عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-25-2007, 02:28 AM
 
رائعة ابن زيدون في حنينه لولادة بنت المستكفي ---

قيل : إن ابن زيدون لم يزل يروم دنو ولادة والاقتراب منها ولعا وحبا بها، فيهدر دمه دونها، ويهدد لسوء أثره ملك قرطبة وواليها، وعندما يئس من لقياها وحجب عنه، وكتب إليها يستديم عهدها، ويؤكد ودها، ويعتذر من فراقها بالخطب الذي خشيه، والامتحان الذي غشيه، وهي قصيده ضربت في الإبداع بسهم، وطلعت في كل خاطر وهم ، وهذه أبيات منها :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا ***** وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا ! وقد حان صبح البين ، صبحنا ***** حينٌ ، فقام بنا للحين ناعينا
أن الزمان الذي مازال يضحكنا ، ***** أُنساً بقربهم ،قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا ***** بأن نغص ، فقال الدهر آمينا



فانحل ما كان معقوداً بأنفسنا ***** وانبت ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون وما يُخشى تفرقنا، ***** فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه ، ***** وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
بنتم وبنا ، فما ابتلت جوانحنا ***** شوقاً إليكم ، ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ***** يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
يا جنة الخلد أُبدلنا بسدرتها ***** و الكوثر العذب زقوماً وغسلينا !
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ***** من لو على البعد حياً كان يحيينا
دومي على العهد، مادُمنا محافظةً ***** فالحر من دان إنصافاً كما دينا
أبكي وفاءً، وإن لم تبذلي صلةً، ***** فالطيف يقنعنا ،والذكر يكفينا
عليك منا سلامُ الله ما بقيت ***** صبابةً بكِ نُخفيها ، فتخفينا


،، منقولة من بعض المواقع بتصرف ،،
__________________
رد مع اقتباس