عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-22-2013, 06:08 AM
 
إلى اللقاء يا صديقي

انتقل والدي وحبيبي وقرة عيني ومهجة فؤادي يوم الأربعاء صباحا 17 إبريل 2013م إلى رحمة الله تعالى وإلى من اشتاق لرؤيتهم سنينا طوالا ... لرؤية وجه ربه الكريم ..ومجاورنه.. ورؤية حبيبه ومهجة فؤاده محمد وصحبه ..واخص بالذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتبت هذه الخاطرة إلى اللقاء يا صديقي


عندما أغمضت عينيك ايها الحبيب .. كان وجهك مبتسما رائعا منيرا .. لم أصدق أن نبضك توقف ، اقتربت منك ، تلمست شعيرات رأسك الناعمة البيضاء ...واحتضنت رأسك الشامخ دوما ،.. كان لا زال دافئا ، نظرت للمرضة أحقا مات ؟؟ لا يوجد نبض ، حقا يا والدي ، هل توقف قلبك ؟؟ هل توقف نبضك الحساس المرهف ؟ هل توقف قلبك الرقيق عن العطاءوالحب ؟؟ هل توقفت يدك الكريمة عن البذل والسخاء؟؟ هل توقف لسانك العذب عن الذكر وكلام الحكمة و تمحص احداث الليالي ومقارعة البلاء بالحجة والصبر؟؟ والدي وحبيبي ... صديقي وعمري .. هل تركتني ورحلت ؟؟ اعتقد الكثير في المستشفى أني زوجتك وأنك زوجي !! من شدة لهفتي عليك وشوقي .. وكنت أرد ضاحكة لالا إنه حبيبي ووالدي .. وكنت تضحك تلك الضحكة الصافية العذبة ..
كنت أعتقد ان للموت رهبة تلجم اللسان و تذهب الجنان وتفقد الصواب والعقل وتهز الأركان و تلعب بالوجدان
كنت أعتقد أن فقدك ياأيها الغالي محال و أنك عتي على المصائب والفتن والآلام والأحزان
كنت متاكدة من انك ستخرج من تلك المحنة منتصرا كعادتك ضاحكا تردد الذكر والقرآن
كنت أعتقد اني ساراك بعد خروجي من الدوام وموعدنا العصر حيبث يضيء بترديد انفاسك المكان
كنت أعتقد انك ستعيش معي أكثر وأكثر لأني لم اشبع منك وزاد حبك في قلبي وروحي والوجدان
رأيت العديد من الرؤى وقلت تفسيرها عمر جديد ومديد من الأزمان
رأيت مياه لزمزم تهدى إلي ليلة وفاتك وقلت ماء طهور وعذب تشربه بتحنان
سالت الطبيب عنك؟؟ فقال :خيرا وسكت وهو غير ملام وقد ملأ وجهه التيقن والإيمان
وقال: خيرا حاله.. ونتمنى من الله له الشفاء والرحمة من المنان
قلت :يا طبيب المستشفى والدي بخير وسيعيش لأنه وعدني بذلك وهو مؤمن وانا متيقنة من الرحمن
يضحك والدي لقولي وكلامي ويقول: حبيبتي اشتقت لرؤية وجه ربي ولحبيبي ونبيي محمد شفيع الرحمن
لقد اشتقت لرؤية حبيبي عمر بن الخطاب صاحب الحق من يخاف منه الشيطان
اشتقت لرؤية دنيا غير هذه الدنيا وأناس قد رحلوا وغابوا من زمان
اشتقت لرؤية ربي ونبيي نبي الرحمةو رؤية أمي وأبي وبلدي يافا عروس شاطيء الأمان
قلت كيف تراها وهي بعيدة دعك منها ولا تتمنى قربها بل أبق هنا بقربنا في هذه الجنان
قال لي دوما دعيني يا ابنتي فلا رغبة لي بدنياكم وقد أديبت رسالتي بكل صدق وأمان
لم يبق لي رغبة بدنياكم ولا مالكم ولا حديث الأموال و العقار و الأراضي و الجنان
اشتقت لرؤية ربي ورحمته ومصاحبة حبيبي محمد صاحب الحوض عند الديان
كلما قلت وقال زاد رغبة في الرحيل وزدت رغبة في قربه ولهفة لحبه والحنان
وجاء ولدي ليقول لي: امي مات جدي وانتقل لرحمة ربه الرحمن
أسرعي هيا لتعانق عيناك وجهه فكانه نائم غفيان
اسرعت إليه قبلته تلمست رقبته ونبضه
تلمست خداه وعينيه وصدره
تلمست شعره وقبلت عينيه ورأسه
نظرت للطبيب والممرضة وقلت :حقا مات؟؟
يبدو لي كانه نائم .. ؟؟ نظرت إلى الآلات حوله إني أعرفها حق المعرفة ...أحفظ ارقامها ..رقم الأوكسجين.. و رقم نبضات القلب لقد توقفت وصمتت إجلالا للموت .
سجدت لربي وحمدته وقلت إلى اللقاء يا صديقي .. يا حبيبي يا والدي ذهبت للقاء من تريد من اشتقت إليه من زمن بعيد .إلى الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والأنبياء وحسن أولئك رفيقا .. غلى جنة الخلد .اللهم آمين
.
يتبع
ابنتك المحبة والمشتاقة لك دوما إلهام إبراهيم عبد الحميد بدوي
رد مع اقتباس