عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-24-2007, 02:43 PM
 
فريقُ في الجنة وفريقٌ في السعير... تهنئة متأخرة قليلاً.. سامحوني

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...

أحبتي في الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبارك عليكم شهر رمضان.. ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. اللهم آمين


وبعد..

فها نحن قد منّ الله عز وجل علينا بأن بلغنا شهر رمضان جديد.. نغتنم فيه البركات والرحمات والحسنات.. ونذوق فيه طعم الإيمان والطاعات.. ونجدد فيه توبةً نصوحاً من المعاصي والموبقات.. امتثالاً لأمر رب الأرض والسماوات جل جلاله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ التحريم/8]

والناس في هذا الشهر فريقان.. إما فريق يجتمع فيه بعض هذه الصفات أو كلها فتجده غافل ساهٍ لاهٍ مغبون في صحته ووقته لا يعرف لهذا الشهر المبارك فضل.. وإما فريق يجتهد في عمارة هذه الأوقات المباركة بالطاعات على تنوعها.. مقتدياً بما يعلمه من اجتهاد نبيه صلى الله عليه وسلم.. واجتهاد سلفنا الصالح رضي الله عنهم في ذلك من بعده..

فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه.. وكانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان.. ثم يدعونه أن يتقبله منهم.. وكانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب.. وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن.. وكانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام.
كانوا يجاهدون أنفسهم بطاعة الله.. ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله.. فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان.. وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان.. حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام..

فهذا هو شهر القرآن الذي قال الله عز وجل فيه { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [ الشورى/7]

ونريد أن نستحضر معاً هذه النعمة العظيمة من الله سبحانه وبحمده أن بلغنا رمضان.. وانظروا معي إلى هذه الكلمات التالية لتعرفوا قدر هذه النعمة.. { كان رجلان من بلي من قضاعة أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد فعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة السنة }
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/170 فأول شيء ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد صام رمضان ثم أتبعها بذكر الصلاة من فرائض ونوافل.. بالله عليكم؟.. ألا تشتاقون للجنة؟!... هل تعرفون الفرق بين درجات الجنة؟!..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها} . قالوا : يا رسول الله ، أفلا ننبئ الناس بذلك ؟ قال : {إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة}
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7423 .. إنها مائة درجة للمجاهدين فقط فما بالكم ببقية درجات أهل التوحيد.. فالفرق شاسع أيها الإخوة الأحباب.. فالبدار البدار امتثالاً لأمر الله عز وجل { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران/133]

إذا لم تستشعروا معي قدر هذه النعمة التي حلت علينا وعظمها بعد.. فتذكروا هؤلاء الذين ماتوا خلال هذا العام الماضي.. ومنهم من قصّر في رمضان السابق.. وقد كان ينو أن يري الله اجتهاداً في طاعته إن بلغه رمضان اللاحق.. ومنهم من مات ولم يحيى رمضان كما ينبغي أن يحياه المؤمن.. والآن فأمامك الفرصة مجدداً لتدارك ما فاتك في شهور رمضان السابقة

فإن علمت قدر النعمة.. فانظر معي إلى هذا الرجل واشحذ همتك لتحقيق مرادك.. فإنه يُروى أن أحد الصالحين قال: جلست اتأمل مع نفسي وأجول معها بين الجنة والنار فأخبرتها بالجنة ونعيمها وحواريها وبيوتها وأخبرتها عن النار وعذابها وجحيمها وأغلالها .... فقلت يا نفس ماذا تتمنين الآن؟.. قالت: أتمنى أن أرد إلى الدنيا فأعمل عملاً صالحاً... فقال : أنت في الأمنية فاعملي ... أنت في الأمنية فاعملي

فحذار أن تكون ممن يقول فيهم الجبار جل جلاله { حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ المؤمنون/99- 100].. نسأل الله العافية.. ومعذرةً إن كنا قد أطلنا عليكم

نسأل الله تعالى أن يعيننا على صيام شهر رمضان المبارك وقيامه.. وأن يتسلمه منا متقبلاً

ولا تنسوننا من صالح دعائكم


من لآلئ الشعر... (يا نفس فاز الصالحون) *
يا نفس فاز الصالحون بالتقى وأبصروا الحق وقلبي قد عمي

يا حسنهم والليل قد أجنهم ونورهم يفوق نور الأنجمِ

ترنموا بالذكر في ليلهمُ فعيشهم قد طاب بالترنمِ

قلوبهم للذكر قد تفرغت دموعهم كلؤلؤٍ منتظمِ

أسحارهم بنورهم قد أشرقت وخُلع الغفران القُسَّمِ

قد حفظوا صيامهم من لغوهم وخشعوا في الليل في ذكرهمِ

ويحك يا نفس ألا تيقظي للنفع قبل أن تزل قدمي
مضى الزمان في توان وهوى فاستدركي ما قد بقي واغتنمي

* المصدر: صوت السلف
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!