عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06-10-2013, 04:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(12)
- ما هو اسمك ..؟
- لديك بطاقتي صحيح ..؟!:baaad:
صرخ الضابط بعنف وهو يضرب المكتب بقبضته :
- لقد سألتك فلتجب ..
صمت عماد ولم ينطق بكلمة، وعندها غيّر الضابط الكلام قائلاً :
- أتعرف ماعاقبة عدم تعاونك مع الشرطة ..؟
ابتسم ابتسامة ساخرة بجانب فمه المجروح اثر لكمة أحد الجنود التي وجهها إلى وجهه، ثم قال ببرود :
- أولاً ترجع لي حقيبتي، ليس من حقكم الاستيلاء على ممتلكاتي الشخصية، ثم اتهامي بالتزوير .. فهويتي ثابتة أمامك ..
امسك الضابط بالبطاقة البلاستيكية وقال وهو يتأمل الصورة :
- اتسمي ذلك اللوح بطاقة هوية ..؟ وما بلاد الجليد تلك؟ أنا لم أسمع عنها ..!

" ماذا؟ لا تقل لي بأنك من العصر الديفوني.." التقط عماد انفاسه وقبل ان يتكلم اقترب الضابط من وجهه وهمس :
- اعترف بأنك من المشردين وسوف تكون بخير! وربما ترجع لك حقيبتك الحقيرة!
- من هم المشردين؟
أشعل الضابط سيجاراً، ثم قال بلذة وهو يجلس على مكتبه :
- إنهم مجموعة من الناس لا هوية لهم، يعملون عند الرئيس بأجر ..
- أجر ..؟
" هل هذا يعني بأنهم أخذو لينا إلى هناك .. " رفع حاجبيه وقاطع الضابط قبل أن يكمل كلامه :
- أنا من المشردين بالفعل ..!
---------------
سارت لينا خلف الخادمة العجوز حتى وصلت إلى بهوٍ واسع، سألتها رئيسة الخدم وهي تقيمّها بنظراتها :
- ماذا تجيدين من الأعمال المنزلية يافتاة ..؟
" اوه لا! يبدو بأنني قد أصبحت مثل الخادمات ، هل تركني الجنود لتلك المرأة " دمعت عينيها وقالت بارتباك :
- هـ .. هل سأعمل هـ .. هنا ؟
صرخت رئيسة الخدم بغلظة :
- بالتأكيد ! الستِ من المشردين؟! يجب أن تعملي وإلا فمصيرك الموت.
" الموت! الموت ..! " تكلمت على الفور قائلة :
- أنا أجيد كل الأعمال المنزلية ..
- إذاً اتبعيني .
وصلت لينا مع رئيسة الخدم إلى جناح يحوي عدة غرف، وخرجت فتاة ترتدي زيّ الخدم وقالت بتهذيب :
- أي خدمة سيدتي؟
- وظفي تلك الفتاة واختبريها جيداً .
سلمت الفتاة إلى لينا زي الخادمات الرسمي ، المكون من اللونين الأبيض والأسود، لبسته مستسلمة وقبل أن تسلم المعطف الأبيض للفتاة المسؤولة تسائلت :
- هل يمكنني الاحتفاظ بالمعطف ..؟
أجابت الفتاة بحزم :
- بالتأكيد لا! سوف ترتدين الثياب المقررة فقط .
نظرت إلى المعطف في يد الفتاة التي سارت بعيداً، " ذهب الاثنان في يومٍ واحد ، يالك من أحمق ياعماد! يالك من عنيد .. أتعرف؟ أنا أكرهك كثيرا .. لا يمكن أن اتخيل بأن حياتي سوف تنقضي هكذا بسببك .." استندت على الجدار ودموعها تنهمر على وجهها بصمت .

في تلك الاثناء كان عماد يقف في وسط حقلٍ كبير، مع اثنان من الجنود .. تكلم احدهما مع رئيس المزرعة قائلاً :
- ذلك الشاب سيعمل هنا، لقد اختبرناه وهو لا يجيد اي عمل، دعه يحمل الأكياس .
صرخ الرجل المسؤول عن المزرعة :
- لا اريد شاباً مدللاً! هل تريد أن يقتلني بلود؟
" كيف يجرئون على بيعي في سوق العبيد! " كان عماد يتأملهم ببرود وهو يضع يديه في جيبه، ثم قال وهو يتأمل حديقة القصر البعيدة :
- يمكنني العمل في الزراعة!
رفض المسؤول عن المزرعة رفضاً باتاً وتابع سيره بعيداً، كانت تلك هي الوظيفة السادسة على التوالي التي تم رفضه فيها .. رفع حاجبيه وقال :
- ألا يبدو لكما من مظهري بأنني شابٌ لا أصلح لمثل تلك الوظائف ..؟
امسك به الجندي بعصبيه وتكلم مع الآخر قائلاً :
- إنها آخر الوظائف المتاحة! يجب أن نأخذه إلى بلود ليعينه بشكلٍ شخصي ..!
- لماذا لا نقتله ونرتاح ؟
رفع عماد رأسه وصرخ :
- خذوني إلى ذلك الرجل، استطيع اقناعه بأن يجعلني أعمل هنا ..

نظر الاثنان بشك، وسحبوه للمرة الثانية، وعندما وصلا إلى مسؤول المزرعة الذي لم يعرهم اهتماماً تكلم عماد قائلاً :
- دعني أعمل في المزرعة مقابل نومي! إذا لم أخرج لك بعمل جيد، اجعلني أبيع الزهور مثل الفتيات!

كان يبدو مصراً للغاية، ورفع رئيس المزرعة ودقق في وجهه الجميل فقال على مضض :
- لا تبدو مزارعاً ناجحاً ولكن إذا فشلت فسوف أستفيد من وجهك!
في أول يوم للينا في العمل، كانت مرهقة وغاضبة .. لكنها فعلت الأشياء بشكلٍ صحيح .. كانت مهمتها هي مسح الأرضيات في غرف الأمراء ..
شعرت بالإهانة حقاً . ولهذا استمرت في العمل وهي تصرخ بداخلها .. كان الغضب ظاهراً على ملامح وجهها وعلى حركة يديها السريعة،
دلفت إلى أحدى الغرف بسرعة وبدأت في ازاحة بعض الأثاث الخفيف وعندها سمعت صوتاً جفلت منه :
- ألم تتعلمي أيتها الفتاة أن تطرقي الباب ..؟
لم تستطع أن ترفع عينيها من المفاجأة التي انتابتها، توقفت عن الحركة وقدميها ترتجفان " ماذا؟ من هناك؟ ما الذي سيحل بي الآن ..؟"
سمعت صوته الثلجي يتردد في الغرفة مجدداً ولكن تلك المرة مع ضحكة مجلجلة ووقف ثم سار نحوها وهو يتأملها ويقول :
- هل انتِ خادمة جديدة؟ تبدين ساذجة حقاً ..!
- أنا .. حقاً آسفة .
كان يبتسم ابتسامة غريبة، وعندها تساءل :
- لا تنظفي هنا، فقط اخرجي .
- حسناً .
بدأت بإعادة الأثاث إلى مكانه ولكنه أبعد يدها وقال بحدة :
- لقد أمرتك بالخروج!
رفعت عينيها إليه ولكنها اصطدمت بتلك العينان السوداوين الباردتين، كانت ملابسه أنيقه، شعره طويل وأسود مربوط للخلف و ينسدل إلى منتصف ظهره .
" هل هو أمير ..؟ يبدو مخيفاً بعض الشيء " أخفضت عينيها بسرعة وهرعت للخارج .. " ياله من شاب فظ! انه لم ينتظر حتى آخذ أدوات التنظيف ..؟ هل هو أحمق أم ماذا .. " تذكرت الأمير سامي وارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة ، ثم اسرعت عائدة إلى عملها بينما كان هناك الكثير من الرجال يدلفون نحو الغرفة التي تركتها للتو ..
سمعت أحدهم يخاطب الآخر قائلاً :
- أعتقد أن بلود سوف يأمر بقتله على الفور لمخالفته القوانين !
ارتجفت دقات قلبها واسرعت في مشيها وهي تشعر بالخوف .
هكذا مر يومان على عمل عماد الشاق في المزرعة، فقد كان يعمل مع اثنين آخرين في حرث الأرض والتنسيق وجز الحشائش الضارّة ..
لقد كان في الحقيقة عملاً ممتعاً بالنسبة إليه، فها هو ذا يجرب شيئاً للمرة الأولى ، لكنه لم يكن سعيداً جداً، فهو لم يجد لينا في أي مكانٍ ذهب إليه .. وهكذا بات يتسائل وهو ينام في تلك الغرفة الصغيرة مع زميليه " هل انتِ هنا حقاً ..؟ أنا أشعر بأنكِ هنا ولكن لا أجدك أينما رحلت .. إلى أي مكانٍ قامو بأخذك ..؟" كان يفكر كل ليلة حتى يغط في النوم ..
عندما استيقظ من النوم شعر بوخزٍ في صدره و حاول أن يأخذ نفساً عميقاً، وعندها تسائل احدى زميليه الذي لاحظ الارهاق على وجه عماد :
- هل انت بخير؟
- أجل .
وقف على الفور متوجهاً إلى الخارج، استنشق بعض الهواء المنعش وهو يهمهم بكلمات الغضب لمن أخذو حقيبته ومعها علاجه المهم الذي لا يمكن الاستغناء عنه .
سار بصحبة زميليه نحو المزرعة، كان أحدهما رجلاً مسناً ، أما الآخر كان شاباً في عمر عماد أو أكبر بقليل .. لم يكن الرجل المسن بصحةٍ جيدة ، لذا حاول عماد وزميله الشاب الآخر أن يأخذا ما صعُب من العمل ..
كانا يحملان السلال المليئة بالحبوب والصناديق الثقيلة، أما الرجل المسن، كان يعمل في الحرث ورش البذور، ومن بعيد شاهدا الرجل يسقط على الأرض مغشياً عليه فاندفعا نحوه ..
" مالذي جرى له ..؟ " كان قلب عماد يدق بعنف وهو يقترب من الرجل وقدماه لا تقويان على حمله، اندفع الشاب الآخر نحوه وأخذ يحركه ولكن عماد منعه قائلاً :
- توقف! لا يجب أن نلمسه ، فقط اطلب المساعدة ..
- ولكنه شاحب الوجه! ربما يكون مختنقاً !
كان الشاب يصرخ بانفعال ولكن عماد نظر اليه واجاب بهدوء :
- ارجوك اذهب لطلب المساعدة، فربما تؤذيه اكثر!
تركه الشاب وركض نحو القصر، أما عماد فقد ارتمى جالساً بجانب الرجل والأصوات تصرخ في رأسه " ساعدها! لماذا تقف بلا حراك .. ، ماتت ، نعم .. ؟ ماتت بسببك .. لأنك عديم المسؤولية" ضرب جبهته براحة يديه محاولاً طرد الأصوات من داخل رأسه وشعر بالصداع ولهذا نظر إلى وجه الرجل المسن بنظرات مهتزة وخائفة ثم تطلع بعيداً وهو ينتظر المساعده.
في تلك الأثناء كانت لينا تمارسُ عملها في تنظيف الغرف، وكانت تطرق الباب قبل أن تدخل، وصلت إلى نفس غرفة الأمس الخاصة بالرئيس الشرير "بلود" واللاتي تحكين عنه الخادمات بأنه أمير دموي وشرير، كثير الأنانية و لا يهمه سوى نفسه ..
طرقت الباب بيد مرتجفة ولم تسمع إجابة من الداخل، عادت للطرق مرة أخرى " ربما لم يسمع في المرة الأولى! ماذا سيكون عقابي إذا لم انتبه ودخلت وهو موجود ..؟ " استلهمت القليل من الشجاعة وقامت بفتح الباب ثم أدخلت رأسها لتنظر ..
كانت الغرفة ساكنة ولهذا دخلت براحة تامة واقفلت الباب خلفها، ولكن عندما اقتربت من السرير شاهدته ينام بعمقٍ فوقه وهو يرتدي ملابسه الكاملة!
بسبب الفزع الذي لحق بها تراجعت للخلف بسرعة فسقطت على الدلو محدثة ضجة كبيرة .
استيقظ بلود فزعاً على تلك الضجة، نظر حوله قليلاً ثم جلس بسرعة وهو يرمق لينا بنظراتٍ حمراء غاضبة من فوق سريره، وسرعان ما هبط مقترباً منها وهو يصرخ قائلاً :
- هل انت حمقاء! ماذا تفعلين هنا ..
" يا إلهي سوف يقضي علي .. سوف يقتلني .. " أجابت بتلكؤ :
- لـ .. لم أكن أظن بأن شخصاً هنـ .. هنا . ..
عاد يزمجر وهو يقترب أكثر :
- يالك من خادمة مزعجة سوف اطردك قريباً ..
اعتقدت لينا بأنه سيقوم بضربها، ولهذا غطت وجهها بكفيها وهي تأن من الخوف، بينما توقف بلود ينظر إليها متعجباً وهو يفكر " لماذا لم تهرب؟ ما الذي تفعله بالجلوس هنا وتغطيه وجهها الصغير بتلك الطريقة المضحكة .. " انتابته ضحكة أخفاها على الفور وعاد يصرخ :
- اخرجي!
صمت قليلاً ليعطيها الفرصة على النهوض، فنهضت بدون تفكير وحملت الدلو فتكلم بحدة :
- لا تعودي لتنظيف تلك الغرفة مجدداً هل فهمتي؟
- حاضر!
ركضت إلى الخارج وأغلقت الباب خلفها .


" يمكنك أن تفعلها .. فقط استرخ، انت لن تدع شخصاً ما يموت أمام ناظريك وبإمكانك المساعدة .. أرجوك كف عن القلق مثل الصبي الصغير .. " التقط انفاسه بصعوبة وحاول أن يشجع نفسه بالمزيد من الكلمات، ثم انحنى فوق الرجل العجوز وتحسس جانب رقبته الأيسر " لقد أصيب بأزمة قلبيه، مر من الزمن : دقيقة ونصف تقريباً" قام بتمديده على الأرض بحرص، فتح أزرار قميصه على عجل ثم ضرب ضربة واحدة سريعة على صدر الرجل المسن بقبضة يده .. ولكن قلبه كان ما يزال متوقفاً عن العمل ..
بدأ عماد على الفور بالضغط على صدره بكلتا قبضتيه محاولاً تنشيط قلبه .. وعمل التنفس اللازم له، لكن الرجل لم يستجب لمحاولات اسعافه ..
" يجب أن تعيش، سوف تستيقظ .. وسوف تصلك النجدة الآن، ساعده يا رب .. " سقطت دمعات من عينيه بينما لم يكف عن محاولة انعاشه، التي جائت أخيراً بفائدة .. وعاد القلب للنبض، وبعد ثوانٍ أخرى فتح الرجل المسن عينيه الضعيفتان ونظر إلى وجه عماد باطمئنان قبل أن يغلقهما مجدداً ليرتاح .
رفع عماد رأسه عندما سمع تلك الهمهمة من حوله، كانت هناك الكثير من الخادمات اللاتي حضرن بعد أن شاهدن ماحدث ..
وتسائلت احداهن بقلق :
- هل هو حي ..؟
- أجل .
أجاب باقتضاب وهو يشاهد الشاب يعود برفقه بعض الحرس وطبيب، اقترب الطبيب وتحسس النبض ثم طلب من الحرس حمله وعندما وقف سأل عماد :
- هل قمت بعمل شيء له؟
- نعم .
بدأ الطبيب يتحدث بنبرة متعالية :
- هل تعرف كيف تعالج الآخرين؟ لربما تسببت بمقتله!
نظر له عماد بحدة وقال :
- لكن أنا أعرف ما الذي أفعله، لقد أصيب بأزمة قلبية، إذا لم أقم بإسعافه فوراً فربما يكون قد مات عند وصولك.
- وكيف تعرف بأنه مصابٌ بأزمة قلبية؟
- إنني طبيب .
شهقت بعض الخادمات وبدأن بالكلام مع بعضهن :
- حقاً ذلك الشاب المزارع هو طبيب؟
- ياله من كاذب!
- انظري لقد قام بمعالجته بشكلٍ جيد!
انصرف الطبيب خلف الحارسان الذان حملا الرجل المسن على محفة خشبية بدون أن يقول شيئاً .
أما الشاب الزميل في الزراعة فقد تسائل منبهراً :
- هل يمكن أن يكون هناك طبيبٌ من المشردين ..؟
قال عماد وهو يحمل أحد الصناديق مشيراً للعودة إلى العمل :
- أنا هنا بإرادتي، وأيضاً ما الأمر إذا كان هناك طبيب يعمل مزارعاً؟ هل هذه مشكلة؟!
بدأت الخادمات بالانصراف وهناك لمعت فكرة في رأسه " هل يمكن أن تكون لينا واحدة منهن؟ بالتأكيد ليست هناك وظيفة مناسبة لفتاة مثل الوظائف التي عرضت علي ،.. " أخذ ينظر إليهن وهن يتجهن للقصر ولكنه سرعان ما أصيب بالأحباط وهمس :
- لو كانت هنا فسوف أعرف بالتأكيد .. على الاقل سوف تتكلم معي ..
" ولماذا تتكلم معك؟ إنها تريد ان تهرب منك باية طريقة ..
- لكن ماذا فعلت؟
انت؟ لقد فعلت لها كل الأشياء السيئة! لم تر منك الجانب الجيد
- ها! ان كان يوجد جانب جيّد في الاساس!
لكن اعتقد ان لديك جانب جيد، لكن ظروفك ليست جيدة
- الآن كنت تتهمني ثم تبدأ بالقاء التهم على الظروف ؟! لا اريد أن اسمع صوتك بداخل عقلي
انت تخليت عنها، لايمكنك انكار ذلك؟ هل نسيت بأنك وعدتها بأن تحميها؟
- توقف عن لومي!
ثم عاملتها بجفاء بسبب اخطائك! هل تريد أن تكرر ماحدث في الماضي ؟
- توقف ! توقف "
صاح بقهر وهو يرمي أحد الصناديق على الأرض ، اراد أن يوقف حديث نفسه المعتاد، همس بارهاق وهو يجلس على نفس الصندوق :
- لماذا لا أفعل شيئاً بشكلٍ صحيح ...؟!
ثم صرخ بصوت عالٍ وهو يقطع بعض الحشائش :
- لم أنا هكذا الآن!؟
نظر نحوه الشاب الزميل وتوقف عن العمل وهو يتسائل :
- سيدي الطبيب هل انت بخير ..؟
رمقه عماد بنظرة غاضبة وهتف بحدة :
- لا أحب لزميلي في العمل أن يناديني هكذا هل سمعت؟ ادعى عماد فقط!


-------------------------
استيقظت لينا من نومها وارتدت ملابسها الخاصة ولكن كان هناك تجمهر من الخادمات حول مائدة الافطار وهن يتحدثن عن طبيب يعمل مزارعاً لدى الرئيس بلود ..
اندست وسط الفتيات وسمعت احداهن تحكي للأخريات :
- لقد كان رائعاً ! استطاع أن ينقذ زميله المسن! وعندما جاء الطبيب الخاص بالعمال بدأ بتوبيخه ..
تساءلت أخرى :
- وماذا حدث؟
وقفت نفس الخادمة معتدلة وبدأت بالتمثيل :
- اسمع ياهذا أنا طبيب!
تعالت أصوات الاندهاش الصادرة من الخادمات ، وعندها تابعت :
- انه وسيم للغاية ..
- نعم لقد رأيته !
- هل رايتيه؟ كيف كان ..؟
- إنه طويل القامة ويمتلك وجهاً وسيماً أيضاً شعره ...
ابتعدت لينا عنهن وهي تفكر " يالهن من فتيات غبيات .. من هو؟ أحدُ الأمراء ..؟ " جلست احدى الخادمات بجانبها وتسائلت :
- هل سمعتي قصة المزارع الطبيب؟ ماهي ؟ لقد جئتُ متأخرة ..
" مزارع طبيب؟ إذاً هو ليس أميراً ..؟ يبدو ذلك مشوقاً جداً " ابتسمت لينا وأومأت بالإيجاب وهي تقول :
- يحكون عن مزارع أنقذ زميله من مرض ما .. ولكن يتضح في النهاية بأنه طبيب .
أردات أن تعرف المزيد عن القصة بعد أن علمت بانه مجرّد مزارع عادي، ولكنها تناولت طعامها بسرعة وهمت بالخروج بسبب تأخرها، وسرعان ما توقفت عندما سمعت احدى فتاتين تقول للأخرى :
- سمعت بأن اسمه عماد!
- حقاً. ..؟
- ألم تسمعي ذلك المزارع عندما خاطبه؟ لقد ناداه بذلك الاسم ..
" عماد!" وكأن صاعقة ضربتها، توجهت لينا نحو الفتاتين وتسائلت :
- هل قلتي بأن اسمه عماد ..؟
- نعم ..!
- المزارع؟ الذي اتضح بانه طبيب؟ وأيضاً وسيم .. و ..؟!
- أجل .
" ماهذا الغباء؟ يمكن لأي شخص أن يحمل نفس الاسم! وأيضاً عماد .. لايبدو بأنه طبيب، كان يبدو مريضاً بمرض ما .. نعم كيف يكون هو ؟ لقد هرب ذلك البغيض المزعج عند نقطة التفتيش " سألت مجدداً :
- هل هو يعمل لدى بلود ؟
" لماذا أنا مهتمة؟! حسناً .. سوف أذهب وأتأكد فقط! " خرجت لينا مسرعة بعد أن عرفت مكان المزرعة من خادمات القصر، وبينما هي تسير في الطريق المرصوف الموصل بين القصر والمزرعة، إذا بها ترى بلود قادماً بسرعة من طريق جانبية مع بعض الرجال ومتوجهاً إلى القصر ..
دارت حول نفسها وهي تشعر بالرعب " يا إلهي! لماذا أنا دائماً بمواجهة ذلك الشخص المخيف ! " حاولت أن تجد مكاناً للاختباء ولكنها لم تفلح ..
رآها بلود وهي تسير يمنة ويسرة بسرعة فابتسم وهو يفكر " هل تفكر بالهرب الآن؟ يبدو بأنها تحمل الكثير من الأحقاد في قلبها .. " ناداها على الفور :
- انتِ أيتها الخادمة توقفي عندك!
تجمدت لينا في مكانها وهي تنظر للأرض " إذا سألني ماذا أفعل هنا ماذا سأجيب؟ كيف سأجيب .. " تسائل بلود بعد أن أمر رجاله بالانصراف :
- ماهو اسمك ..؟
رفعت رأسها ونظرت له باستغراب ، رددت متسائلة :
- اسمي أنا ..؟
- أجل ..!
- لينا .
تأملها بنظراتٍ فاحصة " من الواضح بانها أجنبية عن هذا البلد، وحتى انها تحمل هذا الاسم الغريب " عاد يتسائل :
- هل قدمتِ للخدمة أم أنك من المشردين ..؟
" ماذا؟ مشردين وخدمة .. ماهذا الكلام .. " أجابت بسرعة :
- كنت مسافرة، ولكن حقيبتي سُرقت! ثم امسكني رجال الشرطة واخذوني إلى هنا لأنه ليس لدي بطاقة .
- انت من بلدة ايركايل ..؟
- لا . أنا من مكان بعيد للغاية، لقد جئت عبر القطار السنوي .
" القطار السنوي؟ ماذا يكون هذا الشيء .. هل هي حقاً من مكانٍ بعيد للغاية أريد أن أعرف المزيد " تكلم وهو يخرج سيجاراً من معطفه :
- حسناً، عند الخامسة مساءاً سوف انتظرك في غرفتي. أريدك أن تنظفيها .
- حـ .. حاضر!
" لماذا يريد مني الآن بأن أنظفها ..؟ " كانت تتسائل بغيظ وهو تنظر إلى ظهره الذي يبتعد شيئاً فشيئاً ..
تذكرت ماكانت ذاهبة لأجله وتابعت طريقها إلى المزرعة ..
عندما وصلت شاهدت شخصان يعملان من بعيد، ارادت أن تقترب أكثر ولكنها لم تستطع، فاكتفت بالمراقبة لفترة، ومن ثم جاء أحدهما قريباً للغاية ليأخذ شيئاً ما من أحد الأكواخ الخشبية الصغيرة ..
" انه ليس عماد بالتأكيد لا يبدو مثله .. " رفعت رأسها قليلاً وهي تتأمل الشاب الآخر، لم يكن يظهر بشكلٍ جيد بسبب الأشجار ولذا زفرت بتعب وهي تمتم :
- بقيت نصف ساعة ويجب أن أذهب الآن!
" لا فائدة من المراقبة سوف أغامر وأدخل إلى المزرعة .. ربما أقول بأنني خادمة جديدة ضلّت الطريق " دخلت تمشي في طرقات المزرعة المرصوفة بثقة ولكن زميل عماد سألها على الفور :
- هل أقدم لك أية خدمة ..؟
كانت تقف خلف ظهر عماد ونظرت قليلاً متجاهلة ذلك الشاب وهي تفكر " هل هو عماد بحق؟ يبدو مثله .. يجب أن أكلمه حالاً " تركته وسارت نحو عماد ثم تسائلت بخفوت :
- عماد؟
التفت عماد ينظر خلفه ولكن المفاجئة أفقدته الكلام " لينا؟! هل هي لينا فعلاً!! " ظل ينظر لها فاغراً فاه ولم يقل أي شيء ، وسرعان ماتسائلت لينا وملامحها تصبح غاضبة :
- ما الذي تفعله هنا ..؟
- لـ .. لاشيء! من الجيد بأنني ..
لم يكمل جملته حتى تسائلت بسرعة وغضبها يزداد :
- هل أنت حقاً طبيب؟
" لقد عرفت الآن .. ليس هناك مجال للانكار .." أومأ بالايجاب الصامت . ولهذا عادت لينا تقول :
- ولماذا لم تخبرني من قبل؟ أتعلم .. لم أكن لأعلم بأنك هنا لولا أنني جئت للتأكد وحسب! أتعرف كم أنت مزعج وبغيض ..؟
ابتسم على الرغم منه لم يكن يسمع أي كلمة فقط كان يركز بالنظر عليها وهو يقول لنفسه " الحمد لله .. لقد وجدتها، أو .. وجدتني لا يهم، المهم أنها كانت هنا منذ البداية ولم أضيّع الكثير من الوقت . . " .. شاهدته يبتسم بصمت ولم يعطها أي تفسير!

تذكرت الموعد مع الأمير بلود فقالت مسرعة :
- سوف أذهب لدي عمل إجباري ..
أمسك ذراعها بسرعة وهو يقول :
- دعينا نهرب!
حاولت سحب يدها وقالت بعصبية :
- أنا لن أذهب معك في أي مكان! لا تفكر بأنك سوف تراني مرة أخرى! فقط اذهب في طريقك الخاص!

ظل يمسك يدها بلا فكاك، ونظر إلى عينيها بثبات وهو يقول :
- أنا متأسف حقاً لما صدر مني، لكنني كنت أنانيا واردت التقدم ..
- هذا لم يعد يهمني بعد الآن، لا تحاول اللحاق بي أبداً فأنا بخير من دونك!
كان وقع كلماتها شديداً عليه، ولكنه ظل ممسكاً بيدها حتى صاحت وهي تحاول نزع يدها :
- اتركني !
أفلت يدها فركضت عائدة إلى القصر، بينما وقف يراقبها وهي تبتعد .


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 06:10 PM