عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11-06-2013, 12:36 PM
 
الفصل الرابع







اختفاء القرص والكتيب(6)

اتجه كل واحدٍ منهم الى غرفته أما سامر فقد عاد الى منزله أما جابر فقد راقب أباه بدقة الى أن ذهب الى فراشه فتسلل الى غرفة الاستقبال لأن أباه لايحب لأحد أبنائه السهر في الليل ففي هذا البيت قوانين يعرفها كل فرد ولايجوز مخالفتها .أخذ حاسوبه المحمول واتجه الى غرفته وهناك فتح القرص المدمج الذي أعطاه أياه السيد شيغو ووضعه في حاسوبه كان متلهفاً لرؤية مايحتويه كان يحتوي على خطاب ألقاه أحد النبلاء يثني على أعمال الشركة وبعدها ظهرت صور متنوعة بمواقف مختلفة وكانت الصور جميعها تنتمي الى شخص واحد كان شاب أسود اللون يبدو من مظهره بأنه أفريقي الجنسية تعابير وجهه وشعره يضيف أليه لمحة من الشدة والقوة كانت جميع الصور تحتوي على يد بيضاء تمسك به ولكنها لم تكن واضحة بمافيه الكفاية لتعرف على هذه اليد وفي النهاية كان القرص يحتوي على جولة في أنحاء الشركة .
فتح الكتيب الصغير وبدأ بقرأته بتمعن لأن هذا يخص طبيعة عمله وبعد مرور مدة من الوقت تحدث بصوت خافت:
-ياألهي ، اعتقدت بأني سوف أنال منصب مرموق وفي نهاية المطاف عامل توزيع لصالح الشركة تنهد تنهيدة ضيق وضجر ثم نظر الى ساعة الحائط فقال مندهشاً:
-لقد تجاوز الوقت الساعة 2 يجب علي أن أذهب الى النوم . فأردف بعد أن أنار ضوء غرفته : أين سوف أخبأ القرص والكتيب؟ .حسناً لربما خزانتي الخاصة أفضل مكان لن يستطيع أحد الوصول أليها .ضوء الغرفة الواضح جعل السيد علي يستكشف الامر وهذا ماسبب ارتباك جابر وتلعثمه فأخفأ القرص والكتيب في جيبه وهو يتصنع الكلام بطريقة بلهاء فقاطعه السيد علي ورمقه بنظرات غريبة وغاضبة وابتعد عنه أغلق جابر الباب وجلس على فراشه وهو خائف من فكرة أن أباه كان يراقبه طوال الوقت حاول أن يطرد الشكوك ولكن لم يفلح لايدري مالذي أصابه ؟ حالما استلم القرص والكتيب أحس بأنه قد حمل مسؤولية كبيرة سؤال مازال يدور في ذهنه لم يجد له جواب ولم يستطع أن يجعله في دائرة الامان ((لماذا طلب مني ألا أخبر أحداً عن الامر؟)) . لقد كان أمراً يدعو الى القلق بالنسبة له لكنه وبعد لحظات استسلم للنوم الذي يداعب جفنيه نسي جابر أخفاء القرص والكتيب في مكان آمن فانتشلتهم يد وغادرت المكان.

............................


الشركة الغامضة

تحت صوت الأذان المنبعث من المسجد المجاور استيقظ جابر ليجد نفسه قد وقع أرضاً أثناء نومه فرك عينيه جيداً فصاح :
-أوه ، أن الساعة تشير الى الخامسة سوف أتأخر عن الصلاة أذا لم أسرع . غسل وجهه وارتدى ملابسه وأسرع الى المسجد ليجد كل الناس قد بدؤا بالمغادرة الى بيوتهم لام نفسه كثيراً بسبب سهره الليلة الماضية وأثناء هذا تذكر أمراً مهماً أدى صلاته وأسرع الخطا الى المنزل وفي أثناء ذلك شاهد السيد شيغو وهو يلوح له بيده أستاء جابر لهذا وقال وهو يحدث نفسه : مالذي دفع هذا الاجنبي الحقير الى القدوم الى هنا؟ يال ابسامته القذرة . تقدم السيد شيغو الى جابر فبادره بالتحية:
-صباح الخير سيد جابر.
-أهلا وسهلا سيد شيغو .
-لقد أتيت لأصطحابك الى الشركة .
-لاحاجة لذلك فأنا أملك سيارة
-لايجب عليك أن ترفض لاداعي لأذكرك ،لقد وقعت على القوانين التي في الورقة وكان من بينها (( تنفيذ كل مانأمرك به))
-لاتؤاخذني لقد نسيت أمر هذه الورقة تماماً.
-يجب أن تتذكر هذه القوانين مثل ماتذكر غداءك
-حسناً لاداعي للتشدد
-حسناً، ألا يجدر بنا الأنطلاق لأنه لم يتبقى الكثير من الوقت.
-انتظرني حتى أرتدي ملابسي وهل يمكنك انتظاري في تلك الناحية؟ لأن أبي لايطيق رؤية شاب أجنبي متبجح.
-مثلما تأمر ، لاتنسى أحضار القرص والكتيب معك .دخل جابر الى البيت فأرتدى ملابسه وعندما هم بالمغادرة استوقفه أمر القرص والكتيب .فعاد أدراجه الى الغرفة ففتح الخزانة ولم يجده فتذكر بأنه قد أخفاه تحت ثيابه فتح خزانته وبحث فيها ولكن لآجدوى من ذلك فالقرص والكتيب لآأثر لهما عنده.نزل الى الاسفل وبحث في مكتب أباه بهدوء وفي غرفة الاستقبال ولكن لآفائدة من عضّ الاصابع والركض هنا وهناك هذا مااقتنع به جابر بأنه قد حصل ما كان يخشاه .
عاد الى السيد شيغو ولكن السيد شيغو فجأئه بسؤال ما لم يتوقعه :
-هل فقدت القرص والكتيب؟
-لآ
-هل يمكنك تسليمهما لي؟
- لماذا ؟ أعطني سببا مقنعاً
-أن هذا ضروري بالنسبة الى عملك فبدونهما لايمكنك العمل بالشركة .
- ياألهي ، هل لديك حل لهذه المعضلة المعقدة ؟
-لقد طلبت المساعدة ولن أغدر بك يمكنني أقناع المدير هذا كل ماأستطيع فعله .
غادر الاثنان من البيت متوجهان الى الشركة الغامضة . كان الضباب كثيراً في ذلك اليوم مما سبب صعوبة في الرؤية كان مناخ جابر المفضل هو الجو المليء بالضباب فهذا يشعره بالارتياح ونسيان كل همومه الشخصيه لم يتنبه الى توقف سيارة الاجرة الى أن جذبه السيد شيغو بطريقة مهذبة والابتسامة تعلو شفتيه وهذا ما كان يزيد من توتر جابر فهو لآيحب هذه النوعية من الرجال والتي يحتقرها كثيراً فجأة ومن دون سابق أنذار أحس جابر بالخوف الشديد وقد لآحظه السيد شيغو فقال وهو يطمئنه :
-لآتقلق لربما نجد طريقة أفضل أو حل لهذه المشكلة
-لقد كان مجرد طيفاً من الأوهام غزا عقلي كما أن القلق ليس من صفاتي .
من الواضح بأن السيد شيغو كره هذه الطريقة التي يعامل بها من شاب مازال في بداية حياته وهذا مادفعه لقول :
-لآتقل لي بأنك من النوع البارد حقاً؟!
-ليس بالظبط .
منح الاثنان فرصة كافية لتهيئة أنفسهما لدخول الشركة لم تكن من النوع الذي تصوره جابر بأنها ضخمة للغاية ومبنية بشكل هندسي مدهش لقد كانت مبنى متواضع حتى بأن كلمة ((سوني للهواتف المستعملة ))كانت مكتوبة بصورة متواضعة لآتوحي بهيبة هذه الشركة أما في الداخل فقد كانت تحتوي على عدة ممرات ومصعدين عمدا الى طاولة كان يقف عليها رجل طاعن في السن تغزو التجاعيد وجهه ولكنه كان مهندم بطريقة جميلة جداً لم يشك جابر للحظة بأنه مرشد لممرات هذه الشركة ومتعرف على رجالها ورؤسائها فقد بدأ السيد شيغو بسؤاله :
-هل وصل السيد جون ستارك ؟!
-كلآ ياسيدي لربما يصل بعد نصف ساعة .
هذا ماسبب امتعاض جابر فهو يكره الانتظار لأنه كفيل برفع غيظه وعدم التحكم بأعصابه كان يتخيل بأنه قد انتهى هذا اليوم بسلام وأنه قد بدأ بمزوالة عمله ولكن قطع تفكيره السيد شيغو بصوته الهادئ والرزين كعادته :
-ألم تشك ولو للحظة من الذي حاول سرقة القرص والكتيب
-لآ، الى ماذا ترمي بالظبط؟
- أقصد..، أعتبره كلام عابر .
- سيد شيغو أوضح
- مدمت مصراً لهذه الدرجة .كنت أودّ توضيح فكرة ((بأن أحداً قد رأك وأنت تشاهده أو أنت في حالة غير معتادة )) .
لقد بدا السيد جابر بأنه قد فهم ماذا يقصد؟ فقآل :
-أنت محق . وروى له ماحصل لآيدري لماذا منح له ثقته الكاملة ولكنه أحس بميل باتجاهه وأنه قد بدأ بالانجذاب نحوه وبدآ يفتتن بكلآمه وأسلوبه العصري بالرغم بأنه لم يمض على التقائهما سوى ساعات قليلة .
-هذا أمر فظيع حقاً .
-ماالفظيع في الامر؟
-أختفاء القرص والكتيب فأنا لآأضمن لك نجاح الحل الذي أقدمه .
-كم بقي من الوقت حتى يصل ذلك الرجل ؟
-بقي القليل ، هآقد أتى .
كان السيد ستارك شديد السمرة أشقر الشعر ذا عينان زرقاوان ذابلتيان يرتدي ملابس باهتة اللون . لم يطمئن جابر لهذا الشخص أبداً فقد بدا من مظهره بأنه لآيعرف الرحمة وكثير المكر والخداع التفت أليه السيد كارل وقال :
-أعرفك على السيد جابر أنه مختلف عن بقية الموظفين .
فقاطعه جابر قائلاً :
-أن هذا الشخص يبالغ كثيراً أرجو أن أقدم لكم مايرضيكم .
ابتسم السيد شيغو وهو كاتم لمشاعره لاحظ ستارك الاستياء على وجه شيغو فقال:
-نتمنى ذلك ألا يجدر بنا الذهاب الى المدير أولاً .ظهرت علامات التعجب والضجر بآن واحد على وجه جابر فقال هامساً لشيغو :
-أليس هذا هو المدير؟
-كلآ
-أذاً لما جلسنا كل هذا الوقت أليس لمقابلة المدير ؟!
-هذا صحيح ولكن هذا هو السكرتير فالمدير مشغول الان .
-أمركم عجيب أيهآ الانجليز !!
ضحك السيد شيغو ضحكة خفيفة فالواقع كان جابر يحاول استفزازه بهذه الجملة ولكن شيغو تنبه الى ذلك وكان يجيب دائماً بأجابات مهذبة وفاتنة وهذا مازاد أعجاب جابر به فهو لم يقابل بحياته شخص هادئ ومهذب كالسيد شيغو كان جابر مندهشاً من أثاث هذه الشركة لقد كان تقليدياً ومفروشاً بطريقة غير مناسبة أما الكراسي عندما تجلس عليها فأنها تطلق أزيزاً يجلب لك الشعور بالخوف والخجل ،الطاولات ليست كافية ولكن المدهش في الامر هو أنها مليئة بالموظفين لقد أصابه الدوار بسبب اللف عدّة مرات للوصول الى غرفة كبيرة تحتوي على بابين مرسوم عليهما رجل يشبه الرجل الذي رآه في القرص ولكن كان ثمة شيء مختلف فالرجل الذي رآه في القرص شديد السواد أما هذا الرجل فهو شديد البياض كانت هناك طاولتان رائعتين جداً تحتويان على طبق من الشكولآته وكرآسيان بجانب طاولة كبيرة وعدة كراسي موضوعة بطريقة أفقية طلب السيد جون من السيدان الجلوس ثم قال بعد أن أطلع الى مجموعة من الاوراق :
-جيد جداً ، قبل البدء أودّ أن تسلمني الكتيب والقرص اللذان بحوزتك .
-لقد أخبرني السيد جابر قبل قليل بأن القرص والكتيب قد وضعهما في خزانة محصنة برقم سري وقد خآنته ذاكرته في تذكر الرقم .
حدّق السيد جون بجابر لحظة ثم أدار رأسه الى السيد شيغو فقال :
-هكذا أذاً سوف أعطيه مهلة يومين قبل أن يقابل مدير الشركة لأنه سوف يسأله عن ذلك . فأردف بعد أن صوّب نظراته الحاسمة اتجاه جابر :
-أنا متعاطف معك لذلك يجب أن تكون جاداً في الامر خلال هذه المدة وألا تضيع أي وقت باللعب واللهو .
-هل هما مهمان لهذه الدرجة ؟!
-نعم.
-لايوجد بديل عنهما . أدخل أصابعه بشعره وقال :
-أني ماأزال أتذكر محتواهما ..ألن يجدي هذا نفعاً ؟!
-لآيمكن .
أراد جابر الانصراف ولكن السيد جون قال :
-لماذا هذه العجلة ؟!
-ماذا؟! .
لم يعد جابر يطيق هذا فالتفت الى السيد شيغو كمن يطلب المساعده لم يخذله السيد شيغو فقال بصوته المعتاد :
-يبدو أن هذا لليوم كافي سنقابلك عندما نجد القرص والكتيب .
-هذا الامر لايعينيك أبداً ، أنه يخص هذا الشاب المدلل .
لم يقبل جابر تلك الاهانة التي وجهت له فارتفع صوته بغضب :
-لم أعرف بأني سوف أقابل رجل ظهره يشبه القوس أذا عرفت هذا .... فقآطعه السيد جون وزمجر بصوته الحاد :
-أنك مجردّ موظف هنا لايحق لك أن ترفع صوتك هكذا .
-ولكني لم أقبل بعد في الوظيفة فكيف تقول لي بأني موظف لديك .
رمق جابر السيد جون بنظرات احتقار وسخرية وهذا الذي أثار حفيظة السيد جون فقال :
-أنا مستعد لقتلك .
-وأنا سوف أنام قرير العين عندما تشنق ويتدلى رأسك بحبل المشنقة . تدّخل السيد شيغو وقال :
-لاأظن بأنكما جادان في هذا الشأن . فاستدار ناحية السيد جون وقال :
-أعذره ياسيدي ، لقد سئم كثرة الانتظار لذلك فأن أعصابه على المحك كما أنه عصبي المزاج .
-ومن طلب منك أن تحتل دور المحامي لديّ ؟! .
لم يعر السيد شيغو أي انتباه لجابر فقال :
-سوف نكون بعد يومين هنا بنفس الموعد . فودّعه بطريقة مهذبة وانصرفا من المكان لم يتكلم أياً منهما أثناء الطريق وبأسلوب بارع في الحوار خفف السيد شيغو القليل من التوتر والخوف عن جابر وهذا الذي دفع جابر للحديث معه وعلامة اليأس والحزن على وجهه فقال بلهجة بائسة :
-لن أعمل بهذه الشركة أبداً .
-لمّا لا ياصديقي ؟
فقال بنفس اللهجة :
-لآنه ليست لديّ أدنى فكرة عن الذي سرّق القرص والكتيب .
-لاتقلق يجب أن تأخذ قسطاً من الراحة بعد ذلك أعدّ تشغيل دماغك مرة أخرى حتى لو تذكرت الشيء البسيط تذكر دائماً أن الشيء البيسط يجلب الحظ السعيد .
-كلامك يريحني كثيراً يآ سيد شيغو
ابتسم السيد شيغو فازداد أشراق وجه جابر وازداد حيوية ونشاطاً خرج جابر من السيارة فأراد أن يدفع الاجرة للسائق لكن يد سبقته الى الدفع قال السيد شيغو :
-احتفظ بنقودك الدور دوري .
تلعثم جابر ولم يدري ماهي الجملة المناسبة لهذا الموقف لقد بدأ ينجذب أكثر فأكثر للسيد شيغو وخاصة بعد هذا الموقف الذي عدّل جابر رأيه عن الاجانب شكر السيد جابر السيد شيغو بطريقة مرتبكة ومتلعثمة لكن السيد شيغو اكتفى بابتسامة وابتعد عن السيد جابر اتبع جابر نصائح السيد شيغو فدخل الى المنزل فبّدل ملابسه واغتسل ثم استلقى على سريره كان الوقت حينها قد تجاوز الساعة الثالثة واثنان وعشرين دقيقة استيقظ من نومه مذعوراً على صوت ضجة في غرفته أنار الغرفة فأذا بشبح بالمكان لم يكن هذا الشبح بالنسبة لجابر مجهول فلقد كان شبح أخاه تامر أحكم قبضته على أخاه فقال تامر بلهجة متلعثمة ووجلة :
-لم أكن أقصد السرقة ياجابر كل مافي الامر .بدا متردداً ولكن لكمة من جابر دفعته الى الكلام فأكمل باللهجة نفسها :
-لقد رأيتك ليلة البارحة تتسلل الى غرفة الاستقبال فأخذني فضولي الى معرفة مايحدث ولكني رأيت أبي قد سبقني الى فعل ذلك لقد جثا على ركبتيه واسترق النضر خلال تغرة الباب وبعد فترة تملكه الغضب ودخل الى الداخل وبعدما خرج وكان بيديه قرص وكتيب .
حدّق بعيني أخآه ثم ارتفع صوته الحاد ليملأ المكان :
-أتعتقد بأن قصتك الملفقة قد تقبلها عقلي ؟ ثم أردف يقول بصوت منخفض مقتبساً أحد الامثال العربية : الصراحة راحة ياتامر . بعدها زمجر كزمجرة الاسد :
- أبي ليس من هذه النوعية أنا متأكد بأنه أنت من قام بفعل ذلك وليس والدي .
أمسك جابر بالعلبة الزجاجية التي كانت بمتناول يداه ورماها الى أسفل الدرج فنظر تامر الى الاسفل فاصطكت أسنانه وارتعشت يداه فقال بطريقة متلعثمة فأمسك بساق أخاه مترجياً :
-اااااااااااالصلح خيييي..ر ياأخي . أبعد جابر يد أخاه عن ساقه فقال بغطرسة :
-سوف أجعل مصيرك مصير هذه العلبة أذا مااعترفت لي أين أخفيت القرص والكتيب .
-أقسم لك ياأخي بأنه لم تكن نيتي سيئة .
-أذا فأنت تعترف بأنك من دخل الى غرفتي .
صمت تامر وانسدل شعره على عينيه وبدأ جسمه بالارتعاش أكثر وبدأ يعض شفتيه بحنق في هذه الاثناء ارتفع صوت السيد علي وهو رجل بالغ أسود الشعر والعينان متفتح البشرة :
-مالذي يحصل في الاعلى ؟! .
لم ينتبه كلآ الاخوان الى وجود والدهما فارتفع صوت تامر بلهجة باكية :
-أنت لاتفهمني أبداً لاحل لديك سوى رفع الصوت واليد .
-أنت لاتتخلى أبداً عن أنانيتك المقرفة .
-وأنت لاتتخلى أبداً عن أسلوبك القاسي والدّامي .
صعد السيد علي الى الاعلى ليمنع جابر من أيذاء تامر فأمسك بيده التي كادت أن تبطش بأخاه وقال :
-لاتكن استبدادياً انظر الى حالة أخاك ثم أردف : أودّ أن أفهم الذي جرى ينكما أنتما عاقلان الآن لن تحتاجا الى والدكما لحل مشكلاكم التافهة .
-لقد أغضبني حتى نويت قتله .
أظهرت هذه الجمله بركان غاضب في جوف السيد علي فرفع يده وصفع جابر صفعة قوية لاوحظ أثرها على وجهه عجز جابر عن الكلام فجثا على ركبتيه وهو يقاوم دموعه من الانحدار فقال :
-لقد تدّخل في حياتي لقد تدّخل في خصوصياتي هل أبقى صامتاً ؟! . وارتفع صوته مرة أخرى بنبرة أعلى من النبرات السابقة :
-هيا أجبني ؟! ألا يعتبر هذا أمر شنيع ؟! . وانخفض صوته بلهجة حزينة وحانية :
-أجبني ياأبي ؟ أجبني ؟! في كل مرة يكون تامر فيها المخطئ تقوم بمعاقبتي هذه القصة تعيدها في كل مرة منذ صغري .
-هذا ليس بأسلوب ابن مع والده . أراد جابر الدفاع لكن السيد علي أخرسه بكلمات مزلزلة :
-اصمت ولا تتفوه بكلمة أنت لاتعرف الذي جنته يداك !! .
انصرف السيد علي وبقي تامر ينظر الى أخاه الذي أصابته دهشة وصدمة من كلام والده فنهض وهو لا يدرك مالذي حصل وبدأ يتفوه بكلمات متقاطعة : أنا .... يدي ... اخرس .... جنته .
قال تامر بلهجةة حزينة ومشفقة :
-أنا آسف ياجابر ، أودّ أن أعلمك بكل مااكتشفته ولكن بشرط أن تمنحني الأمان .
لم يعدّ جابر ينتبه الى أي شيء لقد كان ذهنه مشغولاً بكلام أبيه دخل الى غرفته فجلس بجانب سريره وقال بطريقة شاردة :
-لم أستطع ولا التفكير بطريقة مريحة يا شيغو أّذا كنت مكاني اتبتسم ؟ أم تدافع عن نفسك ؟! أم تسأله عن الامر ؟ تمنيت أن تكون معي في هذه اللحظة لتخفف عني الذي أعيشه الآن .
وضع رأسه بين كفيه وابتسم لنفسه بزهو وقال بطريقة مغرورة :
-لن أهزم أبداً ، لن أخسر وظيفتي أبداً ، لن أضيع مستقبلي أبداً سوف أعيد سرد الاحداث ليلة البارحة في مخيلتي يجب أن أنتبه الى وجود أي شيء .



قراءة ممتعة ...

موعدي معكم صدقاً يوم الجمعة ^^"
__________________
/