عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 06-09-2013, 03:49 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
(9)

- أهذه حقيبتك؟ فقط أريد أن أعرف كيف وصلت إلى غرفتي؟
- لقد كنت معكِ طوال الوقت؟!
صاحت بعصبية :
- كيف! اخبرني كيف! أنا لم أحس بوجودك أبداً هل أنت كائن فضائي؟!
ضحك ضحكة قصيرة واستند بكفيه على قاعدة النافذة الواسعة في غرفتها ثم أخرج رأسه وهو يقول :
- ألا تشعرين بضيق في هذا المكان؟ ألا تودين الخروج من هنا؟
" إنه يلمح على ذهابنا .. " اختفت عصبيتها المزعومة في ثوانٍ ثم قالت :
- لقد أخبرتك سابقاً ان تذهب ، لماذا عدت؟
ذلك السؤال كان في كل مرة يضرب الوتر الحساس الخاص به، حتى إنه يتجمد في مكانه ولا يستطيع الإجابة، ظل يحملق في الحدائق الخاصة بالقصر ثم قال وهو ينظر للسماء :
- آه ، الجو رائع!
تلك الجملة، لم تغير الموضوع، بل تعلقت نظرات لينا الساخنة التي اخترقت ظهر عماد أكثر واكثر، وعندها صاح بسرعة :
- انظري هناك طائر كبير جداً!
اقتربت لينا واخرجت رأسها من النافذة وهي تقول :
- أين أين أين ؟
ضحك عماد وقال بصوتٍ خفيض :
- كانت كذبة!
اقترب حاجبيها النحيلين وصاحت بعصبية وهي ترمي عليه احد الكتب :
- يالك من كاذب! لقد ظننت بأن هناك شيئًا غريباً !
- لقد ارتعبتي!
- لا!
- بلى انت جبانة!
- توقف لست كذلك ..
- بلى!
- يا بغيض ..
توقفا عن المنابذة عندما سمعا طرقاً على باب الغرفة، وعندها همست لينا :
- هيا احمل حقيبتك، لن تبقى في غرفتي لحظة أخرى!
تساءل بتذمر :
- لماذا؟ أين أبقى إذاً!
- اذهب إلى أي مكان!
- هكذا إذاً ..؟
عاود صوت الطرق يرتفع مجدداً واحتقن وجه لينا " هل يمكن أن أصفعه أو أي شيء ..؟؟ " أجابت على الباب :
- تفضل!
دخلت الخادمة، يتبعها أحد الحراس الخاصين بالأمير سامي، ونظر إلى لينا ثم قال بتهذيب :
- آنستي، سيدي يطلب منك الحضور إلى غرفة الاستقبال الخاصة ..
ثم نظر إلى عماد واستدرك :
- والسيد عماد أيضاً .
تسائل عماد ساخراً وهو يحمل حقيبته وينظر إلى عينيّ الجندي :
- إذاً، ماذا فعلتم بالعنزة؟
ارتفعت نظرات الحارس الخاص نحو عماد وقال ببلاهة :
- آمم .. المعذرة، ماذا تقصد؟
- ألم تكن تجرها خلفك بالأمس؟
فهم الحارس القصد من كلام عماد وأجاب بلباقة :
- لقد عادت إلى قصرها!
- بكل بساطة؟! لماذا لم ترمي بها في قعر الوادي وتريحنا!
تبادل الاثنان نظراتٍ طويلة وعندها تكلم الحارس :
- ولكن ماذا عنك؟ ماعلاقتك بها؟ لقد كانت تتحدث عنك طوال الوقت!

" ماذا؟ تتحدث عنه ..؟ .. " كانت لينا تنظر باستغراب، وعندها تكلم عماد :
- أظن بأن هذا ليس من شأنك!
- وأيضاً ليس من شأنك أن تسأل عنها! وأن تتكلم عن القائها في قعر الوادي!
تجاهله عماد قائلاً :
- بلى! من حقي .. لقد آذتني !
تدخلت لينا متسائلة :
- ماذا؟ ماذا فعلت لك؟
" هل هو الفضول الذي قتل الهرّة ..؟ " حمل حقيبته وتثائب وهو يقول :
- أنا سوف أذهب الآن .
تبعته وهي تمسك بحقيبته وتتساءل :
- ستذهب ..؟ للخارج؟
- نعم !
- بمفردك؟
التفت عماد ينظر إليها وهو يفكر " ماذا الآن! هل تفكر في الذهاب بصحبتي ..؟ " نظرت إليه وهي تفكر "لا استطيع أن أبقى هنا لحظة واحدة .. لكن هل سأستمر مع هذا المجنون ..؟ " .. وصل الاثنان بصحبة الحارس هاني إلى مكان جلوس الأمير الذي كان ينتظرهم في غرفة الاستقبال الخاصة ..
ابتسم الأمير وقام بتحيتهم على الفور وقبل أن يتكلم قال عماد :
- أنا سوف أرحل الآن .
نظرت لينا اليه بسرعة وظهر الارتباك على وجهها ثم قالت :
- أنا أيضاً، سأذهب!
شعر الأمير بأن الأرض تدور، نظر إلى وجه لينا والحزن يغلف ملامحه ، وجلس على الكرسي الوثير وهو يحدق أمامه بصمت .. " ستذهب.. نعم، إنها راحلة .. وأنت ماعساك أن تفعل؟! فقط ستتركها تذهب هكذا ..؟ " تساءلت لينا بقلق وهي ترى الأمير شارداً على غير العادة :
- هل انت بخير؟
- أ .. أجل .
قالها مستدركاً ومن ثم بدأ العرض قائلاً :
- لماذا لا تبقيان هنا ليومٍ أو يومين، علني اساعدك في إيجاد جدتك .
" يا إلهي ما هذه الورطة! هل سأبحث عن شيء غير موجود؟ " كان التوتر يسيطر عليها، ولكنها قالت متدراكة وهي تبتسم :
- ولكن .. لقد تعبت كثيرا في الأيام الماضية وقاسيت بسببي. ليست هناك حاجة للمزيد من ...
قاطعها وهو يقف ويمشي خطوتين باتجاهها :
- لماذا ترغبين بالرحيل!
ثم أشار نحو عماد وقال :
- هل هو شقيقك فعلاً؟

تبادل مع عماد نظرة عدائية، لم تستطع لينا الإجابة لأنها لايمكن أن تكذب .. ! فقط اكتفت بالنظر اليه ولسان حالها يقول " أخرجني من الورطة ..!" أما عماد فقد تكلم على الفور :
- بالتأكيد نحن لسنا أشقاء، أخبرتك بأنها زوجتي! لماذا لاتصدق!
شهقت لينا مذهولة! وحدق الامير بوجهه لثوان بدون أن ياخذ نفساً.. وعندها قالت لينا وهي تضرب كتفه :
- ألم أقل لك أن تتوقف عن سرد الأكاذيب!
تابع عماد الكذبة متجاهلاً اياها :
- هل كنت تظن بأنني سأترك زوجتي بسهولة!؟
صاحت لينا وهي تضرب كتفه بقوة أكبر :
- توقف عن سرد الأكاذيب أيها البغيض المزعج!

تركتهما لينا وخرجت من المكان بسرعة وهي تشعر بالضيق "يا الهي ما الذي يجب علي فعله؟ ما الذي فعلته في حياتي لكي أمر بتلك المواقف العصيبة! .. " سرت قشعريرة في جسدها وهي تتذكر لحظة القائها في الوادي وهي مكبلة ، مكممة .. لا تكاد تحرك ساكناً!
عندما خرجت مسرعة نظر سامي وهو يضيق عينيه فيه وجه عماد وقال :
- لماذا تفعل بها هذا؟ إنك تضايقها!
تكلم عماد بعدوانية :
- اتركها وشأنها!
قال سامي بنبرة منخفضة وهو يرفع حاجبيه :
- إذا لا تضغط عليها! كنت لاجد جدتها في غضون أيام ، بدلاً من جعلها تكابد مشاق الطريق مع مجنون مثلك!
- ماذا ! أنا مجنون؟! سوف تستمتع في الرحلة بدلاً من حبسها في هذا المكان الذي يشبه السجن!
تركه وخرج خلف لينا وهو يتمتم " ياله من أمير متعجرف .. ماذا يظنني! لن أخرج من هنا لوحدي بأي حال " نظر إلى لينا التي كانت تستند على سياج شرفة خارجي بظهرها وهي شاردة الذهن :
- لينا!
كان صوته يهتز بحدة ، فرفعت عينيها المتسائلتين إليه وعندها استطرد وقد اكتسح صوته بعض الهدوء :
- أنا سأذهب الآن، إذا أردت مرافقتي فالتأتِ معي. وإلا فسوف أتركك هنا ..
" ماذا سأفعل .. أريد العودة إلى بلدي .. أين انت ياجدّي .. " تحرك جفناها يرمشان عدة مرات في توتر، وعاد عماد يقول :
- هل انت خائفة؟ لن يجبرك أحد على شيء! فقط قرري .
" هل أخبره؟! ، بأن جدتي توفيت منذ زمن بعيد .. هل أخبره! أنا لم أذهب إلى بلاد الجبال من قبل .. هل أخبره بأنني أخاف منه بشدة! وأخاف بأن يعرف الحقيقة .. " في تلك اللحظات، خرج سامي من الغرفة إلى الردهة الواسعة حيث عماد ولينا فتكلم بنبرة حنونة :
- آنسة لينا، لا يجب عليك القلق حيال الأمر .. افعلي كل ما يحلو لك . ولكن .. إذا قررتِ الذهاب يجب عليك أن تأخذي رمح .
ظلت شاردة الذهن، حتى إنها لم تسمع ماقاله الأمير سامي . وكان قرارها الأخير هو العودة ... مهما كانت المشقة التي ستتحملها في بلدها المليئة بالحروب .. ولكنها ستبقى أنيسة مع الذكريات ..
الآن هي تشعر بالخوف، والافتقاد ..
وعندما رفعت عينيها المغرورقتان بالدموع، تلاقت مع عيني سامي اللتا يتحركان بؤبؤيها بقلق .. القت نظرة سريعة على عماد الذي كان يستند إلى الجدار ويحملق في ظهر سامي ببرود.
تكلمت لينا مخاطبة الأمير :
- أنا آسفة، سوف أذهب مع شقيقي. لن يمكنني البقاء هنا .
ارتفع حاجبا عماد باستغراب وهو يفكر " شقيقي؟! " وتضاربت أفكار سامي " إذن كانا شقيقان من البداية كما توقعت، متشابهين بشكلٍ كبير .. لديهما نفس التأثير ..ولهذا لم يوافق على تركها " ابتسم الأمير قائلاً :
- لا يجب عليك الاعتذار، أنا اتفهم هذا، بإمكانك اكمال الرحلة مع شقيقك .. ولكن أنت ستقبلين رمح، صحيح؟
أومأت لينا بالموافقة وهي تتحاشى النظر نحو عماد .

توجهوا جميعاً نحو اصطبل الخيل . وضع حارس الأمير لجاماً وردياً للحصان الأبيض "رمح"، كان يبدو جميلاً للغاية بشعره الرمادي الكثيف .. وتلك العيون السوداء الواسعة واللون الأبيض الصافي .. أمسك الأمير بلجام الحصان البني ذو الرقم وقال مخاطباً عماد :
- سوف تحتاج إليه .
تعجب عماد من عرض الأمير وقال :
- لكن لماذا، استطيع السير .
قال هاني حارس الأمير الشخصي بحدة :
- لا يمكنك رفض الهبة الملكية ...!
نظر عماد إلى هاني بغضب وقال :
- لا تتدخل أنت!
- بلى، هل نسيت بأنني الحارس الشخصي للأمير؟! وإذا لزم الأمر سوف أقتلك!
تكلمت لينا وهي تفصل بين الاثنين :
- كفى!
ابتسم سامي وهو يراقب لينا وقال :
- هاني، سوف تفعل أي شيء من أجلي صحيح؟
اتجهت عيني هاني الواسعتين نحو سيده وتكلم على الفور :
- بالتأكيد سيدي!
- إذن رافقهما وقم بحراسة الآنسة لينا، حتى يصلا بأمان.
- بالتأكيد سيدي .
" هل يسخر مني؟ " نظر عماد نحو هاني ثم خاطب الأمير :
- لكنها لن تحتاج إلى حراسة فأنا معها!
صاح هاني مجدداً :
- لا تعترض الأوامر الملكية هل سمعت! يالك من صعلوك بذيء!

اشتبك عماد وهاني في معركة كلامية وعندها قالت لينا بارهاق :
- ربما، لا يجب عليك أن ترسل هاني معنا، فهما سيتعاركان طوال الطريق!
كان الأمير يراقب والابتسامة تعلو وجهه " يجب أن أتأكد من أنك لن تضيعي من بين يدي .. " ثم قال وهو يخفي أفكاره :
- لا بأس سوف يعتادان على بعضهما قريباً. سوف آمر هاني بالتزام الصمت .

---------------------
بعد وداع الأمير، سار ثلاثتهم بصمت، ولكن لينا عجزت عن سحب لجام حصانها مما دفعها لتتوقف في منتصف الطريق " يا الهي ساعدني .. " كانت ترتجف خوفا من مجرد السير بجانبه .. وهي تتخيل كيف يمكن أن يعضها فجأة أو يقوم برفسها أو .. أي شيء مخيف ..!
نظر عماد خلفه وقبل أن يقول أي شيء كان هاني قد ترك لجام حصانه البني واندفع نحوها وهو يقول :
- دعي أمره لي سيدتي!
قالت لينا بتذمر :
- لا أحب الألقاب! يمكنك فقط قول لينا مجرداً..
كان عماد ينظر إلى هاني بغضب " هذا ماكان ينقصني! شخص يعكر صفو حياتي الرائعة! .. " تقدمت لينا بسرعة مقتربة من عماد وهي تتنهد براحة كبيرة بعد ان ابتعدت عن حصانها مسافة كافية!
ولكن الحصان رفض التحرك مع هاني! كان حصاناً عنيدا وهز رأسه ثم صهل بحدة وهو يحك حوافره الأمامية بالأرض ويتحرك يمنة ويسرة، سلم عماد لجام حصانه لـ لينا وقال وهو يبتعد :
- سأتحقق من حصانك!

[b]مسكت باللجام ونظرت الى الحصان البني بذعر وهي تفكر " لا .. يبدو بأنني لن أنفك عن تلك الحيوانات المرعبة أبداً! " كان عماد يتكلم مخاطباً هاني الذي تسائل ما إن كان الحصان خائفاً :
- لم تتوقف الخيول الأخرى! إنه ليس خائفاً، بل جائع ..
- إذا علينا أن نتوجه إلى بلدة جومار الزراعية القريبة .
- هل تعرف الطريق؟
- بالتأكيد ..
وبينما يتحدثان عن البلدة القريبة اقترب الحصان من وجه لينا وزفر عدة مرات وعندها تجمدت لينا في مكانها رعباً وقد تركت اللجام بسرعة ، اقترب الحصان أكثر فخرجت منها صرخة رعب قوية التفت على اثرها عماد وهاني وشاهدا لينا تهرب مبتعدة!
تبعها عماد بسرعة وهو يصيح متساءلاً :
- ما الأمر؟ هل أصابك شيء ما!
توقفت وقالت بخوف وهي تشير أمامها :
- نعم! هذا الحصان .. لا أريد الاقتراب منه!
" تخاف من الخيول .. !! " كان مندهشاً وتكلم على الفور :
- لكنها حيوانات أليفة، لا يمكنها أذيتك!
- أعرف .. ولكن ..!
انتهى بهما المطاف سيرا على الأقدام يجرون الخيول خلفهم متوجهين إلى البلدة، وعندما وصلو استأذن هاني مخاطباً لينا بتهذيب :
- نحن الآن بالقرب من منزلي، ولأنني لا أعرف كم ستطول مدة الرحلة برفقتكم، فهلا اذنتِ لي آنستي بالذهاب لتوديع أمي وإخبارها بأنني مسافر ومن ثم احضار أمتعتي ، وأيضاً إطعام الخيول ..
قالت لينا بدون تفكير :
- نعم نعم ، بالتأكيد .
" هاهاها! يالها من فرصة .. اذهب لتوديع والدتك وابقى معها للأبد إذاً .. " نظر عماد نحوه بنظراتٍ ماكرة، وعندها عاد هاني بنظره إلى لينا وقال :
- لن تذهبو من دوني صحيح؟ سوف يعاقبني ولي العهد بشدة ان خالفت أوامره .
قال لينا :
- لا ، سوف ننتظرك هنا!
ثم نظرت حولها وشاهدت مقعداً خشبياً كبيرا تحت شجرة وارفة الظلال فقالت وهي تشير نحوه :
- سنجلس هناك..
- شكراً لك آنستي، لن أتأخر!
صاحت لينا :
- لا أحب هذا ، قلت لك نادني باسمي فقط ..
امسك عماد بلجام حصانه وحصان لينا المتذمر ، وهو يراقب ابتعاد هاني مع حصانه حتى اختفى خلف أحد المزارع القريبة، وعندها توجهت لينا نحو المقعد وجلست بدون كلام . فقط كانت تفكر .. " الآن كيف سأعود؟ هل علي أن استقل القطار السنوي ..؟ لكن لم يمر من السنة سوى اسبوع واحد .. كيف سأنتظر سنة كاملة حتى تعود إلى المحطة، إذا ... " قاطع أفكارها صوت عماد الذي اقترب وهو يقول :
- هيا بنا!
رفعت رأسها إليه وقالت باستغراب وهي تكرر كلامه :
- هيا بنا؟!
- نعم، الآن
- ولكن هاني ...
زفر عماد وقال :
- ماذا؟ هل ستنتظرينه حقاً؟ انه شاب حقير ..
- لكن من الجيد أن نكون مجموعة في السفر ..!
نظر عماد خلفه نحو المزرعة وقال :
- هيا اسرعي الآن، يجب أن نبتعد مسافة كافية قبل خروجه حتى لا يلحق بنا .
صاحت لينا :
- يالك من بغيض وعديم الإحساس! ألم تسمع بأنه سوف يعاقب إذا تخلف عنا؟!
- وما شأنك بهذا؟
- يالك من شاب بارد!
جلست على المقعد وأمسكت جيدا وهي تقول بإصرار :
- وأنا لن أتحرك من هنا انشاً واحداً ...
وقف عماد صامتاً، " يالها من عنيدة! لن تسبب مصاحبته لنا سوى المشاكل .. لماذا تدافع عنه بضراوة " ربط الحصانين بفروع الشجرة المنخفضة ثم قال :
- إنه حتى لم يقل تفضلو إلى منزلي وتركنا ننتظر بالخارج في تلك الشمس! ياله من شخص أبله ..
انتبهت لينا إلى تلك النقطة ثم راودتها ضحكة مفاجئة وهي تقول :
- أنا لم ألاحظ هذا الأمر، فهو لا يهم .. أعتقد بأنه لن يتأخر .
ابتسم عماد ووقف يتطلع إلى السماء بجانب خيوله ويقوم باللعب بحجر ملقى على الأرض وهو يحمل حقيبته السوداء على ظهره، وعندها نظرت لينا نحوه " أي نوع من الاشخاص هو ؟ تارة يبدو طيباً، وتارة شريراً أوغبيا .. احيانا اشعر بانه مريض، واحيانا أشعر بانه بكامل طاقته .. " كانت تفكر بالطريقة التي تقابلا بها في القطار السنوي، وكيف انه ظهر من العدم عندما لم يكن أحد موجوداً ..
كيف تمسك بها وعاد مرة أخرى! وكيف أنها لم تستطع التخلص منه وفضلت أن تترك المملكة بأسرها، لتمشي مجهولة المصير مع شخص لا تعرف عنه سوى اسمه!
بعد تردد تساءلت :
- هل لديك جدة؟
توقف عماد عن اللعب بالحصى الصغير ونظر إليها وهو يلتقط انفاسه واشعه الشمس تضرب في وجهه وتجعله مضيق العينين ..
وضع كفه على جبهته ليحجب ضوء الشمس وقال :
- بلى! جدتي .. بيبي .
انتابتها ضحكة حقيقية وكررت :
- بيبي؟
- أجل ، إنها جدتي المرحة للغاية .
- احك لي عنها ..
جلس عماد في مكان فارغ من المقعد بجوارها وقال :
- لا أتذكر عنها الكثير، فقط .. كانت ترقص على سطح المنزل وكأنها فتاة صغيرة ..
عادت لينا للضحك ولكنها سرعان ماتساءلت :
- لماذا لا تعرف عنها الكثير؟ ألم تعيشا سوية؟
صمت عماد للحظات وتعبير غريب ظهر في عينيه التي تحدقان في الفراغ " ماهذه الورطة .. اهنئك! سؤال مفاجئ للغاية .. "، نظر اليها وقال فجأة :
- لقد قتلتها بنفسي عندما كنت طفلا ..
تعالت ملامح الصدمة على وجه لينا " لا انه يمزح بالتأكيد .. لا بد بأنه يمزح أو يكذب لكي يخيفني " تابع عماد بجدية:
- دفعتها بكل قوتي وسقطت بالفعل من فوق السطح، ولأربعة ادوار كاملة وفارقت الحياة .. ولم يعلم أحد بأنني الفاعل .
ظلت لينا تنظر امامها بصدمة ثم حاولت ان تضحك لتلطف الجو وقالت :
- لكن بأي حال أن لم تتعمد قتلها .. صحيح؟ وايضا كنت مجرد طفل .. و ..
نظرت اليه فوجدته يحدق بها بشكل مخيف، وهمس :
- بالتأكيد كنت اقصد، لقد كرهتها واردت ان اقتلها .
انقطع التفكير والكلام عند لينا، فقد بدأ قلبها يخفق بخوف وجبهتها تتصبب عرقا، اما يديها فقد ارتجفت بشكلٍ لا ارادي ولكن تلك النظرة المخيفة تحولت لابتسامة ثم ضحكة وعندها قال عماد :
- هل صدقتِ ؟ يالك من غبية .. لقد كانت مجرد كذبة !
" كذبة؟ ماهو الصدق من الكذب .. انا خائفة، ماذا علي ان افعل هل اهرب بعيدا .. " قالت وهي تزدرد لعابها :
- تقصد بأنك لم تتدفعها عمدا صحيح؟
ضحك عماد ووقف وهي يقول :
- لم ادفع بيبي ، ماتزال على قيد الحياة!
ثم عاد إلى حصاته وبدأ بركلها يمينا ويسارا ، وسرعان ماظهر هاني من بعيد وقد استبدل ملابسه العسكرية بأخرى عادية، يحمل على ظهره حقيبة زرقاء وفي يده أكياس لإطعام الخيول .
ابتسم هاني براحة وقال :
- يمكننا أن نطعم الخيول سريعا ونسقيهم من ماء الجدول .. ثم نكمل رحلتنا الي الشمال .
تساءل عماد :
- ولكننا سنتوجه إلى مدينة الجبال لكي نبحث عن جدة لينا .
قال هاني وهو يعلق الأكياس على رؤوس الخيول ليأكلو :
- أعلم، إذا الشمال .
- أنت!! هل تعرف الطريق أم ..
" سيبدأ شجار جديد إذا لم اوقفهم حالا ذ " تكلمت لينا :
- في الحقيقة يا شباب ...
نسي الاثنان الشجار الذي كان سيبدأ فورا وتطلعا لما ستقوله لينا :
- أنا .. لقد تخليت عن فكرة البحث عن جدتي، سوف أعود إلى وطني .
تساءل عماد باستغراب :
- لكن .. لماذا؟
- هذا قراري .. ولهذا سوف أذهب وحدي لا داعي لأن تتعبوا أنفسكم بمرافقتي ، وأيضا وطني مليء بالحروب.
قال هاني على الفور :
- سوف آتي معك إلى أي مكان آنستي، حتى اطمن على مكان استقرارك .
- لا بأس يا هاني، استطيع الذهاب وحدي ، ألم أقل لك توقف عن مناداتي بالالقاب؟
تكلم عماد وهو يقول :
- أنا أيضاً سأرافقك ، ولكني لا اسمح لك بالذهاب حتى تخبريني لماذا تريدين العودة بعد ما قطعت تلك المسافة؟
" لا يمكن أن تكون خائفة من السير بصحبتي .. " .. لم يسمع منها جواباً فقال :
- لقد خرجت لتعثري على جدتك، صحيح؟ والآن ستتراجعين ونحن على مقربة منها! ربما سير يومين سيجعلنا نصل إليها!
" يا إلهي ساعدني لكي أقول له بأن جدتي لم تكن إلا مجرد كذبة، ولكن ماذا إن غضب مني؟ ماذا أن فكر بأنني خرجت هاربة وحسب لا لشيء آخر .. ماذا سيحدث لي؟ " كان هاني يراقب عن كثب وتساءل " هل هما شقيقان أم ماذا؟ لا يبدو بأنهما يعرفان شيئاً عن بعضهما .. " ..
تكلم عماد وهو يقول :
- لا إجابة؟ هل انت خائفة مني؟
لم تنطق لينا بحرف، " هكذا إذا، إنها دائما ماتخاف مني .. ولكن لا يمكنني التخلي عنها في ذلك الوقت وتركها مع هذا الأحمق .. " امسك بلجام حصانه وحصان لينا وانصرف وهو يقول :
- إذا فالنسقي الخيول ونكمل طريقنا .
" ياله من شاب متسلط .. " أمسك هاني بلجام حصانه وسحبه خلفه، أما لينا فقد سارت خلفهم بصمت .

قبيل الغروب اعترضت طريقهم عربة ملكية تجرها أربعة خيول ! وخلفها عربة كبيرة من الجنود ..
" هذا ماكان ينقصني، هل هو سامي مرة أخرى؟ ربما شعر بأنه بحاجته! أرجو أن يأخذه وينقلع بأقرب فرصة! " كان يفكر وهو ينظر تارة لوجه هاني الذي اكتسى الذهول ملامحه وتارة إلى العربة .. التي نزلت منها دعاء وهي تحمل فستانها أمامها ثم قالت :
- هل تظنون بأنكم ستفلتون مني بتلك السهولة بعد أن حطمتم كل شيء؟
---------------------------------------



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-28-2015 الساعة 10:10 AM