الموضوع: كنز القمر
عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 08-06-2013, 12:49 PM
 
[frame="2 80"]
و الآن اترككم مع البارت الثاني


مرت الساعات و العمل يمر بنفس الوتيرة حتى أخبرتها السكرتيرة أنه وقت الغداء ، كانت على وشك الرد بأنها ستتناول غداءها لاحقا ، عندما أكملت السكرتيرة قولها بـ لديك موعد على الغداء مع أحد أصدقاء والدك من العمل و بصفتك الابنة عليك الذهاب ، فبعد كل شيء هو لم يلغي الموعد مع علمه الكامل بما حدث لوالدك .
لا أكاد أصدق ... كدت أقولها فعلاً لدي عمل كثير اليوم ، بالاضافة لسر هذا اليوم المميز بالنسبة لأبي ، و الآن هذا الخرف الذي لن يتركني و شأني .
بعد التفكير قررت الذهاب ...
... أمسكت بحقيبة يدها و هي تدعو أن تنقضي الساعتان التاليتان بسرعة البرق . صعدت إلى سيارتها التي كانت واقفة في موقفها الخاص كما أوصت سائقها دانيال صباحا ...... ربما يكون الزحام كثيفاً كهذا الصباح فأستغرق وقتاً أطول في للوصول إلى المطعم و بالتالي سيقل الوقت الذي سأمضيه هناك ...فكرت بمكر ... إنها تتصرف بصبيانية .. تعرف ذلك لكنها لا تستطيع منع نفسها .
وصلت إلى المطعم المطلوب ، للأسف يبدو أن اليوم ليس يومها ، فالزحام خف كثيراً و مع أنها قادت بسرعة بطيئة نسبيا إلا أنها وصلت متأخرة 15 دقيقة ...فقط ..فكرت بخيبة أمل .
نزلت من السيارة و في نيتها الاعتذار عن تأخرها بتهذيب مزيف و معاملة ذلك العجوز ببرودة حتى لا تراه مجدداً ، إلا عند الضرورة القسوى .
دخلت المطعم و استفسرت عن الطاولة المحجوزة ، فقام النادل بإيصالها إلى طاولة فاخرة تقع في الشرفة المظللة المطلة على منظر مذهل ، فالشرفة تقع فوق جزء من البحيرة الغناء المجاورة للمطعم .
وصلت إلى الطاولة المنشودة و يبدو أن ذلك الرجل سبقها ... كما هو متوقعمتوقع ، فتحت فمها لتخرج ذلك الاعتذار المجهز مسبقاً .. و لكن لم يخرج شيء ، بقيت كما هي لبضع ثوان لتتدارك الأمر و تقول :
- بويناس ستارديس ، أي مساء الخير بالإسبانية .
******
غير محتمل ... أولا يحاو أبي التدخل في إدارة شركتي ، ثم يأخذ ميعادً مع صديقه و يرسلني بدلاً منه ، و بعد كل هذا يأتي ليقول لي بكل برودة أعصاب أنني لن أقابل صديقه بل رئيسة مجلس إدارة الشركة لأتناول معها غداءً ودياً بين الشركتين .. ماذا أكون أنا حمامة سلام ، كل هذا يمكن التغاضي عنه و لكن لا يمكنني التغاضي عن تأخرها 15 دقيقة كاملة .... ما الذي يستغرقها كل هذا الوقت ، هل هو قناع مساحيق التجميل الذي يخفي وجهها الأربعيني أم تبدل ملابسها لتبدو أصغر سناً ... آه .. النساء و تعقيداتهن ، في الحقيقة أرجو أن تتأخر عشر دقائق أخرى حتى أذهب و اتخذ تأخرها ذريعة لأبي و أتخلص من هذه المصيبة .
أوه ... اسمع صوت خطوات .. يا للأسف لقد أتت، رفعت عيناي لأحييها و لكن ... تباً لهذه المصيبة ..هذا ما قاله لنفسه ، إن مصيبته ليست امرأة أربعينية بل تبدو لا تتجاوز الرابعة و العشرين بشعر أشقر و أجمل عينان رماديتان رآهما في حياته ... هذا ما يفكر به بوجه لا يوحي بشيء ، قاطعت تأملاته بقولها مساء الخير ، ، يبدو أنها تجيد الإسبانية .. وقف و مد يده لكي يصافحها و هو يرد بالمثل .

آرائكم ، توقعاتكم ، و طبعاً انتقاداتكم

[/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة fefo alahmad ; 08-06-2013 الساعة 02:01 PM