عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 11-09-2013, 04:34 PM
 
الفصل الخامس " وراء كل هذا "

مخدّر قاتل


أحضرت أميرة الغداء وكان عبارة عن بطاطا مقطعة تقطيعاً دقيقاً مخلوطةة مع الخضار وأحضرت معه كوردون بلو
فجلسوا ثلاثتهم يتجاذبون أطراف الحديث يتكلمون عن السياسة تارة وعن مشاكل العمل تارة وعن الاحداث البارزة في هذا العالم تارة أخرى تطرق سامر لموضوع منجم الفحم الذي احترق فبينت أميرة أسفها ودهشتها من عدم وجود مؤسسين أما سامر فكان يلاحق السيد كارل بنظراته الفضوليه فقد كان رأيه مقتعاً بأن الخطأ يأتي من المسؤولين الذين لم يهتموا بمعرفة من يكون وكأنهم قد جعلوه لغز يتبادله الناس هذه الايام .
سأل السيد كارل سؤالاً وافقاه كل من سامر وأميرة :
-لقد كان احتراقه من 30 سنة فما السبب الذي جعل الناس يذكرونه هذه الايام ؟!
-سؤال وجيهه ياكارل فهذا يجعل الشخص متوتراً وقلقاً لسبب لايعرفه
-صحيح ، لقد أصبح منجم الفحم كثير الجدل بصفتك معلم لربما كنت جليس الكتب دائماً هل يمكنك أن تخبرنا عنه أذا لم يكن هناك مانع .
-بالطبع يمكنني التحدث حول ذلك وبكل سرور . أزاح كرسيه الى الخلف فقال :
-أنتم تعلمون جيداً بأنه منجم ضخم وقد حصل على أرباح طائلة طوال مدة عمله وأن مؤسسه مجهول الى الآن لقد وعدت الحكومة بأنها سوف تعطيهم تعويض عما خسره وخاصة بأن من تسبب بالحريق هي الحكومة نفسها لذلك فهي تبحث عن المؤسس الحقيقي كما أن هناك أشاعة تقول : بأن عائلة تدعى عائلة الايرل سمتس تسعى أليه دائماً يدور في ذهني سؤال ((هل ياترى تعمد ولنطلق على صديقنا المجهول ((س)) صياغة الاحداث هكذا ؟! )) .
تثاءب السيد كارل وقال :
-أنها حقاً قصة مثيرة وهي من نوعي المفضل . ثم أردف : لربما كان لديه دافع قوي لفعل هذا . فتدخلت أميرة وقالت بصوت غاضب :
-دافع ؟! أي دافع ؟! لديه الكثير من الاموال والارباح الطائلة وأيضاً يريد أن يحدث ضجة أعلامية أما أنه يبرهن بأنه صانع للالغاز ؟!
قال سامر بصوت هادئ ورزين :
-مالذي يجعلك تثورين هكذا ؟! مجرّد رأي أقترحه أخاك وهذا كل شيء .
طأطات أميرة رأسها لتعبر عن اعتذارها الشديد بسبب صوتها المرتفع وقالت :
-هل أحضر لكما العصير ؟ أنه بارد جداً وسوف أسرق جملتك ياأخي ((كما أنه مناسب لهذا الجو )) .
-حقاً مناسب، أذا لم تمانعي أريد حصتي بكوباً زجاجياً صغيراً .
-بالتأكيد ياكارل . بعد انصرافها أكملا حديثهما فبدأ سامر وهو متعجب : -
-لقد أشرت الى نقطة مهمة عندما قلت ((لديه دافع )) لقد فطنت الى مقصدك وكأنك تبين لي بأنه أشبه باختراق حكومي عندما حصل الاختراق وتمت تبديل بيانات المؤسس بعدها حصلت عملية الاحتراق في منجم الفحم أذا لقد كان الحريق مقصوداً .
نظر أليه كارل بأعجاب وقال :
-لقد أمسكت بطرف الخيط .
نهض سامر من مقعده بقوة وقال :
-مالدليل على ذلك ؟ أو بمعنى آخر مالذي يدّعم رأيك ؟ .
نهض كارل وأسند ذراعيه ناحية القضبان الحديدية التي تلف الشرفة وقال كمن يبين براعته :
-أنك متحمس ياسامر ، الدليل هو بأن الحكومة أرجعت سبب الحريق الى نفسها ولماذا أعترفت بهذا الشكل وأنت تعلم بأن الحكومة لآتعترف بخطئها ألأ في حالة أستثنائية واحدة . أمسك سامر بالكرسي وقال :
-حالة واحدة ؟! .
تقدم كارل ناحية سامر فأدار كتفه ناحيته وقال بصوت منخفض :
-أنك فضولي ياعزيزي ، الحكومة هذه الايام فاشلة لاتهتم الا بمصالحها ولكن أّذا كانت هناك ضغوطات تمارس عليها وبقوة فأنها تصبح كالقوي الذي يفقد قوته فجأة .
أبعد سامر يد كارل عن كتفه فقال مشمئزاً :
-لايمكن أن أصدق أبداً ،هذا مجرد هراء لا أساس من الصحة في معلوماتك حتى لو أن هذا الدليل الذي صرّحت به مقنعاً وأتى بثماره .
أثار هذا الكلام هدوء السيد كارل وقال بلهجة حادة :
-مالذي يجعلك تثق في هذه الحكومة ؟! مازلت تساند الحكومة بينما شعوب العالم قد أشعلت نيران غضبها على الحكام أتعرف أعتبر الرجال من أمثالك كقطيع الغنم الذي يقوده الراعي .
-يجب على كل واحد منا أن يسيطر على لسانه ثم أردف : مابك تستخدم هذا التشبيه ؟!
-لأنهن أحقر الحيوانات بالرغم من ذلك فالكلب والناس معاً يستفيدون منهم وكذلك أنتم الحكومة تستفيد منكم كثيراً فهي الراعي والكلب .
صرخ سامر بغضب وقال :
-يكفي،سئمت من هذا الحديث كلامك يثير الاشمئزاز .
كان مجيء أميرة فرصة مناسبة لتهدئة الوضع في الشرفة فقد وصل الاثنان الى أقصى هدوئهما جلس ثلاثتهم حول الطاولة ووضعت أميرة الكؤؤس على طبق أنيق كان طعم العصير منعشاً مما أعاد للاثنان اتزانهما وهدوئهما مرة أخرى لم يتكلم الثلاثة بأي موضوع نظر كارل الى ساعته وقال :
-لقد تأخر الوقت يجب عليّ الذهاب . التفت اليهما وقال :
-أشكركما على هذه الضيافة المميزة لقد استمتعت بالحديث معك سيد سامر الوداع الآن .
نهض سامر ورافق ضيفه الى الخارج وفي الخارج وجدها سامر فرصة مناسبة ليسأل السيد كارل بطريقة مثيرة للغضب :
-أنا آسف ، ولكنك تحتآج الى دروس في الحوار ثم أردف : أودّ سؤالك سؤالاً متعجرفاً بعض الشيء .
-لقد أثرت دهشتي .
-لماذا في هذه المرة عرفت بأن هناك أخت لديك وبدأت تهتم بها ؟ انتظر هناك سؤال آخر لقد رأيتك مرة مع جابر فماالذي دفعك لفعل هذا ؟ أهو محاولة التقرب مني مثلاً؟
-أسئلة غبية وسخيفة ولكني لن أتملص من الاجابة فأنا لاأهرب من الواقع . في الماضي اعتقدت أنه لآيوجد لي أخت كما قال لي جدي وعندما علمت بأن لدي أخت توقعت بأنها سوف تكون خدعة من أحد أقاربي لآنني ورثت العديد من الاموال من أبي بعدما تأكدت بأنها أختي بدأت أهتم بها وعرفت بأنها لم تكن خدعة أما سؤالك عن أخاك فقد تعرفت عليه بواسطة الوظيفة أعرف بأنه لايوجد لديه وظيفة ولكني كنت حاضر عندما قدّم أوراقه فرفضها المدير .
ابتسم ابتسامته الجذابة وقال :
-أظن أني قد أشبعت غرورك وفضولك ياسامر و الآن الى الوداع .
استدار كارل وأدخل يديه داخل شعره وقام برفعه الى الخلف وغادر المكان كانت أميرة تنظر من خلف الستائر الى أخاها الذي كانت تنتظر منه أشارة أليها ولكنه لم يعطيها أي علامة وهذا الذي زاد قلق فهي تعرف جيداً بأن أخاها أذا لم يعطها أي شيء فمعناه بأنهما في خطر وأنه يجب أن يتصرفا بحكمة لاحظت أميرة أن سامر قد استقل سيارته ورحل فوجدتها فرصة مناسبة للأتصال بأخيها الغامض لم يرد أخاها على اتصلاتها بل اكتفى برسالة قصيرة أثارت غضب أميرة فقامت برمي الهاتف بقوة شديدة وأخفت وجهها بين يديها وانهارت على الارض باكية لم تعرف أميرة كم من الوقت جلست على هذه الحالة استفاقت من غضبها واتجهت الى غرفة الجلوس تقرأ كتابها المفضل ذات الطراز التاريخي والعاطفي قطع استمتاعها بكتابها رنة على الهاتف فأجأبت على الهاتف وأحست بالسعادة تغمرها فجأة :
-سامر لقد تأخرت كثيراً كنت قلقة عليك
-لاتبالي ياأميرة فأنا الآن أحدثك من المركز التجاري .
-المركز التجاري ؟! . قال لها سامر بلهجة تملؤها العطف والحب :
-بالطبع ياعزيزتي ، أنسيتِ ماطلبته مني ؟! . ثم أكمل يقول بعد أن كان يكلم البائع قليلاً :
-أميرة لقد وجدت العقد الذي تريدينه ولكن هناك ألوان عديدة فأنا لاأعرف مالذي تريديه بالظبط سوف أخبرك بالالوان ثم أردف يقول بعد أن ناقش مع البائع بأن يعرض له جميع الالوان الموجودة :
-أحمر ، أخضر، قرمزي ، فضي ، ذهبي .
-توقف أرجوك سامر توقف قلت لك .
-مالذي دهاك ؟ أأصابك مكروه ؟!
-أنا لاأستحق كل هذا التدليل أنا....أنا مجرد زوجة قذرة .
-أميرة مالذي تتفوهيين به ...أميرة ....أميرة ياألهي لقد أغلقت الخط مالذي حصل لها ؟! .
نظر ناحية البائع فقال محتاراً :
-يمكنك أن تعطني هذا اللون ، لآ انتظر أريد هذا اللون .
بدأ يشير الى عدة الوان حتى أبدى البائع استياءه وفي النهاية قرر سامر أن يأخذ العقد ذا اللون الفضي الساحر . استقل سيارته عائداً الى منزله وهو لا يكاد يكف النظر الى العقد وتأتيه أسئلة كثيرة هل هذا هو اللون مفضل لديها ؟ هل سينال أعجابها ؟ هل أنا صائب باختيار هذا اللون ؟! .
عندما وصل الى بيته قرع الجرس وهو ممسك بقوة بالصندوق الذي بحوزته فتحت أميرة الباب وعيناها منتفختان ووجها شاحب دخل سامر وصفق الباب خلفه فقال قلقاً :
-أميرة لقد كان تصرفك غريباً أأنت بخير؟! . لم ترد أميرة بل أكملت سيرها ناحية الغرفة ولكنها فقدت وعيها فأمسكها سامر وتهاوت بين ذراعيه أمسك سامر هاتفه وهو يطمئن زوجته بأنها سوف تكون بخير أكمل مكالمته ونقل زوجته الى الغرفة وحاول أن يوفر لها الراحة التامة ولكن حالتها بدت تسوء فقد بدا جسدها مصفراً كرر سامر مكالمته وهو يطلب من الاسعاف العجلة خلال دقائق سمع سامر صوت سيارة الاسعاف الحاد الذي يصم الآذان فلوَح لهم من الشرفة خرج شابان من السيارة أحداهما أشقر الشعر عريض المنكبين أبيض البشرة والآخر أسود الشعر شديد النحافة ذا بشرة داكنة وهما يحملان سريراً أبيض وضع سامر زوجته على السرير وهو يدعو الله بأن يشفي زوجته .
لحق سامر بسيارته سيارة الاسعاف وهو متوتر قلق بدأت الافكار الخبيثة الفاسدة تسيطر عليه وحاول التخلص منها ولكنّ لم يفد شيء على الاطلاق بدأ جسمه بالارتعاش وشعر بالخوف الشديد الذي يطلق عليه البعض الخوف القاتل تذّكر كلام أبيه عندما قال : هناك عاصفة على وشك الوقوع )) ففطن بأن هذه هي البداية بعد فترة وجيزة استطاع سامر أن يعيد القليل من الشجاعة لنفسه وقف أمام المشفى الضخم وبرجل مرتعشه دخل الى الداخل أثار مظهر سامر انتباه الاشخاص في الداخل وهو يلاحق الاطباء والممرضات وهم ينقلون أميرة الى غرفة الطوارئ جلس سامر على الكرسي في غرفة الانتظار منتظراً بفارغ الصبر وصول الطبيب أمسك أحدهم ذراع سامر لم ينتبه سامر الى وجوده فقال له :
-لماذا أرى سحابات الحزن والكآبة تظلك ؟! .
تنبه سامر الى وجوده ولكن لم ينقل بصره عن باب الغرفة التي أدخلت فيها أميرة فقال بشرود :
حصل شيء غير متوقع ، أنها الاقدار ياأخي . أستفاق من شروده فقال بدهشة :
-جابر؟!
-لقد تعجبت عندما رأيتك هنا
-ولكن قل لي كيف علمت بوجودي هنا ؟!
-لقد كنت قادم الى بيتك فلم أجد أحداً في الداخل فأخبرني أحدهم بأن سيارة الاسعاف قد كانت تنقل شخص من هذا البيت فأتتني فكرة خبيثة بأنه قد حصل لك مكروه ولكنّ الحمد لله أنك بخير على ماأعتقد بأن المصاب هو ..
-زوجتي . لم يستطع سامر مقاومة دموعه حوّط جابر ذراعه على كتف أخيه وقال :
-لايجب أن تبكي ياسامر أعرف بأنك تحترمها كثيراً ولكن ربما يكون هذا خير لك ولها .
كفكف سامر دموعه ونظر الى أخيه نظرة محبة صادقة وأرغم ابتسامته على الظهور بالرغم من الحزن الذي يعتصر فؤاده فقال بصوت ممزوج بالبكاء :
-كلامك يعطيني أحساس رائع بالدفء والقوة والصبر .
مسح جابر بمنديله دمعة كادت أن تخرج من عينيّ أخاه وقال :
-كما عهدتك دائماً سامر سريع البكاء .
-آه، لقد كنت مخطئ عندما قلت بأني أستطيع القيام بأموري من دون مساعدتكم أنتم سندي وذراعي ياجابر .
-لقد عاد سامر الطبيعي .
أبعد سامر ذراع جابر عندما رأى الطبيب قادماً نحوه كان طبيباً متقدماً في السن عظام بارزة وجسد نحيل وشعر أبيض قليل كانت أنباء غير سارة فهذا الذي لاحظه سامر عندما بدأ الطبيب متردداً بقول الحقيقة :
-سيدي يمكنك الدخول الى الغرفة فهذا أفضل .
تقدمه الطبيب فقدّم له كرسياً جلدياً وطلب منه الجلوس جلس سامر وهو في حماس شديد مما سيقوله الطبيب نظر الطبيب الى سامر من تحت نظارته فقال :
-أنا أحب أن أكون صريحاً مع المتعاملين معي سوف أقول لك باختصار زوجتك قد تسممت بسسم الماورفويين وهذا يدّخل في صنف الحبوب المنومة .
أراد سامر الكلام لكن الطبيب قال :
-أعرف مالذي تفكر به ، الحبوب المنومة لن تكون ضارة أذا أخذ منها الجرعة التي حددها الطبيب أما زوجتك لربما قد زادت من عدد الجرعات .
-ولكن أيها الطبيب ،زوجتي ليس لديها شيء كهذا
-حسناً أنصحك بفتح قضية في قسم الشرطة .
نظر سامر الى الطبيب نظرة فاحصة فقال بصوت منخفض :
-هل يمكنني زيارتها ؟!
نهض الطبيب من مقعده فقال :
-في الوقت الحالي لايمكنك زيارتها يمكنك أن تأتي غداً ووقت الزيارة لايستغرق 10 دقائق لأن حالتها لاتسمح لها بالتحدث كثيراً .
فقال بعد أن أرتدى معطفه :
-أعتذر لديّ حالة مرضية أخرى .
خرج سامر فوجد أخاه جابر بانتظاره أراد سامر الانسحاب ولكن جابر أرغمه على الذهاب الى المنزل الذي احتضنه منذ الطفولة بادر جابر سامر بالسؤال فقال :
-ماهي الحالة ياأخي ؟
-حبوب منومة
-نعم؟!
-جرعة زائدة من الحبوب المنومة هكذا قال . عضّ سامر شفتيه وقال بصوت مرتفع :
-أميرة لاتملك شيء كهذا . فغيّر من نبرة صوته فقال :
-نعم ياجابر أنا متأكد من أن هناك من يستهدفها فأنا أعرف زوجتي جيداً لا تستخدم هذا الشيء .
صمت جابر ولم يرّد جواباً وأثناء نظره من نافذة سيارته رأى كارل وهو يبتسم له ويلّوح له انتفض جابر غضباً واتسعت عيناه فقال بكل قوة :
-أنه هو ،أنا متأكد .
ملئت الحيرة والدهشة وجه سامر فقال :
-من هو؟! .
تلعثم جابر فقال بطريقة مربكة ومضحكة بعض الشيء :
-آه ، أقصد صديقي الذي وعدّني بوليمة على العشاء ولكنه لم يوفِ بوعده ياله من كاذب .
لم يقتنع سامر بأجابته فقال بلهجة مؤاسية :
-لربما كانت لديه أسبابه .
-ربما ياأخي ، لقد وصلنا في اللحظة المناسبة فأبي وتامر موجودان في البيت .
-هذا جيّد لربما هذا سوف يعيد لي معنوياتي وراحتي .
رحّب الاب بابناه فقال لجابر :
-كيف أصبحت الآن ؟
-الحمد لله أستطيع تحريكها كيفما أشاء ولكن لاأستطيع حمل الاشياء الثقيلة .فالتفت ناحية أخاه وقال بسخرية :
-معناه أنني معفو من دوري في التنظيف صحيح تامر؟! .
تقدم تامر ناحية أخاه وصافحه بقوة وقال بدهاء :
-لاتقلق لن تدوم على هذه الحال فأبي سوف يضاعف لك دورك في التنظيف أليس صحيحاً ياأبي ؟
-سوف أفكر في هذا .
-أضافة قانون لصالح تامر.
ضحك سامر فقال :
-يجب أن تعطيه أجازة مرضية ياأبي .
-حسناً من الذي يتكلم ؟! سامر ، لدي فكرة عظيمة مارأيك ياسامر أن تأخذ دور جابر في التنظيف الى حين شفائه من أصابته؟ .
-ماذا ؟ هذا ليس عدلاً ياتامر .
-لماذا ؟ أيها المحامي الشهم .
انتصب سامر جيداً فقال :
-أنا موافق على ذلك .
تفأجأ جابر ووالده من ذلك فقال السيد علي :
-مجرّد مزحة ياسامر ، هل أخذت الامر بجدية ؟!
تنهد تنهيدة تنم عن الراحة وقال :
-اعتقدت بأن هذا جدّي ياأبي .
-مابك يابني لاتفرق بين الجدّ والمزاح .
-أنا مشوش ياأبي ومرهق بسبب العمل فاليوم قد درست 18 صفاً وهذا ماسبب توتري الان .
وفي نهاية جلسة لطيفة أستئذن سامر من أسرته الانصراف لأن الوقت قد تجاوز الساعة العاشرة ويجب عليه العودة أمسك جابر بذراع سامر ونحاه الى جانب الباب فقال :
-هل ستعلم أبي بالامر ؟!
-لاأدري ياجابر أذا ساء الوضع سوف أعلمه بالوقت المناسب .
فتح سامر باب الشقة فقال :
-ليبقى سراً بيني وبينك ياجابر .
-نعم ، أعتمد عليّ ياسامر .
أغلق جابر الباب قأسند ظهره عليه فقال :
-عاصفة سوف تهب من كل الجهات . فأخرج القرص والكتيب وتأملهما فقال وهو يحدّث نفسه :
-أجنبي حقير ،شركة توظيف لقد استغل جهلي بهذا الامر ليتني سألت صديقي عامر قبل ما حصل الذي حصل وكأنه كان يستهدفني منذ وقت طويل .فأكمل بزهو وانتصار :
-ولكنه أسدى لي خدمة جليلة لن أنساها ماحييتت .
ابتسم لنفسه ثم غادر الى غرفته وهو يسترجع أحداث هذا اليوم لقد كان يوماً مليء بالاسرار بالنسبة له أنه الآن يملك سراً ولكن كيف يمكن أن يبوح به ؟ وبأي طريقة ؟ ولمن ؟ ومن هو الذي سوف يفهم مشاعره ؟ . أنه أمر محير هذا ماقاله قبل أن يغط في نوم عميق .

سرّ مقاطع الفيديو
انحنى سامر ليلتقط هاتف زوجته الملقى على الارض بأهمال وبدأ بتصفحه بحزن وألم ومرّت ذكرياته معها كنسمة هواء شدّ انتباهه ملف مكتوب عليه ((سيء جداً )) . ظّل متردداً لأنه اعتقد بأنه لربما كان شيء يخص العائلة ولكنّه مالبث أن وضع يده على الهاتف كانت عبارة عن مقاطع فيديو متنوعة وكان من ظاهرها يتضح وجه مألوف لديه أراد أن يسبر غوره فشاهد المقطع الاول فلم يكن هناك أي شيء فقط جولة في أنحاء المطبخ ولكنه لم يقتنع بذلك وهذا مادفعه لرؤية المقطع الآخر بدأت الصورة تتجلى كان هناك ظل واضح على نافذة المطبخ ظلّ شاب أو فتاة طويل جداً ممشوق الجسد أعاد سامر هذا الفيديو مرات عدّة فتنبه الى وجود فيديو آخر ضغط سامر زر التشغيل وبدا هذا الظل يتحرك فظهر أخيراً صاحب الظل تسمر سامر في مكانه وهو يتمتم بكلمات مصدومة :
-لاأصدق لا،لايمكن لاأصدق هذا . مستحييل أن يكون هو !! .
أسرع سامر الى المطبخ فوجد علبة فارغة من الاقراص المنومة موجودة في علبة زجاجية مكتوب عليها ((بهارات حارة)) بدأ سامر بتفحص العلبة ومقارنتها بالعلبة التي بهاتف زوجته كان هناك فارقاً بسيطاً هو اختلاف اللون ولكن هذا ليس يصعب على من عاشر الكتب أيقن سامر بأن الفاعل قد طلى هذه العلبة بعد أن انتهى من استخدامها ولكنه لن يخدع بهذه الحيلة الرخيصة جلس على كرسيه فقال :
-ولكن مالدافع وراء هذا ؟! وكيف تم تصوير هذه الاحداث لايعقل بأن يقوم الفاعل بتصوير نفسه لابد من وجود شريكاً معه .
هذه هي العقبة التي وقفت حائلاً بين سامر ووصوله الى الحقيقة أغلق سامر الهاتف فاغتسل وقام بمراجعة ماكلف به بالمدرسة والتشييك على امتحانات الطلاب ثم استلقى على سريره .
في صباح اليوم التالي تغيب سامر عن عمله وذهب الى بيت أخوته فانتظر الى أن خرج كل من تامر ووالده فصعد الى الطابق العلوي ومما يسر عليه المهمة قرب منزلهم من المصعد قرع سامر الجرس مرتين فأجابه صوت من الداخل :
-حسناً،أنا قادم .
فتح جابر الباب فقال متعجباً :
-سامر! ألا يجدر بك أن تكون في عملك الآن .
ردّ سامر بهدوء :
-كلامك صحيح ، ولكني تغيبت عن العمل .
فأكمل جابر :
-من أجل زوجتك صحيح ؟.
ردّ سامر بلهجة المعارض المنتصر :
-كلا ، من أجل أمر آخر . غمز لأخاه غمزة جعلته ينهض ويقول :
-سأعد لك بعض الشاي .
-لاحاجة لعمل ذلك فلقد احتسيت قليلاً منه في المنزل لا تعتقد بأني لاأستطيع عمل شيء بدون زوجتي بل أستطيع .
فشدد على الكلمة الاخيرة بكل قوة قطب جابر جبينه فقال :
-سامر ،أأنت بخير؟!
-أنا بأحسن حال ،جابر أنا .. شعر بشعور غريب منعه بالبوح بما كان يريد الأفضاء به فتدارك الموقف وقال :
-لقد خشيت ياجابر أن يعلم أبي بالأمر وبما أنك أخي الاكبر أردت بعض نصائحك .
-سامر أني أشك بصدّق كلامك .فغر سامر فاه وقطب جبينه وقال :
-ماذا تعني ؟!
-أعني بأنك أتيت من أجل أمر آخر .
نهض سامر فوقف بجانب النافذة فقال بصوت هادئ ومستسلم :
-أن لديك فراسة قوية ياجابر .
نظر سامر الى جابر بعين حادّة فقال بصوت غاضب :
-جابر ،أعني قاتل أنت مجرد ذئب ماكر رباه أبي وهو يرّد الجميل لنا فأردف بنفس اللهجة :
-أنت ،لقد غرت مني .
توقف ولم يستطع أن يغلب دموعه فجثا على ركبتيه فقال بنبرة حزينة وغاضبة :
-لماذا ؟! لماذا؟! قلي لماذا؟! ، أنا أحترمك وأحبّك كثيراً ياجابر وفي النهاية أكون مجرّد ورقة في مهب الريح فسر لي لماذا فعلت ذلك ؟! لماذا؟! ألا تستطيع الاجابة ؟! تكلم قل شيئاً .
لم يحرّك جابر ساكناً بل اكتفى بأغماض عينيه وبسمة خفيفة على شفتيه نظر أليه سامر بكراهية فقال :
-في هذه الحالة لن أكون متعاطفاً معك أبداً سوف أعطيك اختيارين أما أن أرفع عليك قضية في المحكمة ودليلي القاطع مقاطع الفيديو .
اتسعت عيني جابر عندما سمع هذه الكلمة فنهض بقوة وقال :
-أين وجدت هذه المقاطع ؟!
-لاشأن لك
-سامر ، أن لدي الشجاعة الكاملة لألوث يداي بدمائك الطاهرة من الذي أعطاك أياها ؟!
-لقد سجلت في هاتف زوجتي ولم يعطني أياها أحد لربما كان شريكك قد خانك صحيح ؟! .
جلس جابر وطلب من سامر الجلوس نفذ سامر رغبة أخاه فجلسا متقابلان بجانب الشرفة فبدأ جابر الكلام فقال :
-حسناً ياسامر ، أودّ أن أسالك سؤال : كيف حصل هذا ؟! ، كيف ؟! أذا كنت أنا من سمم زوجتك ووجدت الدليل بهاتفها قلي كيف ؟! كيف حصل هذا ؟ أذا كانت زوجتك تعلم بأن أحداً سوف يسممها فأنها سوف تحذر من ذلك أو تتصل بالشرطة أو تخبرك بهذا أليس هذا منطقياً ؟! .
هز سامر رأسه موافقاً فاسترسل جابر بالحديث قائلاً :
-أذن أنت معي ، أنا متأكد من وجود أحد أثناء حصول هذا الحادث الاليم .
قال سامر بعد أن جلس بجاور أخيه :
-ولكن! هل كان ذلك الشخص هو نفسه الذي سمم زوجتي ؟!
-نعم ، أنا متأكد من ذلك .
-وبالنسبة للذي في المقطع لقد كانت صورتك أنت هل تعترف لي بأنك فعلت ذلك ؟!
-فعلت ماذا ؟!
-سممت زوجتي بالطبع ، انصت اليّ أنا أعرفك جيداً فأنت تحاول التهرب من هذا الموقف لن أرجع في قراري أبداً لا تعلب الآن دور المحقق الذكي أنت من فعل ذلك
-سامر أنت مجرد طفل كبير لايفقه شيء
-ماقصدك ؟
-أنت لاتعرف أي شيء العاصفة العاصفة قادمة وأنا أول ضحاياها وأنت التالي
-ماخطبك ؟! ماهذا الكلام الذي تهذي به ؟! .
شبك جابر أصابعه وقال :
-زوجتك ؟!
-زوجتي ؟
-نعم، هي أول ريح تهب علينا ولكنها تنذر بأنها سوف تخلف وراءها الكثير من العواصف التي لن ينجو منها الا القليل .
رفع سامر يده فصفع أخاه صفعة أدّت الى نزول الدم من فمه وبعض الجروح الطفيفة على خده ثم رجع الى صوابه وقال بكل هدوء :
-لو أن أحد غيرك فعلها لكان الآن في عداد الموتى .
وضع سامر يده على زجاج النافذة فقال :
-اخرس لاأريد سماع المزيد .
نهض جابر وألقى بهدوئه جانباً وأخرج وجه الشرس وقال :
-مالذي تعرفه أنت ؟ لقد استغلت نبل أخلاقك لتجعلك تواجه العواصف بمفردك لماذا تشك بي أنا ؟ لماذا ؟ لربما هي من سممت نفسها حتى لاتواجه أعينها المتقدتان شراً المحكمة وترأى حبل المشنقة منصوب أمامها أنها ليست بالزوجة الصالحة أبداً فقاطعه سامر قائلاً :
-اكتفيت من سماع هذا . ثم أردف يقول بعد خلع قبعته :
-مالذي يجعلك تقول هذا ؟ مالدليل ؟ هيا أجبني .
بدأت يداه ترتعشان كيف له أن يخبره بهذا ؟ كيف يبدأ معه ؟ لم يدري مالذي سيقوله أمسك مقبض الباب وأداره عدة مرات فأدار وجهه ناحية الباب فقال بصوت ممزوج بالبكاء والألم :
-لاأعلم ، لماذا لاتسألها ؟
ثم ولى خارجاً بعد أن جعل سامر يدوم في دوامة أفكاره وكلآمات جابر ترن في أذنه وتوقع صداها على قلبه خرج جابر وأبقى في قلب أخاه جرح غائر فقد أحس سامر بالخجل والحزن على أخاه فهو لم يصنع مثل هذا من قبل ولكن ماأثار حفيظته هو كلام أخيه عن زوجته بقيت علامة استفهام عظيمة قابعة في عقله لايدري متى تمحى ؟ كان هاتفه يرن ولم يعره اهتماماً في هذه الاثناء تذكر سامر كلامات زوجته الاخيرة بدأ يسأل نفسه عدة أسئلة هل كانت تفقه ماتقول ؟ هل قالت ذلك بعد أم قبل أن تسمم ؟ مامعنى قولها ((أنا زوجة قذرة)) هذا يؤكد صدق جابر تماماً لا لا لقد كان صوتها مختلفاً لربما لم تكن هي قفز من مقعده فقد تذكر شيئاً ما أمسك بهاتف زوجته وتوقف عند المقطع الاخير فقد كان يظهر ساعة الحائط بكل وضوح كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف بينما أجرى سامر مكالمته مع زوجته الساعة الثامنة وثلاث وثلاثون دقيقة 3 دقائق حتى تفاعل الجسم مع المنوم .رن هاتفه مجدداً فتعمد عدم الرد عليه فقال وهو يحدث نفسه :
-لم تكن زوجتي من تحثت معي لم تكن هي وأنا واثق من هذا لقد تسممت قبل ذلك ولكن من هي التي استقبلتني ؟هل من المتوقع بأنها استبدلت ؟ ولكن كيف ؟ لقد كانت هي يكاد رأسي أن ينفجر .
أرسلت رسالة الى هاتفها كان مفادها بأن كارل قادم الى المنزل استعد سامر الى لقائه فهو بالرغم أنه قد تشاجر معه في الامس ألا أن قلب سامر يتسع لكل شخص .خلال دقائق فأذا بجرس الباب يرن بطريقة هادئة ومتناغمة وكأن صاحبها كان يقصد هذا فتح سامر الباب فَقْدِم له صندوقاً مغلفاً بلون وردي وأبيض كتب عليه ((من أجلك فقط )) . أمسك سامر الصندوق فابتسم له كارل وقال :
-أوه سيد سامر اعتقدت بأنها أميرة صباح الخير سيدي
-صباح الخير ، تفضل بالدخول رجاءاً . دخل كارل المنزل ونزع حذاءه برفق وتلك الابتسامة الرقيقة لاتفارق شفتيه انحنى السيد كارل لألتقاط صورة سقطت منه وجلس على المقعد بكل تواضع وقال :
-ألا يجدر بك أن تكون بعملك ؟! . ثم التفت يمنة ويسرة وقال :
-آه لقد افتقدت شيء لطالما اعتدت عليه .
-أنها في المشفى .
-في المشفى؟ مالذي جرى لها ؟
-لقد سممت بسم الماروفيين
-يااه ،كم هذا فظيع وماذا قالت الشرطة ؟
-لم أخبرهم بالامر لأني ... توقف عن الكلام وقال محاولاً التملص من الاجابة :
-أنا آسف عما جرى ليلة البارحة فلابد من العراك أحياناً فضحك بطريقة بلهاء فقال :
-أليس هذا صحيحاً ؟ .
هز كارل رأسه برفق فقال :
-كيف تسير الامور ؟
-أمور ماذا ؟
-صحة زوجتك
-لم أزرها كنت أنوي زيارتها الساعة السادسة .
-ولم لايكون الآن ؟!
-لآنني متعب وأحتاج الى الراحة .
-أنا آسف لقد أتيت في وقت غير مناسب .
-لا، ليست غلطتك
نهض كارل فقال :
-سوف أغادر .
أمسك سامر بكلتا يديه فقال :
-لآ ، لآيمكنك المغادرة أبقى هنا فأنا أحتاج الى أنيس .
-أنا سوف أغادر أذا لم تذهب الى سريرك وتخذ قسطاً من الراحة
-كارل ؟
-نحن أقرباء ياسامر لاتخجل مني ياعزيزي .
استسلم سامر واتجه الى غرفته التفت كارل ناحبة النافذة فقال بصوت ماكر :
-يمكنك الخروج أيها الجرذ الصغير .
خرج من وراء الستار رجل نحيل داكن البشرة قصير القامة يملأ وجهه الكثير من الاثاليل وبعين واحدة عسلية اللون وقف مقابلاً السيد كارل صفق السيد كارل بيديه النحيلتين صفقة خفيفة فخرج من جميع الستائر 6 شباب يلبسون السواد متقاربون في السن والشكل أيضاً نظر أليهم كارل وقال :
-أبحثوا هنا جيداً لقد قال لنا بأنه في مكان ما بهذه الغرفة لاتصدروا أصواتاً مزعجة أهذا واضح ؟! .
التفت الى الرجل الصغير وقال :
-لقد أحسنت فعلاً يمكنك الانصراف الآن .
انصرف الرجل فأمر كارل أحد رجاله باللحاق به والتخلص منه فوراً .
كان الرجال منهمكون في البحث أما كارل فلقد أسرع الى المطبخ ليعدّ الغداء للامير النائم في الاعلى كانت ساعة كارل الذهبية تحوي على جهاز مراقبة وُصل الى غرفة سامر كانت الساعة تشير الى الثانية عشر عندما انتهى كارل من أعداد الغداء دخل الرجال الى الداخل فتقدم شاب جميل الشكل مهيب الطلعة أحمر الشعر ذا عينان شديداتا الزرقة وبشرة بيضاء اللون انحنى انحناءة بسيطة وقال :
-لقد فتشنا كل مكان ياسيدي بقي مكان لم نفتشه .
نظر أليه كارل وابتسم ابتسامته المعتادة فقال ::
-غرفة سامر ؟
-نعم ياسيدي
-هل وجدتم أي شيء مهم ؟
-كلا ياسيدي
-حسناً يمكنكم الانصراف سوف أتكفل بالباقي .
قبل أن ينصرف الرجال دخل الشاب الذي أمره كارل بالتخلص من الرجل بسرعة شديدة فأمسك بذراعي كارل وقال بلهجة خائفة :
-سيدي سيدي ، ذلك الرجل نعم ذلك الرجل أنه من عائلة السيد علي .
دفعه كارل الى الخلف فقال بلهجة ساخرة :
-لقد رتبنا كل شيء بقي أمر واحد يرجى تنفيذه بعد انصرافي .
ارتدى معطفه وحذاءه ثم انصرف معطياً لرجاله عملية البدء كان يمشي بهدوء ولكنّ عقله بحاجة الى ترتيب كان كارل يعلم بأن هناك من يتبعه حالما وصل الى المطعم طلب وجبة للشخصين جلس كارل على مقعد بجانب النافذة واتجهت عيناه الى ناحية شاب كان يرتدي معطفاً أسود وقبعة سوداء تغطي ملامح وجهه تقريباً نهض كارل فوقف خلف ذلك الشاب فمال أليه وقال :
-لاداعي للتخفي فلقد عرفتك ياصديقي وكما أقول لك دائماً أنت تحتاج الى الخبرة ياصديقي .
أدار وجهه ناحية كارل فأراد أن يشوه وجهه لكن كارل قفز الى الخلف بمهارة فأخطاته قبضة ذلك الشاب عاد كارل الى مقعده فشرع بتناول طعامه فأقبل ذلك الشاب وجلس قبالته ولكنه لم يمس أي شيء مما قدمه أليه كارل انتهى كارل من تناول طعامه ورفع رأسه اتجاه الشاب الساكن الصبور أحضر النادل مشروبان أحدهما بالمانجو وآخر بالموز خلع الشاب قبعته فصاح كارل متظاهراً بالغباء :
-أوه جابر لقد أصبحت أجمل لقد طال شعرك وأصبحت طويلاً ووسيماً .
-أسمعني ياكارل لم أعد أتحمل فأردف بعد أن أبعد المشروب عنه قليلاً :
-مقاطع الفيديو لك يد فيها ؟
مقاطع الفيديو عن ماذا تتحدث ؟ هل أصبحت مخرج لأحدى الافلام وأنا لاأعلم كما ....
قاطعه جابر بعد أن ضرب بيديه على الطاولة :
-لاتتظاهر بالغباء أنت تعلم ماأقصد
-ولكنك مشترك ،فهل سوف تبلغ عني ياصديقي؟
-كلا،لن أفعل .
-أما أنا فبستطاعتي فعل ذلك
-لايحق لك فعل ذلك .
-لاتنسى بأنها أختي .
رشف كارل رشفة من العصير فقال :
-مالدليل الذي يوضح بأنني مسجل المقاطع ومصورها ؟!
-من غيرك سوف يفعل هذا . فأردف يقول :
-وكيف علمت بأمرها ؟ وماهو دليلك الذي يوضح بأني أنا الفاعل ؟
-اخاك سامر من أخبرني في هذا الصباح أما سؤالك :كيف علمت بأنك الفاعل ؟ هذا سهل ياصديقي .
عدّل من جلسته فقال :
-أنت الوحيد الذي يعرف عن أميرة هذا السر وأنت الوحيد الذي كنت متواجداً أثناء تناولنا الغداء وهذا هو الوقت الذي بدأت بتفيذ خطتك به وغيرت الساعة وبعدما ذهبنا أرسلت لك رسالة قلت لك بها بأنه لاداعي للتمثيل ففكرت بعمل هذا والتظاهر بأنك أميرة ولكنّ أميرة قد فطنت لذلك فحاولت مقاومتك والتغلب عليك ألا أنك خدعتها بحبات الشكولآته التي تحبها فحصل الذي حصل !!
أخفض صوته وأغمض عينيه فقال :
-ألست محقاً ؟أما أن هناك خطأً ؟ .
هذا الصوت الهادي المرعب جعل جابر يرتعد ويتجمد في مكانه وتصطك أسنانه وتتسع عيناه من شدة الخوف محدقاً في عيني كارل الهادئتان المبتسمتان .
نهض كارل وألقى على الطاولة بعض النقود وقال بصوته الهادئ :
-لقد دفعت ثمن الطعام لأنك لم تستلم راتبك الشهري حظاً موفقاً .


قراء ممتعة للكل ^^"

سأنهي جميع الفصول اليوم ..لأني سأغيب هذا الشهر ويبدو بأنه للأبد ^^"
__________________
/