عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2007, 04:27 PM
 
معنى الحب وحقيقته


أن نكون عبيداً لله تعالى فهذا ما يصل إليه التفكير العقلي المنصف المتواضع
"والذين ينظرون في ملكوت السموات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا
عذاب النار"وهذا التفكر ما هو إلا تحصيل حاصل ضروري وأكيد لفطرةٍ إيمانية تعتلج
في فؤاد وكيان الإنسان.
وأن نكون عبيداًلله عز وجل فذلك ان نكون أحراراً متحررين من عبادة المادة وكل أشكالها وزخرفها،وبالتالي أن يكون لحياة عبد الله بعدها الأساسي السامي الذي يعطي حياته معنى و جدوى "ياأيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه"
ومن أهم إفرازات أو تجليات عبادة الله الواحد حباً فيه وبراءةً من عبادة الدنيا و ماديتها نظرة حبٍ متساميةٍ تجاه الإنسان والبشر،فالحب بما يعنيه الحب ما هو إلا نتيجةٌ فطريةٌ لرؤيةٍ متعاليةٍ عن عفونة المادة،الحب هو عشق المطلق والرغبة في الوصول إليه.
ولذا فالحب بين الإنسان و الإنسان ،الإنسان الذي تنتصر فيه تقوى النفس على فجورها
هو ترجمةٌ لمحبة الإنسان الرحيمة لخالقه من جهة ومن جهة أخرى هو طريق الإنسان الخيرِ إلى محبة الله .
وعندما يسير الإنسان على طريقٍ يرغب فيه انتصاراً للروح على المادة ولتقوى النفس على فجورها فلابد أن يكون للحب مكانٌ أساسيٌ في نفوس الذين آمنوا من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون لأن الحب هو التعبير الأجلى والأوضح لسمو النفس و نفورها من عبادة المادة الدنيوية الزائلة.
وهنا نستذكر معاني أحاديثٍ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل:"لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من نفسه ،وولدي أحبَ إليه من ولده"..أو كما قال صلى الله عليه و آله وسلم.
وبهذا المعنى المستفاد من الحديث فحب رسول الله وآله وولده الطاهرين و أصحابه المنتجبين هو طريقٌ للإيمان ،و هذا الحب هو الحب ذو الصورة الأسمى المتفانية عن الميل إلى الدنيا والإنغماس في ماديتها ، هذا الحب هو التعبير الوجداني الواقعي لحب الخالق ،الحب المبرؤ عن المادة.
وكيف يكون حقاً حب رسول الله وآله وولده عليهم الصلاة و السلام أولئك اليشر دون أن يكون هناك تجلي لهذا الحب من خلال حب الإنسان للإنسان الذي يشاركنا الحياة على هذه الارض.
ومن الناس إنسانٌ تميل عاطفةُ الحب إليه ميلاً خاصاً متسامياً عن الشهوة،ربما يسمي البعض هذا الحب عشقاً ولعل هذا الحب هو من الفضائل الإنسانية التي ترقق القلب وتطهر الذهن من الشوائب وتبعث على توعية النفس وتعدها لإدراك الأمور الشريفة.
الحب الحقيقي لا يُدركُ إلا عندما يكون حباً متسامياً عن الشهوات و المادة.
لذا فالحب وفضيلة العشق السامي المتسامي هو ما يعطي الحياة معناها و جمالها.
ولذلك و بناءً على ماذكرناه فالحب ليس هو الرغبات الجسدية والجنسية التي أصبحت هي العنوان العالمي المُروَج عن عاطفة الحب ،وإلا فالإنسان بهذا المعنى لا يختلف عن الحيوان في ممارسته للحب.


التعديل الأخير تم بواسطة الوردة الجورية ; 10-11-2007 الساعة 04:40 PM
رد مع اقتباس