عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 07-07-2013, 12:54 AM
 
قلب وحيد بين رمال الأحزان

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im33.gulfup.com/3lGKC.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
في قصر مظلم وكريستالي كانت فتاة صغيرة تحاول أن تجد طريقها نحو صوت إمرأة تغني....تلك الأغنية التي تبدو مألوفة لها ..فتتقدم الفتاة الصغيرة ذات الشعر الأزرق من مصدر الصوت وهناك ترى إمرأة ذات شعر أزرق طويل وجناحي فراشة جميلتين
فتتوقف المرأة عن الغناء وألتفتت نحو الفتاة الصغيرة فتبسمت لها فشعرت تلك الفتاة بنوع من الدفأ عند رؤيتها لتلك الإبتسامة وكانت تهم بالأقتراب من تلك المرأة ..
ولكن حدث مالم تتوقعه فقد قام أحدهم بطعن تلك المرأة الغامضة والدماء تسيل في أرجاء المكان..توقفت الفتاة وهي تنظر بهلع وخوف شديد فتجمدت في مكانها ولم تستطع الحراك ..فتقدم منها ذلك الرجل بإبتسامته الشريرة وهو يحمل سيفه الطويل وكان يهم بقتلها لكن أحدهم دافع عنها ..وسقط ذلك الشخص أمامها صريعاً والدماء تملأ المكان .. فصرخت الفتاة من شدة الخوف عندما رأت وجه من أنقذ حياتها ..
فتحت الفتاة الصغيرة ذات الشعر الأزرق عيناها ببطء وهي تشهق من شدة التعب بعد أن كتمت أنفاسها بسبب ذلك الكابوس المخيف ..ثم هدأت قليلاً وأخذت تتأمل الغرفة حولها بجدرانها الرملية ونوافذها الدائرية فجال نظرها في أرجاء المكان بحثاً عن أي شيء تعرفه ..لكنه كان مكاناً غريباً بالنسبة لها ..
حاولت أن تجمع أفكارها المشتتة لكي تتذكر ماحصل بالليلة الماضية
لكن بدون فائدة فقد أدركت أنها فقدت جزأ من ذاكرتها ولاتتذكر سوى إسمها وعصابة يطاردونها لكي يأخذوا شيئاً مهماً منها ..
هذا ماتتذكره فقط ولاتعرف لما هي بالذات مميزة ولما كانوا يطاردونها .ومن ذلك الشخص الذي أنقذ حياتها ومن تلك المرأة ذات الشعر الأزرق إنها تبدوا غير بشرية ولكنها كانت تشعر برابط بينهما عندما نظرت إليها في الحلم ...أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات لكي تظهر الحقيقة لها بوضوح ..
فجأة سمعت صوت أحدهم وهو يفتح باب الغرفة فنظرت برعب وخوف ظناً منها أنه أحد الذين يطاردونها ..
فدخل ياشامارو وقال بكل لطف :
-لاتخافي أنا لست هنا لأؤذيك ..
لقد وجدناك وأنت بحالة سيئة ..فقمت بالأهتمام بك
هيا خذي هذا الطعام لابد من انك جائعة جداً ..
نظرت الفتاة الصغيرة إلى الطعام وهي جائعة ولكنها كانت خائفة أنها خدعة أخرى للأيقاع بها فأخذت الأفكار السيئة تغزو عقلها الصغير ( ماذا لو كان الطعام مسموماً ..كل الذين أبتسموا لي من أجل مصلحة وقد كانوا دائماً يؤذونني كيف أثق بهذا الشخص ؟)
أنتبه ياشامارو إلى الفتاة وهي شاردة الذهن وتفكر بشيء ما
فتقدم منهما وقال :
- آنستي إذا كنت تفكرين بإن الطعام مسموم فلاتخافي ..ثقي بي أنا لست عدوك .
توقفت الفتاة لبرهة وهي تتأمل ياشامارو وهو يبتسم لها فقالت في نفسها ( إنه لايبدو سيئاً مثل الآخرين ..ربما سأتناول الطعام فأنا جائعة جداً ولن أحتمل أكثر )
فأمسكت الفتاة الصغيرة بطبق الطعام وأكلت منه كأنها لم تأكل منذ سنين ..فقد تمكن الجوع والتعب منها بعد تلك الرحلة الطويلة في الصحراء ..
وبعد أن أنهت الفتاة طعامها
أبتسم ياشامارو لها وقال :
- لم تقولي لي ماإسمك ومن أين أنت بالذات ؟
الفتاة بخجل :
- أنا ..أدعى ريكا كانامي .. ولست أذكر بالضبط من أين أنا ؟ لأنني فقدت ذاكرتي وأبحث عن عائلتي الحقيقية منذ وقت طويل ..
ياشامارو بحزن :
- يالك من مسكينة .. وكيف عشت كل هذه الفترة وحدك ؟
ريكا :
- لقد عشت وحدي دائماً في أماكن متعددة في الغابات والكهوف وكل مكان أشعر بالراحة فيه ..لإنه ليس لي منزل محدد بعد أن فقدت عائلتي لكنني .. لاأتذكر ماحصل بالضبط ..كل ماأتذكره أنني أستفقت فوجدت نفسي بغابة مظلمة وهناك وجدتني عصابة شريرة ..كانت حياتي قاسية عندهم فقد جعلوني خادمتهم وعذبوني لذلك هربت ولم أستطع تحمل ماكانوا يفعلونه بي ..
يشامارو :
- ياإلهي كيف يفعلون بفتاة صغيرة مثلك هكذا ..
إنهم بلارحمة ..الحمد لله أنك هربت منهم وأنت الآن بأمان ياصغيرتي فأنت في قصر الكازيكاجي ولن يؤذيك أحد بعد الان .
أبتسمت الفتاة وقالت :
- شكراً لك ياسيدي ..لقد كنت أبحث عن قصر الكازيكاجي منذ مدة لأنني سمعت بإنه قوي وقد يحميني من أولئك الأشرار .
ثم دخل قارا ومعه دميته الدب وهو ينظر بتعجب نحو الفتاة بعينيه البريئتين فقال بهدوء :
- لقد وجدت إسوارة زرقاء في المكان الذي سقطت فيه ..خذيها ..أليست لك ؟
فرحت ريكا وأخذت الإسوارة الزرقاء وقالت والدموع في عينيها
وهي تبتسم له :
- شكراً لك ....كيف لم أنتبه لها عندما سقطت مني ؟.. إنها مهمة بالنسبة لي ..شكرا لك مرة أخرى ..
توقف قارا وهو متعجب ممايراه ..تلك الفتاة شكرته بدلاً من أن تهرب منه أو تنظر إليه بتلك الظرات المخيفة التي يحدقون بها أهل قريته..
أخذ قارا يقول في نفسه ( لابد من أنها لاتعرف عني شيئاً ولو كانت تعرف حقيقتي لما شكرتني أو أبتسمت لي ).
قارا وهو يبتسم إبتسامته الطفولية :
- لاداعي للشكر ..ريكا ..أليس هذا إسمك الذي أخبرتيني عنه من قبل ؟
ريكا :
- نعم ..إنها أنا ..
قارا بطفولية :
- أنت تشبهين الجنية الزرقاء التي قرأت عنها ..
ريكا وهي تبتسم :
- ربما ..لكنني لست جنية أنا فتاة عادية ولكن لون شعري غريب عن البقية ..
ثم توقفت ونظرت بحزن فأردفت قائلةً :
- لا أعرف .. ولكنني كلما دخلت إلى قرية أسبب المشاكل للجميع فأنا لدي قوة غريبة ويخاف منها البقية ..لذلك كانوا دائماً يطردونني ولا أجد مكاناً للعيش فيه بسلام .
قارا في نفسه :
- (إنها مثلي أعرف هذا الشعور جيداً عندما لايتقبلك الناس ويشعرونك بإنك شخص بلا قيمة ).
حاول ياشامارو أن يبهج الفتاة الصغيرة ريكا فقال وهويبتسم :
-لاداعي للقلق فنحن سنهتم بك وسوف تعيشين من الآن وصاعداً عند عائلتك الجديدة ..
تهز ريكا رأسها بإيجاب :
- حسناً ..سأتذكر هذا دائماً شكراً لك ياسيدي ..
ياشامارو :
- ناديني فقط خالي ياشامارو ..نحن عائلة الآن أليس كذلك ؟
ريكا بمرح :
- نعم نحن عائلة ..
ياشامارو :
- حسناً إذاً لقد جهزت لك ملابس جديدة أذهبي لكي تستحمي وتغيري ملابسك فهي رثة وقديمة .
ريكا :
- حسناً سيد...أقصد خالي ياشامارو .
ثم هم بالخروج من الغرفة وألتفت نحو قارا وقال :
- لاتنسى ياسيد قارا لقد أقترب الصباح يجب أن تكون مستعداً للتدريب مع المعلم باكي ..
قارا بإبتسامة طفولية :
- حاضر خالي ياشامارو ..سأكون مستعداً .
ريكا :
- أنت تتدرب وأنت مازلت صغيراً ؟ أليس هذا صعباً عليك ؟
قارا :
- لقد أعتدت على هذا ..فوالدي صارم جداً ويجب أن اطيع اوامره لأنني ...
توقف قارا عند تلك الكلمة وتذكر أنه يستضيف بجسده وحشاً خطيراً ..ثم روادته الأفكار المشؤومة ..كيف ستكون ردة فعل الفتاة الغريبة عندما تعرف بإنه جينتشوريكي ..لابد من أنها ستصرخ وستهلع مثل الآخرين وتهرب منه خوفاً على حياتها ..
كانت ريكا تنتظر إجابة منه لكنه كان صامتاً فألتفت ليخرج من الغرفة بدون أي كلمة ...
ريكا في نفسها ( مابه هل قلت شيئاً أزعجه ؟)
في مكان آخر كانت تيماري تساعد خالها ياشامرو في تحضير الطعام فرأت كنكرو وهو يلعب بالدمى كالعادة فنظرت إليه بتذمر وقالت :
- كنكرو ..ألم تمل من هذه الدمى السخيفة ؟ تعال وساعدني على تحضير الطعام .
كنكرو بإنزعاج :
- أووف أنا لست خادمك كما أنك فتاة ويجب أن تقومي أنت بأعمال المنزل ولست أنا .
تيماري بإبتسامة شريرة :
- حسناً إذاً لن تتناول وجبتك المفضلة .
ثم نظر إليها كنكرو وقال بإبتسامة خبيثة :
- هههه وأنا لدي شيء ضدك أيتها المزعجة ..لاتستطيعين تهديدي لأنني رأيتك قد ذهبت يوم أمس إلى منزل صديقتك للأحتفال ..وانت تعرفين بإني والدي يمانع ذلك صحيح ؟ ..إذاّ ماذا سيفعل لو أخبرته ؟
تيماري بخوف :
- مااذا ؟ أيها المزعج ..كيف تفعل بأختك الكبيرة هذا الأمر . حسناً إفعل ماتريده لايهمني ..
ولكن لاتخبر أبي هل فهمت ؟ سيقتلني إذا عرف بالأمر..
كنكرو وهو يضحك :
- حسناً لن أخبره مادمت لاتزعجينني فأنا عند وعدي لك .
تيماري في نفسها ( ياله من شرير يستمتع بإستغلالي هكذا )
ثم جاء قارا ونظر نحو شقيقته تيماري وكنكرو وهما يتحدثان
لقد كان يحاول التعلم منهما كيف يتقرب من أخوته ولكنه لم يكن يفهم ماهو التصرف الذي قام به كنكرولتيماري ..فهو مازال يتعلم عن العلاقات بين عائلته وكأنه كان في عالم آخر مختلف عنهم
عالم يشوبه الحزن ورائحة الدماء ..تلك التي تحرض شيكاكو بشكل غريب لكي يهيج ويرغب بالقتل اكثر فأكثر ..
أقترب قارا من شقيقته تيماري ونظر لها نظرة بريئة مثل كل الأطفال وقال بهدوء وهو يمسك بأحد كتبه :
- تيماري ..هل يمكنك أن تساعديني ؟ هناك كلمات لاأفهمها هنا ..هذه اللغة غريبة ..
تلتفت تيماري لتنظر إليه بغضب ثم تقول :
- أنا مشغولة ..ليس لدي وقت لك .
نظر قارا بحزن نحوها هي وكنكرو وهما مازالا يبادلانه نظرات الغضب والخوف منه تلك النظرات نفسها التي يتلقاها من اهل قريته ..
ثم ذهبا من عنده وهو مازال واقفاً يمسك بكتابه الصغير
..قارا في نفسه ( إلى متى ستستمر حياتي بهذه القسوة ؟ ماالذي فعلته لهما ؟ لماذا يعاملونني هكذا ولايعطونني أي فرصة للحديث معهما ؟ يبدوا بإنني سأبقى وحيداً طول حياتي )
فأتجه قارا نحو غرفته وعندما كان يهم بدخولها وجد ريكا تمشي متجهة نحوه فأبتسمت له وقالت بخجل :
- لقد اضعت الطريق نحو غرفتي ..آسفة المكان واسع هنا بقصر الكازيكاجي ..
مازال قارا صامتاً ولم يقل أي كلمة فدخل غرفته وهو حزين ..
ريكا ( مابه ؟ إنه يبدو حزيناً ..ياترى ماالذي حصل له بالضبط ؟ هذا الفتى يبدو مختلفاً عن البقية بعينيه الغريبتين ..وأشعر بطاقة غريبة حوله .. هل يمكن أن يكون مثلي ؟)..

من هي تلك المرأة التي ظهرت في حلم ريكا ؟
ماالذي تقصده ريكا بكلامها عن قارا ؟
مارأيكم بتصرف تيماري وكنكرو تجاه قارا ؟
ماهو أفضل مقطع لكم ؟

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
((لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين))
..
"لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم"
رد مع اقتباس