عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-17-2013, 03:43 PM
 
البارت الحادي عشر



كان حقا يبدو قريبا. نظرت نيكولا إلى وجوه الجالسين. كان قسم منهم يبدو خائفا بينما كان ديريك يرحب بفكرة وجود الأسد بينهم.
- قد يكون على بعد عدة أميال، قالت نيكولا: إن الأصوات تنتقل على مسافات كبيره في الليل.
- ولكنك لاتعلمين ذلك بالتأكيد قد يكون الأسد على الجانب الآخر من الحاجز. قالت جلوريا.
- إني حقا لا أعلم ذلك بالتأكيد.
ولكن الأسد ليس مهتما بنا إنه يبحث عن وجبة عشاء. بالإضافه إلى ذلك هناك النار التي نجلس حولها فلن يأتي إلى هنا.
- ياله من خطاب. قالت جلوريا.
- إن نيكولا محقة في كلامها. قال بلاي:
لسنا في خطر ياسيده بارنز.
وأكمل قائلا:
مارأيكم بأغنية أخرى قبل ذهابنا للنوم.
بدأ بلاي يعزف نغما خافتا ثم بدأ يغني:


هيا ياطفلي
طفلي ذا الشعر الجميل
سأجلس قرب النار
وأغني لك أغنية الصغار


كانت أغنية تعلمتها نيكولا في طفولتها وسبق أن غنتها مع والدتها، كان بلاي يغني بمفرده. كان البقية يجهلون كلمات الأغنية وبعد لحظات شاركته نيكولا بالغناء:


هيا هيا ياطفلي
أتريد أن تلعب مع القمر
أتريد أن تجري مع النجوم
سيأتون إذا توقفت عن البكاء


كان صوتها منسجما مع صوته. نظر إليها بلاي ولم تبعد عينيها هذه المره. أحست بسعادة كبيره في داخلها. كانا يغنيان معا وكأن أحدهما يغني لآخر هذا اللحن الجميل وكأنه لحن لأغنية العشاق.
إنتهت الأغنية ولكنها أعاداها مرة ثانية نسيت نيكولا الناس الجالسين معهما. لم تر سوى بلاي.
لم يعد هناك وجود لجلوريا أو ديريك الذي يجلس إلى جانبها.
إنتهت الأغنية وأخذ الجميع يصفق لهما. نظرت نيكولا حولا وابتسمت وكأنها قد قابلت هؤلاء الناس فجأة. لقد أختفوا عنها وهي تغني.
قال ديريك وبصوته نبره غريبه:
- لقد كانت الأغنية جميله.

أما جلوريا فقالت: مارأيكم بأن نغني أغنية للبالغين هذه المره يابلاي.
أجاب بلاي:
- سنغني أغنية واحدة فقط يجب أن نستيقظ مبكرا فلدى نيكولا خطط عديده لقضاء نهار الغد، أليس كذلك؟
ردت نيكولا:
- هذا صحيح، سنغادر المخيم مع شروق الشمس.
كان بلاي ينظر إليها مرة ثانية ولكنها لم تستطع رؤية عينيه في الظلام لكنها توقعت أن تكون نظره ساخره، ألم تعن له الأغنية شيئا؟
لابد أنه شعر بعاطفتها وهي تغني أو لعله مثل جلوريا عديم الشعور.

كانت جلوريا قد وضعت يدها على ذراعه وقد إقتربت منه وكانت تنظر إلى نيكولا نظرة ملؤها الحقد والكراهية وكأنها تقول لنيكولا لقد غنيت معه أما أنا فسأفعل الكثير مع هذا الرجل وماسنفعله سيكون للكبار فقط.

شعرت نيكولا بالإحمرار يعلو وجهها.
لم يبذل بلاي جهدا لإبعاد جلوريا عنه، لعله كان سعيدا!!

فجأة وضع ديريك ذراعه حول كتف نيكولا، لوهلة أرادت أن تبعد نفسها عنه ولكنها إنتبهت إلى الغضب في وجه بلاي إذ قد إنتبه إلى حركة ديريك.

إن بلاي يستطيع أن يفرحها وأن يبكيها ويستطيع أن يغضبها ولكنها لم تسمح له بذلك! لن يسيطر على حياتها كما فعل جوناثان.