عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-14-2013, 03:49 AM
 

الجزء الثالث : (( أكتشاف بلاد ما وراء الرياح الشمالية ))

لقد حاولت أن أنساء عطشي بانشغالي بتحضير بعض المواد الغذائية .. فأخذت وعاء فارغ لغرض أن أغسل يدي ووجهي لأخفف من عطشي .. فأخذت من ماء البحر وغسلت وجهي فحينما بدا الماء يتدفق على شفتي .. اندهشت أشد الاندهاش .. حينما أيقنت أن الماء حلو ولا يمكنني أن أدرك طعم الملح فيه .. صرخت لأبي وأنا مندهش من هذا .. وقلت له وأنا ألهث : " أن الماء حلو عذب أن المياه نقيه " فقال : ( أبي ماذا ..؟؟ بالتأكيد أنت مخطئ لقد جن جنونك وأخذت تهذي بالهذيان وليسن هنالك أرض ) فنهض والدي ليتصفح الماء على عجل .. وقال بعد أن تذوقه : ( أن الماء عذب ..!! أن الماء حلو ..؟؟ ) كيف يكون ذالك ..؟؟ أن أودين لا ينسانا .. فأخذت أنا بالبكاء لهذا الاكتشاف ..

فقد كان الماء عذب وليس فيه أية ملوحة على الإطلاق وحتى أنه ليس فيه أية نكهة من الملوحة .. وهكذا فأنا بعدما اكتشفنا الماء أخذنا بتعبئة براميلنا بالماء العذب .. لنخزنها بالقارب .. وقد أعرب أبي عن هذا " أن أودين رحمنا ووهب لنا هذا الماء "

وأضاف المؤرخ " ويليس جورج أمرسن " ليثبت هذه الظاهرة الربانية ما جاء من كتاب " نانسن " من المجلد الأول في صفحــــ196ـة ما يلي

حيث ذكر : ( أنها ظاهرة غريبة على سطح هذه المياه القاتلة .. ومن المطلوب أن يجب علينا دراستها وبحث أمرها .. مما يحدث على أسطح المحيطات والبحار من وجود المياه العذبة الحلوة حيث تكون طبقة المياه الحلوة فوق طبقة المياه المالحة وتكون هذه المياه العذبة فوق البحر وتحت السفينة بأسس وأنظمة ظاهرة وثابتة والفرق بين هذه الطبقات في هذه الحالة هوا من ناحية حجمها وسمكها .. فأنه في حين كانت المياة العذبة على سطح البحر فان المياه التي أسفلها مالحة ) ..


( وهذه الظاهرة موجودة فعلا في البحور والمحيطات وهيا أية من آيات الله .. القدير سبحانه .. وقد ذكرها الله سبحانه في محكم كتابه ) حيث قال عز قائل :




ويمكل المؤرخ " ويليس جورج أمرسن " ما جاء مما قاله المستكشف " يانسن أولاف " حيث قال :

كنا فرحين أشد الفرح ومتعجبين من اكتشفنا لهذه المياه العذبة الحلوة الراسية فوق سطح المحيط بما قد لاقيناه من هذه الظاهرة الغريبة .. وأخذ أبي يحمد ويمجد أودين .. وكنت أشعر بالجوع الشديد فمع وجود الماء الحلو بالبحر الممتد يمكننا الآن أعداد الطعام ..

فبعدما أن استرضينا طلب جوع بطوننا أخذ نسيم الريح بالخفوت وأخذ جريان سفينتنا الخمول .. فأخذت نظره عابرة للبوصلة المغناطيسية .. فوجدت أن أبره البوصلة تضغط لفوق بشدة ضد زجاج البوصلة .. ؟؟

فاندهشت من ذالك وقلت لوالدي .. فقال والدي : ( أني قد سمعت بهذه الظاهرة من قبل .. وهوا ما يسمونه وخز غمس الإبرة ) ..

فحركت البوصلة وأدرتها لناحية سطح البحر .. من أجل أن تدور أبره البوصلة نحو الشمال وتتحرر الإبرة من التصاقها بالزجاجة .. ووفقا للجاذبية تحركت الإبرة .. وتعجبت حينما أصبحت إبرة البوصلة وأخذت تدور دورانا جنونيا .. كأنها رجلً مخمور ..




فأصبحنا لا نعرف أين الشمال من الجنوب أو إلى أين نتجه .. وتذكرنا أن الريح فيما قبل كانت تسير نحو الشمال .. والشمال الغربي .. وبعد أن جن جنون الإبرة .. اعتمدنا على الريح التي كانت متجهه شمالا بطبيعة حالها ..

وأضاف المؤرخ "ويليس جورج أمرسن" ليُعرف بهذه " الظاهرة " قائلا : لقد ذكر الكاتب " نانسن " بكتابه عن ميل الإبرة وتأرجحها ودورنها .. في المجلد الثاني من الصفحـ 18 ــ و ــ 19 ــة ما يلي : ( أن البحار جونسون قال أن في يوم " 24 / نوفمبر " أتاني أحد مساعدي في وقت العشاء .. في الساعة 6,00 .. وهوا قلقً جدا .. وقال لي : أن إبرة البوصلة تميل وتتأرجح عند نقطة " 20 درجات " وكانت بدلا من أن تشير إلى الشمال .. كانت تشير إلى الشرق ) ..


وجاء بما ذكر بـ"رحلة بيري" من الصفحـ67ـة حيث قال : ( لقد لاحظت هذه الظاهرة الغريبة اللافتة للانتباه من " تأرجح وتحرك ودوران أبره البوصلة " وانحرافها نحو الغرب .. حينما وصلت " لخط عرض درجــ37ــــة " حيث شاهدت لأول مرة ظاهرة لافتة للسلطة التوجيهية لإبرة البوصلة المغناطيسية .. حيث تصبح جاذبية الإبرة ضعيفة جدا بحيث يمكن أن تتغلب عليها جاذبية السفينة .. ولا تشير إلى الشمال ) ..

( فهذه الظاهرة من تأرجح الإبرة ودورانها قد شهدها الكثير من الناس بالقرب من : فتحة مثلث برمودا .. وفتحة مثلث التنين التي باليابان .. وبالقطب الجنوبي وقد وثقت أمتاهات الكتب ذالك ) ..

ويمكل المؤرخ " ويليس جورج أمرسن " ما جاء مما أكتشفه المكتشف " يانسن أولاف " حيث يقول :

أخذنا نبحر على نحو سلس بهدوء .. فوق الأمواج المتقطعة .. والرياح السريعة المبهجة .. ودفئ أشعة الشمس الهادئة .. وهكذا كان الوقت يمضي يوما بعد يوم .. وقد سجلنا في ملاحظاتنا أننا نبحر منذ يـ11ــوم من انتهاء عاصفة المحيط ..

وقد كنا نقتصد طعامنا بصرامة .. ونأكل جيدا إلى حدً ما .. ففي غضون هذه الأيام استنفدنا برميل كامل من مخزون الماء .. وقال والدي : أننا سوف نملئه من مياه البحر مرة أخرى .. ولأكن لسوء حظنا وخيبة أملنا .. " وجدنا مياه البحر رجعت على ملوحتها مرة ً أخرى " كما كان حالها ..؟؟ فاستلزم ذالك حذرنا للغاية لعدم استنفاد المياه التي بمخزون السفينة ..

وفي هذا الوقت وجدت نفسي راغبا في النوم كثيرا .. على أثر هذه التجربة المثيرة من الإبحار في مياه مجهولةً عنا .. أو الاسترخاء قليلا في غرفة السفينة من هذا العناء ..








(( الدخول إلى العالم الداخلي ورؤية شمس جوف الأرض ))

فاسترخيت في مخبئ السفينة ونمت نوما عميقا .. ومن ثم أفقت وأنا أنظر إلى قبة السماء الزرقاء .. وقد لاحظت " شيئا غريبا غير معتاد" .. حيث أنه حينما كانت الشمس مشرقة بعيدا على مد الأفق شرقا .. كنت دائما أرى وألحظ فوقنا في الأفق وجود " نجم كبير" .. ونجوم في الأفق كثيرة .. وهذا على مرور عدة أيام .. حيث كان هذا النجم دائما فوقنا مباشرتا .. ؟؟ فحينما بحثت عن هذه النجوم لم أجدها ..!!

وقد كنا الآن وفقا لحسابي بتاريخ " أول آب / أغسطس " ومن الغريب أن نشعر أن الشمس مرتفعة في وسط أفق السماء .. حيث كانت تبدو لنا أنها مشرقة .. لدرجة أنه لم يعد بإمكاني أن أرى النجوم .. ولا حتى النجمة التي كانت فوقنا وجذبت انتباهي لعدة أيام ..؟؟ فشمس القطب الشمالي كانت مشرقة على مد الأفق من ناحية الشرق .. وهذه الشمس تبدو لنا أنها مشرقة في وسط السماء .. ؟؟ ولم أعد أرى أية من النجوم التي كنت أراها أطلاقا ..




ومر يومً واحد على هذا الحال .. وكانت دهشتي ودهشة والدي من رؤية هذه الشمس الغريبة .. حينما أشار علي أن أنظر أمامنا في الأفق .. حيث رأيت " شمس غريبة تبدو لنا في بادئ الأمر أنها وهمية " فقال والدي هاتفا : (( لقد قرأت عن هذا .. أنه سراب وأنعكاس للشمس .. سوف ينتهي عما قريب ))..



لاكن السراب لم ينقطع ولم ينتهي .. وضوء هذه الشمس لا يزال ينير ونراه لعده ساعات .. ولم يبدو لنا أننا نرى شمس وهمية أو سراب .. بينما كنا لا نشعر بأي انبعاث لأشعة ضوء الشمس القوية من هذه الشمس ..؟؟ ومكثنا 12 ساعة من يوم كامل لنحدد مصدر هذه الشمس الغريبة التي ظنناها وهمية ..




وكانت ملبدة بالغيوم والضباب في بعض الأحيان .. وكانت لا تشابه أي كوكب أو كويكب قدر رأيناه في حياتنا ألا في شكلها الدائري .. وعندما ينقشع السحاب والضباب عن الأفق وتنكشف لنا .. كنا نراها شمسا حمراء غامضة ذات منظر برنزي" نحاسي" يحيطها وهج منير أبيض كأنه سحابة مضيئة وينبعث منها ضوءا منير .. ينير الأرض مثل شمسنا ..





وأتفقنا أنا وأبي في مناقشتنا لتفسير هذه الظاهرة لرؤيتنا لهذه الكوكب المنير الضبابي .. أنه أيا كان سبب هذه الظاهرة فلابد من أنها ليست انعكاسا لشمسنا .. فأن هذه الشمس التي نراها لابد أن تكون (( كويكب لا نعرفه من نوعً ما )) ..


وحينما رأيت هذه الشمس .. وهي متوسطة كبد السماء .. كان شعوري جيدا بدل أن أشعر بخيبة الأمل والألم .. حيث أن الشمس أذا كانت في وسط السماء هذه يعني أننا رجعنا عن المناطق الشمالية نحو أقصى الجنوب .. لأكن شعوري كان عكس ذالك مطلقا .. فمن رؤيتي لهذه الظاهرة الغريبة أيقنت أن الشمس غير الشمس .. وسررت حينما اكتشفت ذالك .. فلا يمكن أبدا أن تكون هذا الكويكب وشمسنا هما شيئا واحد ..


وحينما أطلقت بصري على مد الأفق لأرى هذه الشمس المتوسطة كبد السماء .. كنت أرى اثنان من الخطوط التي كانت تحيط بها مثل الشرائط .. فكل شريطة فوق الأخرى .. وبين كل منها مسافة فاصلة .. وكنت أرى فيما بينها الظلام .. ؟؟ وفي أعلى ذالك كنت أرى أربع أو خمس خطوط أفقية مثل ذالك .. حيث كانت مباشرتا فوق بعضها البعض .. بخط متساوية الطول .. كما لو كان للمرء أن يتصور هذه " الشمس البرنزية " المحاطة بهذه الشرائط الضبابية التي يقبع فيما بينها الظلام ..



(( ومن تحليلي الخاص لما وصفة " يانسن أولاف " من ألذي رئأة .. ومكان موقعه : فأنة كان بالبلاد أو أرض تحت فتحات منافذ "عيون الأراضين الطينية " الفاتحة على بعضها البعض .. فأنه مستقر على جاذبية سطح الأرض الداخلية من ناحية فتحة العين .. وهذه الشمس التي رائها هي " شمس عيون الأراضين " الغاربة فيها .. حيث قال الله سبحانه وتعالى عنها : { حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ } وتفسير وهذه الشرائط التي رائها فيما حول الشمس .. هي طباق الأراضين .. حيث قال أنه راء فيما بينها الظلام .. وشمس جوف الأرض لابد أنها تغرب من خلال فتحات منافذ الأراضين السبع كما قال الله سبحانه وذكر في محكم كتابه .. وكما ذكرت لكم وبينت هذا بالأدلة والبراهين في موضوع " الموسوعة العلمية عن شموس جوف الأرض الداخلية الخ " من هذا الرابط )) :

http://www.armephy.com/vb/showthread.php?t=230




http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=7SahlHXVBCc

فالنكمل ما قاله المستكشف " يانسن أولاف " من الحق .. يقول "يانسن أولاف " :




وبعد مرور يومً كاملا على ذالك من مشاهدتي لهذه الظاهرة العظيمة .. لم أعد أتحمل أكثر من ذالك من الصمود .. حيث شعرت بالنعاس الشديد .. وسقطت في نومً عميق .. وبعد ذالك : أفقت من نومي وأبي يوقظني وهوا فرِح .. ويقول لي : (( يانسن قم أفق .. هنالك أرضً على مد الأفق )) ..






فأفقت لأنظر وقد شعرت بفرحة لا توصف .. فكنت أرى هنالك على المدى البعيد .. الأراضي بدأت تبرز لأنظارنا من على مد الأفق .. وكنت أرى على يميننا السواحل الرملية البعيدة التي يمكن أن أراها بعيني بوضوح .. وقد كان على طول السواحل الرملية زبد ورغوة تلاطم أمواج البحر المترددة على الساحل .. ثم أبحرنا نحو الشواطئ إلى الأمام وقد اكتست وغطت الشواطئ بالأشجار والنباتات الكثيفة .. ولا أستطيع التعبير عن شعوري من غبطة هذا الاكتشاف .. وقفنا أنا ووالدي بلا حراك من هول هذا المنظر .. حيث صلى أبي " لأودين " صلاة الشكر والثناء ..











جثة رجل عملاق :








أثار هياكل وجماجم وجثث عظمية لعمالقة البشر القدامى :








فنزلوا وأخذوا يكلموننا بلغة غريبة .. فكنا نعرف من طريقة كلامهم ومحادثتهم لنا : أن كلامهم سلمي ولم ينووننا بِشر .. وأخذوا يتحدثون كثيرا فيما بينهم .. وهم مائلين بظهورهم وينظرون نحونا .. وواحد منهم أعتدل ضاحكا " كأنه أحرز اكتشافا مدهشا " .. وتجسس أحدهم بوصلتنا وبدا مهتما بها أكثر من أي جزء من أجزاء سفينتنا ..






وأومأ زعيمهم علينا نحو سفينتهم .. كما لو أنه يشير علينا أن نذهب معهم .. ونستعد لترك سفينتنا لنرافقهم .. فأخذت أتساءل ..؟؟ .. فقال أبي : " ماذا عسانا أن نفعل يا بني " .. فقلت لوالدي : " لا يمكنهم فعل أي شيء أكثر من قتلنا " ..






فقال أبي : " أنهم على ما يبدو لي .. يريدون ان يضيفوننا " .. فأجبته : " أنهم عمالقة عظام .. فأنه لابد من أنهم اختاروا ستة من فوجهم كله ليأخذونا .. ويصدعوا بخبرنا في بلادهم كلها .. ويقولون : أنظروا إلى حجمها الصغير " ..









فقال أبي : (( أننا قد نكون على ما يرام أذا سرنا على طيب خاطر وهوا أفضل من أخذنا بالقوة )) .. فقال والدي وهوا يبتسم : (( لأنهم بالتأكيد قادرين على التقاطنا وحلمنا بسهوله )) .. حينئذ تحدثت أنا وأبي معهم بلغة الإشارة أننا موافقين على الذهاب معهم ..










وحين ذالك أصدنا القليل من الأسماك المتنوعة لنوازن المخزون الغذائي خشية النفاد .. وأخذت بتثبيت البوصلة بالقارب خيشة من قدوم عاصفة أخرى .. ولفت أنتباهي أن البوصلة لم تعد تدور وتتأرجح .. وأن إبرتها تشير إلى محور واحد .. كما كان في "أستوكهولم " فتساءلت ماذا يعني هذا ..؟؟ وأحذ محور الابرة يشير الى الشمال ..؟؟ لقد كنت في حيرة ماسة من هذا .. لاكني ألان متأكدا أننا الآن متجهين جنوبا ..








فأبحرنا على خط الساحل لمدة ثلاثة أيام .. ثم وصلنا على ما يبدو لنا إلى مجرى نهر عملاق أو مضيق بحري عظيم يلج إلى اليابسة .. فأبحرنا فيه وكانت الريح تجري لصالحنا نحو الجنوب .. وقد أصدتنا بسفينتنا بعض الأسماك من هذا المجرى المائي .. وأخذنا بالتوغل والولوج فيه .. وثبت لنا بعد ذالك أنه نهر عملاق عظيم وأن مياهه عذبة .. والذي عرفنا فيما بعد أن أسمة : دجلة " Hiddekel" ..





وواصلنا المسير لمدة عشرة أيام حيث لاحظنا بعد ذالك .. أن مد وجزر مياه المحيط لم تعد تأثر على مياه النهر .. حيث أصبحت راكدة .. وأكتشفنا أن براميل مخزون المياه أوشكت على النفاد .. ولم يكن لدين وقت لتجديد مياهه الشرب حيث كانت الريح مواتيه لسفينتنا وقررنا المسير والاستمرار بالإبحار ..



ويمكن أن نشاهد وننظر الغابات التي تمتد لأميال الأميال على ضفاف هذا النهر العظيم .. حيث كانت الأشجار عملاقة ذات حجم كبير جدا جدا .. ورسونا بسفينتنا على شاطئ النهر الرملي .. حيث وجدنا بعض الفاكهة السكرية المستساغة المرضية لمشكلة الجوع .. حيث خزنا الكثير منها بقاربنا ..






وكنا في " الأول من أيلول / سبتمبر " منذ خمسة شهور من تركنا لـ"أستوكهولم" حيث فجأة : أخذنا الخوف والفزغ والترقب .. من استماعنا لصوت "عزيف وصخب" وبشر يغنون على بعد مسافة بعيدة منا ..؟؟ حيث بداء يتراءى لنا بعد ذالك " بوقت قصير جدا " : سفينة عملاقة ضخمة بالغة الحجم .. قادمة من أسفل النهر متجهه مباشرتا نحونا .. وكان هذا " الصخب والعزيف والغناء " منبعثا منها .. بدت الأصوات لنا كأنها ألف صوت .. حيث ملئت الفضاء كله مع هزة النغم .. وكنت أسمع آلات وتريه لا تختلف كثيرا عن صوت القيثارة ..





فكان الأمر عجيب وكانت السفية كبيرة جدا وشيدت بطريقة مختلفة عن تشييدنا لسفننا .. وفي ذالك الوقت كان مركبنا ساكنا وليس بعيدا عن الشاطئ حيث كان بالقرب من ضفة النهر وتغطية بعض الأشجار العملاقة .. التي امتدت على ضفتي النهر لمئات مئات الأميال ..




وأخذت سفينتهم العملاقة تقترب منا حتى توقفت على ضفة النهر .. على الفور نزلوا قارب صغير على متنه ستة رجال عمالقة جدا .. حيث كان طول الواحد منهم أكثر من 14 قدم وبعضهم أطول من ذالك بكثير .. وأخذوا يجذفون نحونا حتى رسوا على شواطئ النهر الرملية ..







((صورة حقيقية .. لبعض أثار أرجل أناس عمالقة مطبوعة من العصور والدهور القديمة .. طبعها الزمان بحجر طيني )) ..

سبحان ربي العظيم :







جثة رجل عملاق :




أثار هياكل وجماجم وجثث عظمية لعمالقة البشر القدامى :







فنزلوا وأخذوا يكلموننا بلغة غريبة .. فكنا نعرف من طريقة كلامهم ومحادثتهم لنا : أن كلامهم سلمي ولم ينووننا بِشر .. وأخذوا يتحدثون كثيرا فيما بينهم .. وهم مائلين بظهورهم وينظرون نحونا .. وواحد منهم أعتدل ضاحكا " كأنه أحرز اكتشافا مدهشا " .. وتجسس أحدهم بوصلتنا وبدا مهتما بها أكثر من أي جزء من أجزاء سفينتنا ..

وأومأ زعيمهم علينا نحو سفينتهم .. كما لو أنه يشير علينا أن نذهب معهم .. ونستعد لترك سفينتنا لنرافقهم .. فأخذت أتساءل ..؟؟ .. فقال أبي : " ماذا عسانا أن نفعل يا بني " .. فقلت لوالدي : " لا يمكنهم فعل أي شيء أكثر من قتلنا " ..

فقال أبي : " أنهم على ما يبدو لي .. يريدون ان يضيفوننا " .. فأجبته : " أنهم عمالقة عظام .. فأنه لابد من أنهم اختاروا ستة من فوجهم كله ليأخذونا .. ويصدعوا بخبرنا في بلادهم كلها .. ويقولون : أنظروا إلى حجمها الصغير " ..

فقال أبي : (( أننا قد نكون على ما يرام أذا سرنا على طيب خاطر وهوا أفضل من أخذنا بالقوة )) .. فقال والدي وهوا يبتسم : (( لأنهم بالتأكيد قادرين على التقاطنا وحلمنا بسهوله )) .. حينئذ تحدثت أنا وأبي معهم بلغة الإشارة أننا موافقين على الذهاب معهم ..



رد مع اقتباس