايضاهيه أي حيوان آخر بوقاره وعظمته.

نظرت نيكولا إلى بلاي..، إنه يشبه الأسد، مغرور وقوي. كان الأسد قد أقترب الآن يتبعه جمع آخر من الأسود الصغيره.
أخذ الجميع يلتقطون الصور بتشوق وقال السيد سلايد:
- سأعود إلى الولايات المتحدة رجلا سعيدا.

ضحك الجميع من كلام السيد سلايد، أما السيده بارنز فقالت:
- أشكرك ياعزيزتي لن أنسى هذه الرحله أبدا.

نظرت نيكولا إلى بلاي الذي كان يراقبها وابتسمت.

بعد أن إبتعدت الأسود تحرك الباص مرة أخرى، وقالت نيكولا وهي تحدث الركاب:
- الآن عرفتم ضرورة عدم ترككم الباص أثناء الرحله لأن الحيوانات مختفية في الأحراش بصوره جيده ولا يمكن رؤيتها.

صمت الركاب وهم يستمعون إلى حديث نيكولا... وفجأة سمع صوت جلوريا وهي تقول:
- إن مرشدتنا الصغيرة تبدو كالمدرسه! ألا تعلم بأننا أشخاص بالغون ولسنا بمجموعة أطفال؟!

إحمرت وجنتا نيكولا وإلتفتت إلى بلاي، وسمعت ديريك يقول:
ياإلهي لماذا لاتعطين نيكولا فرصة ياجلوريا!

لم يقل بلاي شيئا ومكث في مكانه صامتا ولكن عينيه قالتا الكفاية، لعل من الأفضل إنه لم يقل شيئا ولكنها تمنت لو أن بلاي وليس ديريك هو الذي هب للدفاع عنها.

لن تدع جلوريا تفسد يومها وسعادتها ستركز أفكارها على عملها فقط. سيصلون قريبا إلى مشرب فرس النهر. وهذا ما ستفكر به.

هبط الركاب على بعد خمسين يارده من حوض فرس النهر، كانت اللنطقه غير معزوله بحاجز ولذا وقف حارس يمسك بندقية فريده. إن هذه المنطقه هي إحدى المناطق القليله التي يسمح للركاب بالهبوط فيها من مركبتهم.

كان الجميع متجهين إلى النهر عندما قالت السيده بارنز:
- هل المنطقه أمينه؟
- نعم، قالت نيكولا.
- كنت أفكر بالأسود!

كانت نيكولا تفكر بهم أيضا. لم تمض أكثر من نصف ساعه على رؤيتهم.
من الجائز أنهم إتجهوا إلى هنا كذلك.

- إن المنطقة أمينة. قال بلاي قبل أن تتكلم نيكولا وبعث صوته الطمأنينة في نفسها، لسبب ما إن الأسود والحيوانات المفترسه الأخرى لاتأتي إلى هنا ولهذا يسمح لنا بالنزول.

- حسنا إذا كنت متأكد، قالت السيده بارنز.
- نعم أنا متأكد.

تساءلت نيكولا فيما إذا كانت السيده بارنز قد إطمئنت لكلام بلاي مثلها.
- إن الحارس سمح بمسك بندقيته، قالت السيده بارنز بقلق.
- إن ذلك لايعني شيئا، قال بلاي.

لكن نيكولا أدركت أن الحارس كان يحمل بندقيته ليكون مستعدا في حالة قدوم الحيوانات المفترسة. ولكن هذا لن يحدث.

لقد سئل نفس السؤال أثناء الدورة التدريبية وقد جاوب المدرب قائلا:
" هناك أشخاص عاشوا في هذه المناطق ولديهم خبرة، وبإمكانهم معرفة المناطق الخطرة والأمينه بالفطرة، وأن شركة ديلاني لايمكن أن تخاطر بحياة زبائنها بأي شكل من الأشكال "

كانوا قد وصلو إلى قمة مرتفع وكانت نيكولا تساعد السيدة بارنز في الصعود بينما تبعهم الآخرون.

نظر الجميع إلى الأسفل باتجاه النهر كانت الشمس مشرقة والمنظر جميلا وكانت قطرات الماء قد تحولت إلى قطع من الماس.
تحت الصخور حيث يتسع النهر ليكون نهرا كبيرا كانت مجموعه من فرس النهر هناك، وبدأت الكاميرات بالعمل.

لم تبال نيكولا بفرس النهر كثيرا. كانت أشياء أخرى تشغل بالها مثل تصرفات جلوريا، ولحظاتها مع بلاي.،ولكن لن يكون لها مستقبلا مع بلاي. ولكنها تحبه مع انهما سيفترقان بعد إنتهاء الرحله، فكل منهما له عالمه الخاص وحياته الخاصة.
لو جلوريا لم تأتي صباح اليوم لاستسلمت كليا لبلاي. وهل كانت ستندم على ذلك؟! ربما، ولكن ذكرى الوقت الذي قضته مع بلاي سيكون كافيا ليسلي وحدتها في الأيام القادمه.

كان الجميع مشغولا بالتقاط الصور، ولكن نيكولا غارقة بأفكارها.،
فجأة سمعت صرخة، إلتفتت لدى مصدر الصرخة، كانت ماريا مافروني تصرخ، كان زوجها قد سقط من أعلى المنحدر وكان الآن مرميا في أسفل المنحدر.

- ماذا حدث؟ سأل بلاي.
- لقد كان أنتون يلتقط صورة ورجع إلى الوراء قليلا فسقط.
قال بلاي لنيكولا:
- حاولي أن تهدئي زوجته، لقد أصيبت بالهستيريا.، سأنزل أنا إليه.
- بلاي... قالت نيكولا ثم صمتت. أرادت أن تمنعه من الذهاب، لم تود أن يخاطر بنفسه، ولكنها غيرت رأيها وقالت:
- كن حذرا. ولمست ذراعه بحنان.