قضّيتُ في عـلـمِ الرسولِ شبيبتي ***
ونهلـتُ بالتعليـمِ أعـذبَ مـوردِ
تـابعتُ أصحابَ الحديـثِ كأحمـدٍ ***
وكمالكٍ ومسـدد بـن مسـرهـدِ
وبرئتُ من أهـلِ الضلالِ وحزبهم **
* أو رأي زنديـقٍ وآخـر ملـحـدِ
ونبـذتُ رأي الجهم نبـذَ مسـافرٍ **
* لحـذائه والجعــدِ عصبة معبـدِ
لا للخـوارجِ لستُ مـن أتباعهـم **
* هل أرتضي نهـج الغوي المفسـدِ
فولاة أمـرِ المسلميـنَ نطيعـهـم **
* نأبى الخروجَ على الإمامِ المهتـدي
والمرجؤون نفضـتُ كفـي منهمو ***
والصـقر لا يأوي لبيت الهـدهـدِ
والـرفضُ أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه ***
هـم أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ
كلا ولا أرضى التصوفَ مشربــاً ***
تبـاً لهـم مـن فـرقةٍ لـم تهتـدِ
كتـبُ ابن تيمية حسـوتُ علومها ***
ونسختُهـا في القلبِ فعـل الأمجدِ
ومع المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي ***
مـن نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ
لا تسمعـنَّ لحاسـدي في قــوله ***
والله ما صـدقوا أيصدقُ حسـدي؟
والله لـو كرِهتْ يـدي أســلافنا ***
لقطعتها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي
أو أن قلبــي لا يُحـبُ محمــداً ***
أحرقتـهُ بالنَّـار لـم أتــــردّدِ
فأنا مـع الأسلاف أقفـو نهجـهـم ***
وعلى الكتـاب عَقِيـدتي وتَعبـدي
واشكـر سليـمان الخراشي إنــه ***
كالسيف في رأس الضـلال مهنـدِ
قد جـاءني يهدي المشورة قائــلاً ***
امـدح رعاك الله صحب محمــدِ
فالله يشـكر سعيـه ويثيـبـــه ***
لله قصـدٌ صالـحٌ من مقصـــدِ
فعلى الرسولِ وآلـه وصحابـــه ***
مني السـلام بكل حـب مسعــدِ
هـم صفوة الأقوام فاعرف قدرهـم ***
وعلى هـداهـم يا مـوفق فاهتـدِ
واحفظ وصية أحمد في صحبــه ***
واقطـع لأجلهم لسـان المفســدِ
عرضي لعرضهموا الفداء وإنهــم ***
أزكى وأطـهر من غمام أبـــردِ
فالله زكاهـم وشرّف قـدرهـــم ***
وأحلهـم بالديـن أعـلى مقعــدِ
شهدوا نزول الوحي بل كانوا لــه ***
نعم الحمـاة من البغـيض الملحـدِ
بذلوا النفوس وأرخصوا أمـوالهـم ***
في نصـرة الإسـلام دون تـرددِ
ما سبـهم إلا حقيـرٌ تـافــــهٌ ***
نـذلٌ يشـوههم بحقـدٍ أســـودِ
لغبـارُ أقدام الصحابة في الـردى ***
أغلى وأعلى من جبـين الأبعــدِ
ما نال أصحابَ الرسول سوى امرء ***
تمـت خسارتـه لسـوء المقصـدِ
هـم كالعيـون ومسـها إتلافـهـا ***
إيـاك أن تدمـي العيـون بمـرودِ
من غيرهم شـهد المشاهد كلهــا ***
بـل من يشابهـهم بحُـسن تعبـدِ
ويـلٌ لمن كان الصحابة خصمـَه ***
والحاكـمُ الجبـارُ يـوم الموعـدِ
كل الصحابة عادلون وليس فــي ***
أعراضهم ثـلبٌ لكـل معـربــدِ
أنسيـت قـد رضي الإله عليـهـم ***
في تـوبةٍ وعلى الشهادة فاشهــدِ
فإذا سمعت بأن مخـذولاً غـــدا ***
في ثلبـهم فاقطع نياط المعتــدي
مفـتاح سبـهم الموفـق خالنــا ***
أزجي التحـايا للحليــمِ الأرشـدِ
أعني معاويـة الجليـلَ وحسبـُـه ***
إذ كـان كاتبَ وحينا ثبـتَ اليــدِ
مـا اختـاره المختـار إلا أنــه ***
حَبـرٌ أميـن في صراطٍ مهتــدِ
ودعا له خيـر الأنـام وبوركـت ***
أيـامـه في مُـلك عـدلٍ أرغـدِ
حتى تقيُ الديـن قـال: دُعا النبـي ***
لا أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـدِ
هو من مناقبه وخيـرُ خصالـــه ***
فأضف إلى تلك المنـاقب واعـددِ
ولِعمـرو داهيـة الـدواهي حبُنـا ***
مهما جـرى حاز الرضى بتـفردِ
أنعم بفاتـح مصـر مـن قـوادنا ***
لله درك مــن هـمـامٍ أوحــدِ
لـو كـان في إيـمانه شـك لمـا ***
ولاه خيـر الخـلق جيـش المسجدِ
صلى بأصحاب الرسول ولم يكـن ***
حـاشاه من أهـل النفاق بمشهــدِ
لكـنّ مبغضـهم يحـاول ثلبـهـم ***
بـتربصٍ وتـحرشٍ وتـرصــدِ
هو كالذبـاب على الجراح وهمـّه ***
وضع الأذى فعل الحقـود الأنـكدِ
حـبُ الصحابة واجبٌ في ديننــا ***
هم خير قرنٍ في الزمان الأحمــدِ
ونكـفُ عـن أخطائـهم ونعدهـا ***
أجراً لمجتـهدٍ أتى في المسنـــدِ
ونصونـهم من حاقـدٍ ونحـوطهم ***
بثـنائنا في كـل جمـع أحشــدِ
قد جاء في نص الحـديث مصحّحاً ***
الله في صحبي وصية أحمــــدِ
فبحبـهم حـب الرسـول محقـق ***
فاحـذر تنقصهم وعنه فأبعــــدِ
هـم أعمـق الأقـوام علماً نافعـاً ***
وأقلـهـم في كلفـة وتشــــددِ
وأبـرهم سعيـاً وأعظمـهم هـدىً ***
وأجلهـم قـدراً بأمسٍ أو غـــدِ
وأسدهـم رأيـاً وأفضلهـم تقــىً ***
طـول المدى من منتهٍ أو مبتـديِ
قـول ابن مسعـود الصحابي ثابتٌ ***
في فضلهم وإذا رويت فأسنـــدِ
وعلامـة السنّي كثـرة ذكـرهـم ***
بالفضل إنّ الفضل تاجُ مســـوّد
ثـم الـدعاءُ لهـم وبثُ علومهـم ***
وسلـوكُ منهجهم برغم الحســّدِ
وبـراءةٌ من مبغضيهـم دائـمــاً ***
والكـره للضلاّل والرأي الــرديِ
ووجـوبُ نصرتهم على أعـدائهم ***
من رافـضٍ أو نـاصبٍ أو ملحـدِ
يا لائمي في حـب صحبِ محمـدٍ ***
تبت يـداك وخبـتَ يوم الموعـدِ
نحـن الفـداء لهم وليت فـداؤنـا ***
أعداءهـم خيـرٌ بشـرٍ نفتــدي
طهّـر لسانـك من تنقصهــم ولا ***
تسمـع لنـذلٍ للغـواة مقـلـــّدِ
واذهب مـع الأسلاف في توقيرهم ***
لصحابةٍ والـزم هداهـم تسعــدِ
واركب سفينة نوح تنجُ من الـردى ***
فالسنة الغراء حصنُ مـوحـــدِ
هو مذهب الأخيار كابن مسيــّبٍ ***
وكمـالـكٍ والشـافعيّ وأحمــدِ
ولابـن تيـميـةٍ كـلامٌ صـادقٌ ***
في سِفره المنهاج في حرب الـردي
من سبهـم فالفيء عنه محـــرّم ***
بـل ليس من أتباعهم هو معتـدي
واقـرأ كلاماً في الإصابة رائعــاً ***
وكذا ابن عبد البر إذ يشفي الصدي
وانصت إلى الذهبيّ في أخبــاره ***
عن فضـلهم وكذا المحـب وأوردِ
لابـن الكثيـر فـإنـه ذو سنّــة ***
وعليـه في نجـدٍ كـلامُ مــجددِ
في لمعةٍ والواسطيـة نهجـنـــا ***
فعلى قواعـدها بنانك فاعقــــدِ
رتـب منازلهم على ما جاء فــي ***
تفضيـلهم واحـذر كلامَ مفنـــدِ
فالراشـدون أجلهم قـدراً علــى ***
ترتــيبــهم بـخـلافـةٍ وتسيّد
ومبشّـرون بجنـةٍ فضّلهمـــوا ***
وكمن أتى بدرًا بحسن المشهـــدِ
ولبيعـة الرضـوان فضلٌ زائــد ***
ولأهل بيت المصطفى خيرُ النـدي
يا رب أنقـذ صحبـه من ظـالـمٍ ***
من يُنجد المظلـوم إن لـم تُنجـدِ
فالله يجمعـنا بـهـم في جـنــةٍ ***
في مقـعـدٍ عنـد المليـك مخلّـدِ
مـا عائـضُ القرني إلا خـــادمٌ ***
لعلـومهـم والله ربـي مقصـدي
صـلى الإله على الرسـول وآلـه ***
وصحابـه ولـكل عبـدٍ مهـتدي