عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-02-2013, 07:52 PM
 
مگاآنهه المعلمين و المعلماآت عپر العصوور و الأزمنه ،،

لا يخلو عصر من العصور ولا زمن من الأزمنة ولا حقبة من الحقب التاريخيّة من معلّمين جاهدوا حقّ الجهاد في تعليم مجتمعاتهم وإخراجهم من الجهل إلى العلم،من الظّلام إلى النّور،من الظلم والجور إلى العدل والديمقراطيّة،من الفقر إلى الغنى والرّفاه،من العبوديّة إلى الإنعتاق والحرية والعيش بكرامة،من التّأخّر والتّخلّف إلى التّطوّر والإزدهار،..هؤلاء النّخبة من أصفياء المجتمعات،تعرّضوا-عبر الأزمنة أيضا-لمختلف أصناف المضايقات والإعتداءات،بل إلى الإحراق والقتل من طرف قوى الجمود والشّرّ والإستبداد.

ففي مشهد رهيب يشيب له الولدان وأعلنت حالة طوارئ من لدن ملائكة الرّحمان ألقي بالمعلّم إبراهيم عليه السلام في المنجنيق وقذف به في النّار لأنّ تعاليمه تقوّض بنيان مصالح قوى الشّرك والطغيان،فقال الله:"يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم".وكلّما مرّ القوم بنوح عليه السّلام وهو يصنع الفلك بعناية شاملة من الله عزّوجلّ"واصنع الفلك بأعيننا"استعدادا لأمر الله،سخروا منه وضحكوا عليه واحتقروه ووصفوه بالجنون،وهو-نوح- في قرارات نفسه مشفق وخائف عليهم وهم لا يدرون ممّا هو آت ومخبّأ لهم في الغيب.ويوسف الصّدّيق ألقاه إخوته في اليمّ(الجبّ) من فرط كراهيتهم له إذ يهدّد في اعتقادهم الخاطئ مكانتهم عند أبيهم وهم يجهلون بأنّهم بفعلتهم هاته ازدادوا بعدا عن ثقة أبيهم وحبّه.وهاهو معلّم البشريّة جمعاء محمّد صلّى الله عليه وسلّم يعتدى عليه وعلى تلاميذته في وضح النّهار،ويوصف بأوصاف تجعل منه ساحرا ومجنونا وشاعرا وكاهنا،بل إنّ القوم الضالّين تآمروا على قتله والخلاص منه،لكن قوى الجمود والشّرك والرّجعيّة عبثا حاولوا "ويمكرون والله خير الماكرين"،فالله سبحانه يحفظ بعينه الرّحيمة التي لا تنام معلّميه للبشريّة من مخطّطات قوى الظّلام والشرك عبر الأزمان والقرون.

ومازال المعلّم في عصرنا هذا الموسوم بالتّحضّر والتّمدّن يلقى من صنوف الإهانة والتّحقير والإعتداء ما لا يتقبّله عقل راشد،فقوى الجمود والظّلام والرّجعيّة ما زالت قائمة،ولأنّ أدوار المعلّم في الإنتقال بالمجتمعات من الجهل إلى المعرفة وبالتالي إلى التّغيير المنشود أمر لا تتقبّله تلك القوى التي تكمن مصلحتها في جهل شعوبها لأنّ المعرفة والوعي يقودان حتما إلى الثّورة على قوى الجمود والتّخلّف والرّجعيّة.

فلماذا يتكرّر هذا الموقف السّلبيّ تّجاه المعلّمين عبر العصور والحقب؟

والسلام.
__________________

رد مع اقتباس