يومها وفي ذلك الوقت ارسلتني امي في غرض لبيت جدتي وبيت جدتي قريب من بيتنا وبابه مفتوح لنا علي الدوام جيئه وذهابا ولما كنا مدعوين معها في ذلك اليوم لقضاء الامسيه عند احد الاقارب ولما كان غياب احد الاولاد السبعه عن البيت ليس بالامر السيئ بالنسبه لامي فقد كان من الطبيعي ان اقضي بقيه اليوم عند جدتي وافترضت امي ان ذهابي مع الجده الي الامسيه امر بديهي ولكن ذلك لم يحدث ابدا
كنت قد اغتنمت انشغال جدتي في اعمالها وتسللت الي غرفه المكتبه مكتبه جدي رحمه الله تلك الغرفه التي تحيطها جدتي بهاله من القداسيه جعلت منها مكان شبه محرم علينا نحن الاولاد الامر الذي جعل تسللي إليها نوعا من المتع التي أحاول اختلاسها بين الحين والاخر جدي كان طبيبا وكاتبا وفي مكتبته كل ما يغري فضولي ويثير دهشتي ويمنحني إجابات لاسئلتي كنت غارقه في واحده من تلك المجلدات المصوره الضخمه عندما جاءني صوت جدتي(أما زلت هنا... أم ذهبتي ها .. لا احد هنا) كانت غرفه المكتبه شديده الاتساع والرفوف الخشبيه العاليه تغطي جدرانها بل وتمتد لتصنع في وسطها جدران اضافيه كنت مستنده الي احدي الجدران في زوايه بعيده من الغرفه وكان من الصعب علي جدتي ان تلاحظني وهي مازالت في فتحه الباب نادت علي ثانيه ولسبب ما؟ عندما أجبتها ظل صوتي محبوسا في حلقي ثم ابتلعته قرقع المفتاح في فتحه القفل وهمهمت جدتي( يبدوا انها ذهبت الشقيه لم تخبرني جيل اخر زمن) هممت بالاسراع الي باب الغرفه وتنبيه جدتي ولكن ولسبب ما ظللت قابعة في مكاني متشبثة بالمجلد الضخم الذي كان بين يدي صفقت جدتي باب الدار بقوة ثم اكمل مفتاحها في قفله دوراته السبع قلبي يخفق بشده راسي يلفه دوار خفيف أذناي اشعر وكانهما استطالتا كأذني ارنب يترقب وجنتاي تشتعلان وكفاي مبللتان بعرق بارد إنه تأثير هرمون الأدرينالين أصبحت الصورة كاملة في ذهني جدتي ذهبت في زيارة قبل حلول الامسيه وامي ستفترض حتما انني ذاهبه معها وهذا يعني اني بت حبيسه هذه الغرفه ولزمن ربما قد يطول لساعات قبل ان تتكامل الصورة لديهم ويكتشف احدهم ان هناك خلل وانني غائبه لم اخطط للامر لكنه حصل وبت حبيسه المكان الاحب الي
من اين ابدا؟ من الكتب الضخمه التي ترمقني بصمت في رفوفها الغامضه التي لها صرير كالانين ماسرها؟ وماسر تلك الرائحه التي تتسرب منها وكآنها آتيه من زمن اخر وانت ايتها الغرفه ماسر تلك القداسه التي تحيط بك هل ساعلمه اليوم ؟؟