عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 07-10-2013, 10:08 PM
 
مضى أسبوعان على الأحداث الأخيرة ..!
لقد مرا علي كالسنوات ..!
لكني تمكنت من تدبير أموري ..!
المنزل صار فارغاً و هادئاً .. حتى لوي سافر بعد أن قضى عندي أربعة أيام ..!
لقد عدة منذ يومين للمدرسة و قد حاولت التعايش مع الوضع الجديد لأنه من المستحيل أن يتغير ..!
صحيح أنني تمكنت من تجاوز تلك الصدمة لكن حيويتي قلت و لم أعد أتحدث كثيراً و معظم وقتي أكون شارد الذهن ..!
ذكرى إلينا ظلت في داخلي فقد كنت أراها في كل ركن من أركان قصرنا الواسع ..!
حتى في منامي أحلم بها دائماً ..!
و قد عادت لي ذكريات كثيرة لي معها كنت قد نسيتها تماماً ..!
كلما رأيت صورة لها ابتسم و اتحدث إليها و كأنها أمامي ..!
أخبرها عن أيامي و عن ما يحدث معي .. كنت أتمنى حقاً لو كانت بالفعل هنا تحاورني و تجيبني ..!
لقد اكتشفت كم من المؤلم أن تتحدث إلى شخص تعلم أنه لا يستطيع أن يجيبك ..!
ريكايل لم يكن أفضل حالاً مني .. لقد كان قلقاً علي كثيراً و دائم العناية بي ..!
حتى أنه لم يعد ينام في غرفته بل صار ينام بقربي كي لا اشعر بالوحدة على حسب قوله ..!
لقد كان ريكايل في الفترة الأخيرة خير سند لي ..!
كنت أشعر بأنه هو الأخ الأكبر لا أنا .. فقد بقي يهتم بي حتى استعدت نشاطي و صحتي السابقين ..!
و ها هو اليوم أصر على دعوتي إلى أحد المقاهي على حسابه ..!
...........................................
كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءاً حين دخلت إلى ذلك المقهى الكبير مع ريكايل ..!
توجهنا إلى إحدى الطاولات التي لشخصين و جلسنا ..!
بقيت أنظر حولي للحظات : أن المكان فاخر .. متأكد بأنك جئت للمكان الصحيح ؟!..
بدا عليه الاستياء : أنا لست فقيراً إلى هذه الدرجة ..! إن لدي المال الكافي لدعوتك في أفخر مقاهي العالم ..!
ابتسمت حينها : لكنك ستكون قد أفلست بعد هذه الدعوة ..!
بادلني تلك الابتسامة ببرود و سخرية : لأني دعوتك اليوم فلن أجيبك على سخافاتك و سأتظاهر بأني لم أسمع ..!
ضحكت بخفة حينها : أعتذر لم أقصد هذا .. لكن تذكر أني لم أجبرك على هذا المقهى ..!
بدت ابتسامته هادئة : لا عليك .. المهم هو أن تكون أنت سعيداً .. يجب أن تخرج من الجو المكتوم الذي عزلت نفسك فيه ..!
كان واضحاً أنه يحاول جعلي أضحك و استمتع بحياتي كالسابق .. و رغم أن هذا كان صعباً بعض الشيء إلا أنه لم ييأس بل حاول جاهداً حتى استخرج مني تلك الضحكة قبل قليل ..!
قررت أن أترك التفكير في هذا الأمر جانباً و سألت : أين ميراي ؟!.. ألم تدعوها ؟!!..
بمكر قال : للمرة الألف أقول .. ستصفعك لو سمعتك ..!
- إنها ليست هنا ..! حسنا أين هي على كل حال ؟!..
- ألا تعرف خالتك و عملها ؟!.. لقد ذهبت إلى الأرجنتين في السادسة هذا المساء .. و لن تعود إلا مساء الغد ..!
- هكذا إذاً .. لما لم تأجل هذه الدعوة حتى تكون معنا ..!
- إنها مشغولة هذه الفترة لذا لا أظن أنها ستتفرغ قريباً ..! لا بأس سأدعوها معك إلى هذا المقهى في المرة القادمة ..!
- أخبرني بصدق .. أتنوي أن تفلس ؟!!..
- الصدق هو أن لدي المال الكافي لدعوتك إلى هنا كل يوم على مدار شهر كامل ..!
ابتسمت حينها بهدوء : أرجوا أن هذا صحيح ..!
قبل أن يرد علي وصل النادل ..!
طلبت أنا فنجان قهوة امريكية مع كعكة صغيرة بالشوكولا بينما طلب ريك فنجان قهوة تركية مع فطيرة تفاح صغيرة ..!
بدأنا نتحدث في أمور منوعة متجاهلين ما حدث في الفترة الأخيرة ..!
لكن ريكايل فجأة سأل : لينك .. أتنوي إدارة شركات مارسنلي ؟!..
ببرود أجبت : سيتولى أدريان ذلك حتى أتخرج من الجامعة ..!
- سيحتاج ذلك لسنوات .. هل ستترك أدريان يهتم بكل الأمور حتى ذلك الحين ؟!..
- أعلم أن ادريان لا يحبك و عليك أن تعلم أني لا اطيقه ..! لكن تذكر بأنه كان مساعد أبي ثم مساعد أمي منذ سنوات لذا هو يعرف كل شيء في الشركة ..! أمي كانت تثق به و تعتمد عليه كثيراً لذا أعتقد أن علي فعل ذلك ..!
- كلامك صحيح .. يبدو أنه محط ثقة ..!
صمتنا بعدها للحظات ثم دخلنا إلى مواضيع أخرى مختلفة تماماً ..!
.................................................
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر حين اقتربنا من القصر ..!
بعد تلك الدعوة ذهبنا إلى حديقة البرج التي كانت شبه فارغة إلا من بعض العشاق ..!
فالجو كان بارداً للغاية و الثلج ينزل من السماء و غداً يوم دراسي ..!
وصلنا أخيراً إلى بوابة القصر .. لكن لفت نظري أن المكان كان مظلماً نوعاً ما فالأضواء كانت مغلقه ..!
لم أعلق .. توقفنا أمام البوابة بانتظار فتحها .. لكنها لم تفتح ..!
قطبت حاجبي : أين الحارس ؟!..
باستنكار قال ريك : أتراه ذهب للنوم ؟!!..
- محال .. هو يعلم أننا لم نعد بعد ..!
- غريب .. حتى غرفته مغلقه ..!
بانزعاج قلت : لن نستطيع الدخول هكذا ..!
تنهد حينها : الحل الوحيد أن نقفز و نرى ما الأمر ؟!.. المكان يبدو غريباً بالفعل و لاحظ أن الأضواء على سور القصر مغلقة على غير العادة ..!
فتحت باب السيارة و أنا أقول : لك معي حساب عسير أيها الحارس ..!
سرت حتى وصلت إلى الباب الكبير الذي كان عبارة عن تحفة تشكيلية مفرغه ..!
بدأت التسلق من خلال تلك الفتحات الكثيرة المتناسقة حتى وصلت للأعلى .. كان المكان مرتفعاً لذلك نزلت قليلاً ثم قفزت إلى الداخل ..!
اتجهت إلى غرفة الحارس التي كان بابها مغلقاً و في داخلها جهاز لفتح هذه البوابة ..!
حاولت فتح الباب لكنه كان مقفلاً .. سحقاً !!.. ما القصة ؟!!..
عدت إلى الباب و اشرت لريك فنزل من السيارة و وصل إلي : ما الأمر ؟!..
من خلف الباب قلت له باستياء : غرفة الحارس مقفله .. تسلق أنت الآخر .. و كن حذراً ..!
أومأ إيجاباً وبدأ يتسلق ذلك الباب المزخرف مثلي تماماً ..!
و بعد أن قفز بقربي سألته : أنت بخير ؟!..
وقف و أومأ إيجاباً وهو يلتقط أنفاسه : أجل .. رغم أنه كان مجهداً ..!
تنهدت حينها : لندخل و نرى ما المشكلة ..!
- حسناً ..!
سرنا خلال ذلك الطريق الطويل عبر الحديقة حتى وصلنا إلى الباب الرئيسي للقصر .. كان الهدوء يحيط به بشكل غريب ..!
عادة ما نلتقي بخادم أو خادمة على الأقل .. لكننا لم نرى أحداً ..!
دخلنا إلى تلك الردهة الواسعة فلم نجد أحداً أيضاً : أين اختفى الجميع ؟!!..
- لا أعلم لينك .. ربما ذهبوا للنوم ؟!!..
- لا أعتقد .. ألم تتصل بالطاهي ليجهز العشاء ؟!!..
- بلا ..!
- اذاً يجب أن يكون هناك خادمتان على الأقل هنا أو هناك لاستقبالنا ..!
- ربما يكونون في المطبخ ..!
شعرت بالقلق لكني سرت بهدوء ناحية غرفة الجلوس : أخشى أن هناك أمراً سيئاً حدث ..!
فتحت باب الغرفة بينما قال ريكايل : اجلس أنت الآن و أنا سأذهب للمطبخ .. لاشك أن الطاهي هناك ..!
- لحظة .. أنظر ..!
هذا ما قلته و أنا أنظر أمامي إلى ذلك الجالس هناك ..!
حيث كان يمسك بفنجان قهوة يتصاعد البخار منه و يجلس بطريقة متعجرفة على تلك الأريكة التي لطالما كانت أمي تجلس عليها ..!
كنت غير مستوعب أطلاقاً لكن ذلك الشخص البغيض قال بابتسامة ماكرة وهو ينظر إلي : أين كنت حتى هذه الساعة المتأخرة ؟!..
قطبت حاجبي و تجاهلت سؤاله : ما الذي تفعله هنا ؟!!..
- لا شيء .. احتسي القهوة كما ترا ؟!.. أتريد أن أطلب لك فنجان ؟!.. آه صحيح الخدم ليسوا هنا .. ما رأيك أن تطلب من هذا الخادم الذي بجانبك أن يحضر لك بعض القهوة ..!
كنت مصدوماً من اسلوبه المستفز و طريقة كلامه حتى شككت أنه بوعيه : ما بك أدريان ؟!!.. هل شربت زجاجة كاملة من المسكر و جئت إلى هنا في هذه الساعة ؟!!.. أم أنك جننت حقاً ؟!!..
فاجأني حين تغيرت ملامحه و انفجر ضحكاً !!..
انه يستفزني أكثر : كف عن الضحك و اخرج من هنا حالاً .. و حين تأتي إلى منزلي مرةً أخرى لا تأتي في ساعة متأخرة .. و ثمل أيضاً !!!..
توقف عن الضحك و نظر إلي بخبث : و من قال لك أني ثمل يا هذا ؟!!.. أنا لم أشرب منذ توفيت السيدة ..!
- اذاً أخرج حالاً من هنا لأنك بالتأكيد قد جننت ..!
- أنا أخرج ؟!!.. أنت من يفترض بك أن تخرج ؟!!..
نبرته الواثقة أرعبتني .. ماذا حدث له يا ترى ؟!!..
تقدمت ناحيته بخطوات متلاحقة و انفاس غاضبة : أن تتوقف عن التحدث إلى سيدك بهذه الطريقة ؟!!..
عاد للضحك مجدداً لكنه وقف بعد لحظات أمامي فبدا كم هو فارق الطول الشاسع بينننا و بسخرية قال : أنت سيدي ؟!.. لم يبقى سوى الأطفال !!.. لقد كنت أحترمك مسبقاً من أجل أمك .. أما الآن فأنت لا تعني لي شيئاً ..!
هو بالتأكيد ليس طبيعياً ..!
لكنه بالفعل نجح باستفزازي : أدريان .. أخرج من هنا قبل أن أطلب الشرطة .. و اياك أن تظهر في حياتي مجدداً ..!
ما فاجأني أكثر هو حين ربت على رأسي وهو يقول : لن أخرج أيها الصغير .. أريد التحدث معك بموضوع قد يغير مسار حياتك ..!
كان يقولها بقمة الخبث و الثقة ..!
يغير مسار حياتي ؟!!.. ما هذا الموضوع ؟!!..
ابعدت يده عن رأسي و قلت : هاتي ما عندك حالاً ..!
- حسناً ..!
جلس حينها مجدداً على تلك الأريكة : هل حدثتك أمك الراحلة عن مشروعها الضخم المشترك مع دايفيرو ..!
فور أن لفظ الاسم الأخير عرفت عما يتحدث .. إنه المنتجع الكبير الذي كانت أمي قد بدأت العمل عليه منذ فترة ..!
أومأت إيجاباً بتردد فتابع هو : جيد ..! تعلم أن ذلك المشروع كان تحت اشراف مارسنلي .. أي خطأ سيكونون هم السبب فيه ..! لكن السيدة مارسنلي الراحلة قررت المجازفة فاستلمت ذلك المشروع ..! لقد وقعت عقوداً كثيرة مع شركات عالمية من أجله فهو كان من الممكن أن يكون الأفضل في فرنسا بأسرها ..! هناك شركات فندقية و شركات مطاعم و أيضاً هناك شركة ألعاب استأجرت جزءاً كبيراً منه ..! الجميع دفع النقود لمارسنلي من أجل ذلك المشروع ..!
صمت حينها مما وترنني ..!
بقي صامتاً و لم ينطق مما دعاني لأن أقول بقلة صبر : و ماذا بعد هذا كله ؟!!..
بابتسامة مكر قال : ذلك المشروع فشل .. و سقطت معه ثروة مارسنلي ..!
اتسعت عيناي حينها و أنا أحاول أن أستوعب ما مقدار الخسائر الآن ..!
لكن ذلك الأدريان قال بخبث : لقد افلست الشركة يا لينك ..!
بلا شعور حينها انقضضت عليه و أنا أصرخ : و تقولها بسعادة !!.. كيف حدث هذا تكلم ؟!!!.. كيف تفعل هذا بمارسنلي بعد كل ما فعلوه لك !!..
دفعني حينها بشدة فسقطت أرضاً و وقف هو أمامي : لست أنا من فعل هذا ..!
كنت قد جننت بالفعل فوقفت و أنا أنقض عليه مجدداً : أيها الوغد !!..
و مجدداً دفعني بقوة زائدة لكن ريكايل كان خلفي هذه المرة فالتقطني : لينك أهدأ ..!
اردت أن أقتل أدريان الآن لكن ريكايل كان يمسك بي : اتركني ريك .. دعني أتصرف مع هذا الخائن الوقح الحقير !!..
بذات ابتسامته قال : أتصفني بكل هذا و أنا لم أفعل شيئاً ؟!!.. ربما لا تعلم بأن الشركة قد أفلست منذ فترة يا لينك لكن أمك الحنون أخفت عنك ذلك ..!
تجمدت حينها في مكاني مذهولاً .. أحقاً ما يقوله ؟!!.. أمي كانت تعلم أن الشركة أفلست قبل وفاتها ؟!!!..
أجل .. لقد كانت متضايقة و حزينة في الفترة الأخيرة !!.. أكان هذا بسبب فشل المشروع و افلاس الشركة ..!
نظرت إلى ادريان و صرخت : و ماذا تريد أنت الآن ؟!!.. أأنت سعيد لأن الشركة التي عملت طيلة حياتك من أجلها أفلست ؟!!.. هيا اخرج من هنا ..!
بهدوء قال : كما قلت .. عملت طيلة حياتي لأجلها .. لكني لم أحصد شيئاً ..! رغم أني أكثر من عمل في اعمار شركات مارسنلي .. كنت ستأتي أنت و تأخذ كل شيء في لمحة بصر ثم ترمي بي بعيداً !!..
صمت حينها و أنا استمع لكلامه !!..
أيعقل أنه ساهم في افلاس الشركة كي لا أرثها أنا : أخرج من هنا حالاً يا أدريان !!..
هذا ما قلته بغضب لكنه ابتسم مجدداً : بقي لدي الكثير لقوله لك سيد مارسنلي ..! أو لنقل .. سيد براون !!..
شدد على كلماته الأخيرة بطريقة لم أفهمها .. بل لم أفهم ما شأن بروان الآن ؟!!..
لكنه قطع علي أفكاري حين قال : قبل وفاة والدتك قامت بترتيب كل شيء ..! لديكم الكثير من الديون لذا كان على أمك أن تقسم ما تبقى من ثروتها كي تسدد بها بعض الديون ..! حتى الأشياء التي كتبتها باسمك .. المدرسة و تلك السيارة استعادتها بالتوكيل الذي لديها ..! جميعها الآن قد تم تصريفها ابتداءً بقصركم هذا ..! اتعلم لما وعدتك السيدة بالذهاب إلى منزلكم الشتوي ؟!!.. لأنها كانت ستسلم هذا القصر لصاحب شركة الألعاب فهو ملكه من الآن فصاعداً ..! حتى المنزل الشتوي له الآن لكنه كان قد اعطاه أمك لمدة أسبوع فقط حتى تجد مكاناً تلجأ أليه ..! لكن الأسبوع انتهى لذا هو ايضاً لذلك الرجل ..! أما نصف ما تبقى من الثروة و كذلك المدرسة فقط صارت لدايفيرو الذين كانوا أكثر من دفع نقوداً في ذلك المشروع ..! و ما تبقى قامت بتوزيعه على باقي الشركات حتى أتمت ما بقي من ديون و تركت لك فقط مبلغاً من المال عله يفيدك ..!
رمى إلي حينها بظرف بني بحجم الكف .. كان منتفخاً قليلاً و يبدو أن داخله بعض النقود : هذه النقود تكفي لتعيش لبضعة شهور قادمة .. لكن عليك أن تكون مقتصداً قدر الإمكان ..!
كنت مصدوماً و أنا أنظر إلى الظرف على الأرض .. لا أصدق كل ما سمعته قبل قليل .. إنها صدمة !!.. صدمة كبيرة !!..
لقد رحل كل شيء في طرفة عين .. و رحلت معها حياة النبلاء !!..
ربما يمكنني القول أن " لينك مارسنلي " الآن لا يختلف كثيراً عن " لينك براون " ..!
نظرت إلى أدريان حينها و قلت بشك : و ماذا استفدت أنت بعد كل هذا ؟!!.. لما تبدوا غير مهتم رغم كل ما حدث ؟!!..
عاد ليبتسم مجدداً : يمكنك القول .. صاحب شركة الألعاب كان من أكبر المستفيدين ..! أتعلم .. تلك الشركة تعود لأسرة سميث .. و ريئسها هو ..!
بمكر تابع : أدريان سميث ..!
رن ذلك الاسم في رأسي مراراً ..!
ذلك الحقير أدريان فعل كل هذا كي يحصل على ما يريد !!..
أشك أنه كانت هناك شركة ألعاب أصلاً !!..
أمي تركت لأدريان أن يتصرف معهم .. و هكذا كان يوقع أورقاً كما يشاء بتوقيعين ..!
توقيع أدريان سميث مساعد رئيسة شركات مارسنلي ..!
و توقيع أدريان سميث مدير شركة الألعاب ..!
كنت أريد أن أضربه حينها لولا أن ريكايل أمسك بي بشدة حين شعر بما في داخلي : توقف لينك .. لن تستفيد شيئاً من ضربه ..!
صرخت حينها : رايل اتركني يجب أن ألقن هذا الحقير درساً !!.. كيف يجرأ على فعل هذا بعد كل ما قدمه له والداي !!..
- لينك ليس هكذا ..! لن تحل شيئاً بهذه الطريقة ..!
بلا شعور دفعت ريك بذراعي بشدة و انزعاج : ابتعد !!..
لكني لحظتها سمعت صوت ارتطام شيء ما فالتفت حالاً لأرى أن ريك اصطدم بالطاولة الزجاجية فوقع أرضاً بينما سقطت التحفة التي كانت عليها و تكسرت حالاً ..!
بدا الألم على وجه ريك رغم أنه لم ينطق و فوراً اسرعت ناحيته و جثيت بقربه بقلق : ريكايل أأنت بخير ؟!!.. أنا آسف لم أقصد دفعك ..! أخبرني أصبت ؟!..
التفت ناحيتي وهو يقول مخفياً ألمه : لا تقلق .. أنا بخير ..!
انتبهت حينها لظهره الذي كان قد اصطدم بحافة الطاولة الزجاجية بعنف : هل يؤلمك ظهرك ؟!..
أخذ نفساً وهو يقول : قليلاً .. لكني بخير على كل حال .. إنها مجرد ضربة خفيفة ..!
قبل ان أقول شيئاً أخر قطع علي ذلك الصوت الماكر : رائع .. تبدوان رائعين هكذا معاً ..!
التفت ناحية ذلك الحقير و نظرت إليه بحقد : و هل هذا يهمك ؟!!..
بابتسامته المستفزة قال : ليس كثيراً ..! لكن هناك شيء أخير أريد أن أخبركما به يا .. توأم بروان !!!..
هذا كان آخر شيء توقعته !!..
توأم بروان ؟!!..
يمكنني فهم كل شيء الآن .. لأني كنت أشك في هذا منذ البداية ..!
بدت ملامح الصدمة على ريك بينما وقفت أنا و قلت بشك : أدريان .. أنت إذاً السبب منذ البداية !!.. أنت من تبنى واحداً فقط منا دون الآخر ..!
ضحكته تلك اثارت اشمئزازي .. لكن ما أغضبني هو حين أجاب بخبث : صحيح .. أنا من اخترت أحدكما دون الآخر ..! هناك أشياء كثيرة لا تعلمون عنها ..! أجل أنا من وجدكما في ذلك الملجأ القديم و أنا من طلبت من المديرة أن تعطيني أحدكما فقط ..!
حاولت تمالك أعصابي : و لما فعلت ذلك ؟!!.. ما مصلحتك ؟!!..
- الأمر بسيط ..! إلينا و جاستن يريدان طفل يشبههما حتى يتبنياه و يربياه .. و أيضاً يرثهما في المستقبل ..! إن عثرت على الطفل فسأكبر في عينيهما أكثر .. و حين وجدتكما في الملجأ رأيت كم تشبهان السيد و السيدة مارسنلي لكن لم أرد أن يكونا أثنان .. لأنه لو صارا اثنين فهذا قد يبعدني أكثر عن تلك الثروة ..! لذا قررت أن يكون واحد ..!
بغضب صرخت : و بالطبع فعلت ما بوسعك لكي لا يعلم أحدنا بأن له أخ .. لذلك عزلتنا عن بعض بشدة و منعت الخالة آنا من الاتصال بي و كذلك خالتي ميراي من الوصول إلى أحدنا ..!
أومأ إيجاباً بابتسامة واسعة ..!
وقف ريك حينها و الغضب يشتعل من عينيه : سحقاً لك !!..
لكنه حينها قال بابتسامة هادئة : لكنكما كنتما أقوى مما ظننت .. لقد كنت قد نسيت أمر ريكايل تماماً حتى ذلك اليوم الذي رأيته هنا و رأيت كم يشبه لينك و حين عرفت أسمه علمت بأنه وصل إلى هنا بطريقة ما ..! لم أعتقد أن تكونا مرتبطين إلى هذه الدرجة !!..
كان الدم يغلي في عروقي غضباً على هذا الخائن الذي كان يدمر حياتي في الخفاء !!..
ذلك ما جعلني أصرخ حينها : أخرج من هنا حالاً .. لا أريد رؤيتك !!..
- بل أنت من سيخرج .. فهذا القصر .. صار ملكاً لي ..!
قبل أن أقول شيئاً دخل أربعة رجال إلى تلك الغرفة .. يرتدون ثياب الحرس لكني لم أرهم من قبل .. يبدو أنهم تابعون لأدريان فقد نظر إليهم و قال بلهجة آمرة : خذوا هاذين الأثنين خارج قصري حالاً !!!..
امسك أحدهم بذراعي بقوة و سحبني بشدة : أتركني أيها الوغد ..!
هذا ما قلته و أنا أحاول ضربه بيدي الأخرى لكن واحداً آخر باغتني بقبضته الضخمة التي اخترقت معدتي حتى شعرت أنها تمزقت ..!
أمسك ذلك الضخم بذراعي الأخرى و سحبني مع رفيقه ..!
لم استطع التخلص منهما لكني رغم ذلك حاولت ما بجهدي و أنا اصرخ غضباً مما يحدث الآن ..!
كان أثنان الآخران قد أمسكا بريكايل و سحباه خلفي ..!
لا أصدق بأنهم الآن يجرونني خارج المنزل الذي عشت سنين حياتي فيه و الذي يحمل كل ذكرياتي !!..
يخرجونني من منزلي !!..
كنت أشعر بالألم الحقيقي و لا أخفي عليكم أن دموعاً تجمعت في عيناي و أنا أصرخ بأعلى صوتي : أدريان أيها الخائن !!..
.................................................. .....
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس