عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 06-29-2013, 04:52 PM
 
(( الجزء الثـالث )) / في زوايا القصور ! .



حاولت الأميرة آنـابيلآ أن تغفو قليلا فقط .. لكنها لم تقدر بسبب الآلام !.
جسدها كله يخزها كالآلف قطع زجاج صغيرة منتشرة عليه .. فتململت وهي على ظهر الفرس ثم كتمت التأوهات و الشهقات ... أخذت الفرس تبطئ في السير حتى أصبح مشيا خفيفاً جداً وهي تبتعد من تلقاء نفسها عن الصخور و تعرجات الأرض...
فاضطر الفارس لمجاراتها متعجباً .. أمسك بلجامها وهو يهمس برقة للفرس : هيه يا فتـاة...!
كانت الأميرة منشغلة بنفسها المتجرحة , فقال "أليكسس" مجدداً بصوت هامس قلق : آوه لهذا السبب..!
رفعت الأميرة رأسها ببطء تنظر إليه , و كانت عيناه الؤلؤيتان الزرقاوان تنظران نحوها أيضاً.
_ سيلفرين تشعر بك .. أنت تتألمين جداً , أخبريني يا أميرة..!
حاولت أن تبتسم لكن وجهها شحب و قالت بهمس و ضعف : لا تقلق.
عبس وجهه تحت ضوء القمر.. فقال ببروده : بهذا المعدل من السير..! سوف نصل بمنتصف النهار.
توسعت عيناها وقالت وهي تحاول الجلوس : أوه لا...
_ لا لا أبقي حيث أنتِ يا أميرة .. !
_ لا تقل أميرة , جرب مناداتي باسمي. أرجوك.
قرب حصانه منها و هو يعدل من وضع عباءته فوقها قال : حسنا آنـابيلآ , هل تستطيعين التماسك إلى أن نصل ؟ .
_ أجل.. شكراً لك..
تبسم لها و ظلوا يسيرون... فكتمت الأميرة ألآمها بقوة أكبر , و ظنت بأن الليل لن ينتهي ..
و أن الفجر لن يطلع , حتى سمعت صوت "أليكسس" الهادئ يقول أخيراً : ها قد وصلنا..
فرفعت رأسها و وجدت خطوط الفجر البيضاء الباهتة تطلع من خلف أسوار قصر مهيـب.
دخلا من البوابة التي فتحت لحظة اقترابهما... و توقفا أمام باب القصر الكبير... فصهل الحصان الأسود الذي يمتطيه الفارس... بينما وقفت "سيلفرين" بهدوء و رقه أٌقرب إلى الباب..!
ترجل "أليكسس" بسرعة من "أينوس" و توجه إلى الأميرة التي تحاول النزول...
قال بصرامة وهو يقف قربها : مهلاً يا أميرة ! , سأحملك أنا..
حدقت به آنـابيلآ بعينين ذهبيتين واسعيتن و قالت : ماذا ؟! , لا أنا... آه..
أتى الكثير من الحراس و الخدم حولهم وهم يهتفون :
_ لقد عاد الأمير ميرديلايك... لقد عاد ..
ثم علا صوت أبواق بعيدة مرحبة ..
_ أنت أمير !!! , همست أنـابيلآ بقلق...
تجاهل دهشتها و قال بحده وهو لا يزال رافعا ذراعيه نحوها : هل ستنزلين أم أسحبك أنا ؟!.
أحمرا خديها بسرعة و وضعت ساقيها على جانب واحد ثم تأوهت بألم و انزلقت العباءة... أمسك بها "أليكسس" و حملها بين ذراعيه بسرعة قبل أن تسقط العباءة كليا عن كتفيها.. ثم لفها جيداً بها..
بان الضيق على الأميرة من الآلم... فلتفت الأمير يواجه الحشد المندهش , قال بسرعة وهو يسير وهم من خلفه مصدومين ...
" كما ترون لدينا ضيفة في القصر... جهزوا جناح الضيوف الملكي.. "
" حاضر مولاي.. " قال هذه الكلمة أكثر من عشرة أصوات..
لكن الركض لتنفيذ الأمر كان لأكثر من ثلاثون شخصاً... شعرت أنابيـلآ بالأحراج و الصدمة في آن واحد..
لم تكن تنظر إلى روعة القصر بل خبأت نفسها في العباءة و أغمضت عينيها الرائعة..
سألها بقلق : هل تشعرين بالألم ؟!.
همست : لا.. لكن..
قاطعها وهو يصعد درجات : سأمر بطلب الطبيب لك و ستأتي "جانين" لمساعدتك الآن..
أنزلها على سرير ملكي فاخر كبير بأعمدة ولم تكن منتبهة أبداً كيف دخل إلى هنا.. كان سريعا جدا في مشيه و رقيقا للغاية لم تشعر بشيء ...
فجأة دخلت سيدة عجوز مهيبة و من خلفها خمس وصيفات فتيات معهن أغراض و صناديق ثياب مختلفة الأحجام. . .
قال الأمير محدثا العجوز : جانين , الآنسة مصابة.. اعتني بها جيداً , سأطلب الطبيب...
كانت العجوز تحدق بالأميرة ويدها على قلبها , أومأت وهي تقول مندهشة : يالا الفتاة المسكينة.. وجهها.. آ..
صمتت ثم أمرت الوصيفات : أدخلن هذه الأشياء إلى الحمام... هل تستطيعين الوقوف عزيزتي ؟ سوف اساعدك..
حدقت الأميرة بتوتر شديد إلى "أليكسس" الذي يراقبها بقلق أيضا..
فقالت العجوز فجأة وهي تتقدم بينهما : هيا .. حسنا عزيزي ليس لك مكان هنا كما ترى..!
ابتسم لها الأمير برقة رائعة وهو يخضع بقوله لها : أجل جانين...
رفع بصره و بانت عيناه اللتان بلون السماء نحو أنـابيلآ .. همس لها : لا تخافي..
فهزت رأسها وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة...
راقبت العجوز نظراتهم بعينين ثاقبة ثم دفعت الأمير برقة على ظهره فغادر عابساً..
ضحكت بلا صوت وهي تلتفت إلى الأميرة و تقول : لحين فتح جناحك الضيافي الخاص جلبك إلى جناحه في غرفته , أنه غائب العقل !.
توسعت عيناها الذهبيتين و شهقت قائلة : ماذا ؟!.
ثم أدركت أنها جالسه على سريره فهبت واقفة باضطراب و قلبها يخفق بشدة ..... ضحكت العجوز بتسلية وهي تقودها برقة إلى الحمام الفاخر...






يتبع....... ^^