عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 07-10-2013, 05:57 PM
 
الساعة الآن هي العاشرة مساءاً..!
نزلت من سيارتي الفراري الحمراء و نظرت إلى الأعلى .. ليس إلى السماء .. بل إلى قمة ذلك البرج ..!
انه برج إيفل الشهير ..!
اتجهت ناحية المدخل حيث تلك الصالة الصغيرة و عند مكتب الاستقبال اشتريت تذكرتين لأعلى البرج ..!
كان هناك بعض الناس يصعدون و ينزلون .. لكنني لم أتحرك من مكاني بل بقيت أنظر حولي لأجد أحد قد يساعدني ..!
رأيت هناك شابةً تقوم ببيع البالونات على الأطفال .. اتجهت ناحيتها : هل لي أن أطلب منك خدمة يا آنسه؟!!..
التفتت ناحيتي بابتسامة : تفضل ..!
بادلتها تلك الابتسامة اللطيفة و أنا أقول : هل ستبقين هنا طويلا ً ؟!..
نظرت لساعتها ثم أجابتني : بقي خمسة عشر دقيقة و ينتهي موعد عملي ..!
أخرجت إحدى البطاقتين من يدي و أعطيتها لها : أود منك أن تعطي هذه لشاب أشقر الشعر سيأتي بعد قليل ..!
قطبت حاجبيها حينها : هناك الكثير من الشباب ذوي الشعر الأشقر .. ألا تحمل صورةً له ؟!!..
إنها محقة .. لكن ليس لدي أي صورة :للأسف لا .. حسناً .. أعتقد أنك تستطيعين تميزه أن أخبرتك عنه ..! إنه يشبهني كثيراً .. لكنه يصفف شعره إلى الخلف ..!
بدا أن هذه المعلومات لم تكن كافية : هل هو بعمرك ؟!!..
أومأت إيجاباً :أنه أخي التوأم و أسمه ريكايل .. إذا لم يأتي إلى هنا فبإمكانك الاحتفاظ بالتذكرة لنفسك ..!
عادت للابتسام بمرح : حسناً سيدي .. يمكنك الذهاب و انتم مطمئن ..!
تركتها بعدها هي والبطاقة و كلي أمل أن يحضر ريكايل إلى هنا .. اتصلت به بعد خروجي من المدرسة و طلبت منه القدوم إلى هنا في هذه الساعة ..!
أكملت الإجراءات و ركبت المصعد و معي قليل من الأشخاص .. مضت فترة منذ صعدت برج إيفل آخر مرة .. أعتقد كان هذا منذ عام مع لويفان ..!
وصلنا إلى منتصف البرج .. و نزل كل الأشخاص الذين كانوا معي ..!
بقيت وحدي في ذلك المصعد الكبير الذي تابع الصعود إلى القمة و كلما ارتفعت أكثر كلما زاد سعر التذاكر .. لذا تذاكر القمة لها سعر خاص و مرتفع ..!
توقف المصعد أخيراً خرجت منه و نظرت حولي ..!
كان المكان فارغاً من أي زوار .. فقط هناك موظف يجلس خلف كشك و يبيع التذكارات ..!
لم استغرب كثيراً فتذاكر أعلى البرج غالية و الوقت اقترب من الإغلاق و غداً مدرسة ..!
أتعلمون ؟!!.. ذلك أفضل !!..
لأني أريد الحديث مطولاً مع ريكايل لذا أردت مكاناً هادئاً و جميلاً ..!
سرت مبتعداً عن ذلك الموظف إلى الجهة الأخرى .. لأني لا أريده هو الآخر أن يسمع حديثنا .. هذا إن جاء الطرف الآخر فعلاً ..!
استندت إلى السور و بقيت أنظر أمامي .. إلى باريس العظيمة المشعة ..!
حقاً .. تستحق لقب عاصمة الأضواء ..!
الجو صار بارداً للغاية فالشتاء في أوله و هي تمطر من وقت لآخر ..!
قريباً ستتساقط الثلوج و تغطي هذه المدينة لتجعلها كعروس خجولة بثوب أبيض ..!
نظرت إلى ساعتي .. مرت عشر دقائق .. أرجوا أن يأتي ..!
و في تلك اللحظة شعرت بشخص خلفي ..!
رسمت ابتسامة و استدرت : أهلاً ..!
كان هو كما توقعت .. ينظر إلي بهدوء و برود :آسف على التأخر .. سيدي ..!
عدت أنظر للأمام : لا عليك ..!
بقينا صامتين حينها .. و مضى بعض الوقت ونحن كذلك .. كلانا أضاع حروفه على ما أعتقد ..!
تقدم هو الآخر و استند إلى السور : إن كنت تنوي طردي .. فأسرع بذلك ..!
التفت إليه ببرود : قبل ذلك .. لنكن صريحين ..! لقد كنت تعلم أننا أخوان .. منذ متى ؟!!..
لم يبعد نظريه عن المنظر الرائع أمامه بل أجاب بهدوء : فقط حين قالت السيدة مارسنلي أن أسمك الحقيقي هو لينك إيان بروان ..!
ترددت للحظات قبل أن أسأل : و ماذا كان موقفك ؟!!..
التفت ناحيتي ليقول ببرود : أنا لم أعلم أن لي أخاً أصلاً ..! لذا شككت في أنه مجرد تشابه أسماء ..! لكن حين أطلعت على بعض الملفات وجدت أنه بالفعل كان معي أخ توأم حين قدمت للملجأ وقد تم تبنيه من قبل مارسنلي ..! هذا كل شيء .. و أرجوا أن لا تسألني عن أي شيء مجدداً فأنا لن أجيبك على شيء ..! لذا من فضلك سيدي أسرع بطردي و اتركني أذهب ..!
كنت أشعر بمدى الألم في كلامه و إن لم يظهر ذلك .. أنا أيضاً نظرت إلى السماء حيث كانت النجوم تتلألأ براقة فيها : من قال أني سأطردك ؟!!..
التفت ناحيتي ليقول بنوع من الغضب اتضح في صوته و كأنه يكتم استياءه : إن لم تفعل فأنا سأقدم استقالتي ..!
- و أنا لن أقبلها !!..
- بل ستفعل !!..
- لما أنت مصر ؟!!..
- حتى و إن لم أعش حياة النبلاء التي عشتها فأنا لي كرامتي و لن أقبل العمل خادماً عند أخي التوأم !!.. أفضل البحث عن أي مطعم يقبلني ..!
كانت نبرته شرسة للغاية وهو يقول تلك الكلمات .. ابتسمت حينها لأقول : أنا لن أطردك ولن أقبل استقالتك .. لأني أريدك أن تبقى معي ..! ليس كخادم بل كأخي ..!
بدا أنه تفاجئ نوعاً ما : أعتقد أنك قلت سابقاً بأنك ترفض هذا قطعاً ..!
- ذلك لأني كنت مصدوماً فقط ..!
- لا تعتقد أن موافقتك على هذه العلاقة تعني موافقتي !!.. أنا أرفض ..!
- لما ؟!!.. أعطني سبباً مقنعاً ..!
- الأمر بسيط .. أنت عشت برفاهية و سعادة بينما أنا من عانى في طفولته .. لذا نحن مختلفان !!..
- أعتقد أني أخبرتك مسبقاً .. لم أعش طفولةً أحسد عليها !!..
قلت كلمتي الأخيرة بجد .. لم يجبني .. واضح أنه مستاء .. لكني بطريقة ما شعرت بأنه يريد أن يقتنع بكلامي ..!
لا أعلم كيف شعرت بهذا ؟!!..ربما هو رابط الأخوة بيننا : يقولون بأن التوأم يستطيعان فهم بعضيهما .. صحيح ؟!!..لا تكابر ريكايل ..أخبرني بما في نفسك فقط ..!
لم يجبني بل استند مجدداً إلى السور و بقي ينظر للأمام بشرود و كأنه يفكر في ما عليه فعله ..!
تنهدت حينها .. يبدو أن إقناعه سيستغرق وقتاً ..!
لحظتها خطر في بالي سؤال : هيه ريكايل .. أخبرني بما تعرفه عن والديك !!..
أغمض عينيه و قال ببرود : لما علي أن أخبرك ؟!!..
ابتسمت بهدوء : لا يحق لك الرفض .. إنهما والدانا سويةً .. و أنا أشاركك فيهما الآن ..!
أعلم أن كلامي كان مستفزاً للغاية لكني أردت أن أحركه قليلاً ..!
التفت ناحيتي وعلى وجهه نظرة باردة و قد قال : لا أعرف شيئاً .. أنا لم أبحث بأمرهما مطلقاً ..!
- تكذب !!.. قلت أنك رأيت بعض الملفات .. لا شك أن فيها بعض المعلومات ..!
- قلت لك لا أعرف ..! كل ما عرفته هو أسماهما و أعمارهما حين توفيا ..! فقط ..!
شعرت بمدى نبرة الألم في صوته حين قال توفيا .. لكني رغم ذلك قلت بهدوء : أسم أبينا إيان .. ماذا عن أمنا ؟!!..
طأطأ رأسه حينها .. بينما شعرت أنا بشعور غريب فأنا على وشك معرفة أسم أمي الحقيقية .. أمي التي حملت بي و أنجبتني .. أمي التي عرفتني قبل إلينا .. أعتقد أنها كانت تنتظرني بفارغ الصبر .. لكن في المقابل أنا بلغت السابعة عشر و أنا لا أعرف أسمها حتى ..!
انتبهت أن ريكايل نظر إلى السماء بهدوء وهو يقول بخفوت : أسمها .. نيكول !!..
نيكول .. شعرت بألم في صدري حين سمعت الاسم ..!
نيكول .. هو أسم أمي !!..
نيكول براون .. هي أمي الحقيقية .. ليست إلينا مارسنلي .. بل نيكول براون ..!
آسف أمي .. آسف لأني لم أعرفك مسبقاً .. أرجوك أعذريني ..!
لا أعلم كيف يمكنني أن أصف شعوري حين تفكيري بالأمر .. لكني شعرت بأن دموعي تريد أن تفيض في عيني ..!
وكي لا يحدث هذا سألت حالاً : و ماذا عن عمريهما حين توفيا ؟!!..
- كانا في العشرين !!..
صدمت !!.. في العشرين !!!!!!..
إنهما أصغر من أن يكونا أبوين !!..
نظرت إلى ريكايل بصدمة : كيف في العشرين ؟!!!.. إنهما صغيران جداً ..! إن كانا أنجبانا و هما في العشرين فلا شك أنهما تزوجا قبل ذلك بسنة على الأقل ..! أي في التاسعة عشر !!.. أأنت واثق أنهما كانا متزوجين ؟!!!..
لا تسألوني كيف نطقت آخر جملة لكني قلتها بلا شعور ..!
التفت ناحيتي بغضب: بالطبع كانا كذلك !!.. لا تفكر في أشياء لا معنى لها !!..
شعرت بالندم على سؤالي الذي لم يكن له داعٍ : آسف .. كان فقط بسبب صدمتي ..! لأني لم أعتقد أن هناك من يتزوج قبل وصول العشرين !!..
- لا تعلم .. ربما الظروف هي ما جعلتهما هكذا ..!
- و ربما كانا يحبان بعضيهما و لم يريدا الصبر حتى يكبرا أكثر ..!
- ما مقصدك من هذا الكلام ؟!..
- ريكايل .. ماذا تعتقد كان سيحدث لنا لو كانا على قيد الحياة ؟!!..
لم يجب .. بل بقي ينظر إلى السماء بصمت ففعلت مثله لكني قلت : ربما .. كنا سنعيش طفولتنا سوية كأي أخوين .. عليك أن لا تلومني ريكايل فلم يكن بيدي العيش معك أو عدمه ..! أعلم أنك مستاء لأنك كنت وحيداً طيلة تلك السنوات ..!
لم يرد .. بل لم يبعد ناظريه عن تلك السماء : ريكايل .. أتذكر حين حدثتك عن طفولتي .. في ذلك اليوم قلت لي أن هناك صوت بداخلك يطلب منك معاملتي ببساطة .. أنا كذلك كان هناك صوت بداخلي يطلب مني صداقتك ..! أنت صدقت ذلك الصوت و أنا كذلك ..! الآن أعتقد أن السبب هو رابط الدم بيننا ..!
أيضاً لم يرد .. لكني أشعر بأنه يريد الحديث : ألا تود قول شيء ؟!!..
بهدوء على ذات وضعيته : بلا .. الكثير !!!..
ابتسمت بهدوء : إذاً تكلم ..!
تنهد حينها و بدأ حديثه الذي كتمه طيلة الوقت : لا أستطيع .. وصف صدمتي بالأمر .. لكن هناك أشياء في داخلي أخذت تتضارب .. في أول مرة وقعت فيها عيني عليك كان هذا في يومي الأول من العمل في ثانوية مارسنلي .. كانت لمحة بسيطة من الخلف .. لكنك جذبت انتباهي دون أن أشعر .. بعدها علمت أنك وريث مارسنلي فصدمت .. لأنني سمعت أن ريث مارسنلي شخص متسلط و مغرور .. لم تبدو لي كذلك فقررت أختبارك ..!لذا في ذلك اليوم في لقائنا الأول بادلتك نظرة الاحتقار تلك .. رغم أننا تشاجرنا و رميتني بألفاظ مهينة و رغم تلك اللكمات التي تلقيتها لم أقتنع بأنك شخص سيء ..! هذا ما دفعني للموافقة على العمل عندك ..! كنت أحاول أقناع نفسي بأنك سيء لذا أتشاجر معك و أتسلط عليك أتباعاً لذلك الصوت و أيضاً حتى اقتنع بما يقال عنك رغم ذلك لم يستوعب دماغي فكرة أنك سيء ..!حتى أخبرتني بتك القصة .. حينها أيقنت بأنك كنت تتصنع السوء .. اكتملت غايتي لكني شعرت بأنك هناك شيئاً ناقصاً ..!لم يكتمل هذا النقص إلا حين علمت أنك أخي .. ربما لم يصدق قلبي أنك سيء لهذا السبب ..!
كنت ابتسم بهدوء واستمع إليه .. كلامه الأخير ذكرني بشيء ما : أتعلم .. أنا أيضاً شعرت بالنقص كثيراً حتى وجدتك ..! لم أعلم السبب الحقيقي لكني الآن اكتشفت أن السبب هو أخوتنا ..! اليوم قرأت بعض المعلومات عن التوائم .. و علمت بأن التوأمين دائماً ما يكونان مرتبطين ..! تلك المعلومة فسرت لي مشاعر الطمأنينة و الدفء التي شعرت بها حين حدثتك عن طفولتي ..!
التفتت حينها لأرى أنه كان ينظر ناحيتي و على وجهه نظرة حائرة للغاية ..!
أردت أن أهدأ تلك النظرة لذا حاولت أن تكون ابتسامتي صادقة جداً و للمرة الأولى أشعر أنني مسؤول عن شخص ما : ريكايل .. لا داعي لأن تكابر فأنا أفهم شعورك ..! أعلم أنك مثلي تريد أن نعيش معاً لكنك تكابر ..!
بذات النظرة المرتبكة : كيف عرفت ؟!!..
اتسعت ابتسامتي حينها : كما قلت لك سابقاً .. التوائم يفهمون بعضهم بسهولة !!..
تقدمت ناحيته و ربتت على كلا كتفيه حينها و أردفت : لذا .. الدم الذي يجمعنا يخبرني بما تريده أنت .. و أنت ستكون قادراً على فهمي إن أردت ذلك .. لأننا شقيقان ..! أعتقد أن أمي و أبي سيكونان مطمئنين أكثر لو عشنا معاً .. هذا أقل حق لهما علينا ..! ربما لم نستطع أن نعيش معهما .. لكننا نستطيع العيش من أجلهما ..! أعتقد لو كان بإمكانهما الآن رؤيتنا .. فستكون هذه أسعد لحظاتهما ..! لذا ريكايل .. حتى يرقد والدانا بسلام ..!
أتعلمون .. لقد التمعت عيناه حينها و كأنما دموعه على وشك الفيضان .. لكنه حقاً أسعدني حين تمتم : أخي ..!
لم استطع إلا أن عانقته حينها فبادلني ذلك العناق ..!
كنت أشعر بمشاعر غريبة للغاية .. ذات المشاعر التي شعرت بها حين أخبرته بقصة طفولتي المأساوية ..!
الآن تأكدت لما كنت مرتاحاً له ولما لم أستطع طرده و أبعاده عني .. لأنه أخي .. بل شقيقي التوأم ..!
شعرت أنا آخر بدموعي فاضت .. منذ زمن طويل لم أشعر بمثل هذه السعادة ..!
لا أنسى أيضاً ليديا التي ساعدتني في حل هذه المشكلة دون أن تعلم .. من كان يضن أن لقائي بها سيجعلني أعود لريكايل ..!
بقينا صامتين .. لكن ذلك الصمت أخبرني الكثير ..!
و أهم شيء أخبرني به ..!
أني لن أعيش بعد اليوم بعيداً عن ريكايل مهما حدث !!..
من أجلي .. و من أجله .. و من أجل والدينا .. إيان و نيكول ..!
.................................................. ....
رن الجرس معلناً نهاية اليوم الدراسي .. لذا خرجت من الصف برفقة ماثيو و دايمن كالعادة فقال الأخير : هيه لينك .. لنذهب اليوم إلى السينما إنه العرض الأول لفلم لويفان الجديد ..!
باستغراب قلت : الفلم الذي صوره في سويسرا !!..هل انتهى منه بهذه السرعة ؟!!..
أومأ ماثيو إيجاباً : صحيح .. اتصل بي أمساً و أكد علينا مشاهدته ..! قال أنك لا تجيب على هاتفك أيضاً ..!
بتوتر قلت : كنت مشغولاً بالأمس ..! عموماً لا أعتقد أن بإمكاني اليوم الذهاب للسينما فلدي الكثير من الأعمال ..! إلى اللقاء ..!
ركضت حينها مبتعداً عنهما بينما نظراتهما المستغربة تراقبني ..!
بالأمس بعد أن تناولت العشاء مع ريكايل في أحد المطاعم و بعد الحديث المطول الذي خضناه عن خطوتنا التالية قررنا في البداية أن نذهب للخالة آنا و نطلب منها أن تحدثنا عن سبب انفصالنا في ملجأ الأيتام ..!
و ها أنا الآن في حديقة المدرسة الواسعة أسير بين جمع الطلبة ناحية مربض السيارات الكبير ..!
في تلك اللحظة سمعت صوتاً يناديني من الخلف : لينك توقف ..!
التفتت حينها و ابتسمت تلقائياً حين رأيتها تسير ناحيتي بخطوات متلاحقة : أهلاً ليديا ..!
وصلت إلى جانبي فسرنا سوية بهدوء : هل تحدثت لميشيل ؟!!..
- لا .. لم أملك الجرأة بعد ..!
- اسمع لينك .. الأفضل أن لا تحدثها حالياً لأنها ستكون غاضبة و لن تفكر في الاستماع إليك .. أصبر قليلاً حتى تهدأ أعصابها ..!
- لست واثقاً ليديا .. أشعر بأنها لن تصدقني ..!
- اطمئن لينك .. إنها تحبك و ستصدقك ..! لذا كل ما عليك أن تمتلك الشجاعة و الفرصة المناسبة و ستكون الأمور على خير ..! وأنا سأدعمك في هذا ..!
- أستطيع الاعتماد عليك لأخذ المشورة ؟!!..
- بالطبع ..!
- ليديا .. أأنت واثقة مما تقومين به ؟!..
سألت بخفوت .. خفت أنها تضغط على مشاعرها من أجل مساعدتي ..!
لكنها ابتسمت بمرح : بالتأكيد .. قلت لك أني لم أقع في حبك بعد !!.. لقد أحببتك كصديق لذا أنا بخير هكذا ..! أريد مساعدتك لتكون سعيداً .. هذا أقل ما يمكن أن أفعله لصديق جيد مثلك ..!
كنت مطمئناً فمن خلال نبرتها تلك و نظرات عينيها تأكدت أنها صادقة في كلامها : أشكرك بالفعل ليديا ..!
بذات ابتسامتها قالت : لا شكر بين الأصدقاء ..! أن كنت مصراً على شكري فقاتل من أجل ميشيل ..!
كانت متحمسة من خلال كلماتها الأخيرة : بالتأكيد سأفعل ..!
كنا قد وصلنا لمربض السيارات حينها .. و هناك رأيت ريكايل يقف قرب سيارتي السوداء ..!
ابتسمت و أمسكت بيد ليديا : تعالي لأعرفك على ذلك الشاب ..!
انتبه ريكايل لنا فوقف باحترام بسبب وجود ليديا : أهلاً بك سيدي ..!
التفتت ناحية الفتاة : ليديا .. هذا رفيقي ريكايل ..! ريكايل هذه الآنسة ليديا روبرتون ..!
حنى رأسه باحترام : تشرفت بقائك آنستي .. شكراً لاهتمامك بسيدي ..!
بابتسامة لطيفة و لبقة قالت : أهلاً بك.. في الحقيقة لينك هو من يهتم بي ..!
قطبت حاجبي حينها مستنكراً : نهائياً .. أنت من يقوم بمساعدتي و ليس أنا ..!
ضحكت بخفة حينها : انت تحرجني بكلامك لينك ..! آه صحيح .. لقد ذكرت لي اسم ريكايل بالأمس .. أعتقد أنه شخص عزيز عليك ..!
قالت تلك الكلمات و هي تنظر ناحية ريكايل بمرح فقلت بابتسامة هادئة و أنا أنظر إليه : كثيراً ..!
لاحت ابتسامة صغيرة على وجهه .. قطع علينا تلك اللحظة صوت : آنسه ليديا ..!
التفتنا سوية حيث رأيت شاباً يبدو في الثلاثينيات : لقد وصل السائق .. إلى اللقاء لينك ..!
لوحت لها و هي تبتعد : إلى اللقاء ..!
صعدت سيارة بيضاء كانت بالقرب منا بينما ركبت أنا في مقعدي و ريكايل خلف المقود ..!
انطلقنا خارج المدرسة حيث قال بهدوء : تبدو تلك الفتاة مقربةً منك ..!
بذات النبرة الهادئة أجبته : رغم أني لم أتعرف عليها إلا ما قبل الأمس .. لكني حقاً اكتشفت أنها شخص رائع ..!
- حسناً .. قالت أنك ذكرت أسمي ..! هل تحدثتما في ؟!!..
- آه .. قصة طويلة ..!
- هل نعود للمنزل ؟!!..
- لا .. لنتجه حالاً إلى الخالة آنا .. إني متشوق لمعرفة القصة ..!
- كما تشاء .. رغم أني لست متحمساً كثيراً ..!
- ما أنا واثق منه أن أمي إلينا لم تكن تعلم أن لي أخاً توأم .. لأنها لو كانت تعلم بهذا لما فصلتنا عن بعض ..!
- لا أعلم لينك .. أشعر أن هناك قضيةً عظيمة خلف هذه القصة ..!
- هيه أخي .. ألن نبحث عن شيء عن والدينا ؟!!..
- كنت أنوي أن أقترح عليك هذا ..!
قال الكلمة الأخيرة بابتسامة على عكس النبرة الحزينة على صوته سابقاً ..!
ذلك ما جعلني اتحمس أيضاً : رائع .. إذاً بعد أن نغادر من عند الخالة آنا سنبدأ بالبحث ..!
.................................................. ........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس