عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 06-10-2013, 03:50 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(11)
سمعت صوت عماد يتكلم بخفوت :
- أرجوك أيتها الجدة أنا لستُ معتاداً على النوم بدون زوجتي .
" الحمد لله انه مستيقظ .. لكن .. ياللوقاحة !! " نظرت لينا نحوه بارتياح، كان يتكلم مغمض العينين، وعادت العجوز تحاول أن تثنيه :
- فقط اتركها الليلة يابني ..
صاح بصوتٍ أعلى :
- لا استطيع .
نظرت العجوز مستسلمة وأشارت إلى غرفة في الجوار وهي تقول :
- إذن تعالا فهي غرفة مجهزة للضيوف ..
تكلم عماد وهو يرمي برأسه على ظهر الأريكة ويتكلم بصوت مترنح :
- لا! تعجبني تلك الأريكة ..!
قالت لينا متظاهرة باللطف :
- لا بأس ياجدتي إن تلك الأريكة مريحة .
اعترضت الجدة بعصبية :
- لا يمكن أن تجعلي زوجك يفرض رأيه عليك بتلك الطريقة، وتلك الأريكة ليست مريحة فلا يمكنك النوم هنا! وإلا فالتتركيه ينام كما يحب وتأتي معي ..
أردف عماد وهو يقف بشكلٍ مفاجيء ويقترب من العجوز :
- شباب آخر زمن .. تقولين هذا داخل قلبك ..؟

شعرت الجدة بالقليل من الفزع اعادها خطوتين إلى الخلف وجعلها تقول على الفور :
- بالفعل أنا أقول هذا، لذا لن أترك حفيدتي الغالية تنام مرتجفة على الأريكة في هذا الجو البارد .

انتهى بهما المطاف جالسين في الغرفة على طرف السرير كبير .. بجانبه كرسي خشبي يتسع لشخصٍ واحد، وبعض الرفوف خلف الباب تحمل القليل من الكتب التي يعلوها الغبار ..
تنهد عماد وهو يفتح عينيه بصعوبة فقالت لينا بخوف وهي تهزه من قميصه :
- إياك أن تفكر بالنوم!
- لماذا؟ أنا شبه نائم ..
تركته لينا وفركت يديها بقلق وقالت :
- هل سمعتها تقول بأن ذلك الفلفل يجعلك تغط في النوم ...؟
ضحك ضحكة قصيرة وقال ساخراً وهو يفرد ذراعيه في الهواء ثم يسقطهما بجانبه :
- سوف اشتري الكثير منه .. أنا حقاً أعاني من صعوبات النوم .
" لماذا يبدو كالسكران، هل تلك الفاكهة تحتوي شيئاً مثل الخمر " كانت تنظر له متسائلة ثم قالت :
- هل انت بخير؟ نم على السرير هيا ..
توقف عن الابتسام والترنح ونظر نحوها فجأة وهو يقول بجدية :
- لينا ..
- مـ .. ماذا؟
عض على شفته السفلى وهو يفكر قليلاً ثم عاود النظر إليها وهو يتسائل :
- ماهو الشيء الذي اخفيته عني ..؟
" يبدو أنه بخير تماماً " صمتت لينا تفكر وشعرت بالارتباك ثم قالت بشكلٍ مباشر :
- أنا .. ليس لدي جدة أبحث عنها .
تكلم وعيناه متسعتان يحدق إليها بنظرات تملأها التساؤلات :
- إذا .. لماذا خرجتي في القطار السنوي؟
توترت لينا وشبكت أصابع يديها بقلق .. ثم صاحت بشكل مفاجيء :
- آه! لقد خرجت لأن بلدتي كانت خاوية من البشر، وفي الحقيقة أنا مثلك ليس لدي وجهة محددة .

" هذا فقط السر؟ هذا فقط ماكذبت علي لأجله .. آآه! وأنا الذي توقعت شيئاً كبيراً، بالفعل مهما بحثتُ في حقيبتها أنا لا أجد ذلك العنوان أبداً .. " نظر إلى الأرض وتنهد تنهيدة قصيرة ثم قال:
- سوف أنام .
وقف وسار نحو الكرسي الخشبي فقالت لينا معترضة :
- لا تقل لي بأنك سوف تنام هنا ..!
- أجل ..
ارتمى على الكرسي وغطى وجهه بكفيه وهو يفكر " إذاً متى سأخبرها عن كذبتي أنا؟ لقد تعدت مجرد الكذب بكثير .." خرجت كلماتها تتسائل بحزن :
- هل أنت غاضبٌ مني؟
لم يبعد كفيه عن وجهه بسبب الضحكة التي باغتته، تظاهر بالحزن قائلاً :
- لقد تفاجئتُ حقاً .. بذلت جهدي الكامل لكي أعثر على جدتك .. وفي النهاية يتضح بأن جهدي لا شيء ..
- حسناً آنا آسفة .. لقد فعلت ذلك لانني كنتُ خائفة منك .
ابعد كفيه ونظر إليها وهو يتسائل بصوت مليء بالحيوية :
- هل يعني هذا بأنك لستِ خائفة مني ؟
" أليس غاضباً الآن ..؟ " أجابت :
- لا، ولكنك ماتزال مزعجاً ..
ضحك ضحكة بلهاء ثم قال وهو يحمل حقيبته السوداء معه كالعادة :
- إذا سوف أخرج وأنام على الأريكة، اغلقي الباب جيداً حتى لاتتسلل تلك العجوز وتأكلك ليلاً ..
" لا أصدق ما يفعله، إنه يستمر بإلقاء الكذبات على الآخرين ولا يعرف عاقبة هذا .. ماذا ان استيقظت العجوز ووجدته نائماً على الأريكة ؟! آه ماذا أفعل يا إلهي بذلك الأحمق " صاحت به قبل أن يغلق الباب :
- انتظر! يجب أن تنام هنا!
- لا تبالي سأهتم بهذا ..
أغلق الباب خلفه غير مبال لكلامها، ومن ثم تكلم من الخارج :
- أغلقي الباب جيداً .
- حسناً .
أغلقت الباب بالمفتاح وعادت إلى سريرها ولكنها لم تستطع النوم جيداً فقد كانت تفكر طوال الليل .

--------------
في الصباح سمعت طرقاً خفيفاً على باب الغرفة، عندما استيقظت كانت تنام على السرير بإهمال وتقلبت ببطء ولكنها سرعان ماتذكرت بأن عماد في الخارج فأسرعت بالنهوض وفتح الباب وعندها دخل وهو يقول في عجل :
- ماهذا! كادت العجوز أن تكشفني ..
- متى استيقظت؟
- يجب أن نرحل الآن .
- حسناً ..

بعد الإفطار، قام الاثنان بتحية الوداع للمرأة العجوز التي كانت تذرف الدموع الحارة، وطلبت من لينا العودة لزيارتها، ثم سارا متجاورين وسط الحقول بدون تبادل الكلمات ..
" آه يا إلهي، متى ظننت أنه بخروجي من موطني سوف أجد الهدوء والراحة .. كيف كنتُ ساذجة إلى تلك الدرجة، الحمد لله على خلاصي من تلك المرأة بسهولة .. ظننت انه سوف يحدث شيء خطير قبل أن أخرج من هناك ..."
نظرت إلى عماد الذي كان يمشي بجانبها بهدوء غريب لم تعتد عليه من جانبه .. ولهذا تسائلت على الفور:
- أيها المزعج! هل انت بخير؟
فتح ذراعيه في الهواء وقال بمرح مفاجيء :
- بالتأكيد! ياللراحة! لقد خرجنا من عند العجوز الشبح أخيراً ..
" هل كان خائفاً طوال الوقت؟ " ابتسمت بدهاء وعادت تتسائل :
- لماذا أنت سعيدٌ جداً هل كنت خائفاً؟ هيا اعترف ..
- ما .. ماذا؟
" وكأنني نمتُ دقيقة واحدة طوال الليل! " رفع رأسه وتابع بعناد :
- بالتأكيد لم أكن خائفاً .. حتى ... حتى .. إنني كنت أغط في نومٍ عميق!
نظر إليها فوجدها تبستم بمكر وهي تنظر نظراتٍ غير مصدقة، ولهذا بدأ يدافع في توتر :
- اووه انظرو من الذي كان خائفاً .. ألم تكوني ترتجفين مثل الدجاجة المذعورة!
ضحكت لينا وتابعت سيرها بصمت أما هو فقد تبعها وهو يتكلم ويمثل بيديه مثل طريقة العجوز :
- ولكن تلك المرأة غريبة! وعندما أمسكت بك بتلك الطريقة .. آه لقد شعرت بالقلق وكدت ان اقتلها ..
- هل انت معتاد على قتل الناس!
ضحك ولم يجب ، تابعا سيرهما بصبر حتى انتصفت شمسُ الظهيرة، وأصبح الجو حاراً للغاية .. وعندها توقف عماد عن السير بشكلٍ فجائي ولهذا تطلعت خلفها لتراه واقفاً بصمت وملامح الارهاق بادية على وجهه فبادرت قائلة :
- دعنا نتوقف قليلاً ..
حرك رأسه نفياً وقال بعناد وهو يتابع سيره :
- لا يمكن ..
- لكنك لا تبدو بخير ..!
- أنا بخير .
" ياله من شابٍ عنيد .. " سارت خلفه وهي تقول :
- لكن لماذا! أنا أيضاً أشعر بالتعب والعطش ..
لم يتردد في التوقف وتابع السير بجدية بدون أن يجيبها فقط كان يدور برأسه " لو توقفت لحظة في تلك الشمس الحارّة سوف أموت ..! " وتمتم لنفسه :
- آه! الشمس حارقة! أشعر بأنني أذوب!!
اسرعت لينا بالمشي وتساءلت بخيبة أمل :
- هل تذوب حقاً ..؟ كنت أظن أنك كائن فضائي ... ولكن اتضح بأنك رجل الجليد .
نظر لها بطرف عينيه وعلت على وجهه ابتسامة شريرة وهو يقول :
- لكن أنتِ لا تعرفين عني شيئاً ، فربما أكون قاتلاً محترفاً أو هارباً من العدالة ..
تسائلت بحماس مفاجئ :
- مثل القاتل المأجور؟!



" لماذا تبدو سعيدة للغاية ؟ " نظر لها باستغراب وتابع :
- ألا تخافين بأنني ربما قتلت الكثير من الأشخاص ثم هربت من بلدي ..؟
لمعت عينيها ببريق غريب وتكلمت وهي تحرك يديها في الهواء :
- مثل الشخص الذي يبدو شريراً ولكنه في الحقيقة لديه جانب طيب ومسالم ..

- هوي! هذه ليست قصة خيالية ..
نظر الاثنان إلى بعضهما لوهلة بينما كانت لينا تفكر " في الحقيقة، أنا لا أعرف عنه أي شيء سوى اسمه .. وهذا الأمر مخيف" تكلمت ببطء :
- لكن أنت أيضاً لاتعلم عني شيئاً فربما أكون .. لصة محترفة!
قبضت على حقيبته بشكل مفاجيء مماجعله يتوقف عن السير وهي تقول :
- مثلاً أسرق كل الأشياء المهمة في حقيبتك ثم ألقي بها في الوادي ..
توقفت عن الكلام وهي تتذكر عندما ألقي بها في قعر الوادي فتركت الحقيبة واغمضت عينيها بشيء من الجزع :
- لآ! لن اقترب من الوادي ماحييت!
" يالها من ذكريات سيئة " ضحك عماد يطرد افكاره وتابع سيره مع لينا التي عادت تتسائل :
- لكن لماذا لا أعرف عنكَ شيئاً ..؟ هيا أخبرني .. هيا ..
- بماذا اخبرك؟ كما ترين رجل الجليد لا يوجد لديه سيرة ذاتية !
" الآن يجب أن أجعله يعترف، لقد أصبحت فضولية بشأنه كثيراً .. " قالت بشكل كوميدي :
- بلى رجل الجليد لديه سيرة .. هيا أخبرني !
- ماذا عن لصة المجوهرات الثمينة!؟ ماهي سيرتك الذاتية ..

" ماذا هل يقلب الأمر علي .. لن أريحه أبداً بشأني " كانت لينا تفكر بينما شاهد عماد عدة أفراد من الجنود يقفون على جانبي الطريق " من هؤلاء ..؟ هل هناك حربٌ في الأنحاء " صاحت لينا عندما رفعت رأسها :
- من هؤلاء!
- لا أعلم، ولكن لا بأس علينا الاستمرار في الطريق ..
توقفت لينا بدون تفكير والجزع باد على وجهها :
- لكن لقد سُرقت حقيبتي! ماذا لو طلبوا هويتي؟ أنا لا أملك بطاقة!
لم يتوقف عماد عن السير فقط كان يفكر " ماذا لو علمتي بأن بطاقتك بحوزتي ..؟ " ولهذا ركضت خلفه وامسكت معطفه لكي تمنعه من السير وقالت والدموع تملأ عينيها :
- لا تذهب .. دعنا نعود أدراجنا ..
أبعد يدها بلا مبالاة وقال ببرود وهو يتابع سيره :
- لا تخافي! لن يحدث شيء سيء !
" لماذا أصبح قاسياً فجأة " ظلت واقفة في مكانها وهي تنظر بعيداً، مسحت دموعها وقالت :
- هل تعدني بأنه لن يحدث شيء سيء؟
توقف عن السير والتفت ينظر إليها، " ألا تعرفين بأن وجودك معي بالكامل هو مجرد حظ سيء لكِ .. يا ألهي كيف يمكنني أن أعدها بمثل تلك الوعود الصعبة وأنا لا استطيع فعل أي شيء بالشكل الصحيح؟ .." بالنسبة لها، كانت نظراته قاسية ، باردة و كان صامتاً بشكلٍ مستفز ..
شعرت بالبرودة، منذ فترة لم تشعر بذلك الإحساس، في البداية عندما كان ينظر لها بنظراتٍ باردة، مخيفة .. وغير مفهومة .. لقد تلاشت تلك النظرات مع الوقت، مع الظروف التي جمعتهما ..
حتى ظنت بأنها اختفت ، " لكن لماذا يحدق لي بتلك الطريقة .. هل يخفي عني شيئاً ما؟ أم أنني ارتكبتُ خطأ ما ..؟ " احتشدت الدموع في عينيها وسارت بدون قول أي كلمة ..
سار بجانبها ببطء وهو يفكر " لماذا لم تنتظر حتى أنطق ..؟ هل كنتُ قاسياً جداً ..؟" داهمته الذكريات المفاجئة وصدر صوت فتاة في عقلة، كان يعرفها جيداً .. " أنت قاسٍ جداً، لاتُطاق .. لم أعد احتمل صمتك " .. سرت رجفة في جسده وحرك رأسه يمينا ويساراً لكي يطرد تلك الذكريات السيئة ..
كانا يقتربان من نقطة الجنود أكثر فأكثر، حتى رأوهم الجنود وعندها اقترب احدهم وصدر امر منه على الفور :
- توقف وأظهر بطاقتك ..!
توقف عماد اما لينا فقد امسكت ذراعه والخوف يعتصرها ، اخرج عماد بطاقته من جيب سرواله وتأمل الجندي الصورة جيداً ثم قال :
- وبطاقة الفتاة ..؟
كادت لينا أن تتلاشى ذعراً ، اغمضت عينيها واختفت خلف ظهر عماد أكثر وأكثر ..
وعندها تكلم عماد قائلاً :
- لقد سرقت حقيبتها منذ فترة، وليست معها بطاقة هوية ..
أشار الجندي إلى حقيبة عماد السوداء وهمهم :
- سنفتش هذه !
" هل مرّ الأمر بسلام؟ هل سيتركونني أعبر ..؟ " فتحت لينا عينيها وابتعدت عن عماد قليلاً لتفسح له المجال بانزال حقيبته من فوق ظهره ، ولكنه قام بمباغتته الجندي وضربه في وجهه بطرف الحقيبة !
سقط الجندي ارضاً واسرع رفاقه بالتجمهر حول عماد الذي امسك لينا المذهولة وشرع في الركض السريع!
كان يسحبها خلفه سحباً، وصرخ :
- اركضي بشكلٍ اسرع!
نظرت الى الخلف فشاهدت الجنود يصوبون اسلحتهم وعندها صرخت :
- توقف ..
- لا!
- لن تستطيع الهرب!
أفلتت لينا يدها ووقفت في منتصف المسافة حيث لحق بها الجنود وامسكوها، وتوقف عماد بدوره وهو ينظر إليها "لماذا توقفتِ لماذا!! كان بإمكاننا الهرب .." من بعيد اخذها الجنود في عربة صغيرة واقترب احدهم ونزع حقيبته بقسوة ثم قال :
- ستحول إلى التحقيقات حيال تصرفك!
رمقه عماد بنظرة احتقار وهمس :
- كنتُ سأحول إلى التحقيقات بكل الأحوال!
" آه يارب ساعدني ، لا يمكن ان تخرجي الآن يا دموعي .. " كانت جالسة في العربة الصغيرة التي تجرّها الخيول برفقة الجنود ذوي الازياء الزرقاء والسراويل الضيقة الغريبة، كانت تشعر بالخوف والقلق، وزادت اعبائها عندما شاهدت ذلك النفق الاسود المظلم الذي دخلت بداخله العربة ..
تسللت دمعة من عينيها مسحتها بسرعة قبل أن ترى النور من جديد، ومن بعيد لاح قصر كبير يقف وسط الخضرة والحدائق ..
- انزلي ..
دفعها احدهم بقسوة .. ونزلت لينا بخوف وتبعها جنديان من يمينها ويسارها، من أحد الابواب الخلفية، تكلم أحد الجنديين مع امرأة عجوز ، والتي نظرت نحو لينا وقالت :
- اتبعيني ..
" يارب ساعدني .. " تطلعت حولها علّها تشاهد عماد في أي مكان، ولكنها لم تر أحداً ، وسارت خلف المرأة العجوز والخوف يمتلكها ..


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/COLOR][/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 10:46 AM