عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-07-2013, 03:35 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

~[ الفصل الثالث ]~

اندهش كل من محمد و مريم من عادل الذي تجاهل مريم بطريقة غريبة و دخل إلى القصر من جديد ، ضربت مريم الارض بقدمها ثم قالت بغضب
" غبي "
نظر لها محمد بإنزعاج لكن فجأة سمعت صوت هاتفها ، لم تكن تعلم اين هو لكن تذكرت ، انه بالحقيبة ، القته بإهمال في حقيبتها عندما كانت ترتبها ، ظناً منها انه مغلق ، انها تكره هذا ، فتحت حقيبتها ثم بدأت بإخراج الملابس بملل و هي تبحث عن هاتفها ، بينما وقف محمد ينظر لها بتعجب ، تصرفاتها اليوم اقل شئ يمكن ان تُصف به " غريبة "
لم تعثر على الهاتف بسرعة ، بل لم تجده سوى بعد ان اخرجت كل ما بحقيبتها ثم بدأت بالبحث داخل الملابس حتي وجدته بجيب معطفها الابيض ، ابتسمت هي بخبث و كادت ان تضغط " رد " و لكن توقف الهاتف عن الرنين ، اتسعت عيناها بغضب ثم وصلتها رسالة من " مجنونة " كتبت بها " مستنينكِ في المطار ، تعالي بسرعة "
كادت ان تلقي هاتفها الاحمر الصغير علي الارض لكنها ابتسمت بسعادة عندما فكرت بان الفتيات سوف يكونون معها من الغد ، ابتسم محمد ثم قال ساخراً
" هذا وقت حُب انتِ الثانية ؟! "
ضحكت هي بخفة ثم قالت بنبرة غرور
" تركنا لك الحُب "
نظر كلهما لبعض لثانية واحدة ثم بدأ الاثنان بالضحك معاً ، لم تكن نكتتهما مضحكة لكن كلاهما كان يحاول ان يهرب من فكرة بانه قريباً جداً سوف يصبح يتيماً ، أتت والدتهما بعد دقائق لكي تنظر لمريم و الملابس المبعثرة حولها نظرت اليها بتعجب ثم قالت بقلق
" وش اللي صار هنا ؟! ، ليش رامية ملابسش على الأرض ؟! "
ابتسمت مريم بهدوء ثم فكرت ، ماذا تقول الان ؟! ، لم ترد علي والدتها بل بدأت بترتيب ملابسها بداخل الحقيبة فحسب ، و من خلف السيدة فاطمة اتت جميلة و بجوارها عادل ، لكي تنظر مريم لعادل بغضب بينما هو ابتسم بلطف مما جعلها تضرب رأسها بخفة فقالت والدتها بانزعاج
" مريمو عن هالحركات و الخرابيط الي ما منها فايدة ، عقلي شوي الله يهداك موب وقته "
نظرت مريم لوالدتها بإنزعاح فرغم غرابة تصرفاتها و عدم مسؤوليتها ، لا يجب علي والدتها ان تتحدث معها هكذا و بالاخص في وجود عادل الذي احرجها امام محمد للتو ، رأت هي ابتسامة جانبية ترتسم على وجه عادل بينما محمد امسك حقيبة مريم و بدأ يضع ملابسها بها بسرعة و بدت ملامح الانزعاج واضحة علي وجهه ، اقتربت جميلة و بدأت في وضع الملابس بداخل الحقيبة مع محمد و بعد انتهائهما وقف كل منهما و اغلقت جميلة الحقيبة بلطف ثم ابتسمت برقة ، لم تتحرك مريم بل اكتفت بالجلوس على الارض علي ركبتيها بجوار حقيبتها ، اوشك محمد علي مد يده ليساعدها بالنهوض لكن سبقه عادل عندما مد لها يده لكي تنظر له بتعجب و لكن عندما وقعت عيناها عليه رأت .... تلك الخصلات المتناثرة علي جبهته التي تعطيه رونقه الخاص ، عيناه السماويتان الساحرتان اللتان تذهب بالنظر لهما لمكان اخر ، ابتسامته اللطيفة التي تخطف القلوب ، ابتسمت بدون شعور ابتسامة بلهاء ، و تبعت هذه الابتسامة قولها بعقلها
" اذوب الحين ؟! "
كانت وسامة عادل الملحوظة سبب انجذاب الناس له و لكن مزاجيته الغريبة و المثيرة للدهشة تجعل المغامرين فقط هم من يقتربون منه و يدخلون لعالمه و يحاولون استكشاف تلك الغابة الشائكة من الافكار ، فكرت مريم .... لقد رأت والدي عادل و جميلة من قبل و جميلة تشبه والدتها تماماً ، نفس العيون السوداء و الشعر الاسود الطويل ، و البشرة البيضاء ، و حتي نفس طولها ، بينما عادل لا يشبه اياً من والديه ، ذهبت بتفكيرها و هي تنظر لابتسامته ثم مدت له يدها مستسلمة له ، غير مبالية بما كان سيفعل لكنه جذبها بهدوء و ساعدها لتقف ، فحسب ، ثم ترك يدها لكن تفاجأ بانها تشبثت بيده بقوة ، نظر لها بإنزعاج لكي تتدارك هي ما فعلت ثم ابتعدت عنه بسرعة ، لم يرى هذا الموقف اياً من الحضور ، كانت السيدة فاطمة قد ركبت السيارة في المقعد الخلفي بينما محمد وضع حقيبة مريم بالسيارة ، اغلق الصندوق ، صعد لمقعد السائق ، جميلة دخلت ترتب ملابسها هي وعادل بالحقيبة ، ابتعدت مريم عن عادل اكثر ثم نظرت له بغضب لكي تقول
" مع السلامة "
ابتسم هو ابتسامته اللطيفة ثم قال بلطف شديد
" مع السلامة ، هشوفكِ بعدين ان شاء الله "
سارت هي بانزعاج نحو باب سيارة محمد ثم قالت مدعية الانزعاج
" انا شخصياً ما ابغى أشوفك مرة ثانية "
سمعت صوت ضحكه من خلفها الامر الذي جعلها تلتفت للخلف بدهشة لتنظر له و هو يضحك بهستيرية ، مالت برأسها لليمين قليلاً بينما هو اكمل ضحكه غير مبالي لها ، تجاهلها بشكل استفزها بقوة ، تباً له ، فتحت الباب و لكن و لعدم إنتباهها كانت بالجهه الخطأ ، فعندما فتحت الباب فُتح ناحيتها فوقعت على الارض ، سمعت صوت ضحك عادل يعلو و يعلو لكنها وقفت ثم دخلت للسيارة واغلقت الباب خلفها بكل ما لديها من قوة لكي تزداد ضحكاته ، فقالت بعقلها بغضب " بقمتك"
كانت كلمة غريبة ، و لم تكن هي تدرك معني الكلمة ، لكنها كانت تدرك شئ واحد فقط ، هذة الكلمة تدل علي شدة الغضب نحو الاخرين ، انطلق محمد بالسيارة اخيراً و لوح له عادل مودعاً اياه ، ابتسم محمد و هو يرى عادل يلوح له من خلال المرآة ، خرج محمد من القصر تماماً ، نظرت مريم للقصر من النافذة المجاورة لها بحزن ، انها تحب هذا المكان ، تحبه و تحب كل ما يحدث به ، حتي شجارها الدائم مع عادل بدأت تشتاق له من الان ، و حديثها الطويل مع جميلة ، و الليالي اللتي كانت تقضيها مع محمد ، جميلة ، عادل ... كانت ليالي جميلة ، لوحت بحزن للقصر لكي تودعه ، و تلك الدمعة التي تسللت من عينيها اوضحت مدى حزنها لانها سوف تترك المكان الذي عاشت به طفولتها ، 1
1عام مع جميلة وعادل ، 11 عام ، عليها ان تمحو من ذاكرتها 11 عام ، كم هذا محزن ان تخسر كل شئ في نفس الوقت ، انه اصعب مما يتخيل اي شخص ، طال تفكير مريم في كل الاشياء الجميلة التي سوف تفتقدها بالقصر بينما محمد كل تفكيره كان في حبيبته ، حبيبته التي لا تعلم انها حبيبته ، التي قرر بانه سوف يعلن لها عن حبه و يطلبها للزواج ، لا يريد ان يطول هذا الحب المحرم بينهما ، فهو لا يريد ابداً ان يكون اول شئ يقوم به بعد تحمله مسؤولية عائلته هو ان يحب فتاة من وراء اهله ، فاطمة ، كان تفكيرها اكثر تفكير متعقل بينهم ، كانت ترسم مستقبل اولادها الان ، ترسم كل خط ، تحدد كل زاوية ، كل شئ سوف يقومون به من لحظة نزولهم في مطار دبي و الي اللحظة التي سوف يعودون فيها الي مطار القاهرة ، ابتسمت بسعادة و هي تشجع نفسها ، و تمدح تفكيرها الخارق الذي جعلها تفهم كل الاخطاء التي وقع بها زوجها و تصححها الان ، " سعيدة " ، هل هي سعيدة ؟! ، بالرغم من الحزن على زوجها فهي سعيدة لانها تدرك بانها تستطيع ان تتحمل مسؤولية تربية طفلان جميلان و اكمال طريق زوجها ، عليها ان تترك كل الاعمال الخارجية لالكسندر ؟! ، انها لا تثق بذلك الاشقر المتملق كما تسميه ، من اول لقاء بينهما و هي تسميه بالاشقر المتملق ، فهو يسعى كالافاعي ، يريد ان يموت الحج محمد لكي يرث هو الشركات التي بالخارج جميعاً ، لن تسمح بهذا ابداً ، لن تسمح به ، لن ... لن تسمح به ، اتسعت ابتسامتها لكي تقول بنبرة لطيفة
" يلا ، بسرعة محمد ، نبي نروح بسرعة "
نظر لها محمد بتعجب و رغم عدم ادراكه ما تعني لكنه ابتسم بلطف ، و لكن مريم لم تبتسم بلطف ، حتي انها لم تتعجب ، فقد نامت ، اجل نامت ، لقد تعبت كثيراً من هذا التفكير الذي اثقل كاهلها ، و بدأت تحلم بانها عادت للقصر و كان والدها بانتظارها هناك و بان كل شئ عاد كما كان ، و لكن من قال بان كل الاحلام سوف تصبح حقيقة ؟!

~* ~ *
~*~*~*~

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

توقفت سيارته الفخمة ذات اللون الاحمر الناري امام تلك الشركة الضخمة ، خرج هو من الباب الامامي باناقة ، ثم نظر لنافذة سيارته لكي يرى انعكاسه عليها ، ابتسم ابتسامة جانبية راضياً عن مظهره ، بدأ بالسير بخطوات واثقة نحو الشركة و كانت نظرة الاحترام في عينا كلا الحارسان الواقفان امام الباب المؤدي للشركة تدل علي انه صاحب سلطة و نفوذ في هذا المكان ، ابتسم للحرسان ابتسامة تحمل كل معاني الفخامة ، توقف امام باب الشركة لدقائق ، خطوة واحدة تفصل بينه و بين كل ما كان يلقيه خلفه ، هل يتردد الان ؟! ، لا ، دخل الي الشركة بكل ثقة و بدأ بالسير ، كانت نظرات الجميع منذ دخوله تلاحقه ، فماذا اتي بهذا الشاب الوسيم إلى شركتنا ؟! ، ثم وصل الي مسامعه تلك الهمسة الانثوية التي قالت من خلفه
" منور "
لم يلتفت لمصدر الصوت لكنه قطب حاجبيه بانزعاج ، لم يقلل الانزعاج من وسامته بل زادها ، كانت نبرة الاعجاب التي بصوتها واضحة وضوح الشمس لكنه تجاهلها ، اكمل طريقه ، حتي وصل الي ذلك المكتب لكي يطرق الباب ، فتحت الباب فتاة لم تقل عنه جمالاً ، عينان خضراوتان مثل خضرة الاعشاب و وجه ابيض صافي و شفتان جميلتان باللون الاسود ، و شعرها الاصهب الناري ، كان متمرداً مثلها فلم يكن يحب ان تربطه للخلف و تشد عليه هكذا ، كان يريد ان يكون حراً من اي قيد ، فاستطاعت بعض الخصلات ان تتحرر و تهبط بعشوائية على كتفها ، بينما تلك الملابس التي تدل علي انها سيدة اعمال مهمة زادت من جمالها، ابتسم هو برضا عن ما يراه بينما هي رفعت حاجبها الايمن بتعجب لكي تقول بصوتها الرفيع
" إنت هنا "
لم تكن عبارتها متسائلة بل كانت تثبت لنفسها شئ ما ، أومأ هو بينما اتسعت ابتسامته و هو يراها تحاول ان تدرك اذا كان قد فعل ما فعل و أتى حقاً ، و ظن هو بانه بسؤالها هذا تثبت لنفسها بانه ينصاع لاومرها بدون تفكير ، تردد قليلا لكن في النهاية اختفت ابتسامته ثم قال بحنق
" وين هو؟! "
ابتسمت بانتصار و اوشكت على اجابته لكن اتي من خلفهما صوت قاسي قائلاً
" جيت اخيراً ، كنت تأخرت كمان شوي "
كان هذا الصوت مع هذة الكلمات يكفي ليرسم علي ملامح الشاب اسوء ملامح الانزعاج

من هو الشاب الجديد ؟!
و ما هي قصته ؟!
فكرو جيداً ، فهذه الشخصية هي إحدى اهم شخصيات الرواية و من المؤكد بان معرفتها تجعلكم اقرب بخطوة لاكتشاف المجهول ، اتمني لكم اطيب الاوقات
و قراءة ممتعة .

التعديل الأخير تم بواسطة المهندسة منة الله ; 07-08-2013 الساعة 02:01 AM