| ذاك الوادي
لوحدي في ذاك الوادي
لا ارى الا شجرٌ عصفَ به الريّح
غبارهُ سنينَا عصفَ بها الهوى
في ذاك الوادي
يا فؤادي
احبهُ رغم الالم رغمَ الجفا
وادينا ايام الصفا
كان خليلي وما زال خليلاً بالوفا
كنا نسميه
وادي الانس وكان ينادينا بغزلانهِ
وتغني لنا عصافيرهُ ويعزفُ بالحانهِ
على كل وترْ
ويحسدنا اننا بشرْ
لنا احاسيس وحبنا مثل المطرْ
يسقي قلوباً يابسات
بهواه اذا عبرْ
وادينا هو الوادي
بأسمينا كل يومٍ ينادي
اين مني خليلين
اذا زاروني ربيعاً قد اتى
جفافٌ حطامٌ الى متى
اسمعكا واسمع رياحكا
وسوافيها
الضّنا فيها
تقول اين ريماً قد جفا
كان خليلي وما زال خليلاً بالوفا
اشتاقكا شوقٌ له بالقلبِ دبيب
يعزفُ على اوتاره بلحنٍ غريب
كل حرفٍ له لحنٌ جميل
وله نار تحرقني
بل تسرقني بل عمري
امري لم يعد امري
جمري بين اضلعي تتوارى
اتوارى انا من العذارى
عذارى يطلبون قربي
وحبي
لكنه يريد ان يزيد من الجمري
صدري يعشق حروفاً لها لحنٌ جميل
يعزف على اوتاره بلحنٍ غريب
لا يطعم الزاد ولا عيني ذاقت الغفا
كان خليلي وما زال خليلا بالوفا
ايها الناس قولوا ما انا
وما هذ العنا
لست انا وربي لست انا
انما ذكراهُ
تجبرني على الرحيل
روحٌ بلا جسدي
ارحل بفكرٍ عليل
لا احرّك فيهِ ولو يدي
مُرمى هناكا بوادي الأنس
لعله يؤانسني
بما كان خليلي يجالسني
قبّح الهوى
ما رأيت منه الا سمّ العنا
اين انا
قولوا لي اين انا
لا اذوق من النوم حتى السّنا
اين انا
يا وادي الخليل اسعفني
لو بنظرة من الخليل
قبحت ياوادي
ترى سهادي وليلي الطويل
انا عليلٌ مثلما انت عليل
جفافٌ اصاب حياتكا قلّلي
اين وردكا وزهر الفلّلي
وذاك الربيع
ضاع كل ما فيكا
كما انا اضيع
هجره عاد بي كما
كنت رضيع
لا اقوى على حراكك
قتلني كما اضناك
ويحكا يا وادي الأراكك
والله لو يقتلْ فؤادي فقد عفا
كان خليلي وما زال خليلا بالوفا  |