الموضوع: A moment of pre-death~
عرض مشاركة واحدة
  #219  
قديم 05-29-2013, 11:44 PM
 



.

.

سحقت أعقاب سجائرها على أرض الفصل ثم حشرت شفتيها بثلاث سجائر وأشعلتها بقداحتها الصدئة وهي تجلس فوق طاولة المعلم محدقة بالطلاب بشرود
والذين كانوا يراقبونها بامتعاض فتحدث أحدهم قائلاً بهمس :
- تبدو وكأنها تستعد لحرب ما , وذلك الدخان يقتلني !
وبادله الآخر الحديث قائلاً بصوت منخفض وهو ينحي رأسه إليه :
- لقد حضرت بالأمس بعد أن سحقت ثمانية طلاب .. ولقد تعرضت لمحاضرة طويلة من قبل المدير إلا أنها كانت تضحك طوال الوقت غير مبالية .
ويقال بأن اسمها هو " إيما" وتلقب نفسها بــ" صائدة الوحوش " .. إنها مثيره للاهتمام ..!
فجأة ظهرت تلك الأورام المتوهجة على جبين كل واحد منهم وقد فقدا وعيهم تماماً .. أعادت يدها لتنفضها وقد تساقط الحديد من قفازها الجلدي وهي تقول بضحكة هستيرية :
- هذا يجعلهم عشره طلاب.. لا أطيق أن يتحدث عني أحد حتى لو كان مديحاً ..مع أن ذلك نادر ..
انتبهت لدخول كيومي السعيدة وهي تنادي على بقية الطلاب ممسكة بيد بأنجيل وظلت تراقبهم بهدوء غريب كانت أنجيل تبدو مبتسمة وهي يتقول بصوت رقيق :
- صباح الخير ..
اجتمع جميع الطلاب والطالبات من حولها وهم يحيونها بابتهاج بينما مكثت إيما تراقبها بنوع من الضيق وهي تكز أسنانها على سجائرها قائلة في نفسها :
( جميلة .. ومحبوبة أيضاً .. ولكنها عمياء يبدو الأمر محزناً .. كما أنني أشعر بالضيق لدخول أي شخص فذلك القزم لم يأتي بعد )


~ ... نون وحياتي نور ... ~

وفي آخر الممر كان فرانس يسحب ماكس الذي كان ممسكاً بدفتي الباب الأمامي وهو يصرخ قائلاً :
- لا أستطيع .. أحتاج لأن أطول قليلاً بضع سنتيمترات .. سأقابلها بعد سنوات ..
قطب فرانس حاجبيه وهو يشد خاصرة ماكس قائلاً بانزعاج :
- لقد تركنا ماريمو لوحده بسبب هذا .. إن كنت قد أحببتها فصرح بذلك إذن ..
استرخى ماكس ليزم شفتيه بحزن قائلاً بصوت كئيب :
- ولكن .. سترفضني كغيرها من الفتيات .. لطالما كنت صريحاً .. ولكنني أفاجأ بأن لهم أصدقاء أطول مني بضعفين .. هذا محزن نوعاً ما ..
ثم أبعد يد فرانس عن خاصرته بقوة ومشى باتجاه الفصل وقد بدا عليه الجدية وهو يقول بصوت واثق :
- إلا أن ماريمو قد وثق بي وأنا بدون سلاح .. فإن كنت قصيراً فأنا أفضل من غيري بكثير .. أجل أفضل بكثير ..
رفع فرانس أحد حاجبيه وقال بضحكة ساخرة في نفسه :
( ما هذه الثقة فجأة ؟! ذلك الفتى يفخر بشي بسيط كهذا .. )
فتح الباب بيدين مرتجفتين فاتسعت عينيها الرماديتين لما رأت كان ماكس وهو يغمض كلتا عينيه وفتح واحده ببطء وكأنه يبحث عن شخص ما بالفصل ..
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مغمورة حينما التقت عينه بها ثم نهضت من مقعدها لتتجه نحوه بسرعة وتسدد له لكمة قاضية وهي تقول بضحكة :
- أين أنت يا صاح .. لقد تأخرت ..!

فقد ماكس وعيه وقد سال الدم من فمه وسط ذهول الجميع وهم يحصون عدد الضحايا بأصابعهم .. بينما رمقه فرانس الذي دخل للتو بإشفاق وهو يقول :
- لقد تم رفضه قبل أن يعترف ..

ثم سحبت ماكس الذي بدا كخرقة باليه من قميصه لتشير إليها قائلة بضحكة لفرانس :
- لقد أحببت هذا القزم وأتيت إلى هنا لكي أنضم إليكم .. فأين رئيسكم ؟!
فغر فرانس فاه باندهاش ثم أمسك بمعصمها ليسحبها بقوة للخارج بعيداً عن أعين الطلاب ثم قال بعصبية :
- ماذا تقولين أيتها الغبية ؟!
ظلت تعبث بشعرها الأصفر الصارخ وهي تقول ببلاهة :
- بخصوص القزم ! هل لديه صديقة !
- بل بخصوص المنظمة .. تعلمين بان تلك الأمور سرية .. في المدرسة نبدو كمجموعه من الأصدقاء لا أكثر , أفهمتِ ! بجدية لا تبدين بهذه السذاجة !
صمتت قليلاً بتفكير ثم حدقت لماكس الملقى على الأرض وهي تقول بهدوء :
- إنه يشبه أخي الصغير بطريقة ما .. ولقد رأيت قدراتكم هناك فأردت الانضمام معكم فليس لدي أحد بعد الآن ..
وضع فرانس يده تحت ذقنه وقد بدا عليه القلق وهو يقول بجدية :
- ولكن السيد في غيبوبة الآن بسبب ذلك الحجر .. يمكنك زيارة منزله في المساء حيث يكون كلاود متواجداً وحينها يكون المكان مناسباً للنقاش بأمر انضمامك ..
نفثت الدخان الكثيف من سجائرها الثلاث وقد أغمضت عينيها بابتسامة راضية ..فقال فرانس في نفسه باستغراب :
( إنها لا تمتلك سلاحاً ما .. وتعلم بأن ماكس كذلك .. أي أنها لا تطمح بأن تنال منا شيئاً .. ما هدفها يا ترى ! ولكن أن تشبه ماكس بأخيها الصغير ..هذا محبط !)
أدارت بظهرها مغادرة وهي تقول بصوت عال وبارد :
- لقد أنفقت كل مدخراتي لأجل أن أنضم لهذه المدرسة الحديثة .. لذا أنا جادة .. نلتقي في المساء فأنا في السنة الأولى ..
اتسعت عيني فرانس عن آخرها وفغر فاه قائلاً بصراخ :
- الســـنة الأولـــى !.. بقي ثلاث سنين ليتوقف نموك .. !
نهض ماكس وهو يحك خده المتورم قائلاً بصوت متلاشي :
- من أنا ؟!.. وماذا حدث ؟! ومن أنت ؟!
سحبه فرانس بسرعة متجهاً للفصل وهو يقول بحماسه :
- سأخبرك فيما بعد .. فأنجيل قد عادت ويجب أن نرحب بها ترحيباً حاراً .. لن نخذل ماريمو ..
- من هي أنجيل ؟!
قالها ماكس بصراخ مرعوب ..

~ ... نون وحياتي نور ... ~

توقف فرانس أمام أنجيل التي لم تشعر به وهي تخرج كتبها من الحقيبة .. ثم رفع أحد حاجبيه ونظر لكريمسون وكأنه يستنجيها ..
أغلقت كريمسون الكتاب الذي بين يديها بتأفف ثم قالت بهدوء :
- أنجيل .. فرانس يود إلقاء التحية عليك ولكنه فتى خجول ..
نظرت أنجيل للأعلى باستغراب حيث وقف فرانس قائلاً بارتباك :
- مرحباً بعودتك أنجيل .. أرجو أن تكوني بخير ..
ارتسمت على شفتيها ابتسامة نقيه وردت قائلة :
- سيد فرانس سعيدة بلقائك .. أنا بخير وسعيدة لأنه تم قبولي هنا مجدداً .. لقد كنت قلقه من إبعادي عن كيومي فحسب ..
ضحك فرانس وهو يعبث بشعره قائلاً :
- هل كيومي بهذه القيمة , ألم تفكري بغيرها ؟!
ضحكت أنجيل وقد احمرت وجنتيها وهي تقول بحماسه :
- نحن معاً منذ أن كنا أطفالاً .. لهذا لا أستطيع التخلي عنها ..
ثم أطرقت برأسها ليتناثر شعرها الأسود على وجهها الدائري قائلة بصوت دافئ :
- في الحقيقة قلقت على السيد هنري أيضاً .. ولكن الحمد لله بأنه بخير ..
ابتسم فرانس بدفء لرؤية تلك المشاعر اللطيفة قاطعه صوت كيومي المنفعل بسعادة والتي أقبلت من الممر وقد جمعت جميع طلاب المدرسة للترحيب بأنجيل ..
فالتفت إليها بابتسامة مغمورة قائلاً بصوت مرتفع :
- ها قد أتت كيومي المحبوبة ..
توقفت كيومي بذهول وقد تدافع الطلاب من حولها دون أن تشعر .. و انعقد لسان فرانس تماماً وأخذ يجمع الحروف في ذهنه ليقول بارتباك :
- تقول أنجيل بأنكِ محبوبة ..
ابتسمت كيومي بخيبة واسترخت لتقول بتردد :
- أجل .. هي تقول ذلك مراراً ..
كان الهدوء قاتلاً فالجميع حول أنجيل وبقي فرانس وكيومي وجهاً لوجهاً وبينهما تلك العبارة السخيفة وماكس الملقى على الأرض ..
مشى فرانس للخارج وعندما مر بجانبها قال بصوت هامس متردد :
- وأنا أعتقد ذلك أيضاً ..
احمرت وجنتي كيومي وانحنت بلا شعور لتقول بصوت عال :
- شكراً سيد فرانس ..
كررت عبارتها مراراً وبحماسة كبيرة وقد كادت السعادة تنبثق من كلماتها .. مما جعل فرانس يقف خلفها مذهولاً ثم خرج من الصف نحو الممر قائلاً :
- غبية .. أنا لا أستحق كل هذا الشكر ..
انتبهت كيومي لخروجه ثم التفت خلفها وهي تضم كفيها قائلة في نفسها بحزن :
(لا تستحق ؟! لماذا ؟!)

~ ... نون وحياتي نور ... ~

حان وقت الغداء توسعت مناخير أنف ماكس وهو يشتم رائحة الطعام المثقل بالتوابل و الذي أفاقه من غيبوبته تماماً فقال باندهاش :
- يا رجل .. طباخ عائلة سايمون مدهش اليوم !
ولكنهم صعقوا بجيش الطباخين وقد تورمت جباههم وهم يغطون في سبات عميق على أرائك الصالة ..

فركض فرانس للمطبخ ليفاجئ برؤية إيما وهي تحرك قدراً ضخماً من الحساء الحار وقد ارتدت نظارتها الواقية وهي تقول بصوت مرعب :
- هذا الحساء سيجعل السيد يستيقظ بالتأكيد ..
أمسك فرانس برأسه متفاجئاً وهو يقول بصراخ :
- كيف دخلتِ إلى هنا ؟!
التفتت إليه باستغراب ثم أزالت نظراتها الصفراء لتضحك قائلة :
- مرحباً .. أتقصد الخادم روبن لقد تم غرسه في الحديقة .. لم أستطع الصبر حتى يحل المساء .. ولكن السيد فاقد لوعيه و يجب تغذيته ..
احمرت وجنتي ماكس وهو يقول بعينين لامعتين وببراءة مطلقة :
- أختي الكبرى هل أستطيع أن آكل أيضاً ..
اهتزت حاجب فرانس بتقزز قائلاً :
- ظننت بأن هذا سيزعجك ..
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.