|
الفصــلـ الثالث
.ماذا لو صبحت في يوم...ووجدت نفسك وحيداً...ماذا لو اكتشفت ان كل من
تحب...فارقوك...تركوك...و انك لن تراهم...لن تسمعهم...لن تستطيع ان تلمسهم....ان
تكتشف انك انت الضحيه...و الجاني هو اقرب شخص لك.....ماذا لو...ماذا لو...
اسئله و اسئله...تدور..دون توقف....ليت يكون لها اجابه..او حل....
...................................
" امي ....ابي....اين انتم.....اين ذهب الجميع؟!...امي ..امي ي ي ي....ابي...."
....ركضت تلك الطفله الصغيره كفراشه مجزوعه .....خائفه ....تائهه.....اين امها...اين اهلها
...كيف لهم ان يتركوها بمفردها....اين ذهبوا و تركوها....ركضت هنا...و ركضت هناك...
في الردهات....و الشرفات.....صعدت السلالم و نزلتها مئة مره....فتحت كل الابواب....
اخذت تنادي بصوت باكي خائف من المستقبل....امي اين انتِ ...اين انتم ....و تردد
صدى صوتها الصغير خلال بهو القصر الكبير....الذي بدا و لوهله ...كأنه بيت اشباح....
وقفت الصغيره...خائفه...محتضنةً نفسها...تواثبت ضربات قلبها الصغير..و اختنقت عبراتها...
فجأه....انفتح الباب محدثاً صرير مخيف ..... و امامها وجدت ظلال ممتده...تقترب....
هل يعقل ان يكونوا هم؟!...هل اتوا؟!....اخذت تركض نحو ذلك الظل الممتد..تركض و تركض
كأنها تركض نحو الأمل....و هناك...وجدته عند الباب....ناظراً للأسفل.....ملوثاً بالدماء....
تسارعت نبضات قلبها من ذلك المشهد....احتشدت الدموع في عينيها الصغيرتين.....
" ااا...اااين ...اين...امي...اين ابي......؟!..."
"......."
" جـ...."
مر بجانبها...نظر لها....بنظره لم تفهم معناها حينها....وقف قليلاً...ثم....
" لم يعد لكِ سواي.....لقد اصبحت منذ اليوم......عائلتك الوحيده..... انا و انتِ فقط..."
ابتسم ابتسامه مخيفه....لم ترها تلك الطفله.....ابتسامه تنم عن حقد و كره شديدين...
لم تفهم ماذا كان يقصد بالبدايه.....و لكنها فهمت مع مرور الزمن.....لم يعد لها غيره...
لقد مات كل من كانت تحبهم ......و لم يعد هناك غيره....هي و اخاها....فقط....و للابد
...............
ساكورا .يوم ...."
كانت ساكورا الصغيره على سريرها... تذرف الدموع و هي نائمه .....حينما دخل جيرالد ليوقظها.....
اندهش جيرالد....لماذا تبكي هذه الحمقاء....هل يعقل انها تعرف؟!....لا لا....لو كانت تعلم لواجهتني..
لكن...لماذا تبكي...يجب ان .....
ساكورا ستقيظي يا عزيزتي.....استيقظي...."
افاقت ساكورا من نومها......نظرت الى اخيها....كان يحمل شيء ما بيده....كانت باقه من الزهور.....
نظرت للباقه...ثم نظرت له بإستغراب....
" يوم ميلاد سعيد ....عزيزتي...."
اندهشت ساكورا .و نظرت تجاه جيرالد...و اشارت الى نفسها باندهاش....
" اتقصدني بكلامك؟!...."
" نعم و من غيرك بالغرفه؟!...هل نسيتِ ان اليوم هو يوم مولدك...؟"
" يوم مولدي!!...اه لقد تذكرت....و لكن؟!..."
" و لكن ماذا؟!...و لم هذه النظره ؟!...."
" انها اول مره تتذكر فيها يوم ميلادي.....لماذا هذه المره بالذات؟!...."
تلعثم جيرالد...ثم ضحك...
" ممم..ماذا؟!..هههه..ااه ..لقد كنت بالسابق مشغول...و لكن هذه السنه انبني ضميري....رايتك حزينه...
فقررت ان احتفل بيوم مولدك...."
ثم اقترب من ساكورا
...و مسك يدها بحنان...لثم يدها...و ابتسم لها....و هي لا تزال مندهشه من ذلك التصرف.....
" و هل هناك شيء في العالم اهم منك .عزيزتي...؟!....انتِ اختي الحبيبه...التي هي احب شيء الى قلبي..."
" جيرالد لم اتعود ان اسمع منك هذا الكلام!!....هل...."
وضع جيرالد اصبعه على فمها و ابتسم....
ششش ....انه يوم مولدك...فلا تفسديه عزيزتي....انا اليوم متفرغ......لذا نستطيع ان نخرج معا الى اي مكان تأمري به أميرتي....."
...تعجبت ساكورا ريد ان تعرف لماذا هو بذلك اللطف معها....لم تتعود منه على ذلك الحنان....
اي نعم كان يهتم بها..و لكن ليس لتلك الدرجه......
" صحيح ساكورا...عندما دخلت اوقظك..وجدتك تبكين...لماذا كل هذه الدموع؟!...هل هناك خطب ما؟!!.."
استغربت ساكورا مم يقوله جيرالد.....دموع؟!....هل كنت ابكي؟!...وضعت ساكورا يديها على خديها....
لتجد انها فعلاً كانت تذرف الدمع....و لكن لم كل هذه الدموع؟!.....لماذا؟!...تساءلت ساكورا نفسها...
هل ابكي من دون سبب...ربما هو الحلم......نعم ...ربما
" هيي .ساكورا...لماذا لا تجيبي؟!..."
تنبهت ساكورا لصوت خطيبها و افاقت من شرودها....
" هااا..لا لا شيء...انه كان مجرد حلم مخيف....فقط لا غير...."
" ا كل هذا البكاء من اجل حلم مخيف؟!... ساكورا لو كان هنالك شيء تريدين ان تخبريني به..فأنا..."
قاطعته ساكورا مبتسمه....
" لا لا شيء...لا يوجد شيء صدقني...انا على مايرام ....لا تقلق نفسك بي "
" حسناً....هيا لنخرج معاً....."
" اه...ج..جيرالد...."
"ماذا؟!"
" انا...انا "
" انت ماذا؟!...قولي هيا..لا تخافي...فكلي آذان صاغيه...."
" انا اريد ان اسألك عن شيء ما....."
جيرالد باستغراب....
" تفضلي...."
وضعت ساكورا يديها على قلبها....لتهدء من روعها..ان قلبها يدق و يدق...و جبينها يتصبب عرقاً...كانت لا تريد
ان تسأله...و لكن....هي تريد المعرفه....يحق لها ان تعلم كل شيء.....
" جيرالد....ك..ك..ك...كيف ماتا؟!..."
انصعق جيرالد من السؤال...و بدت علامات الضيق على وجهه...و في نفسه تساءل .....
هل لا زالت تذكر...هل هي تعلم شيء ما و تختبرني به...ماذا تريد تلك الخبيثه ان تعرف؟!...الا يكفيها بأنني
لا زلت ااويها بمنزلي......هم جيرالد بالخروج من غرفتها متجاهلا السؤال......و لكنه تفاجأ بيد ايميليا التي
قفزت من على سريرها...لتمسك به...قبل ان يخرج .......و بصوت باكي و شجن و حزن....صرخت ايميليا
" يجب ان اعلم...يحق لي ان اعرف....كيف مات ابي و امي...كيف.....اريد ان اعلم يا جيرالد...
انت كنت معهم حينها...انت الوحيد الشاهد على موتهما...لقد قالت الشرطه بأنهما....بأنهما...قتلا....
انت كنت معهم...يعني انك رأيت القاتل....من .....من هو القاتل...من ....ارجوك....قل لي هل فعلاً
ماتا مقتولين.....ارجوك..ارجوك يا جيرالد...اررررجووو...اه.."
وقعت ساكورا على الارض..اثر تلك الصفعه التي نالتها من خطيبها ..لم تصدق...انها اول مره يصفعها....
لماذا؟!...هل يعلم شيء و لا يريد اخباري به.....تورم خداها .....انه حقا قاسي القلب....كيف يمكن ان يكون اخاها...هي نفسها لا تصدق......
امسك جيرالد ساكورا من ياقة ثوبها بعنف....و وجهه يعتريه الغضب......اخذ يوبخها و يصرخ عليها...
" نعم ليس لك حق...انت مجرد افه ....انت اتفه من ان تكوني اختي اتعلمين هذا...اكرهك...اجل...اكرهك...نعم اكرهك...و بشده ايضا...لا احب صوتك...لا احب اسمك...لا احبك ايميليا..نعم ..لا احبك....و لو سمعت منك هذا السؤال مره اخرى....فلسوف.....فلسوف تكرهي اليوم الذي ولدتِ فيه...اتسمعين...."
اطاح بها جيرالد على الارض...بقسوه..بعنف...تحطم قلبها...قبل جسدها....لم كل هذه القسوه...لم كل
هذا الكره ماذا فعلت له تلك المسكينه......تركها جيرالد دون ان يلتفت اليها...و صفق الباب خلفه....و خرج
انهارت ساكورا على الارض...تبكي بشده و حرقه...اخذت تدبدب برجليها...و تشنجت عضلاتها...من كثر
البكاء...شعرت بأن روحها تنسحب و ببطء...تمنت ان تموت و ترتاح....
" لا اريده..لا اريده....انا اكرهه...اكرهه...انا لا اريده ان يكون اخي...ليته يموت..لماذا لم يمت..."
ظلت تبكي...و تبكي...الى ان نامت على الارض....دون ان تشعر....و بحلمها...رأت الماضي....
رأت جيرالد و هو متسخ بالدماء.....ينظر للأسفل...و تلك النظره التي لم تفهمها مرسومه على وجهه....
و صوته الغامض يتردد....لم يبق الا انا و انتِ.....انا و انتِ
فقط...معاً...للأبد .......للأبد..للأبد..للأبد...
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة M A N A R ; 07-20-2013 الساعة 09:41 PM |