عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 11-09-2013, 10:49 AM
 
الفصل الخامس "الحقيقة المؤلمة ...دم آخر "


سر البرّيق
شبك أصابعه وبدأ بهز رأسه برفق وهو يحاول التفكير والتركيز جداً لقد بدأ منهمكاً بالتفكير فاستوقفه لمعان قوي أسفل سريره اضطجع على بطنه فأدخل يده محاولاً التقاطه ولكن محاولاته قد باءت بالفشل فاتجه ناحية عصا كانت مرتكزة بجانب النافذة وأدخلها أسفل سريره محاولاً أخراج ذلك الشيء البراق ولكن يده حبست في الداخل شدها بأقوى مالديه ولكن بلا جدوى حاول خمس مرات فاستطاع أن يزيحها مسافة قليلة كان ذهنه مازال مشدوهاً بذلك الشيء القابع أسفل سريره أزاح العصا باتجاه فاستطاع أن يمسكه وشدّ العصا بطرف يديه واطلقها بسرعة هائلة فقفز ذلك اللمعان الى داخل خزانته لم ينتبه الى يده التي احمرّت بدأ يشعر بالالم بقوة فصرخ بأعلى صوته :
-تاااااااااااااااااااامر الحقني تكاد يدي أن تنقطع تااااامر أرجوك .
في الغرفة المجاورة كان تامر يستعد الى أخذ قيلولة صغيرة ولكنه أرهف سمعه جيداً فنهض مسرعاً لتلبية نداء أخاه فتح تامر الباب فهاله مارآه دم ينزل بغزارة من يد أخاه الذي كان فاقد الوعي تقريباً رفع تامر بمساعدة من والده الذي قفز بدوره الى المكان السرير فأسرع تامر بأخراج يد جابر فقال وهو قلق :
-جابر أرجوك أجبني هل أنت بخير؟!
وبصوت ضعيف :
-أنا بخير .وبدا صوته يخف تدريجياً . قال السيد علي بلهجة تحث على السرعة والعجلة :
-يجب أن نوقف هذا النزيف . ثم أردف يقول : أسرع يجب أن ننقله الى أقرب مركز صحيّ داخلي أسرع ولآتبطأ لقد تهشمت يده بطريقة مروعة .
أمسك تامر بجابر من الجانب الآخر والسيد علي بالجانب الذي يليه فوضعاه برفق في السيارة وبخفة ومهارة من تامر استطاع أن ينقله الى أقرب مشفى وهناك تلقى العلاج المناسب وبعد ساعات دخل تامر وسامر والسيد علي الى غرفة جابر فأطمأنوا على صحته فبادره والده بسؤال متوقع :
-مالذي أدخل يدك الى الداخل؟!
-لقد سقط مني شيء الى الاسفل فأردت أخراجه . فضحك بطريقة بلهاء ممزوجة بالخجل والاخراج فهز والده رأسه بلطف فأحس جابر حينها ببعض التدليل والعطف وكأنه طفل يبلغ السنة الخامسة من عمره تجاذبوا أطراف الحديث ولكنّ ماشد انتباه جابر هو كلام سامر عن ضياع خاتم زوجته الثمين لايدري ماهو الموضوع الذي جرى للخوض في هذا الشأن لقد قال :
-قد أضاعته ليلة البارحة ولكنني لم أقتنع بالطريقة التي أضاعته بها لقد قالت بأنها أضاعته أثناء أرتدئها ملابسها كما أن مقاس الخاتم على يدها عجيب حقاً !! .
فسأل جابر باهتمام :
-هل خرجت زوجتك ليلة البارحة من البيت ؟! .
أبدى الجميع دهشته وخاصة سامر من سؤال جابر فأجاب بكل ثقة :
-أنا أثق بزوجتي فهي لاتخرج من تلقاء نفسها !!
-أين كنت ليلة البارحة ؟!
أجاب سامر بلهجة يشوبها بعض الغضب :
-مابك جابر؟! أنك تتفوه بكلمات خرقاء ولكن سوف أجيبك لقد كلفني مدير المدرسة بحصة مسائية لطلاب الصف العاشر بسبب غياب معلمهم ولتأخرهم أيضاً في المنهج .
حك جابر ذقنه ذقنه بشك بأمر زوجته فأمر ذلك الشيء البراق لايستبعد بأن يكون خاتماً أذا كان كذلك فأنه يجب أن يختلق عذراً مناسباً لمغادرة المشفى . في هذه الاثناء دخل الطبيب المشرف على علاج جابر فلقد أبدى جابر مواصفاته بأنه أسمر الوجه قصير الشعر ذا عينان بنيتان متكز الانف طويل القامة ذا جسد ممشوق وسترة ناصعة البياض فقال بمرح :
-أنه يستطيع أن يأكل بشراهة الآن .
فتوجه نظر جابر أليه فقال بفرحة بالغة :
-أأستطيع الخروج من المشفى ؟!
فرمقه كل من في الغرفة باحتقار فأجاب الطبيب خالد موافقاً لرغبته :
-بالتأكيد يمكنك ذلك .
أمسك جابر بيد سامر وهو يقول :
-سوف أجد خات... أقصد سوف أخرج من المشفى .
أبدى الجميع دهشتهم البالغة أزاء تصرفات جابر حتى الطبيب ضحك بصوت منخفض فهذا التصرف تصرف طقل ليس شاب كبير ((أنه لأمر يدعو الى الضحك )) هذا ماقاله الطبيب وهو يهم بمغادرة الغرفة .
في اليوم التالي استيقظ جابر مبكراً فنظر الى الغرفة نظرة مودّع وكانت تلك الليلة آخر ليلة له هنا بالرغم أنه لم يمض كثير من الوقت في المشفى ولكن كان هذا تفكيره الغريب أدخل حاجايته الى حقيبته البنية المستطيلة الشكل أحس بفرحة كبيرة تغزوه لم يعرف مصدرها ألا أنه كان بالحيوية والنشاط ومعنويات مرتفعة لم تكن هذه من عادته .
-هل غيرت حياة المستشفى صفاته أما أنه استعمل جرعة أضافية من الادوية . هذا ماقاله الطبيب خالد عندما قدّم الى رؤية مريضه ولكنه تفأجأ بأنه يمشي في الساحة الخارجية للمشفى لأتمام أجراءت خروجه في المبنى المجاور أطلق الطبيب خالد ساقيه للرياح فاستطاع امساك ذراع جابر بقوة فقال وهو يلهث بقوة لمحاولته للحاق بالسيد جابر :
-بهذه السرعة .فأخذ نفساً عميق وقال :
- تغادر المشفى أمرك عجيب حقاً أنت أغرب مريض في المشفى . فضحك وقال بعد أن رأى تجهم وجه جابر :
-لآتأخذها على محمل الجدّ .
فقال جابر بمرح :
-وأنت أغرب طبيب في المشفى ثم أردف يقول :
-طبيب يلاحق مريضه ليودعه قبل مغادرته غريب حقاً !! . فالتفت كل واحد منهما الى وجه الآخر فتمتما :
-غريب غريب .
فبدأأ بالضحك تدريجياً فمدّ السيد جابر يده لمصافحة السيد خالد فصافح السيد خالد يد جابر بحرارة وقال :
-لربما سوف نلتقي في يوماً ما . فأكمل جابر : يوماً ما .
وغادر كل واحد منهما الى طريقه . أراد السيد جابر الصعود الى سيارته ولكن يد أمسكت بذراعه برفق لم تكن هذه الطريقة بغريبة عليه فاستدار الى الخلف فصرخ بصوت مرتفع :
-شيغو أقصد السيد شيغو .
فابتسم السيد شيغو وقال بطريقة مهذبة :
-نادني شيغو وليس السيد فنحن متقاربان في السن أودّ سؤالك ياصديقي .
فانتصب جابر ووضع ذراعه على باب سيارته وقوّس ظهره قليلاً وقال :
-لم لآ ؟؟
فقال السيد شيغو بلهجة انكليزية متقنة وجديرة الاعجاب :
-لمَ أنت هنا ؟ أخبرني عن التطورات ؟! هل وجدت القرص والكتيب فأنا متشوق لذلك .
Why are you here ? tell me about the developments and you found the disc and the booklet? .
-لقد كنت هنا أتلقى العلاج .
ففغر شيغو فاه وقال بطريقة تدل على الاشفاق :
-ولمَ؟ هل أصبت بمكروه ياصديقي ؟
-نعم .
فأراه يده المجروحة وأخبره بكل ماجرى له بطريقة رائعة جداً واصفاً شعوره في كل لحظة قضاها في المشفى وهذا ماأثار أعجاب السيد شيغو لجابر فهو متقن لأداء كل الادوار فتوقف جابر ليشير أليه بالمتابعة ولكنه أصرّ على التوقف ممادفع السيد شيغو لسؤاله :
-أهناك أمر مقلق ياصديقي؟! .
-نعم ياشيغو لقد روى لي سامر عن قصة اختفاء خاتم زوجته .
فأدرك السيد شيغو الى مايرمي أليه المتحدّث البارع في سرد الاحداث فقال :
-أنت تظن ؟
-أبداً ياشيغو لايمكن أبداً أن تكون هي من سرقته
-ولم لا ياصديقي ؟
فأجاب بلهجة يملؤها الحيرة :
-لأنه لن يسمح لها سامر بالمغادرة ألأ بأذنه كما أنها فتاة محترمة لربما كانت مجرد مصادفة .
-أنك صادق المشاعر يا جابر فأنت لاتجرؤ على الشك بزوجة أخيك .
-ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني ؟!
بعد فترة من الصمت قال السيد شيغو بكل برود :
-لتأكدت من ذلك فالكثير من النساء يخفين وجوههن الاخرى ويستخدمنها في أوقات الشدة .
هز جابر رأسه ايجاباً وقال :
-شيغو هل أنفذها ؟ وأتأكد من من أمرها ؟! أممممم لقد أقنعتنني بكلامك .
-بطريقة غير مشككة .
-أعطني من بنات أفكارك .
-حسناً يمكن التفكير بطريقة . فقفز من مكانه وقال :
-قد يضطر المرء الى عمل أمور فظيعة .
-فظيعة؟!
--مثال كأن تجثو على ركبتيك وتلصق عينيك بثقب الباب
-أوافقك الرأي
-أذا فهمت ماأرمي أليه
-أتقصد ؟
-هذا ماأقصده يجب أن تتسلل الى الداخل وتتأكد من الامر .
-الى الآن لآأدري أذا كان خاتماً أم لا ؟
-بعد أن تعرف ماهية الشيء .
وأذا أُكتشفت ، أني أحتاج الى الخبرة . فغمز له غمزة فهم معناها فخلع السيد شيغو قبعته وقال :
-فهمتك سوف أساعدك .
-آه شكراً لك ياصديقي .
استدار السيد شيغو الى الخلف فلوح بيده الى جابر بقي جابر ينظر أليه الى أن غاب عن بصره فاستقل سيارته واتجه الى البيت .

حقيقة السيد شيغو

في حدود الساعة التاسعة وصل الى البيت كان البيت فارغاً بسبب ذهاب كل فرد الى عمله لم يكن في البيت سوى جابر قال وهو يحدث نفسه :
-بقي القليل حتى يأتي أخي سامر يجب أن أنجز كل شيء .
أنجاز عمل دون تخطيط مسبق لاينجح أبداً لذلك كان لابد من التخطيط حتى ينفذ كل شيء أخذ حزمة من الاوراق وقلماً سائل فاختار له مكان بعيد عن النافذة ليدون ملاحظاته من دون أي أزعاج خارجي . فتح خزانته وأخرج كل مافيها فخاب ظنه وبدأ الشك يتسرب الى قلبه فوجد نفسه يتمتم بكلمات غريبة :
-زوجة سامر سارقة أم فرد من عصابة ؟ . هز رأسه محاولاً طرد الشكوك فقال :
-لايمكن ،كيف؟ هذا لايعقل !! . فابتسم بطريقة مضحكة وقال :
-ماهذا الذي أتفوه به ؟! ولم لا ياجابر؟! اتصل بأخاك وأسأله ماأذا كانت زوجته قد وجدت خاتمها .لآ ماهذا ؟ يجب أن أجدّ فكرة أذكى .
بعد دقائق سيطرّت عليه فكرة الاتصال على أخاه وسؤاله قام بسحب هاتفه من جيبه بدا متردداً في البداية ولكنه استجمع قواه فظغط على الرقم ولكنه مالبث أن أغلقه لأنه سوف يكون أحمقاً بسؤاله هذا تارة يفصل وتارة يغلق وفي النهاية نفذّ ماعزم عليه فأجاب عليه سامر بطريقته المرحة :
-أهلاً بطفلنا المدلل كيف تشعر اليوم ؟
تلعثم في أجابته فسأل أخاه بطريقة خرقاء :
-هل وجدت زوجتك خاتمها ؟
استغرب سامر من هذا السؤال الغبي فرّ ببرود :
-نعم ، لقد وجدته .
فأجاب جابر بالطريقة الخرقاء نفسها :
-لقد كنت قلقاً .
فأصدر سامر ضحكة عالية فبادره جابر نفس الشعور انتهت المكالمة بأخطاء جسيمة لم يدركها جابر ألا بعد مكالمته للسيد شيغو فلقد بيّن له السيد شيغو بأنه قد ارتكب خطأً كبيراً بالسؤال فجأة عن الخاتم ولكن هذا لايثبت بأن الامر قد انتهى فالقرص والكتيب مفقودان . هبطت معنويات جابر قأراد التقابل مع السيد شيغو ولكنه مشغولاً هذا اليوم وضع رأسه بين كتفيه وأحس بأنه يمشي في طريق مليء بالاشواك لانهاية له .تنحى جانب النافذة عندما رأى فتاة غريبة تدخل الى داخل المبنى وهي ممسكة بحقيبة حمراء اللون كانت فتاة صغيرة يناهز عمرها الثلاثين ذات شعر كستنائي وعينان بنيتان وجسد يشبه الاجاصة وتغطي كتفيها بطرحة سوداء اللون كانت تمشي بطريقة واثقة أو بمعنى آخر مصممة وكأنها تنوي فعل شيء ما اخفض جابر رأسه واستلقى على سريره واليأس يكاد يقتله لم يكن لديه أملاً بأنه سوف يجد القرص والكتيب ليستقبل وظيفته التافهة كما أسماها سوف يعود كما كان شاباً عاطلاً عن العمل استسلم للنوم فأرخى جسده وغطا راسه بكتاب كان موضوعاً فوق طاولته استيقظ على صوت بلبلة في الخارج ففتح نافذته ليرى ماحصل
-آه مجموعة من الاطفال يتشاجرون لأسباب تافهة . هذا ماقاله عندما كاد يهم بأغلاق النافذة ولكنه غير رأيه فجأة عندما لمح بالاسفل بريقاً مشابه لذلك البريق الذي لايمكن أن ينساه .
ارتدى معطفه وقبعته فنزل الدرج بخطوات سريعة وهو يدعو الله بألا يكون الاطفال قد ذهبوا وصل الى البوابة وكان الحظ يبتسم له مازال هناك طفلان يتشاجران عليه كان لابد من حيلة ليحتال بها فسنحت له الفرصة لايجاد الوسيلة المناسبة عندما سمع أحد الاطفال يقول :
-سوف يحكم بيننا أول شخص يمر بنا . مر جابر من عندهم وهو واثق كل الثقة بأنه هو من يحكم ولكن كان هناك شخص قد سبقه أنها تلك الفتاة الغامضة ذات الثوب الاسود . أدار جابر رأسه عندما نظرت أليه الفتاة بطرف عينيها فأشأرت أليه فاتجه الطفلان الى السيد جابر فقال له أحدهم بلهجة طفولية :
-أن تلك الفتاة قالت بأن هذا الخاتم يخصّك وقد رأتك وأنت تركض في الدرج بسرعة تدعو الى الضحك فلا بد أن هذا الشيء مهم بالنسبة لك خذه أيها الشاب لايحق لنا أخذه بعد أن وجدنا صاحبه . لم يتفوه جابر بكلمة بل اكتفى بابتسامة صغيرة وغادر المكان وهو ينظر الى الخاتم نظرة المنتصر ولكن ماأشعره اليأس وفقدان الامل وجود خاتم آخر التفت يمنة ويسرة فالتقطه بحذر نظر الى ساعة يده فقال :
-لقد خططت للامر، أن سامر لم يعدّ الى البيت بعد يمكنني تنفيذ ماعزمت عليه .
استقل سيارة أجرة بدلاً من سيارته حتى لن يكون هناك مجالاً للشك طلب من السائق أيصاله الى شارع East Ham كان قلبه يخفق بشدة وينتابه شعوراً بالخجل تارة وشعور بالانتصار تارة أخرى وصل الى المكان المطلوب فدفع الاجرة للسائق فمشى عبر الازقة الى أن وصل الى مراده .
يقع بيت أخاه في الطابق الثالث لن يستطيع أحد أن يراه وهو يتسلق الى المكان لأن هذا المبنى منعزل كما أن العيش فيه رائع فلا أصوات سيارات طائشه ولا موسيقى صاخبة ولا منزاعات دائمة كانت النافذة المطلة على الشارع مغلقة أما النافذة المطلة على المباني المهملة فهي مفتوحة تسلقها بكل حذر فنظر الى داخلها فلم يجد أحداً في الداخل أغلق الباب من الداخل فنظر الى الغرفة نظرة دقيقة لم يكن يعرف بأن أخاه قد اختار الاثاث بدقة فائقة وعناية شديدة تبدو وكأنها من الغرف الملكية غرفة مرتبة ومزينة بالادوات الجميلة التي تبهر الناظر أليها .
-هل أعجبتك كثيراً ؟! .
أحس جابر بخوف شديد فارتعشت يداه فلم يستطع الحراك وكأن هناك قوة خفية تسيطر عليه أدار رأسه فتجمد في مكانه عندما رأى بأنه السيد شيغو .
-كيف وصلت الى هنا؟ وكيف عرفت المكان ؟
-من السهل على المرء أن ينتحل شخصية أمرأة وسائق أجرة
-ماذا ؟ لايمكن .
-من المتوقع حصول هذا . فكّر ياصديقي جيداً أين يمكن أن تخبأ تلك الفتاة المجوهرات أنت تعلم بأن النساء شديدات الحرص على حليهنّ الثمينة سواءً بسعر رخيص أو غالي الثمن .
-حسناً من المتوقع بأنها وراء هذه الجدران أو داخل هذه الخزانات العملاقة . ضحك ضحكة غير مسموعة فقال :
-مازال تفكيرك طفوليّ لسنا في مغامرات سندباد أو ماشابه أن مايحيرني وجود هذه الكميات الزجاجية هنا ولمعانها من بعيد وانتهاء لمعانها عند الاقتراب منها الى مايوحي ذلك ؟
-غير مفهوم
-تحتاج الى الخبرة ياصديقي اكتشاف هذا ليس بالامر الصعب .
لم يتعاطف عليه حتى يخبره بهذا فلقد أبقى السيد شيغو الاجابة لجابر استمر جابر بالبحث وعيناه تراقبان السيد شيغو جيداً بدقة ابتسم السيد شيغو فقال :
-لماذا كل هذا البحث ليس لديك الكثير من الوقت فحتماً سوف يأتي أخاك .
-أنت لم تخبرني عن مكانهن وأنا بحاجة أليها كما أنني أبحث عن شيء آخر .
-القرص والكتيب؟
-بالطبع ياسيد شيغو .
فقال السيد شيغو بلهجة تحتوي طياتها على المكر والخداع :
-ولكنك لم تتأكد بعد فكيف تبحث عنهما ؟ أما أن الشك قد اشترى بقعة في قلبك ؟!
تابع جابر البحث ولم يهتم الى ماقاله السيد شيغو همس السيد شيغو في أذن جابر بكلمات جعلته يرتعد ويتجمد في مكانه فتكلم السيد شيغو بلهجة ساخرة :
-لا تقلق سوف أدلي لك حبل النجاة أّذا مااتبعتني .
كشرّ السيد شيغو عن أنيابه فأصبح جابر فريسة يسهل اصطيادها فقال بلهجة الملك الآمر :
-لن تفلت أبداً ياشيغو وأنا سأحذر أخي من زوجته هذه .
-ولكن من الطبيعي ياعزيزي أن يسألك أخاك ((كيف عرفت بذلك )) .فهل سوف تقول له تسسللت الى بيتك واكتشفت ذلك . ثم أردف يقول :
-حتى لو أخبرته بأني أنا من أعلمتك بذلك فسوف تقول أميرة بأنك دخلت الى بيتها وفتشته غرفتها والدليل .
فصاح بأعلى صوته : أميرة أقدمي .
حضرت أميرة وقفت الفتاة الشابة وشعرها الكستنائي ينسدل على كتفيها وتلك الطرحة ملفوفة على عنقها وبشرتها البيضاء تحتوي على أثاليل في أسفل ذقنها فصاح جابر فقال :
-لقد رأيتك هذا الصباح ياألهي لايمكن تصديق ذلك !!!!
فقال السيد شيغو :
-سوف أقول لك معلومة أتمنى أن يكون سري في بئر مثل ماتقولون أنتم العرب الاذكياء حتى لآنسيء لبعضنا لانريد استخدام مصطلحات فاسده .
قهقه السيد شيغو بصوت عالي فنظر جابر أليه نظرة اشمئزاز ورمقه باحتقار من طرف عينه أمسك السيد شيغو بذقن جابر ورفعه الى الاعلى وقال بسخرية :
-يجب أن تنظر أليّ جيداً أميرة هي أختي وأنا أخاها معناه بأن أميرة أخت السيد شيغو .
فأردف بلهجة مؤئرة وساخرة :
-يجب أن تفهم أيها العربي الملكوم يجب عليك ذلك وكما أقول دائماً : تحتاج الى الخبرة ياصديقي .
صرخ جابر عالياً :
-سوف أحذر سامر حتى ولو آتهمني بالسوء يجب أن لآيظل مع فتاة أجنبية قذرة .
اندفع الاثنان وقال السيد شيغو بلهجة يملؤها الاحتقار والسخرية لجابر :
-سامر ، أنه شاب مؤدب ورقيق .
فأدار وجهه باتجاه صورة كانت معلقة في الغرفة فقال :
-لو انتبهت الى الصورة لوجدت مفتاح لاصق بها .
خلع حذاءه وصعد فوق السرير وتناول المفتاح الذي كان تحت الطاولة المرسومة باللوحة فقال بتعاطف :
-سوف أسمح لك بأن تعرف مكان المجواهرت . فأدار اللوحة نحو اليمين فسقط منها صندوق فأدخل المفتاح فيه وقال بغرور :
- ذكائي لآيضاهي ذكاء أحد .
تأمل جابر محتوى الصندوق فقال بدهشة :
-هذه ليست مجواهرت بل عدة مفاتيح الذي أفهمه بأن الخاتم كان خدعة من البداية والنهاية . قهقهه السيد شيغو وقال بصوت منخفض :
-بدأت تفكر بشكل جيّد لقد أديت دور الساذج بأتقان ولكن انتهت اللعبة !
-شيغو أيها الوغد
-كارل هذا هو اسمي
أخرج كارل من جيبه قرص مدمج وكتيب فقال :
-أنا لا أريدك أن تكون عاطلاً عن العمل لذلك خذ وأبدأ وظيفتك الجديدة ثم أردف :يمكنك الخروج من الباب فلقد انتهت الزيارة كما أن عودة أخاك أصبحت وشيكة .
تسمر جابر في مكانه وهو لايكاد يصدّق مايحصل تمنى لو أنه كابوس سينتهي خلال دقائق جذبه كارل من ذراعه وانحنى له انحناءة بسيطة فما كان من جابر ألا أن أمسكه من تلابيب عنقه لم يبد كارل أية حركة بل ابتسم وقال :
-الشجاعة شيء فريد يميز الانسان ولكن في هذه الحالات تظهر شخصية الانسان الحقيقية .
-اخرس أيها الاجنبي الحقير أرنيّ ماسوف تفعله أذا اتصلت بالشرطة .
أمسك كارل يد جابر ودفعه الى الخلف وقام بتعديل ياقته وقال :
-أتحاول تهديدي بكلمة . فقال بكل وقاحة :
-الجرذة أقصد الشرطة .
صاحت أميرة وقالت بكل خوف :
-لقد أتى سامر ياكارل .
فأجابها بكل برود :
-أنا أخاك ولايوجد مانع من استقبالي المقلق في الامر وجود أخاه .
أسرع جابر بالفرار فهو لايريد بأن يتهمه أخاه بالسوء لمح سامر سرعة أخاه وقال وهو يحدث نفسه :
-هل كان جابر ؟! لا أظن لربما كنت أتوهم .
قرع سامر الجرس فتحت أميرة والفرحة تعلو وجهها فقالت :
-لقد عدت ياسامر لقد أتى أخي لزيارتي .
بادلها سامر نفس الشعور وقال :
-رائع ،لقد أتى في وقت مناسب لقد أحضرت كمية من الشكولاته التي تفضلينها .
ضحكت بصوت عالِ وقالت بفرحة زائدة :
-هذا أجمل يوم عندي شكراً لك سامر .
أمسك سامر على جبهته وقالت زوجته بقلق :
-هل أنت متعب ياسامر؟!
-كلا ،ولكني نسيت أن أحضر لك ماطلبتيه .
-ياألهي لاتهتم الآن لقد جهزت لك الغداء سوف نتناوله معاً أنا بانتظارك .
بدّل سامر ملابسه وذهب لاستقبال ضيفه أبدى سامر سعادته وقال له بكلمات مختارة بعناية :
-لقد أنرت البيت بوجودك !
-أشكرك على هذا الترحيب أنا أعتذر عمّآ حصل في ذلك اليوم .
-لابأس ، لقد نسيت هذه الحادثة تماماً مارأيكم أن نتناول غداءنا في الشرفة؟! فالجو جميل هذا اليوم
-فكرة رائعة .
-تفضل معي سيد كارل .







قرآءة ممتعة للجميع ...
الفصل القادم يوم الأربعاء ...انتظروني ^_^ ..

يرجى عدم الرد لحين انتهاء الرواية كاملة : )
__________________
/