[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://im31.gulfup.com/yL4vy.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
تسللت وراء الاشجار وهي تنظر الى ذلك المنزل الجذاب كان صغيراً لكنهُ رائع المنظر وخاصهً موقعه الذي يطل على زرقة البحر ... و حديقته الخضراء المرتبه بعناية و الزهور المنتشرة حول المنزل زادته جاذبيه ... اردات ان ترى من خلال النوافذ لكنها فشلت ... فكرت ان تدعي انها قد اخطأت العنوان لتطرق الباب و ترى كيفن لكنها الغت هذه الفكرة ايضاً فهي تظن ان شخصاً مدرباً مثل كيفن عليها ان تكون اكثر حذراً معه ... لذلك قررت التسلل الى المنزل فالتسلل هو تخصصها.
عبرت سور الحديقة بسهولة حاولت العثور على نافذة مفتوحه .. فكرة التسلل الى منزل شخص ما اثناء النهار هي فكرة مجنونه لكن ما ساعدها على القيام بها هو براعتها بالتسلل و السلاح قريب منها في حال حصل اشتباك معه واخيراً ان كيفن يسكن وحدة اي ان عدد افراد المنزل قليل وماري في صف يوكو.
و اخيرا عثرت على نافذة مفتوحة لكنها مرتفعه نسبياً ... قررت التسلق باستخدام الحبال ... وفعلاً نجحت .. كانت قد اخذت بالحسبان ان لا احد من المارة يمكن ان يراها او الجيران لكي لا يفسد الخطة واخيراً وصلت ... نظرت بهدوء من خلف الستارة على محتويات الغرفه ولحسن الحظ ... كانت تلك غرفه ماري ... رأتها نائمة وقد بدَ انها تبكي ... شعرت يوكو بقليل من التعاطف تجاهها ... ازاحت الستارة بعد ان تأكدت ان الغرفه خاليه من كيفن ... ثم دخلت بسرعه ...
نظرت حولها ... في حال وجود كاميرا في مكان ما ... لكنها لم ترى شيئاً عادت للنظر الى ماري المستلقيه على السرير بعشوائيه ...
فكرت بإيقاظها و اخذها معها وحالما قربت يدها فاجأة طرق الباب ... كان كيفن يطرق باب ماري وهو يناديها بهدوء: ماري ... ماري هل انتي بالداخل؟ لقد حل المساء وانتي لم تخرجي ... ماري...
شعرت يوكو بالانزعاج قررت ان تخرج لكنها الغت الفكرة فهي اتت حتى ترى ذلك المدعو كيفن ولن تذهب قبل تحقيق ذلك ...
فتحت ماري عينياها في هذه الاثناء و سرعان ما اتسعت وهي ترى يوكو واقفه امامها ... انتبهت لها يوكو وهي تشير لها ان تلتزم الصمت ... لكن ماري كانت سعيدة جداً ... سرعان ما قفزت إليها وعيناها تدمعان ... استغربت يوكو منها و ابعدتها بسرعه.
ماري بهمس: يوكو هل اتيتي لأنقاذي؟
نظرت يوكو إليها بهدوء وهي تقول: سأنقذك ولكن ليس اليوم.
تلاشت ابتسامه ماري وهي تقول: متى؟
وقفت يوكو بقرب الباب وهي تهمس: قريباً ...
كيفن مازال يطرق الباب: ماري سأفتح الباب بالقوة إن لم تفتحي.
نظرت ماري بخوف الى يوكو ولكن سرعان ما قالت يوكو بصوت منخفض: افتحي الباب و انا سأقف هنا و حالما يدخل سأنقض عليه من الخلف فإن تمكنت منه سأحررك معي اليوم وإن لم اقدر سأتيكي لاحقاً.
فرحت ماري ولكن بدَ عليها الخوف فهي تخشى ان تفشل كما فشلت تلك المرة ازداد طرق كيفن ... واخيراً ردت عليه ماري وهي تقول: حسناً قادمة.
فتحت بالباب و قد بدَ عليها الارتباك ... كانت خائفه منه قليلاً فيبدو انه غاضب ...
استقبلها بنظرات منزعجة وهو يقول: ماذا تنتظرين ... لقد كنت اطرق الباب منذ ساعه
دخلت ماري الى الغرفه و يوكو اصبحت خلف الباب المفتوح .. قالت ماري بارتباك قليل: لقد كنت نائمة.
دخل كيفن خلفها وهو يقول بهدوء: هل كنتِ مريضة؟
نظرت ماري اليه ... الان يقف كيفن و خلفه يوكو تماماً ... واخيراً تمكنت يوكو من رؤية هذا الشاب ولكنها لم ترى وجهه فهو يعطيها ظهره .. اقتربت ببطء لضربه.
لاحظ كيفن ارتباك ماري فنظر في عينيها الواسعه لكن سرعان ما رأى في عينيها خيال شخص واقف خلفه يحاول ضربه .!!
فاسرع لتفادي الضربه ... تفاجأت الفتاتان من ردة فعله السريعه تلك وكيف علم بذلك
نظر كيفن باصدمة نحو يوكو: من انتي؟
سرعان ما حاولت يوكو ان تخرج المسدس ولكن كيفن اخرج مسدسه اسرع منها بفترة زمنيه بسيطة ... و اطلق النار على مسدسها مما ادى بهِ ان يثقب و يطير بعيداً ثم ينفجر انفجاراً صغيراً على الارض ... و تندلع تحته نيران صغيره نوعاً ما ...
نظرت إليه يوكو وهو يصوب مسدسه نحوها " انه متفوق علي بسرعته ... انا لم ارى شخص اسرع مني إلا لاين و الان هذا.! " تمكنت يوكو من حفظ كامل تفاصيل وجه عدوها الجديد ...
قال كيفن بهدوء و توتر مخفي: من انتي ...؟
نظرت إليه يوكو بسخريه: انا التي تملك ماسة سيدك لويس.
اتسعت عينا كيفن ثم قال بانفعال: اعطيني إياها وإلا اطلقت النار.
ابتسمت يوكو وهي تفكر بخطة ما ... لكن قاطعة افكارها ماري التي هجمت بسرعه على كيفن وهي تحاول اخذ مسدسه وتصرخ قائلة: اهربي ... اهربي يوكو.
عضت يوكو على شفتها السفلى بغيض " الحمقاء" ... ولكنها لم تجد شيئاً لتقوم به سوى الهروب.!
كانت ماري تحاول اخذ المسدس من كيفن وكيفن مستغرب منها ... ومن جرأتها على فعل ذلك ... ولكن سرعان ما رفع يده بالمسدس وهو ينظر إليها بغضب ... اما هي تقفز محاولة الوصل الى المسدس الذي اصبح عالياً عليها ولكن سرعان ما انتبهت الى نظرات كيفن الغاضبه ... وهو يقول بانزعاج هادئ: ماذا تفعلين؟
شعرت ماري بمدى ضعفها امامه و بخجل كبير يجتاحهها واخصه انها كانت قريبه منه و هي تحاول اخذ المسدس وسرعان ما تجمع الدمع في عينيها و ابتعدت وهي تجلس على السرير قائلة: لا اعلم.!
تنهد كيفن وهو يقول: تلك الفتاة يوكو ... هل هي من العصابه؟
نظرت إليه باستغراب : ولكن كيف عرفت اسمها ؟
وسرعان ما تذكرت انها نادتها باسمها ( اهربي يوكو ) تلعثمت ولم تعرف ما تجيب وبدَ واضحاً عليها الارتباك ... خفضت رأسها و اكتفت بالصمت.
اما كيفن فقد انزعج منها ... فتركها و خرج من الغرفه مع حرصه على إقفال النوافذ جيداً بحيث لا تقدر ماري على فتحها مجدداً.!
شعرت يوكو بالانزعاج من حركه ماري تلك جلست على احدى كرسي حديقة عامه وهي تقول: انها حقاً مبتدأه.
لقد ضيعت ماري فرصة التفاوض على يوكو كانت تريد يوكو ان تتكلم مع كيفن و تخدعه بوعد ما ... و بالمقابل توقع الفتنه بينه و بين لويس لكن ماري التي اعترضت طريقها وخاصةً ان كيفن الان علم ان يوكو من حلفاء ماري وهذا الامر الذي صعب الامر على يوكو ... ولم يبقى لها الان إلا الاعتماد على لويس في ارجاع ماري.
غرقت المدينة بالظلام ... معلنه بداية الليل ... كان مايك يراقب ما يحدث في بيت اليس ... بيتها متواضع جداً وهي تسكن في حي فقير ... كما انه من الواضح رؤية حركتها من خلال النوافذ التي لا تغلق ستائرها ليلاً.
كان مايك قد تسلل وعبر سور المنزل لكنه كان حذراً جداً سرعان ما سمع صوت الصحون و الماء .. اخذ ينظر الى ذلك المكان ... كان واضحاً انه المطبخ .. ركز نظرة ليرى اكثر ... لكنه لم يفلح ... اخرج ناظور من حقيبه الصغيرة ليرى بصورة اوضح وسرعان ما راى اليس وهي تغسل الصحون ... لم يكترث بالامر كثيراً ...
ولكن ما لفت انتباهه هو الصوت الصاخب القادم من احدى الغرف ... نظر إليها و إذ برجل يبدو مخيفاً نوعاً ما ... سمين الجثة و بملابس متسخة ... كان يدخل وقد رفع صوت المذياع ... ويضحك مع اصدقاءة وهم يلعبون الورق ... كانت جلسه مريبه مليئة بالصخب و الدخان المزعج.
اعاد النظر الى اليس فوجدها قد انتهت من غسل الصحون وبدأت تضع طعاماً يبدو انه قد طبختهُ للعشاء ... كان منظرهُ شهي ... سرعان ما قدمت الطعام لأولئك الرجال و انسحبت بهدوء.
لندخل الى داخل المنزل حيث اليس المنهمكة بالعمل ... مع مراعه مايك الذي يراقب بدقة ما يحصل ...
بعد ان وضعت لهم الطعام بقيت تنتظر في المطبخ حتى ينتهوا من طعامهم علها تتمكن من الحصول على بعض بقايا الطعام لأكلها ... بعد ان انهت تنظيف المطبخ فتحت كتابها الدراسي و بدأت بكتابته واجباتها ... وهي تشعر بالجوع الشديد ... كان بين كل حين يناديها احد الرجال للقيام بخدمة ما ...
ازعج ذلك مايك قبل ان يزعج اليس نفسها كان يتحدث مع نفسه بانزعاج " انا لم اظن انها تعيش وسط هؤلاء انهم مقرفين ... آه تباً لهم لا يتركوها تدرس بشكل جيد .. تبدو متعبه و بائسة ... اليس غرابي المسكين.!"
يبدو ان مايك بدأ يميل لـ اليس بعد ان اعترفت له بحبها متجاهلاً نهاية حديثها حيث قالت له انها اصبحت لا تحبه.!
كان ستيف يسير في شوارع المدينة وهو يفكر " هل من النبيل مراقبه فتاة في منزلها؟! " وهو متردد هل اراقبها او ... لا ؟!
ولكن سرعان ما قاطع تفكيره صوت الهاتف ... رفعه بملل دون ان ينتبه الى الرقم الذي اتصل به: الو ...
سرعان ما اتسعت عيناها بصدمة وهو يسمع صوت تلك الفتاة الباكية بشدة: ستيف انجدني ...
وسرعان ما تنخرط بالبكاء ... ثم تقفل المكالمة ... صرخ ستيف أكثر من مرة : كاترين ... كاترين اجيبي .؟!
ولكن لا جدوى ... بدأ العرق يتصبب منه بغزارة وهو يجري بسرعه محاولاً إجاد سيارة اجرى لتوصله الى بيت كاترين سريعاً .
كانت ليله مليئة بالاحداث الغريبه ... لا يزال مايك ينظر الى النوافذ وهو يتابع ما يحدث ... دخل ذلك الرجل الكريه الى المطبخ حيث تجلس اليس وهي تدرس بهدوء وضع الصينيه على الطاولة امامه و سرعان ما اخذ الحساء و رماه بها وهو يصرخ قائلة: لماذا لم تأخذي هذه الصينيه؟ أتظنِينانني اتيت بكِ لأخدمك؟
خفضت رأسها بخوف وهي تقول بصوت منخفض و خائف: اسفه لم اسمعك ..
ولكنها لم تكمل حتى سحبها ذاك الرجل من ياقتها وهو يصرخ بوجهها: بالطبع لانك مشغولة بهذا الكتاب المقتيت الويل لك ايتها المقيته ..
ثم رمها لتصطدم بالثلاجة وتسقط ارضاً بدأت الدموع تنزل من عينيها بغزارة وهي تحبس شهقاتها ... ذهب ذلك الرجل بعد ان فرغ غضبه بتلك المسكينه كان ذلك الجشع يعاملها بهذه الطريقة لانه يكره تفوقها الدراسي على الرغم من الحالة السيئة التي تعيش فيها فهي تعكس مدى فشله ... لانه اصبح يائساً بسبب ظروفه اما تلك الفتاة فقد كانت ناجحة ومناضله بنظرة لذلك كان دائماً يحاول ان يسخر منها عله يزعزع من عزيمتها.
كان مايك مصدوماً من ما يرى ... احس ان هناك نار تشب داخله ... اراد ان يدخل الى اؤلئك الرجال و يوسعهم ضرباً ... شعر بحزن عميق على اليس ... احس بضعف تلك الفتاة ... و مدى انكسارها إنها لا تملك سند يحميها في هذه الحياة كما شعر بنوع من الحزن " غرابي المسكين في المنزل تعاني كل هذا و عندما تأتي الى المدرسة استقبلها بحروبي الساذجة ... " واصل نظرة إليها و قد صدم عندما راها تمسح بقطعه خبز ما تبقى من الطعام الذي اكل منه اؤلئك الرجال.
ثم سرعان ما مسحت الحساء عن وجهها و ملابسها بقطعه قماش ... وعادت الى تنظيف المطبخ ... بقيت تعمل وهي تترنح واحياً تجلس على الارض و تمسك رأسها بتعب ... واخيراً انتهت اخذت دفترها و كتابها الذين افسده الحساء وصعدت الى غرفتها ... هنا اضطر مايك الى الصعود اعلى احد الاشجار ليتمكن من الرؤية ... كانت تبكي على دفترها و الواجب الذي ضاع منها ... تذكر انهم يملكون اختباراً مهماً غداً ... وهو يعلم كم ان اليس محافظة على مستواها العلمي ... سرعان ما اخذت اليس لها منشفة و ملابس خفيفة رثة وهي تستعد للاستحمام ... فالحساء لا تزال اثارهُ عالقه في ملابسها وشعرها ... وعندما خرجت اليس من الغرفه راود مايك الفضول ... اراد الدخول الى غرفه اليس التي بدت متواضعه جداً و شبه خاليه من الاثاث.!
قفز بحركة خاطفه من الشجرة الى نافذة الغرفه ثم سرعان ما تمكن من فتحها في نافذة قديمه شبه منهارة كان يتساءل كيف لهذه النافذة ان تمنع عنها برودة الخريف و امطار الشتاء ... هي بالتأكيد لا تفعل.
نظر الى الغرفه بتعجب ... سريرها القديم هذا و الغطاء الخفيف فوقه ... فتح درج ملابسها فلم يجد سوى لباس المدرسة و لباس اخر يبدو عتيق جداً و كبير ايضاً ... وهو لا يصلح للخروج به.
سرعان ما سمع صوت ذلك الرجل يصرخ بخشونه: اليس اين انتي ايتها الغبيه اسرعي و نظفي غرفه الجلوس فقد ذهب اصدقائي.
سمعت اليس التي كانت تستحم صوت ذلك الرجل فاسرعت لتبدل ملابسها وتخرج ... اختبأ مايك في زاوية الغرفه وراء بعض الصناديق الموضوعة على الارض لانه شعر بقدوم ذلك الرجل الى الغرفه ... صرخ مرة اخرى: اليس اين انتي هل تجرأين على عدم الرد علي؟
خرج اليس بسرعه ويبدو شعرها مبتل تماماً فهي حتى لم تستطع ان تجففه بالمنشفه كانت ترتدي ثوب ابيض قصير خالي من اي شريط او حركة ... وبدَ عليه القدم كان خفيفاً بعض الشيء ولا يلائم هذه الاجواء الباردة خرجت وهي تقول مسرعه: قادمة ...
ولكن فاجأها دخول ذلك الرجل الهمجي على غرفتها وهو يحمل عصا خشبيه مخيفه و تتطاير الشرر من عينيه قائلاً: ايتها الغبيه كان الطعام اليوم سيئاً ( ثم اقترب منها اكثر وهي تتراجع بخوف وعيناها مملؤة بالدموع) لقد جعلتي اصدقائي يسخرون مني ... انا لن اسامحك .
ثم اقترب اكثر ويبدو انه يريد ان يضربها بكت اليس بخوف وهي تجلس على الارض و تقول: ارجوك سا محني فقد كنت مريضة ... لن اعيدها ...
كان مايك مصدوماً من ما يرى ... حتى ذلك الرجل ليس انساناً انه بلا قلب كيف ينوي ان يضرب تلك الفتاة بالعصا ... لم يحتمل مايك المتهور الجلوس هكذا ... رفع ذلك الرجل العصا عالياً ليضرب اليس بها ولكن سبق يدهُ صوت مايك الذي خرج و الغضب يفيض منه و كأنه بركان سينفجر .. صرخ قائلاً: توقف .
صدم الاثنان من هذا الفتى الذي خرج فجأة من وراء الصناديق ..! جن جنون ذلك الرجل وهو يزمجر قائلاً: هل تواعدين فتى ايتها المقيته ..!
ولكن لم يكمل حتى اسرع مايك إليه و اطاح به حتى يرميه بقوة الى الحائط و يسقط فاقداً للوعي على الارض ...! كان مايك برتبه مقاتل محترف في العصابة ... فهو قوي في الاشتباك الجسدي .
بقيت اليس تنظر الى ما يحصل لتستوعب ما يحدث من حولها ... هل حقاً ان مايك هنا ؟ وهل حقاً ان سيدها الشرير فاقد للوعي .. ولم يتمكن من ضربها.
اقترب مايك منها وهو يجلس بهدوء قائلاً: هل انتي بخير؟
بقيت اليس تنظر إليه بصدمة و الدموع لا تزال في عينيها ثم قالت بهمس: لا ...
شعر مايك ببعض الحزن يثقل صدره ثم قال بابتسامه حزينه: لا بأس ... تعالي معي.
فتحت اليس عينيها و اغمضتها أكثر من مرة فهي لا تزال لم تستوعب وضعت يدها على جبهتها وكأنها تكلم نفسها متجاهله مايك: يبدو اني اشعر بالحمى ... و اتخيل اشياء لا وجود لها ...
ثم سقطت فاقدة للوعي .!
واخيراً بدأ يقترب من منزل كاترين ولكن سرعان ما ظهر هناك لهب كبير و كأن هناك منزل يحترق ... يبدو ان اللهب قريب من منزل كاترين او هو في منزل كاترين فعلاً .. شعر ستيف بالضيق ... نزل من سيارة الاجرة بعد ان اوصلته الى المكان المتفق عليه ... واخذ يجري بسرعه لتتضح الصورة اخيراً ... كان المنزل يحترق حقاً و بعض الناس تحاول إخماد الحريق الى ان تأتي سيارات الاطفاء بقي يدور بعينيه عن كاترين ... اسرع ليدخل ولكن سرعان ما جذب نظره صوت فتاة تصرخ و الناس تمسكها ... بدت تلك الفتاة انها تريد ان تدخل الى المنزل المحترق ... أمعن النظر إليها و إذ بها كاترين ركض إليها وهو يصرخ: كاترين ...
عندما سمعت كاترين صوت منقذها السابق افلتت من بين ايدي من يمسكها و اخذت تجري إليه وهي تبكي ... اما هو ففتح لها ذراعيه حتى تضمه و تبكي بكاءاً مريراً ... كانت تتكلم بطريقة خائفة و سريعه ولكن ستيف لم يفهم شيئا.
ضم ستيف كاترين أكثر وهو يحاول ان يشعرها بالامان أكثر ... ثم قال لها: اهدأي ارجوكي انا لا افهم ما تقولين.
تنهدت كاترين و بين دموعها و بكاءها الشديد تمكنت اخيراً من التحدث ولكن السرعه و الذعر واضح عليها ... صرخت وهي تحاول اخراج صوتها: اختي ... اختي في الداخل ... ( صدم ستيف بما يسمع ... وسرعان ما صرخت كاترين وهي تبكي) أنقذها
...........
نيران ملتهبه تلتهم ذلك المنزل الصغير بلا رحمة ... اضاءت الليل بنورها ... و احرقت بحرارتها كل من اقترب منها ... وهي تزمجر بصوتها المرعب ... لهيب قوي ... و بين كل دقيقة يعلن احد اعمده المنزل سقوطه.!
نظر ستيف الى هذا المنزل ... وسرعان ما امتلأ بالعزيمة وهو يريد ان ينقذ كاميليا اخت حبيبته ... ابعد كاترين و اتجه راكضاً الى المنزل كانت كاترين تنظر إليه كالطفل التي تنتظر اباها ان يعود إليها ... على قدر خوفها على اختها الكبرى التي كانت دائماً تتحمل مشاق الحياة من اجلها ... كانت خائفه ان لا تفقد ستيف ايضاً الذي اعتادت ان تراه كلما وقعت بمأزق ما ... و بنفس الوقت هي لا تريد ان تفقد اي واحد منهما ... ولكن هل يفعل القدر؟!
كانت النار قويه ... بقي يسير وهو يتفادى تلك الاعمدة الخشبيه المتساقطة من الاعلى او الجوانب ... كان حذراً لكي لا تأخذه النار معها في لهيب لا نجاة منه صرخ: كاميليا ..
على الرغم انه كان شبه يائس من ان ينجوا احد من هذه النار ... حاول ان يسير ولو قليلاً بعد عله يتمكن من ان يسعفها او يراها بدأ دخان النار يخنقه وضع يده على انفه و فمه ولكن .. ذلك لا ينفع صرخة مرة اخرى : كاميليا ..؟!
سمع صوت انين قادم من احد الاماكن ... اسرع إليه وسرعان ما سمع صوت سقوط قوي ... نظر خلفه بصدمة ... وإذ بعامود يسقط وراءة ويسد طريق العودة ... شعر ستيف بنوع من الارتباك ... يبدو انه محصور الان تحت هذه النيران ...
لكنه واصل الاتجاه نحو مصدر الانين و النيران تلتهب في كل مكان ...
واخيراً راها ... كانت ممدده على الارض و يبدو ان هناك حروق خطيرة في جسدها شعر بحزن عميق و هو يراها ... " من المستحيل ان تنجوا من تلك الحروق" بلع ريقه وهو يقترب منها بحذر و سرعان ما وصل اليها فجلس وهو يحاول ان يتاكد هل لا تزال على قيد الحياه حركها بهدوء وهو يهمس: كاميليا ؟
فتحت عيناها ببطء وقد وضح الألم عليها قالت كلمة واحدة لا أكثر ... همست شفتيها بها ... ثم انقطع نفسها ... و توقف قلبها ... ضغط ستيف على اسنانه بقوة فهذا الموقف مؤلم جداً بالنسبه له و الجميع ... هزها وهو يحاول ان يعيدها للحياة ولكن هذا مستحيل ... وقف بأسى و استسلام ثم قال بهمس: أعدك.
كان هو الاخر حبيس النيران هم حتى يبحث عن مخرج ما ولكن دخان النيران من حوله كان كثيراً وهو يؤثر على تنفسه ... بدأ ستيف بالسعال شيئاً فشيئاً يزداد سعاله حتى جثى على الارض ... شعر ان لا هواء حوله ... " تباً ... اشعر ان جسدي لا يستجيب لي ... " سرعان ما سقط عامودٌ اخر ولم يبقى إلا دقائق حتى يسقط المنزل بأكمله ... زحف ستيف قليلاً ولكن جسده قد امتلأ بالدخان وهو يحتاج الى الأوكسجين وسرعان ما تهاوى على الارض فاقداً الوعي وسط تلك النيران .!
في احدى السجون كانت تجلس وهي تنظر بملل و حزن الى الجدار الفارغ امامها ... تنهد وهي تتذكر ذكريات جميله .... لقد اشتاقت الى ايام المافيا و المهمات الخطرة ... لقد اشتاقت كثيراً .... لماكس.
اغمضت عيناها بحزن وهي تفكر ... هل سيفكر ماكس بي الان ... هل يفتقدني كما افتقده ... هل يفكر بفتاة اخرى بعد ان ظن اني فقدت البصر هل سيتخلى عني ... ام انه يحبني فعلاً ... هل يريد ان ينقذني ام نسيني .!!
هذا ما كان يجول ببال ليزا التي بدت يائسة و حزينه وحيدة بالسجن و بعيداً عن اصدقائها و خطيبها.
ماكس باستغراب : ما هذا؟
ابتسم لاين وهو يقول: ما بك ؟ انه رداء!
ماكس بقله صبر: أعلم انه رداء ولكنه زي شرطة.! من اين اتيت به وايضاً هل لا اعدت ما قلته عن الفكرة .. لاني اشك انك اصبحت مجنوناً ايها الزعيم.
تنهد لاين وهو يقول بمكر: من شدة قلقك على ليزا لم تعد تفهم ما اقول.
احمر وجه ماكس لكنه رد بانزعاج: أتظن انك تقدر ان تهاجم مقر الشرطة و نقتحمه بلا اي مساعده من باقي اعضاء المافيا؟ هل تعي ما قلته ... تريد ان ندخل انا و انت فقط ؟! نحن فقط و نهاجم مقر الشرطة ثم نأخذ ليزا و نعود.!
تنهد لاين: ماكس ما بك ... إن ليزا بخير وهي لم تتعرض لأذى ... جاسوسي لا يكذب لهذا نحن لسنا بحاجة الى جذب الانتباه و الاشتباك مع الشرطة لقد احضر لي ادوارد زيين للشرطة لنرتديها و ندعي اننا من الشرطة ثم نأخذ ليزا و نعود ادراجنا الامر ليس بالصعب لكنه يحتاج الى حذر.
فكر ماكس قليلاً ولكنه اقتنع اخيراً بكلام لاين ... بعد ان كشف له الحقيقة بأن الضابط ادوارد هو احد عناصر المافيا الذين يعملون في الخفاء.!
لاين: هيا لنسرع ... فقط حان وقت التنفيذ ... سندعي اننا شرطيين جديدين.
ويليام الذي كان يفكر بحيرة ... كيف لأدوارد ان يكشف سر خطير كذلك امام اي شخص بدأت ثقته به تتزعزع و بدأ يشك بهِ ... لذلك قرر ان يتحرى عنه بسريه حيث اخذ بجمع جميع ملفات القضايا التي تخص المافيا و النظر الى العاملين عليها و المحققين فيها ...
استيقضت من غيبوبتها اخيراً ... فتحت عينيها أكثر من مرة لترى بوضح .. نظرت الى السقف فوقها ... كان فاخراً " حتماً هذا ليس بسقف غرفتي" سرعان ما نهضت بسرعه ... ولكن اصابها دوار خفيف فمسكت رأسها ...
وصل الى مسامعها صوت شاب تعرفه جيداً: اليس و اخيراً استيقظتي.!
رفعت نظرها ببطء وهي ترى وجه مايك الجالس امامها ... يبدو انها كانت مستلقيه على السرير شعرت بعدم الارتياح ثم قالت بهدوء: اين انا؟
نظر مايك إليها وهو يقول: نحن في الفندق ... هل انتي بخير؟
تذكرت اليس ما حدث لها ... و سرعان ما بادرت بطرح الاسئلة: ما الذي اتى بي الى هنا ... وماذا حل بالمتوحش ؟ ومن اين اتيت؟
ابتسم مايك وهو يقول: لقد طلبت لنا العشاء ... سنأكل ثم سأجيب عن اسئلتك.
خفضت اليس رأسها و الحزن ارتسم عليها وهي تقول: من سيدفع ثمن الفندق و الطعام؟ انا لا املك نقود.
رد مايك بابتسامه: لا تقلقي انا سادفع.
شعرت اليس بنوع من الإذلال فردت بسرعة: لا شكراً ... انا سأعود الى منزلي.
ثم تذكرت كيف ان ذلك المتوحش كما تقول اتهمها انها تُحضر فتى الى غرفتها عندما رأى مايك هو حتماً الان لن يسامحها.!
سرعان ما نظرت الى مايك بانزعاج وعينان تملأها الدموع: ماذا فعلت ايها الاحمق لقد فقدت سكني بسببك ان المتوحش بالطبع لن يعيدني الى رعايته من جديد بعد ان ظن اني ادخل فتى الى غرفتي ... ماذا افعل بسبب طيشك؟
تنهد مايك وهو ينظر إليها بطرف عينه و يجلس بعيداً عنها: اهذا بدل ان تشكريني؟ إن ذلك المتوحش كما تدعينه كان يضربك ويحرمك الطعام ... و ...
سرعان ما قاطعته اليس بغضب: لو كنت املك خيار اخر لما بقيت عنده ولكن الان انا سأنام في الشارع و سأكل كما تأكل الكلاب.!
انزعج مايك منها وسرعان ما صرخ بغضب: ومن قال اني ساتركك؟
صدمت اليس بما تسمع ... وسرعان ما عم الهدوء المكان [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________ سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة احلام قاتلة ; 10-16-2013 الساعة 01:35 AM |