الموضوع: الاستقامة ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-21-2013, 04:52 AM
 
الاستقامة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم؟


لنتجاوز المقدمات :cooler: ونبدأ بمحور الموضوع الذي أتمنى أن تعطوه اهتماماً كبيراً ،
وأتمنى أن تقرؤوه حتى نهايته..
منذ أسبوعين توقفت أثناء تلاوتي للقرآن عند آية رائعة:

"إنَّ الذينَ قالوا ربُّنا اللّهُ ثم استقاموا تتنزَّلُ عليهم الملائكةُ ألا تخافُوا ولا تحزَنوا وأبشروا بالجنّةِ التي كنتم توعدون *"

ليس عليهم خوف ولا يصيبهم حزن ولهم الجنة!!! من هؤلاء؟!!
إنهم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا..
لكن ما هي الاستقامة؟

الاستقامة: هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم ، من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها ، الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها ، الظاهرة والباطنة.

فهي أن نلتزم بأوامر الله وأن نترك ما نهى الله عنه ..
وهي وسط بين الغول والتقصير ، وكلاهما منهي عنه شرعاً..

المؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة ، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته : { اهدنا الصراط المستقيم }.

ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل المأمور ، أو اجتناب المحظور ، وهذا خروج عن الاستقامة ، أرشده الشرع إلى ما يعيده لطريق الاستقامة ، فقال تعالى مشيراً إلى ذلك :
{ فاستقيموا إليه واستغفروه } .
، فأشار إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، وأن ذلك التقصير يجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها)



في حياتنا نسمع كثيراً الناس يقولون فلان مستقيم..
لكن هل يستطيع كل الناس حقاً أن يصلوا إلى الاستقامة ؟!!

كلا ، فالناس بين سداد ومقاربة ،قال صلى الله عليه وسلم: ( سددوا وقاربوا)
فالسداد : الوصول إلى حقيقة الاستقامة ، أو هو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد.
و( قاربوا ) أي: اجتهدوا في الوصول إلى السداد ، فإن اجتهدتم ولم تصيبوا فلا يفوتكم القرب منه.
فهما مرتبتان يطالب العبد بهما : السداد ، وهي الاستقامة ، فإن لم يقدر عليها فالمقاربة ، وما سواهما تفريط وإضافة ، والمؤمن ينبغي عليه أن لا يفارق هاتين المرتبتين ، وليجتهد في الوصول إلى أعلاهما ، كالذي يرمي غرضاً يجتهد في إصابته ، أو القرب منه حتى يصيبه.




أهميتها :

مما يدل على أهميتها أمور ، منها:
أنها في حقيقتها تحقيق للعبودية التي هي الغاية من خلق الإنس والجن ،
وبها يحصل للمرء الفوز والفلاح.

أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيقها ، وكذلك كل من كان معه ،
فقال: { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } ، وقال: { فلذلك فأدع واستقم كما أمرت ..}.

بل قد أمر الله تعالى بها أيضاً أنبياءه
فقال في حق موسى وأخيه عليهما السلام : { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما .. } .

ومما يدل على أهميتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي ـ رضي الله عنه ـ يقول له: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( قل آمنت بالله ، فاستقم ).




من أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها:

من أهم أسباب الاستقامة إرادة الله لهذا العبد الهداية ، وشرح صدره للإسلام ، وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح ،
قال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتابٌ مبين(15) يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم }

الإخلاص لله تعالى ، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم .

الاستغفار والتوبة.

محاسبة النفس:
قال تعالى:{ يأيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ وأتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.
فالمحاسبة تحفظ المسلم من الميل عن طريق الاستقامة.

المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة.

طلب العلم: والمقصود به علم الكتاب والسنة.

اختيار الصحبة الصالحة.

حفظ الجوارح عن المحرمات: وأهمها: اللسان فيحفظه عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها، ويحفظ بصره عن المحرمات .

معرفة خطوات الشيطان للحذر منها:
قال تعالى: { يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}(20)




من ثمرات الاستقامة

قال تعالى
: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }

1ـ طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله عز وجل.
أن الاستقامة تعصم صاحبها ـ بإذن الله عز وجل ـ من الوقوع في المعاصي،
والزلل وسفاسف الأمور والتكاسل عن الطاعات.
تنزل الملائكة عليهم عند الموت ، وقيل: عند خروجهم من قبورهم ،
قائلين : { ألا تخافوا ولا تحزنوا} على ما قدمتم عليه من أمور الآخرة ،
ولا ما تركتم من أمور الدنيا من مال وولد وأهل.
حب الناس واحترامهم وتقديرهم للمسلم ، سواء كان صغيراً أو كبيراً على ما يظهر عليه من حرص على الطاعة ، والخلق الفاضل.
وعد الله المتقين أن لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذ أعينهم ، وتطلبه ألسنتهم ، ‘حساناً من الله تعالى.



وصلتم إلى النهاية :nop:
أرجو أن يكون الموضوع أعجبكم، وأن تستفيدوا منه في حياتكم ،
وأسألكم الدعاء لي بالتوفيق لأني سأعطي هذا الموضوع كدرس في مصلى المدرسة ..:madry:
وأعتذر عن الإطالة..
:heee:
جزاكم الله عني كل خير


__________________

التعديل الأخير تم بواسطة عطر ~ ; 10-21-2013 الساعة 06:13 AM
رد مع اقتباس