عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-14-2013, 03:53 AM
 
تابع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





وقد حاولنا أن نبحر عكس هذه الريح لمدة ثلاثة أيام دون أدنى جدوى .. عندها قال والدي لي : (( بُني , يبدو لي أن العودة من هذا الطريق في هذا الوقت من السنة يبدو مستحيلا .. وأني أتسائل لماذا لم أفكر بهذا من قبل ونحن موجودين في العالم الداخلي منذ "عامين ونصف" وبالتالي نستنتج أن هذا هوا الموسم الذي تشرق وتتألق فيه الشمس على فتحة القطب الجنوبي لمدة " 6 أشهر" ويكون الليل والشتاء منعقد في البلاد الشمالية لمدة "ست أشهر" )) ..










وقلت متسائلا : (( وما الذي سوف نفعله ))..؟؟









فقال والدي : هنالك شيء واحد فقط يمكننا القيام به .. وأجاب والدي قائلا : وهذا أن نذهب إلى الجنوب لنخرج من " فتحة القطب الجنوبي" إلى سطح ظهر الأرض ..

















حيث يكون الطقس ملائما للخروج بالقطب الجنوبي في هذا والوقت من السنة .. وبناءا على ذالك ألتفت نحو البوصلة التي تشير " شمالا " وأتجه إلى " الجنوب " وكانت الرياح المتدفقة قوية وتقود المركب إلى نفس الاتجاه ..









وبعد "أربعين يوما " فقط وصلنا الى مدينة " ديلفى " (Delfi) وهي مدينة قد زرناها أنا ووالدي من قبل برفقة مرافقنا "جول جليديا " وزوجته .. وتقع بالقرب من مصب نهر "جيهون" حيث توقفنا فيها لمدة يومين .. وكان معظم مضيفينا ومستقبلينا فيها هم نفس الأشخاص الذين ضيفونا ورحبوا بنا من قبل في زيارتنا السابقة ..










وفي رحلتنا الى ناحية ظهر الأرض ..عبرت سفينتنا الشراعية مضيق بحري ضخم بين أرضين .. كانا نرى عن يميننا ويسارنا شواطئ غناء جميلة حيث قررنا أن نستطلعها ونرسو بالسفينة على ساحلها لمدة يوم واحد قبل مواصلة رحلتنا إلى سطح العالم الخارجي .. حيث أشعلت النار ببعض الخشب اليابس في حين أن والدي كان يسير على طول سِيف الساحل .. وقد أعددت طعاما مغريا من لوازم الغذاء ..









وكان هنالك ضوء ساطع معتدل .. الذي قال والدي : أن هذا الضوء ناجم عن شمسنا الخارجية المنبعث ضوئها إلى العالم الداخلي من خلال " فتحة القطب الجنوبي " ففي تلك الليلة كنا ننام على النحو السليم من النوم المريح .. وقد استيقظنا في صباح اليوم التالي منتعشين نشطين كما لو كنا في ديارنا " أستوكهولم "









وبعد الإفطار بدائنا في جولة داخلية لنستكشف أعماق هذه اليابسة .. لاكنا لم نتوغل بعيدا عن خط الساحل حيث رائينا بعض الطيور التي نعدها في انتمائها من فصيلة "طيور البطريق " فقد كانت عملاقة جدا ولها صدر أبيض وأجنحة قصيرة ورأس أسود وريش طويلة وكانوا حين ينتصبون واقفين يبلغ ارتفاع الواحد منهم " 9 أقدام " فقد كانت بطاريق عظيمة بطول رجلا واقف .. نظرت ألينا قليلا باستغراب .. ومن ثم ذهبت واتجهت داخل اليابسة متجهتا لأقصى الشمال بدلا من أن تتجه نحو البحر ..









وفي الليالي المظلمة عند القطبين بعيدا عن ضوء القمر والنجوم وجميع الأضواء الأخرى .. يبدوا أن ليل القطبين يمتلك الضوء الكثير من النور والتألق .. من جراء ظاهرة كونية مستمرة من أغرب الظواهر الفلكية على الأطلاق تبعث النور والضياء بكافة أرجاء القطبين من نور الشفق القطبي العظيم ..









(( صور الضوء وهوا ينبعث من العالم الداخلي من جوف الكرة الأرضية ملتقط بالأقمار الصناعية من الفضاء الخارجي))


















(( تخطيط ضوء غاز الشفق الذي من جوف الأرض ))















(( تصوير الغاز المنير وهوا ينبعث من جوف الأرض بالأقمار الصناعية من الفضاء الخارجي بالقطب الجنوبي ))














(( ظاهرة انتشار غاز الشفق القطبي المنير بالقطب الشمالي والجنوبي وكيفية أظائه نوره للقطبين ))











(( صور لانتشار غاز الشفق القطبي المنبعث في أرجاء الغلاف الجوي على ظهر الأرض الخارجي ))









وقال المكتشف "يانسن أولاف" عن هذه الظاهرة : (( أن حقيقة وجود ظاهرة الشفق القطبي وانتشارها بكثافة بكافة أرجاء القطبين ليؤكد أن جوف الأرض مضيء ولم يأتي هذا الضوء من العدم .. وأن هذا الضوء منبعثً من "الكويكب المنير" الذي بمركز الأرض من الشمس الداخلية )) ..
https://https://تابع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وقد حاولنا أن نبحر عكس هذه الريح لمدة ثلاثة أيام دون أدنى جدوى .. عندها قال والدي لي : (( بُني , يبدو لي أن العودة من هذا الطريق في هذا الوقت من السنة يبدو مستحيلا .. وأني أتسائل لماذا لم أفكر بهذا من قبل ونحن موجودين في العالم الداخلي منذ "عامين ونصف" وبالتالي نستنتج أن هذا هوا الموسم الذي تشرق وتتألق فيه الشمس على فتحة القطب الجنوبي لمدة " 6 أشهر" ويكون الليل والشتاء منعقد في البلاد الشمالية لمدة "ست أشهر" )) ..






وقلت متسائلا : (( وما الذي سوف نفعله ))..؟؟





فقال والدي : هنالك شيء واحد فقط يمكننا القيام به .. وأجاب والدي قائلا : وهذا أن نذهب إلى الجنوب لنخرج من " فتحة القطب الجنوبي" إلى سطح ظهر الأرض ..









حيث يكون الطقس ملائما للخروج بالقطب الجنوبي في هذا والوقت من السنة .. وبناءا على ذالك ألتفت نحو البوصلة التي تشير " شمالا " وأتجه إلى " الجنوب " وكانت الرياح المتدفقة قوية وتقود المركب إلى نفس الاتجاه ..





وبعد "أربعين يوما " فقط وصلنا الى مدينة " ديلفى " (Delfi) وهي مدينة قد زرناها أنا ووالدي من قبل برفقة مرافقنا "جول جليديا " وزوجته .. وتقع بالقرب من مصب نهر "جيهون" حيث توقفنا فيها لمدة يومين .. وكان معظم مضيفينا ومستقبلينا فيها هم نفس الأشخاص الذين ضيفونا ورحبوا بنا من قبل في زيارتنا السابقة ..






وفي رحلتنا الى ناحية ظهر الأرض ..عبرت سفينتنا الشراعية مضيق بحري ضخم بين أرضين .. كانا نرى عن يميننا ويسارنا شواطئ غناء جميلة حيث قررنا أن نستطلعها ونرسو بالسفينة على ساحلها لمدة يوم واحد قبل مواصلة رحلتنا إلى سطح العالم الخارجي .. حيث أشعلت النار ببعض الخشب اليابس في حين أن والدي كان يسير على طول سِيف الساحل .. وقد أعددت طعاما مغريا من لوازم الغذاء ..





وكان هنالك ضوء ساطع معتدل .. الذي قال والدي : أن هذا الضوء ناجم عن شمسنا الخارجية المنبعث ضوئها إلى العالم الداخلي من خلال " فتحة القطب الجنوبي " ففي تلك الليلة كنا ننام على النحو السليم من النوم المريح .. وقد استيقظنا في صباح اليوم التالي منتعشين نشطين كما لو كنا في ديارنا " أستوكهولم "





وبعد الإفطار بدائنا في جولة داخلية لنستكشف أعماق هذه اليابسة .. لاكنا لم نتوغل بعيدا عن خط الساحل حيث رائينا بعض الطيور التي نعدها في انتمائها من فصيلة "طيور البطريق " فقد كانت عملاقة جدا ولها صدر أبيض وأجنحة قصيرة ورأس أسود وريش طويلة وكانوا حين ينتصبون واقفين يبلغ ارتفاع الواحد منهم " 9 أقدام " فقد كانت بطاريق عظيمة بطول رجلا واقف .. نظرت ألينا قليلا باستغراب .. ومن ثم ذهبت واتجهت داخل اليابسة متجهتا لأقصى الشمال بدلا من أن تتجه نحو البحر ..





وفي الليالي المظلمة عند القطبين بعيدا عن ضوء القمر والنجوم وجميع الأضواء الأخرى .. يبدوا أن ليل القطبين يمتلك الضوء الكثير من النور والتألق .. من جراء ظاهرة كونية مستمرة من أغرب الظواهر الفلكية على الأطلاق تبعث النور والضياء بكافة أرجاء القطبين من نور الشفق القطبي العظيم ..





(( صور الضوء وهوا ينبعث من العالم الداخلي من جوف الكرة الأرضية ملتقط بالأقمار الصناعية من الفضاء الخارجي))










(( تخطيط ضوء غاز الشفق الذي من جوف الأرض ))









(( تصوير الغاز المنير وهوا ينبعث من جوف الأرض بالأقمار الصناعية من الفضاء الخارجي بالقطب الجنوبي ))








(( ظاهرة انتشار غاز الشفق القطبي المنير بالقطب الشمالي والجنوبي وكيفية أظائه نوره للقطبين ))










(( صور لانتشار غاز الشفق القطبي المنبعث في أرجاء الغلاف الجوي على ظهر الأرض الخارجي ))









وقال المكتشف "يانسن أولاف" عن هذه الظاهرة : (( أن حقيقة وجود ظاهرة الشفق القطبي وانتشارها بكثافة بكافة أرجاء القطبين ليؤكد أن جوف الأرض مضيء ولم يأتي هذا الضوء من العدم .. وأن هذا الضوء منبعثً من "الكويكب المنير" الذي بمركز الأرض من الشمس الداخلية )) ..

ويقول المستكشف " يأنسن أولاف " مكملا ما حدث معه :




لقد عاصرنا من الأحداث في هذه الأيام مالا يقل عن مائة حدث أو أكثر من ذالك الذي يعجز المرء عن وصفها .. وقد كنا في شهر نوفمبر أو ديسمبر حيث كنا نعلم أن الشمس غائبة عن أراضي القطب الشمالي لمدة " 6 أشهر " وهذا هوا فصل شروقها بالقطب الجنوبي لمدة " 6 أشهر " وكنا نظن أن هذا الضوء الخافت الذي نشاهده مصدرة شمسنا الخارجية المنبعث نورها من فتحة القطب الجنوبي للعالم الداخلي .. وقد كنا على صواب .. فحينما غاب هنا ضوء الشمس الداخلية .. أشرقت لنا شمسنا الخارجية كلما تقدمنا بجوف المنفذ .. حيث لم نكن مخطئين في توقعاتنا وتقديراتنا ..





وقد كانت سفينتنا تدفعها الرياح الشديدة لناحية الجنوب حيث أن الرياح تنبعث من العالم الداخلي نحو العالم الخارجي من خلال " فتحة منفذ القطب الجنوبي " وقد واجهتنا صخرة كبيرة حينما كانت الرياح تقودنا بسرعة كبيرة حيث هشمت بعض الأماكن من خشب سفينتنا الشراعية دون أي ضرر ..





وقد بدأت برودة الجو تتزايد .. وبعد بضعة أيام شاهدنا الجبال الجليدية من ناحية أقصى اليسار .. وقال والدي : (( أن الرياح التي اقتادت سفينتنا جاءت من المناخ الحار من سطح العالم الداخلي متجهتا إلى سطح العالم الخارجي البارد بالقطب الجنوبي .. بتيارات هوائية دافئة متدفقة من باطن الأرض لظهر سطحها .. وقد كانت هذا الوقت من السنة بالتأكيد الوقت الأنسب والملائم للخروج للعالم الخارجي من بين أحزمة جليد القطب الجنوبي )) ..





وبعد وقت وجيز من رحلتنا وصلنا إلى أحزمة جليدية .. حيث عبرت سفينتنا من خلال قنوات مائية ضيقة جدا .. لا أعرف كيف لم تسحقنا أحزمة الجبال الجليدية حينما نعبر من خلالها ..





ولا أعرف ماذا حدث للبوصلة المغناطيسية فقد أختل توازنها وبدأت تتأرجح وتدور بجنون كما كنا بالقطب الشمالي على حافة فتحة العين .. ولا يمكن الاعتماد على البوصلة في معرفة الاتجاهات .. حيث كنا فوق منحنى " فتحة عين القطب الجنوبي" .. كما كنا من قبل نبحر فوق منحنا " فتحة مدخل عين القطب الشمالي "





وذكر الكابتن "سابين " بكتاب (( رحلات في مناطق القطب الشمالي )) بالصفحــ105ــة .. ما يلي : ((( أن من اتجاه شدة جاذبية المغناطيس عند نقاط مختلفة من جغرافية سطح الأرض من أجزاء مختلفة من العالم من ميل إبرة البوصلة ودورنها وتأرجحها لتستحق هذه الظاهرة العظيمة إلى بحوث ودراسات في أماكن حدوث هذه الظاهرة والتبعيات على ذالك ))





ويكمل المكتشف " يانسن أولاف " ويقول :





وبعد يوم واحد من أبحارنا أصبح الجو ضبابي وقد انعدمت الرؤية .. فصاح والدي مرعوبا , وقال : (( جبال جليدية حادة قبالنا )) فأمعنت النظر , فرأيت حوائط من الجبال الجليدية التي ارتفعت " لمئات الأمتار " في السماء .. حيث أغلقت الطريق تماما لمسيرنا .. فخفضنا سرعة الإبحار على الفور .. وفي وقت وجيز جدا وجدنا أنفسنا بالقرب من حائطين من الجبال الجليدية العالية .. حيث كان كل حائط من الحوائط الجليدية تصطك وتصطدم ببعضها البعض ..




حيث كانوا كمثل وحشيين يتنازعا ليتفوق أحدهما على الأخر .. وكأن يصدر من جراء تكسر وتدكدك هذه الجبال الجليدية العائمة أصوات عظيمة كمثل أصوات : الرعد أو المدفعية الحربية .. وكانت هنالك كتل من الجليد أكبر من البيت ترفق لمائة قدم بسبب القوة الجبارة للضغط الأفقي كان تهتز الجبال وتضعضع جيئة وإيابا .. ومن ثم انهارت مع هدير من الأصوات تصم الآذان .. واختفت في مياه ذات رغوة بقوة جبارة عظيمة من أمواج متلاطمة .. وقد كنا بعيدين عنها .. وهكذا واصلنا لأكثر من ساعتين لنخرج مع هذين الجبلين للعالم الخارجي ..







ويقول المستكشف " يأنسن أولاف " مكملا ما حدث معه :




لقد عاصرنا من الأحداث في هذه الأيام مالا يقل عن مائة حدث أو أكثر من ذالك الذي يعجز المرء عن وصفها .. وقد كنا في شهر نوفمبر أو ديسمبر حيث كنا نعلم أن الشمس غائبة عن أراضي القطب الشمالي لمدة " 6 أشهر " وهذا هوا فصل شروقها بالقطب الجنوبي لمدة " 6 أشهر " وكنا نظن أن هذا الضوء الخافت الذي نشاهده مصدرة شمسنا الخارجية المنبعث نورها من فتحة القطب الجنوبي للعالم الداخلي .. وقد كنا على صواب .. فحينما غاب هنا ضوء الشمس الداخلية .. أشرقت لنا شمسنا الخارجية كلما تقدمنا بجوف المنفذ .. حيث لم نكن مخطئين في توقعاتنا وتقديراتنا ..





وقد كانت سفينتنا تدفعها الرياح الشديدة لناحية الجنوب حيث أن الرياح تنبعث من العالم الداخلي نحو العالم الخارجي من خلال " فتحة منفذ القطب الجنوبي " وقد واجهتنا صخرة كبيرة حينما كانت الرياح تقودنا بسرعة كبيرة حيث هشمت بعض الأماكن من خشب سفينتنا الشراعية دون أي ضرر ..





وقد بدأت برودة الجو تتزايد .. وبعد بضعة أيام شاهدنا الجبال الجليدية من ناحية أقصى اليسار .. وقال والدي : (( أن الرياح التي اقتادت سفينتنا جاءت من المناخ الحار من سطح العالم الداخلي متجهتا إلى سطح العالم الخارجي البارد بالقطب الجنوبي .. بتيارات هوائية دافئة متدفقة من باطن الأرض لظهر سطحها .. وقد كانت هذا الوقت من السنة بالتأكيد الوقت الأنسب والملائم للخروج للعالم الخارجي من بين أحزمة جليد القطب الجنوبي )) ..





وبعد وقت وجيز من رحلتنا وصلنا إلى أحزمة جليدية .. حيث عبرت سفينتنا من خلال قنوات مائية ضيقة جدا .. لا أعرف كيف لم تسحقنا أحزمة الجبال الجليدية حينما نعبر من خلالها ..





ولا أعرف ماذا حدث للبوصلة المغناطيسية فقد أختل توازنها وبدأت تتأرجح وتدور بجنون كما كنا بالقطب الشمالي على حافة فتحة العين .. ولا يمكن الاعتماد على البوصلة في معرفة الاتجاهات .. حيث كنا فوق منحنى " فتحة عين القطب الجنوبي" .. كما كنا من قبل نبحر فوق منحنا " فتحة مدخل عين القطب الشمالي "





وذكر الكابتن "سابين " بكتاب (( رحلات في مناطق القطب الشمالي )) بالصفحــ105ــة .. ما يلي : ((( أن من اتجاه شدة جاذبية المغناطيس عند نقاط مختلفة من جغرافية سطح الأرض من أجزاء مختلفة من العالم من ميل إبرة البوصلة ودورنها وتأرجحها لتستحق هذه الظاهرة العظيمة إلى بحوث ودراسات في أماكن حدوث هذه الظاهرة والتبعيات على ذالك ))





ويكمل المكتشف " يانسن أولاف " ويقول :





وبعد يوم واحد من أبحارنا أصبح الجو ضبابي وقد انعدمت الرؤية .. فصاح والدي مرعوبا , وقال : (( جبال جليدية حادة قبالنا )) فأمعنت النظر , فرأيت حوائط من الجبال الجليدية التي ارتفعت " لمئات الأمتار " في السماء .. حيث أغلقت الطريق تماما لمسيرنا .. فخفضنا سرعة الإبحار على الفور .. وفي وقت وجيز جدا وجدنا أنفسنا بالقرب من حائطين من الجبال الجليدية العالية .. حيث كان كل حائط من الحوائط الجليدية تصطك وتصطدم ببعضها البعض ..




حيث كانوا كمثل وحشيين يتنازعا ليتفوق أحدهما على الأخر .. وكأن يصدر من جراء تكسر وتدكدك هذه الجبال الجليدية العائمة أصوات عظيمة كمثل أصوات : الرعد أو المدفعية الحربية .. وكانت هنالك كتل من الجليد أكبر من البيت ترفق لمائة قدم بسبب القوة الجبارة للضغط الأفقي كان تهتز الجبال وتضعضع جيئة وإيابا .. ومن ثم انهارت مع هدير من الأصوات تصم الآذان .. واختفت في مياه ذات رغوة بقوة جبارة عظيمة من أمواج متلاطمة .. وقد كنا بعيدين عنها .. وهكذا واصلنا لأكثر من ساعتين لنخرج مع هذين الجبلين للعالم الخارجي ..

(( وهنالك بظاهرة تسمى ظاهرة الانهيار الجليدي تحدث بالقطب الشمالي والقطب الجنوبي ))

https://حيث كان يبدوا لي أنا ووالدي أن " النهاية قد حانت " من جراء قوة ضغط هاذين الجبلان القوي في طحن ودكدكت بعضهما البعض .. وبعد ساعات وجيزة توقف الضغط بين الجبلان .. وفرحنا فرحا شديدا .. حيث تقسمت القتلة الثلجية الكبيرة إلى كتل مقسمة وجرت بالماء ببطء ..





ومن حسن حضنا لاحظنا قناة مائية مفتوحة أمنة .. وينبغي لنا انتهاز الفرصة الإسراع في العبور فيها .. قبل أن تصطك الجبال فيما بينها مرهً أخرى .. فأن حدث ذالك سوف نسحق نحن ومركبنا ونتحول إلى العدم .. وتبعا لذالك رفعنا أشرعة السفينة جاهدين لتقلنا ريحا طيبة لنبحر عبر هذا المضيق المائي ..










(( وهنالك بظاهرة تسمى ظاهرة الانهيار الجليدي تحدث بالقطب الشمالي والقطب الجنوبي ))

(( الجزء الخامس : الخروج من بين حزم الجليد ))
..




وقد قطعنا " 45 يوما " حيث أخذنا نتسلل ونعبر قنوات وأحزمة الجبال الجليدية .. وقد هدئت الرياح الجنوبية القوية .. ففي الصباح قال لي والدي : " بُني . أعتقد أنني أرى تقريبا جبال جليدية أمامنا بمياه البحر الممتدة " ..




وقد كانت هنالك فعلا جبال جليدية قليلة من ناحية الشمال البعيد على مد مياه البحر ممتدة بعيدا لعدة أميال .. وقد لاحظت " البوصلة المغناطيسية "حيث استقامت إبرتها ولم تعد تتأرجح حيث أصبحت تشير إلى الشمال القطبي .. حيث كان يمتد البحر .. مما يؤكد خروجنا لعالم سطح الأرض الخارجي




فقال والدي : "انا ما حدث لنا لشيءً عجيب يجب أن يعرفه جميع الناس في أستوكهولم" ، وتابع والدي ، ونضرات الطمأنينة والغبطة الصادقة تضيء وجهه وهو ينظر!"في شذرات الذهب في عقد بعيدا من التفكير !"




حيث قلت وتكلمت بالكلمات رقيقة بمدح والدي وليس فقط على هذا الثبات والتحمل ولأكن لجراءته وبسالته في اكتشاف المجهول وعلى جعل رحلتنا حتى الآن أمنه من الذهاب لعالم مجهول والإياب إلى أوطاننا مرة أخرى .. حيث كنت ممتنا له .. وأيضا أنه جمع ثروة من الذهب سوف نحملها للوطن ..




بينما كنا نهنئ أنفسنا على رجوعنا سالمين وأكتشافنا لهذه الأراضي العظيمة وعلى بلوغنا المخاطر التي قد نجينا منها .. أندهشنا من سماع أنفجار قوي جدا صم الآذان أقوى من أطلاق نار ألف مدفع .. بسبب أنهيار أحدى الجبال الجليدية الضخمة حيث صدر منها هديرا يصم الآذان .. وقت كنا في هذا الوقت نبحر بسرعة كبيرة بالقرب من هذا الجبل الخطير الذي يبدوا لنا غير عائم وكذالك كناب بقرب جزيرة محاطة بالصخور المدببة والمسننة ويبدوا لي أن جبل الجليد قد أنقسم وتفكك عندما اقتربنا منه حيث غمس قاربنا في عمق البحر .. وقد توقع والدي الخطر من هذه المصيبة النكراء ..




فقد غاص قاربنا في عمق البحر لأعماق سحيقة ومن ثم خرج قاربنا من أعماق الماء ورمي به في الهواء كما لو كان كرة قدم من جراء الضغط القوي .. لقد كان هذا فاجعة عظيمة ..


ومن ثم سقط قاربنا في عض البحر وكان والدي لا يزال في القارب بعدما تشبث جيدا به بينما قد ألقيت من ظهر القارب نحو عشرين مترا .. وأنا اندفعت بسرعة إلى الأمام .. وصاح والدي وقال : " كل شيء على ما يرام " ثم بزغ على عاتقي رعب شديد .. حيث ملئت رعبا على رعبا .. وجمد الدم في عروقي .. من هول سيحدث بالجبل ..

حيث انهارت مائة الكتل الجليدية العملاقة التي تستطيع أن تغمرنا مرهً ثانية في عمق البحر.. لقد أدركت تماما أن الأمواج سوف تهيج وتموج علينا من كل حدب وصوب .. وسون تدمر وتهلك ما يقلى أمامها حيال ثورة هذه الجبال الجليدية وتدكدكها كما الذئاب البيضاء ذات المخالب التي تتوق إلى فريسته الإنسان ..




في هذه اللحظة الكئيبة من الألم النفسي : أتذكر نظرة عابرة لزورقنا الذي كان مقلوبا على جنبة .. وأتساءل هي يمكن أن ينجو أبي وأن يهرب ..؟؟ هل كانت هذه الفاجعة هي نهاية نضالنا ومغامراتنا لاستكشاف ما جُهل عنا ..؟؟ وهل هذا هوا الموت الأليم وهل سأموت هنا .. ؟؟ لقد دارت كل هذه الأسئلة في رأسي في جزء قليل من الثانية ..

وبعد لحظة تدكدك الجبل وأخذت أصارع الموت والمياة المتجمدة تنغمر وتغرقني في غضب عظيم .. لقد أيقنت بالهلاك .. وقد غرقت تحت سطح كتل جليدية متراصة ثقيلة كنت في وسط المياه والمياه تتدفق من حولي من كل جانب وبعد لحظة واحدة فقدت وعيي ..




. وحينما بت استعيد قواي وفقت من إغمائي .. راءيت جسدي نصفه في الماء متجمد ونصفه على الجليد بينما لم يكن هنالك أي أثر لأبي ولا للسفينة التي بلعهما أمواج هذه الجبل الملعون فأبي توفي وغاص في قعر المحيط لقد أحببت أبي .. وأصبت في ذاك الوقت بشيء من الجنون.. من هول صدمة موته وأحتججت على موته وكنت حزينا لفقده وقلت لماذا لم أقبر معه في قعر المحيط .. ؟؟




كنت أنظر إلى قبة السماء التي فوقنا وأنضر إلى الأسفل نحو أعماق البحر الأخضر .. وأنضر الى أحزمة الجبال الجليدية الممتدة بالمحيط .. وأقول أين النجاة .. ؟؟ لقد يئست من الحياة أو أني سوف أنجو من الموت في وسط هاذه الجبال الجليدية .. ؟؟




فقمت وبزغا لي الأمل وأعتقدت أن أبي لا يزال على قيد الحياة .. وأن سفينتنا لا تزال صالحة ولم تتحطم .. فلقد قمت وتسلقت هذه الهضبة الثلجية بحذر .. متجها نحو الجهة الأخرى منها .. على أمل أن أجد أبي والسفينة ..؟؟ لقد كان هنالك بصيص أمل في قلبي على أن أجد أبي ..؟؟

حيث أخذ دمي يتحرك ويجري في عروقي كما لو كانت منشطات نادرة انبعثت من ألياف جسدي .. تسللت على مقربة من الجانب الحاد من هذه الهضبة الثلجية على أمل أن أجد شيئا .. ثم درت حول هذه الهضبة الثلجية العائمة بالماء من جميع الجهات ولم أجد شيئا ..




وكنت أفكر وأقول هل سأموت ..؟؟ هل هاذه نهايتي ؟؟ هل هاذة نهاية كفاحي..؟؟ مرت على هاذة الأسئلة في ثانية واحدة ..؟؟ لقد غرق قلبي في يئسً ميؤساً منه .. وأخذت أتساءل وأقول : أوه يا للهول ..!! هل سأبقى على هذا الجبل الجليدي في عرض هذا المحيط دون طعام أو ماء ..؟؟ وأموت من الجوع والبرد ..؟؟ لقد غرق قلبي في داخلي وجميع مظاهر الأمل قد تلاشت ..




فنظرت في الأفق البعيد .. وقد كان جزء من دماغي مهووسا بما أصابني .. وجزء أخر متيقظ وواعي ومدرك لما يرى .. حيث درت حول هذه الهضبة عشرات المرات .. فلقد كدت فقد الأمل بالنجاة أو الحياة لقد فقدت الأمل في أن أعيش .. ثم فجأة لمحت أنحراف شيئا ساحرا غريبا في الأفق مما تراءى لي وجود سفينة صيد للحيتان على مقربة مني ..




لقد كدت أن أطير من الفرح .. فأخذت أتسائل عن والدي هل هوا على قيد الحياة .. وحين ذالك أدرك أن الوقت يداهمني فأخذت ألوح بيدي وبدأت أصيح .. وفجأة كسر سكون الصوت الذي يحيط بي بإطلاق نيران البندقية للإشارة .. فنظرت في ذهول ودهشة بعدما راءيت السفينة تبعد أقل من " نصف ميل " متجهتا سفينة "صيد الحيتان " نحوي ..








حيث أنه أنتبهوا لنشاطي المستمر على فيض جذب انتباههم .. فأبحروا حتى شارفوا قرب الهضبة .. وأنزلوا قارب أنقاذ بحذر إلى حافة الماء .. وبعد قليل رفعت على متن سفينة "صيد الحيتان"



حيث قابلني قبطانها " أنجوس ماكفيرسون " وقال أنهم قدموا من مدينة " أرلينقتون " (Arlington) الأمريكية .. حيث قدموا لها من مدينة " دندي " (Dundee) الاسكتلندية في " أيلول / سبتمير " متجهين على الفور منها نحو "محيط القطب الجنوبي" لصيد الحيتان ..



لقد وجدت أن قبطان السفينة " أنجوس ماكفيرسون " له قبضته من حديد في مسائل الانضباط حيث بدأت أذكر للكابن وزميلة وأحاول أن أقول له أنني قد أتيت من داخل الأرض من العالم الداخلي .. وكلا منهم هز رؤوسهم وينضرون لبعضهم البعض .. ومن ثم ألقوا بي فوق سرير بغرفة خاصة .. تحت مراقبة صارمة من طبيب السفينة ..



كنت ضعيفا جدا لعدم أطعامي للطعام وكنت لا أنام لساعات طويلة .. ومع ذالك بعد أن ارتحت لعدة أيام .. استيقظت ذات صباح وخرجت دون أن أخذ الأذن من الطبيب أو أي شخص أخر .. وقلت لهم أنني إنسان عاقل ولست مجنونا ..



وأرسل الكابتن يدعوني وقال لي سائلا بعدة أسئلة : كمن أين أتيت ..؟؟ وكيف جئت الى هذا المكان لتكون وحدك على جبل جليدي في منطقة محيط القطب الجنوبي ..؟؟



فأجبته بأنني قد خرجت من العالم الداخلي للأرض للتو وشرعت لأقول وأسرد له ذهابنا أنا ووالدي من طريق "سبيتزبرغن " من ناحية القطب الشمالي وقد خرجنا من ناحية القطب الجنوبي ..؟؟؟



وعند ذالك وضعوني وكبلوني بالحديد وسمعت القبطان وهو يقول أنني مجنون ويجب أن أظل في الحبس حتى أكون أكثر عقلانية بما في الكفاية .. وتكون صادقا مع نفسك .. وتخبرنا من أين أتيت ..



بعد وعودي الكثيرة بالأعتراف من أين أتت .. أطلق سراحي من الحديد أخيرا .. بعدما قررت أن أخترع قصة مرضية ترضي فضول القبطان وعدم ذكر ما حدث لي مما شاهدته من العالم الداخلي الواقعي .. لأتخلص من السجن الرهيب ومكابل الحديد .. وأمن على نفسي منهم ..



وبعد أسبوعين سمح لي قبطان السفينة باتخاذ مكاني باعتباري واحدا من البحارة .. وبعد وقت من الزمن طلب مني الكابتن تفسيرا عما حدث لي من تجربتي .. فقلت له : "لقد كانت تجربتي رهيبة وعظيمة لدرجة أنني خائف أن أتذكرها " ومن ثم توسلت إلية أن يسمح لي بعدم الجواب عن السؤال وتأجيل الإجابة فيما بعد..

فقال : " أعتقد أنك قد تعافيت بشكل كبير " وقال : ولأكنك لا تعقل حتى الآن من التوصل إلى أتفاق جيد لدفع أجرة حملك بالسفينة " فقلت له : أسمح لي أن أعمل في هذا العمل الذي قد عينتني فيه لأدفع أجرة حملي معكم " فقلت : " وإذا هذا العمل لا يكفي .. سوف أدفع لك مباشرتا بعد وصولي إلى " استوكهولم " وهكذا توضع هذه المسألة..




وبعد غيابي وتغربي عن وطني " أربع سنوات وثمانية أشهر " وصلت " أستوكهولم " .. فوجدت أمي قد لقت حتفها "وماتت" في العام السابق .. والأملاك التي تركها والدي أصبحت بحوزة زوج أمي .. ولم يعطني شيئا واحدا لي منها ..



فربما كادت كل هذه المصائب والوقائع أن تمحي من ذاكرتي ما جراء لي من الأحداث التي لاقيتها بالعالم الداخلي .. وكانت أكبر مصيبة لي هيا موت " أبي " أمام عيني وغرقه في قاع البحر .. دون أن أستطيع إنقاذه أو انتشاله..



وبعد كل هذا قررت أخيرا أن أذكر كامل قصتي وما حدث لي مع أبي .. للعم : "غوستاف أوسترلند" .. (Gustaf Osterlind ) .. وهوا رجل كبير تاجر صاحب أملاك .. لأحثه ليمول لي لرحلة استكشافية أخرى لهذه الأرض الغريبة المجهولة ..



ففي البداية بدا العم : "غوستاف أوسترلند" مهتما لما أقوله ومنجذبا إلى اقتراحي وما تفضلت به علية .. وقد دعاني للذهاب والإقبال على بعض المسئولين لأشرح وأبين لهم ما حدث لي من ذالك .. كما شرحت له .. وبعد أنتهى سردي لهم "فتخيل خيبة أملي ومعاناتي" ..

فلقد تم التوقيع على أوراق معينه من قبل العم .. ودون سابق أنذار وجدت نفسي مرميا بالسجن .. بحبس كئيب ومخيف لمدة 28 سنة في هذا السجن من سنوات شاقة طويلة ومعاناة مؤلمه مريرة ..



وبعد التأكد من سلامة قواي العقلية .. وأحتجاجي على ظلمي وحبسي ونسياني .. أخرجوني من الحبس أخيرا : في " السابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر بعام 1862 " وأصبحت غريبا بعدما بلغت من سني أكثر من خمسين سنة .. وكان سجلي الذي يعرفه ورسخ في أذهان الناس عني .. أنني رجل مجنون ليس لدي أصدقاء ..



فحينما خرجت من الحبس مع المجرمين والمجانين .. بعد التأكد من أن قواي العقلية سليمة .. كنت في حيرة من أمري لمعرفة ما الذي ينبغي لي عملة من أجل كسب لقمة عيشي وقوتي .. فتوجهت غريزيا نحو الميناء حيث ترسوا قوارب الصيد في أعداد كبيرة لأبحث عن عملً لي .. وبعد أسبوع تعرفت على صياد أسمة "يان هانسن " الذي كان يعمل في رحلة صيد طويلة على جزر لوفودين (Lofoden ) ..




وقد أثبت جدارتي وخبرتي في الصيد واستفدت من خبراتي القديمة للصيد لأثبت جدارتي وأجعل نفسي رجلا مفيدا بالصيد أمامه .. وقد كان هذا .. فأقتصدت ما أجني وأربحه .. وفي غضون سنوات قليلة أصبحت عميد صيد .. بعدما عملت خمس سنوات للأخريين وشاركت 22 رجل ..



وخلال كل هذا السنوات كنت طالبا مجتهدا في قراءة الكتب وخلال هذه السنوات من المعاناة والآلام علمتني أن لا اذكر قصتي وما حدث معي ومع والدي لأحد .. حتى أنني أخشى أن يكتشف أحد ما أكتبه وأخفي وأحفظ سجلاتي وتقاريري وخرائطي هذه خشيتا من أن يعرف أي مرء ما حدث معي .. فكل هذه المصائب والكروب والآلام والمعاناة لتبرر عدم كشفي لقصتي وما قلته لكم .. وأرجوا أن تكشف هذه الحقيقة بأخر يوم من أيامي على وجهه الأرض .. لعدم تعرضي من المزيد من المعاناة والآلام .. وسأترك السجلات والخرائط التقارير هذه " لتنير الطريق " وأمل أن " تستفيد منها البشرية " ..



فأن ذكرى حبسي الطويل مع المجرمين والمجانيين والأحداث الأخرى التي عانيت منها .. علمتني أن لا اذكر قصتي لأحد ..



ففي عام 1889 بعت الكثير من قوارب الصيد وقد تراكمت عندي ثروة كافية لا بأس بها تكفي لما تبقى لي من حياتي ثم هاجرت إلى أمريكا ..



وبقيت بها لأثنى عشر عاما .. وكان بيتي في ولاية إيلينوي (Illinois) الأمريكية .. بالقرب من باتافيا (Batavia) .. وقد كونت مكتبةً خاصة لي هناك وجمعت فيها معظم كتبي .. وبعد ذالك قررت أن أنتقل من ولاية إيلينوي (Illinois) إلى ولاية " لوس أنجلس "


حيث استقريت في "لوس أنجلس" بتاريخ " 4 مارس / 1901 " وأني أتذكر هذا التاريخ جيدا .. وهوا في نفس يوم تنصيب الرئيس ماكينلي لرئاسته الثانية .. وقد اشتريت هذا المنزل المتواضع لعزمي على الاستقرار في هذه البلد لأتفرغ لكتابه ما حدث لي وتبيين قصتي الواقعية بالتفصيل والدليل وكتابه قصتي كاملا ..منذ أن غادرنا أنا ووالدي من أستوكهولم إلى أن افترقت عنه بحدث غرق أبي المأساوي العظيم الذي حدث بالمحيط المتجمد الجنوبي


.. (( الجزء السادس : استنتاجات علمية موثقة )) ..





وفي ختام هذا التاريخ من مغامرتي واستكشافي .. أود أن أذكر أن لدي اعتقاد "راسخ العلم " لا يزال في مراحله الأولى المتعلقة بعلم خلقة كون العالمين للأرض .. وهنالك الكثير من الناس في عداد المفقودين .. والمعرفة في هذا العالم تقبل وتتقدم يوما بعد يوم وستبقى كذالك أكثر من أي وقت مضى ..





ومن أين جاءت أشجار " الأرز العملاقة العظيمة " المكدسة على شواطئ وسواحل "البحار الشمالية" دون أي دليل على وجود هذه الأشجار العملاقة المهولة بالأراضي الشمالية .. ؟؟ ومن أين جاءت جثث فيلة " الماموث " المكدسة على طول شواطئ السواحل الشمالية بـ"القطب الشمالي" دون أن توجد أية فيلة بالأراضي الشمالية ..!! ألا أن جاءت من قارات العالم الداخلي ..؟؟





وأن أرض العالم الداخلي معروفة عندنا من قبل الجغرافيين والمستكشفين ..وقد أستكشف القطب الشمالي الكثير من المغامرين والمكتشفين الذين سجل لهم التاريخ ذالك والذين يريدون أن يكشفوا غموض فتحة القطب الشمالي وما التفسيرات والمبررات على أنبعاث بعض الأشياء العجيبة ببحر المحيط وظهور بعض الظواهر الغريبة ..


فمنهم : الكثير , الكثير , كمثل السيد : جون فرانكلين ( John Franklin) والمستكشف "غرينيل هافن" (Haven Grinnell) والسيد : جون موراي (John Murray) والمستكشف : كين (Kane) والعديد من المستكشفين الذين منهم : "روس" (Ross) و"جيرلاخ" (Gerlache) و "بريناقا" (Bernacchi) و"سكهويلكا" (Schwatka) و"غريلي" (Greely) و"بيري" ( Peary) و"نانسن" (Nansen) و"ميلفيل " (Melville) والمستكشف العظيم " أندرية " (Andree) و"تحاجج أمسدن (Andree, Amsden)" والمستكشف : امندسون (Amundson) ..





وأني أعتقد أعتقادا جازما أن المستكشف المفقود : (( أندريه )) وأثنين من رفاقه الأبطال .. هم الأن بعالم جوف الأرض الداخلي .. و "فرنكيلل "(Fraenckell) و "ستريندبرغ " (Strindberg) الذي طارا بالمنطاد من الساحل الشمالي لجزيرة " سبيتسبيرجن " (Spitsbergen) على هذا فانه من بعد ظهر يوم الأحد 11 / يوليو 1897 هما الأن مما لا شك فيه بعالم جوف الأرض الداخلي يعيشون مع عمالقة جوف الأرض الذين يسكنون القارة الداخلية كما كنا نعيش أنا ووالدي معهم ..














وأني على دراية تامة بما هي الأسباب التي تأثر على إبرة البوصلة وتجعلها دوما تشير إلى الشمال .. فاني على أستعاد أن أقول أني مؤمنا أيمانا راسخا أن ما يؤثر بالإبرة المغناطيسية هي التيارات الكهربائية المغنطيسية التي تغلف الأرض تماما مثل تغليف الثوب للجسد ..


وأن هذه التيارات في حركة لا نهاية لها .. بخروجها من العالم الداخلي ومرورها من منحنى فتحة " القطب الجنوبي" حتى تنتشر بكافة سطح الأرض الخارجي متجهتا بسرعة جنونية نحو فتحة "القطب الشمالي" لعالم السطح الداخلي من الأرض .. حتى تخرج من فتحة القطب الجنوبي بظاهرة كونية بديعة .. وهكذا ..





(( لهذا تشير البوصلة دائما إلى الشمال القطبي نحو فتحة القطب الشمالي )) لانبعاث التيارات المغناطيسية من فتحة القطب الجنوبي إلى فتحة القطب الشمالي ..





وقال السيد : ليمسفروم (Lemstrom) بكتاب (( الدليل القطب الشمالي )) صفحـــ739ــة : (( أن هذه التيارات المغنطيسية لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة الا عن طريق مطياف وهي تجري على سطح الأرض وتغلفه تماما .. وحين مشاهدتها من الفضاء فأنها تبدو وكأنه عرض خافت من أشعة غاز الشفق القطبي المنير يحيط بالأرض من كل مكان ))





ويقول المستكشف " نانسن أولاف " أيضا :





كما أن الجاذبية الأرضية لا أحد يعلم لماذا ننجذب نحوها ولم يثبت لنا ذالك .. هل هيا قوة الضغط الجوي هي التي تسبب بإسقاط ال وانجذابها إلى الأرض .. أو أن الجاذبية تنبعث من مركز ثقل الأشياء من على بعد 150 كيلوا من مركز حائط أرضنا المجوفة ..


ومن المفترض أن مركز ثقل الأشياء له تأثيره على جاذبية حائط الأرض وسقوط ال نحو سطح الأرض .. ولاكن الضغط الجو له تأثيره القوي أيضا في ثبات الخلائق على جاذبية سطح الأرض وهذا مالا يعرفه طلاب الفيزياء ..





ويقول محللا :





لقد زعم السيد جيمس روس ((James Ross)) أنه أكتشف مركز القطر المغناطيسي عند خط عرض" درجة 74 " , فهذاغير صحيح وخطا ..





فالقطر المغناطيسي هوا بالضبط يقبع بمنتصف المسافة التي بحائط الأرض .. وهكذا .. فإذا كان حائط الكرة الأرضية يبلغ سمكة " 300 كيلومتر " وهي مسافة تقديري لسمك حائط الكرة الأرضية .. فان المركز المغناطيسي بلا شك يكون بمركز حائط الكرة الأرضية .. على بعد مسافة " 150 كيلومتر "من سطحي الأرض .. وعند هذه النقطة بالذات الجاذبية تتوقف .. وتصبح غير قوية ..


وعندما نتجاوز هذه النقطة من مركز الحائط متجهين نحو السطح الداخلي لحائط الكرة الأرضية المجوفة .. فأن الجاذبية سوف تنعكس هندسيا نحو نقطة مركز حائط الأرض .. وهكذا ..





فإذا خفرنا حفرة نحو سطح الأرض بلندن أو باريس أو شيكاغو أو نيويورك أو لوس أنجلس أو أي بلد أخر إلى عمق 300 كيلوا متر من تحت سطح الأرض .. فأننا سوف نصل إلى السطح الأخرى من بلاد جوف أرضنا المجوفة ..





في حين لو ألقيت في هذه الحفرة ثقل فأن الثقل سوف يهوي من ناحية سطح الأرض الخارجي متجها إلى ناحية سطح الأرض الداخلي وحينما يقترب من المركز تخف سرعة سقوطه تدريجيا حتى يتجاوز نقطة مركز حائط الأرض إلى سطح الأرض الخارجي ..


ومن ثم تنعكس الجاذبية .. فيعود إلى نقطة مركز الأرض حتى تقل سرعته متجها نحو سطح الأرض الخارجي فيتجاوز نقطه المركز .. ومن ثم تنعكس جاذبيته فيعود ويهوي نحو السطح الداخلي وهكذا دائبة يستمر على هذا التأرجح من الذهاب والإياب كمثل " رقاص الساعة "


حتى يستقر في النهاية في " مركز " حائط الأرض حيث تكون هذه النقطة بالذات هي مركز جاذبية ثقل الأشياء وهي تقبع بين سطحي الكرة الأرضية المجوفة الخارجي والداخلي ..






وأن دوران أرضنا المجوفة اليومي حول محور نفسها .. بمعدل يجعلها تقطع أكثر من ألف كيلوا متر في الساعة .. أي حوالي 17 كيلوا في الثانية .. ليجعل منها مولد كهربائي عظيم حيث تبدوا كنموذج عظيم لمولد "دينامو" سقيم من صنع الإنسان .. والذي يبدوا في أحسن الأحوال ليس سوا تقليد ضعيف لخلق الخالق للكون الأصلي ..






وفي قارة العالم الداخلي من ناحية الأراضي التي تطل على مياه بحار القطب الشمالي والجنوبي من " الداخل " فأنه يكثر فيها بساتين الزهور العملاقة الرائعة المترفة الممتدة بساتينها ليست لآلاف أو مئات الأفدنة بل بملايين الأفدنة والبساتين الممتدة على سطح اليابسة العالم الداخلي القريبة من القطب الجنوبي والشمالي حيث تنتشر حبيبات اللقاح من خلال الرياح بالعالم الداخلي وتخرج أيضا الى العالم الخارجي من ناحية فتحتي القطب الشمالي والجنوبي ..












ويضيف المستكشف " يانسن أولاف " قائلا :





وأن من هذه الأزهار العملاقة والحبيبات اللقاح المنتشرة .. ما يخرج على مياه القطب الشمالي والقطب الجنوبي .. فيجدون المستكشفين هذه الأزهار الغناء الاستوائية " طافية "على سطح مياه القطب الشمالي أو "راسية " فوق الجليد .. !! فيتعجبون من ذالك أشد العجب .. فكيف توجد هذه الأزهار "الاستوائية العملاقة وحبيبات اللقاح" بالقطب الشمالي والجنوبي القاحل ..؟؟





ولقد كال المستكشف "كين " في مجلده الأول صفحــ44ـــة (( يقول السيد "جون روس" لقد مررنا بالمنحدرات الثلجية التي تبدو باللون القرمزي في الضحى من 5 / أغسطس من الساحل الأحمر .. ويبدو أن هذا الساحل مستمدا أسمة من هذه البقع الحمراء التي تُرى بوضح ممتدة على مسافة عشرة أميال من خط الساحل حيث يبدو الساحل الثلجي لونه أحمر ))





ويضيف " يانسن أولاف" قائلا :





لقد حللوا هذه المادة الحمراء المتكتلة على الثلوج بجزيرة أمستردام وقد تم فحصها مجهريا فوجدوها ترجع لبذور وحبيبات لقاح الزهور ..!!





(( انتشار حبيبات لقاح الزهور وطلع النبات وخروجها من فتحة القطب الجنوبي على شكل حبوب حمراء برتغالية قرمزية راكدة فوق الثلوج وينشط بكثرة تكتلها بمنطقة " يايلور " القطبية وحينما تتكتل وتتكدس فوق الثلوج تجرفها المياه الذائبة نحو قنوات حتى يزداد تكتلها وتصبح بشكل شلال عظيم متدفق من حبيبات الطلع واللقاح والبذور التي تشكل طبقة حمراء أو برتقالية قرمزية فوق الثلوج .. وتسمى هذه الظاهرة بأسم " شلال الدم " ))






((صورة تكتل وتكدس حبيبات لقاح الزهور على الثلوج القطبية وجرفها عبر المياه القطبية بالقطب الجنوبي ))




















حبيبات اللقاح بصقيع الجليد المتجمد :












تكدس تكتل طلع وبذور الزهور على الجليد: