عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-22-2007, 12:05 PM
 
إقرأوا عن شخص لايعرف أين ولد ومتى ولد شخص يبحث عن ذاته / طبعاً هو غريييييب/ مسكيييييين


(غريب)

في الحي الذي أسكنه ولدت فيه , فأنا ولدت في الحي الذي أسكنه، وهذا شيء طبيعي أن يولد الإنسان في المكان الذي يسكن فيه , أما أنا فولدت في الحي الذي أسكنه , عموماً هذا ليس موضوعنا , موضوعنا هو كيف وأين ولدت بالضبط , سألت أم علي التي ربتني فلا أجد الجواب عندها .
أم علي هذه امرأة فقيرة , تعيش على بيع الخضار الذي تشتريه من المحلات الكبيرة وتبيعه في الحي بسعر معقول لكي تعيش وتُعيشني معها , أسكن معها في غرفة متوسطة بها مطبخ صغير وحمام , وقد قسمت الغرفة إلى صالون الذي أنام فيه وغرفة لها .
هلت البركة علينا في بيع الخضار فكل من في الحي يشتري منا , من خضار أم علي هكذا سُمِيَ من قِبَل الأهالي .
كبرت وكبر السؤال معي ( كيف وأين ولدت ) , في صغري تعلمت صنعةً تعيشني مع أم علي التي قامت على تربيتي حتى أنهيت الثانوية , ومن تحويشة أم علي استطعت أن أفتح محل نجارة , طبعاً فهي الصنعة التي تعلمتها في صغري ، واستطعت أيضاً بعد أن حققت مكاسب الجيدة من شراء سكن آخر ، فتبدلت حياتنا إلى الأحسن .
تزوجت من بنت الجيران , التي قامت بواجبها اتجاه أم على واتجاهي ، ورزقت منها بولدٍ سميته أحمد .
مازالت أم علي تتهرب من سؤالي , فكلما دخلت لها من طريق تدخل في طريقٍ آخر , حتى اهتديت إلى أن أرسل لها أم أحمد, فأتى الجواب من دون تعب .
ذات مساء كنت خارج المنزل, كنت ذاهباً إلى الميناء لإحضار شحنة أخشاب للمحل , في تلك الليلة سمعت زوجتي بكاء أم علي, فأتت إليها وواستها حتى هدأت فسألتها عن سبب البكاء , فأتى الجواب الذي انتظره , تقول أم علي بأني أبن حلال , وكل من في الحي يعرف ذلك , وأم علي لم تتزوج ولم تكن امرأة ساقطة , بل كانت على خلق , فبعد وفات أبي أتت إليها جارتها تاركتاً طفلها عند أم علي , وكنت أنا ذلك الطفل , تركتني عندها لأنها ستتزوج , وقد أشترط عليها زوجها الجديد بأن تتخلى عني, ففعلت ذلك من أجل زوجها النحس ، لم أفاجئ بذلك ولم أُصدم , لأني ولد أم علي , فهي التي ربتني وصرفت عليّ حتى اعتمدت على نفسي , وأخبرتني أيضاً بأنها موجودة وتسكن في مكان آخر يبعد بساعتين عن الحي الذي أسكنه ، ذهبت إليها بعد أخذ العنوان من أم علي , ذهبت إليها لكي أسألها سؤالي الجديد ( أي أم أنتي ...؟ ) وأسئلة أخرى أردت أن أطرحها عليها , ولكن هذا هو أهم سؤالٍ لدي .
وصلت ، وبعد البحث عنها وجدت مسكنها , طرقت الباب ففتحت الخادمة فسألتُها عن سيدة البيت , فأدخلتني بعد أن أذنت لها سيدتها بإدخالي إلى المجلس الذي يسكنه هدوء موحش , أتت الخادمة مع سيدتها المقعدة , صدمت بذلك ولم أمن أتوقع بأني سأرى أمي بعد كل هذه السنين مقعدة , نهضت وقبلتها على يدها وجبينها الذي لم يقبله أحدٌ من قبل فبكت .
سألتني بعد هدوئها , فلم أستطع الإجابة , لأني سأجيبها بسؤال , سيكون ذلك السؤال الذي قررت أن أسألها قبل أن آتي إليها , فكررت عليّ السؤال ثانيةً ، أنزلت رأسي والبكاء يخنقني , ثم استجمعت قواي وسألتها ذلك السؤال الذي جعلني أنتظرت الجواب بقية حياتي , لأن أمي أصيبت بالبكم عندما علمت بأني ابنها (( علي )) الذي لم تنجب غيره .

( أتمنا أن تعجبكم , وأنتظر الردود والآراء )