من أشد المؤتمرات الاستعمارية إجراماً وأكثرها نجاحاً مؤتمر برلين عام 1884.. والذي اجتمعت فيه الدول الاستعمارية الستة لتقسيم القارة الأفريقية.. إيذاناً بنهب ثرواتها واستغلال مواردها وتقطيع أوصالها.. وتركها تعاني الأمرين من الفقر والفرقة..
وبنهاية الحرب العالمية الثانية.. استيقظت الشعوب الأفريقية وتولدت لديها الرغبة الجامحة للتحرر والحرية.. وتحت وطأة ضربات المقاومة المستمرة رحل المستعمر.. لكنه أورثها تركة ثقيلة.. مازالت تعاني أعباء حملها حتى الآن!!!!!
وما يحدث من نزاع وصراع حول قضية الصحراء الغربية ما هو إلّا جزء من هذه التركة..
أراد أن تكون الأرض أشلاء وحدوداً يتنازع عليها الإخوة.. فلا يجدون بُدَّاً من العودة إلى المحتل السابق لحل مشاكلهم.. وبهذه الطريقة يضمن سيطرته على المنطقة رغم خروجه منها..
مشكلة الصحراء الغربية بالغة التعقيد.. ربما السبب في ذلك يعود إلى الأخطاء المتراكمة التي وقعت فيها الأطراف المشتركة في القضية..
بدايةً من عدم اتخاذ المغرب لموقف عسكري لتحرير الصحراء الغربية.. ولجوئه إلى منظمة الأمم المتحدة.. وترك الأمر للصحراويين (البوليساريو) الذين عانوا كثيراً في مقاومة المستعمر.. حتى إذا خرج الإسبان شعروا أن الأرض لهم وحدهم دون شريك.. الأمر الذي لم يجعلهم يتورعون عن حمل السلاح ضد اخوانهم من أهل المغرب وموريتانيا..
وانتهاءً بدعم الجزائر للبوليساريو واستضافتهم لجمهوريتهم الوهمية داخل تندوف –المغربية الأصل-..
وما يزيد المشكلة تعقيداً هو أن الصحراء الغربية -أو سوق المستقبل كما وصفها المستعمرون- تعد كنزاً حقيقياً بما تحويه من معادن وأحجار كريمة ومناجم للملح الحجري.. إضافة إلى الثروة السمكية الضخمة التي تُشرف عليها.. وفوق كل ما سبق فإن بها احتياطي كبير للبترول والغاز والفحم الحجري..
ليس من المنطق أن يحكم الصحراويون كل هذه الثروات والذين لا يتجاوز عددهم 600ألف نسمة حسب احصائيات سبتمبر 2010..
هل يستطيعون إقامة دولة قوية بهذا العدد.. أم أن الأساطيل الإسبانية والفرنسية والأمريكية سيكون لها رأي آخر؟!!
وفي ظل الخلاف بين أطراف النزاع والاستقطاب وبين الثروة الهائلة التي تحويها الصحراء الغربية والتي أصبحت مصدر شقاء لأهلها وللمغاربة ككل.. يبقى السؤال
الصحراء الغربية إلى أين؟!!