عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 03-28-2013, 04:41 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://im41.gulfup.com/nFk9T.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]











-3-

~[ ظهر وَأختفى ]~



في إحدى غُرف القلعة ، ..
قاسَ ذاكَ الفتى حُجرته الضخمة ذهاباً وَإياباً كانتّ ذاتَ اللوانٍ الذهبية لامِعة ، وَتصميم فخم للغاية ،..
ما يحصُلُ هُنا ، في هذه القلعة المشئومة ، لا يُعجِبُهُ أبداً!!!
جردوهُ مِنْ هواتِفه الخمسة، وَلا يُسمح بِبعثّ الرسائِلّّ ، وَلا الخروج .. لا شيء!
كُل ما يُمكِنُهُ فِعلُه ، هوَ تأمُل هذه الحُجرة التي لطالما كرِهها في منزلِه ، وَيكرهُها هُنا أكثرَ مِنْ ذيّ قبلْ!!
ألقى بِجسدِه على السريرِ الوثيرّ مُتأمِلاً السقفَ الشبيه بالقُبّة ! ، هذه الحُجرة .. كمَّ لو أنَّ حُجرته اقتِصتّ مِنْ منزلِه ، وَأُحضِرت إلى هُنا ..
شعرَ بالدمِ يغليّ في عروقِه ، فأفرغ ما لديه من رغبات في ضرب الأخرين برميّ الوسائِد التي تملئ السريرّ في أرجاء الحُجرة غير مُكترِث بِمنّ سيُرتِبُها له :" أيُّ نوعٍ مِنَ النِكاتِ هيَ هذه !؟ ، لقدْ سئِمتُ هذا المكانّ!! " . ظلَّ يرميّ الوسائِد حتى نفِذتّ كُلُها ، استغرقَ ما يُقارب الدقيقة ليستجمِعَ نفسه مِنْ جديدّ وَيُهدِئ من ثورةِ غضبِه ألا عقلانيّة ليتربعُ يائِساً على فِراشِه بعدَ نوبةٍ مِنَ الغضبِ الحادّّ ، لطالما واجه المشاكِل بِسببْ سًرعة غضبِه عِلى أسخفّ الأسبابّ ، وَكما جرت العادة ، هوَ يدخُل في نوبةٍ مِنَ اليأس بعدَ ذلِك ، لا يسعهُ الخروجُ مِنْ هُنا ، وَهذا يؤرِقُهُ فِعلاً ، حاولَ الهربَ تِكراراً وَمِراراً وَكُل مِحاولاتِه باءت بالفشل .. :" أيُّ نوعٍ مِنَ الأجدادِ هوَ الذي يظهرُ فجأةً وَيقلِبُ حياتكَ رأساً على عقِبّ!! ، فليذهبَ إلى الجحيمّ! ، عندما احتجتُه كانَ يحتسيّ القهوة أمِراً خدمه ، وَعِندما ظننتُ أنِ استقريتّ يظهرُ وَينتشِلُني مِنْ نعيميّ!! فليمُتّ!!!! " .
حشرَ وجهه في غِطاءِه ليصرُخ بِأعلى ما لديه ، شعرَ بِأنهُ طِفل ، فكرَ في نفسِهِ كثيراً :" هذه ليست تصرفات شاب في الواحِدة وَالعشرينّ مِنْ عُمرِه ! ، يا للغباء !!، " . انتفضَ مِنْ مِكانِه فزِعاً بعدما وصلَ إلى مسامِعه صوتُ إلاقٍ قويٍ للبابْ ، لم يكُنّ الصوتُ قويّاً كِفاية ليكونَ بابَ حُجرتِه ، لكِنّ قطعاً هوَ بابٌ غريبٌ مِنْ حُجرتِه ، اقتربَ مِنْ حافةِ سريره لِتُلامِسَ قدماهُ العاريتين الأرضّ الرُخاميّة البارِدة ذاتّ اللون السُكريّ ، فكرَ في التراجُع وَاخذّ غفوة ؛ فجسدُه مُرهقٌ للغاية في الآوِنة الأخيرة ، وَرأسهُ سينفجر في أيِّ لحظةٍ بِسبب الصُداع ، رفعَ قدماهُ مُجدداً ، لكِنّ!..‘
:" انقسِموا !، بعضكُم يميناً وَالآخرون يساراً ، أسرِعوا ، أسرِعوا !!! ". تلا ذلِك صوتُ ضجةٍ وَخطواتٌ عديدة ..
قطبَ حاجبيه ، حسناً ، هوَ قطعاً لن يتمكن مِنَ النوم مع هذا الفضول الذي يسري في عروقِه وَينغزُ قلبه ! ، ترجلَ مُجدداً ليتجه نحوَ البابْ ، ترددَ لِوهلة قبلَ فتحِه شيءٌ بداخِله يُنبِئُه بِسوء ! ، اخذَ نفساً عميقاً ثُمَ فتحه ..
...صــــــــــــــمـــــــــــــــت...
قطبَ حاجبيهِ مُستنكِراً ، ما .. الذي .. حصلَ .. توّاً ؟
دلكَ عينيه الزرقاوتين بأصبعيه قليلاً ، ثُمَ أخذّ يسترجع ما حدثَ بشكلٍ سريع وَهوَ ينظُر إلى شابٍ يستلقيّ على أريكته الفاخِرة بشكلٍ همجيّ وَهوَ يتصفحُ مجلةً ما ، كُلُ شيءٍ حصلَ فجأةً في الواقِع ، فبِمُجردّ أن فتحَ البابْ ليستكشِفَ ما يحدُث في الخارِج ظهرَ ذاكَ الشابْ في وجهِه ليدفعه نحوَ الداخِل ثُمَ يُغلقّ البابْ ، سأله [ ستيفان ] عِدّة أسئِلة لكِنهُ لمْ يجدّ إجابةً غيرْ واحِدة :" ساعدني لِأُساعِدكّ! " . وَلِسببٍ ما ، [ ستيفان ] قررَّ ألا يشيّ بِه!،.
كانَ ذاكَ الشابّ طويلّ القامة ، نحيلّ الجسدّ ، أو هذا ما خمنّه [ ستيفان ] نظراً إلى أنَّ القميصّ { البلوفر } الذي كانَ يرتديه واسِعاً بشكلٍ كبيرّ ليصلّ إلى أعلى فُخذيه فيما تدلتّ الأكمامُ مترينِ إلى الأسفلّ ، لمْ تكُن ملامِحُه واضِحة ؛ حيثُ ارتدى قُبعةً { كاب } سوداء وَأحناها إلى الأمامّ فيما تكفلتّ القُبعة المُتصِلة بالقميصّ بتغطية شعرِه وَما تبقى مِن ملامِحه الواضِحة ، أو كانت واضِحة ..
تنهدَ [ ستيفان ] ثُمَ تقدمَ ليجلِسّ على الأريكة الوثيرة المُقابِلة وَالأفكارّ عادت تغزوّ فِكره ، شعرَ وَكأنَّ رأسه سينفجر في أيّ لحظة ، قررَّ لحظتها .. بدلَ أن أُجري تحقيقاً مع هذا الشاب ، سأخُذُ غفوةً صغيرة! ..، وَعلى الرُغم مِنْ قرارِه .. تقلبَ مِراراً وَتِكراراً بِلا فائِدة ، الصُداع الذي يضرِبّ على أبوابِ رأسِه يُسبِبْ لهُ الجنونَ فِعلاً ، فتحَ عينيه واضِعاً ذِراعه على جبينه ، يشعُر بإرهاقٍ شديد فعلاً ، رُبما يجدُر بهِ أخذُ حمامٍ دافِئ أو ما شابه ، تأوه بِتعبّ ليدفِنَّ رأسه في زاوية الأريكة مُفكِراً في أنهُ مِنَ المُستحيل الاستحمام الآن ، فهوَ بالكادِ يُحرِك جسده ، ..
:" أتُريدُ مُساعدة ؟ " .
انقلبَ [ ستيفان ] على الأريكة لينظُر نحوَ ذاكَ الشابْ ؛ حيثُ تركَ المجلةَ جانِباً وَتربعَ مُحملِقاً بِشغفّ نحوَ [ ستيفان ] ، وَبالرُغم مِنْ أنهُ بالكاد يُبقي عينيه مفتوحتينّ ، هوَ تمكنّ مِنْ رؤية ذاكَ اللون عسلي المُصفرّ النادِر لعينيّ ذاكَ الشابْ ، بدت عينيه كعينيّ قطٍ منْ نوعٍ ما ، دلكَّ [ ستيفان ] عينيه مُجدداً وَقد أخذَ فكرةً عن مدى إرهاقه ؛ ليهلوسّ بِمثلِ هذه الأشياء !!، اعتدلَ في جلستِه بالكادّ قائِلاً بِسُخرية خفيفة :" وَكيفَ لك أن تُساعِدني ؟ ".
قطبَ [ ستيفان ] حاجبيه وَهوَ ينظُر نحوَ ذاكَ الشابْ أثناءَ تفتيشه لجيوبه ، ابتسمَ بِراحة وَهوَ يُخرِج عُلبة إسطوانيّة يصلَ طولها حواليّ خمسةَ عشر سانتيمتر ، بِلونٍ بُرتقاليّ شفافّ :" أتشعُر كما لو أنَّ سباقاً للخيول يجريّ في رأسِك ؟ " . أومأ [ ستيفان ] بِنعم وَهوَ يُحدِقّ بِتلكَ العُلبة مُتسائِلاً عن مُحتواها ، سلمها ذاكَ الشابُ له بتلكَ الابتِسامة الهادِئة :" أنصحُكَ بِهذا ، سيُخفف مِنْ حدّة الألم! " .
صوتُ ذاكَ الشابِ كانَ لطيفاً قريباً مِنْ أصواتِ الفتيات نوعاً ما ، وَيمكن للمرء استشعار الحنيّة ، وَالطيب في صوتِه .. لكِن الأمرُ بالنسبة لَـ[ ستيفان ] مُختلِفٌ بعضَ الشيء ..~
حلَّ صمتٌ طويلّ في تلكَ الحُجرة قبلَ أن يضرِبَ [ ستيفان ] تلكَ العُلبة لتطيرَ بعيداً حيثُ فُتِحَ الغطاءُ الأبيضّ وَتناثرت تلكَ الأقراصّ السوداء على الأرضيّة ، بدا الاستياءُ جليّاً على [ ستيفان ] في تلكَ اللحظة :" أتمزحُ معي يا هذا ؟ أتتوقعُ مني أن أخُذَ شيئاً كهذا ؟ لونُها غريب ، مِنْ شخصٍ غريب ، لا مُلصقّ على العُلبة ..! ، أتظُنُني أحمقّ !!؟ " .
لمْ يُبدي ذاكَ الشاب أيَّ ردةِ فعلّ ، لكِنّ أيُّ شيءٍ يسعهُ معرِفة أنهُ لم يكُن سعيداً ؛ حيثُ تلاشت تلكَ الابتِسامة .. نهضَ أخيراً ليتجه نحوَ العُلبة المرميّة ، أخذَ يجمعُ الأقراصّ الغريبة عن الأرضّ الرُخاميّة ، حيثُ كشرَ عن ساعديه لكي لا تُعيقه الأكمام عن جمع تِلكَ الأقراصّ ، كانتّ يداهُ بيضاءُ للغاية وَصافيّة تماماً ، كبشرةِ رضيع! ، يدُه اليُمني كامِلة بالإضافة إلى رسغِه كانت ملفوفةً بِضمادٍ أبيضّ وَبِشدّة عدى أنَّ بُقعَ الدِماءُ كانتّ قد بدأت تتسربّ ، وَكانَ مِنَ الواضِح أن الدِماء لا زالت تتدفق إلى هذه اللحظة وَبشكلٍ غزيرّ أيضاً ، حتى بدا لِـ[ستيفان ] أن الضِمادّ سيُصبِحُ أحمراً بالكامِل بعدَ لحظاتّ ، إلا أنَّ الشابْ لمْ يشتكيّ مُطلقاً وَلمْ يطلُب شيئاً ، شعرَ [ ستيفان ] بِوخزٍ في قلبِه جراء تأنيب الضمير ، لكِن !، مِنْ جِهة أُخرى ، هوَ لا يزالُ لا يثقّ بِهذا الشابّ ، في نهاية المطافّ ، لم يمضيّ على تواجُدهُما معاً إلى نِصفُ ساعةٍ فقطّ ، وَهوَ لمْ يعرِف اسمه حتى!...،
:" أسِفٌ لإزعاجِك ، كُنتُ أُحاوِل تقديمَ المُساعدة وَحسبّ! " .
عِندها ، كادَّ تأنيبّ الضمير أن يفتِكَّ بِـ[ ستيفان ] في تلكَ اللحظة !، لا زالَ الصُداعُ يُداعِبُه ، لكِنهُ نهضَ بِصعوبة نحوَ خِزانتِه الخشبيّة الثمينة ذاتَ الأبواب الزُجاجيّة ، ليُخرِجَ مِنها حقيبةً سوداء متوسِطة الحجمّ ، بدتّ كحقيبة رياضيّة ، قاومَ [ ستيفان ] رغباتِه في العودة إلى الأريكة وَمُحاولة النوم مِنْ جديد ليجلِسّ بِجانِبّ ذاكَ الشابّ :" يدُكّ! " .
نظرَ الشابُ نحوه ثُمَ إلى يدِه ، تحسسها بيده الأُخرى ثُمَ أطلقَ ضِحكة ساخِرة صغيرة :" إنها مُجردُ شيءٍ سخيفّ! " .
:" أنا لم أسألك ما الذي أصابها! ". بدا الأمرُ مُبهماً لِشابّ ، ما الذي عناه بِكلامِه ؟!،
تنهدَ [ ستيفان ] بِملل وَإمارات البرود وَالتعب مرسومة على وجهِه ، أمسكَ بِيده ليفُكَّ الضِمادّ حاولَ الشاب سحبَ يده لولا أنّ [ ستيفان ] قد أحكَ قبضته على رسغِه ليتأوه الشاب :" أنا في السنة الثالِثة ، تخصصُ الطِبّ!!، رُبما لستُ ماهِراً لكِن أستطيع التعامُل مع مثلّ هذه الإصابات البسيطـ... يا للهولّ!! ".
تنحنحَ [ ستيفان ] مُندهِشاً مِنْ ذاكَ الجُرح الغائِرّ في راحةِ يده ، فكرَ كثيراً ، مِنْ أينَ يُمكنّ أن يحصُل على جُرحٍ كهذا !!؟ ، إنهُ .. إنه عميقٌ جِداً!!، يبدوا كما لو أنهُ أقحمَ مِنشاراً في راحةٍ يده أو ما شابه !!،
رُبما لو لم يكُنّ مُعتاداً على هذه المناظرّ في الجامِعة لكانَ قد تقيء الآن! ، نظرَ إلى وجهِ ذاكَ الشابّ ، كانَ مُشيحاً بِوجهه إلى اليمينّ ، أخذَ [ ستيفان ] نفساً وَفتحَ حقيبته ليسأله :" منْ أينَ حصلتَ على جُرحٍ كهذا !؟ ، أعني من تعابير وجهِك لا يبدوا أنكَ مُعتادٌ على مِثلْ هذه الأمورّ! " .
:" إنه .. لا شيء ~ ! " .



في رِواقّ القلعة الحجريّ ذو الدهاليزّ التي تنخر جُدرانه ، حتى أدقُّ التفاصيلِ ، وَأصغرها قديمة ! ، يبدوا أنها أشبه بالمعلم التُراثيّ ..!
توقفَ شابانِ ثلاثينيانّ -بانَ أنهُم حرسٌ مِنْ أزيائِهم- في الرِواقّ أمامَ كُلاً مِنْ [ سيرين ] ، وَ[ بيتر ] ، وَهُما بالكادِ يلتقِطانِ أنفاسهُما مُعلنينّ عن عدم قُدراتِهم على الحركة أكثر مِنْ ذلِك ..
تحدثتّ [ سيرين ] عاقِدةً حاجبيها موضِحةً الجانِبّ الصارِم مِنها وَالذي نادِراً جِداً ما يظهرّ بِسببْ قِناعِها الهمجيّ الأحمقّ! :" هل وجدتُماه !!؟ " . نفيا برأسِهما وَهما يدعوانِ الله بداخِلهما أن تلحظ تعبهُما وَتستبدِلهُما بحرٍ أخرينّ، أردفتّ [ سيرين ] بعدَ تفكيرٍ دامَ لثوانٍ معدودَة غير مُكترِثة لحالتيهما :" لا بُدَّ وَأنهُ هربَ عبرَ النافِّذة كمَّ فعلتْ الآنِسة [ كاسيدي ] !، ابحثوا عنهُ في الخارجِ أيضاً !! ".
:" حاضِر! " . وَانصرفا راكِضينّ وَفي داخلِهما يرجوانِ نزولَ **** عليها !!..
أخذتْ [ سيرين ] نفساً عميّقاً ثُمَ نظرتّ نحوَ [ بيتر ] كانَ مِنَ الواضِح أنهُ لم يُدرك مجيء الحارِسان حتى ، أيُّ شخصٍ كانَ ليُدرِكَ بِأنه شارِدُ الذهنّ ، كل جُزء مِن عقلِه يُفكِر في الوقتّ الراهِن في شيءٍ واحِد ، الشيء الذي يشغل فِكره ، وَعقله ، وَكُل ما فيه هوَ { كيفَ هربَ [ شو ] مِنَ الحُجرة ؟ } !!؟ ، لا يُعقلّ أن يخرُجَ مِنَ النافِذة ! ، حُجرتُه في الدورّ الرابِع! ، ماذا عن رِهابِ المُرتفعاتِ لديه !؟ ، ابتسمتّ [ سيرين ] بِهدوء :" ما بالُ كُل هذا القلق ؟ إهدئ قليلاً ، سنجِدُه ! هذا يحصلُ دائِماً [ بيتر ] !، " .
لكِنهُ لم يعرها إهتماماً إطلاقاً ، أو على الأحرى ، لمْ يكُن يسمعُها أصلاً!، مِئات الأسئِلة تُطرح في رأسِه في الوقتّ الراهِن ، أين ؟ ، متى ؟ ، كيف ؟ ، ماذا ؟ ، وَوَوَوَ ...~
بعثرَ [ بيتر ] شعره كالمجنون مُقطِباً جبينه وَتمتمَ مُفكِراً بِعُمقّ :" ما الذي سأفعلُه لو كُنتُ مكانَ [ شو ] الآن !؟ ، كيفَ سأهرُب مِنْ حُجرة مُغلقة بطريقة غير النافِذة !؟ " . أخذَ يأنُّ مُفكِراً كما عادتُه .. ما الطريقة التي استعملها [ شو ] للهرب !!؟ ما هيَ !!؟ الأمرُ غيرُ معقول !!، ليسَ لسحرّ علاقة بِذلِك ، أليسَ كذلِك !!!؟ ، نفضَ [ بيتر ] رأسه ، ما الذي باتَ يُفكر بهِ الآن!؟ ، سِحر !؟.. لا! قطعاً هُناكَ تفسيرٌ منطقيّ لِمَ حدثّ!
نظرَ [ بيتر ] نحوَ المكان الذي قادتهُ إلى قدماه ، حُجرةُ [ شو ] وَنُقطةُ الصِفرّ ، تأملَ البابَ لبعضّ الوقت ثُمَ دخل ، فتشوا هذه الحُجرة شرقِها وَغربِها ، جنوبِها وَشمالِها ، شعرَ بالضيقّ مِنْ هذه الألوان الكئيبة التي تملئ الحُجرة ، جُدرانٌ رماديّة ، وَأثاثٌ أسود ، كما لو أنهُ مضجعُ مشعوِذٍ ما ! ، نفضَ رأسهُ مُجدداً ليُرددّ بانزِعاج :" المنطِقّ [ بيتر ] ! المنطِق! ".
أخذَ نفساً عميّقاً ، لو وجدَ هذا القِزم ، سيشنِقُه!! قطعاً سيفعلّ!!..
نِصفُ من أتوا إلى هُنا قد حاولوا الهربّ، لكِن لمْ يكُن هُناكَ داعيّ لِأنّ يُصبِحَ " شارلوك هولمز " من أجلِ أيٍّ مِنهُم ، ما الذي كانَ ذاكَ الفتى يفعل طوالَ هذه السنوات ليأتي بِفكرةٍ جهنمية مِثلَ هذِه !!؟
جلسَ على طرفِ السريرّ الفرديّ المحشورّ في الزاوية اليُسرى للحُجرة بِجانِبّ النافِذة التي كانتْ مفتوحةً على مصرعيها ، أيُعقل بِأنهُ كانَ يدعيّ رِهابَ المُرتفعاتّ عِندما كانوا في المروحيّة !؟ ، أم وتغلبَ على خوفِهِ فجأةً !؟
سدَّ أُذنيّة ليُغلقَ عينيه مُحاوِلاً منع أيّ تشتيت مِنْ الوصولِ إليه ، عصرَ عقله وَهوَ يسترجِع المعلومات التي يملِكونها ..~
( الساعة 2:00 ظُهراً / وصلَ [ شو ] وَ[ بيتر ] بالإضافة إلى [ سيرين ] وَ[ روبرت ] إلى القلعة بحثَ [ شو ] عن قُبعته الضائِعة وَالتي كانتّ مع [ بيتر ] ) .
( الساعة 2:15 ظُهراً / [ شو ] وَ[ بيتر ] تبادلا أحاديثَ قليلة في الرِواقّ ؛ حيثُ أخبره [ بيتر ] ببضعِ معلوماتٍ كأن هُناكَ سبعةَ عشرَ شخصاً أخر غيره وَهُم مِنْ أقرِباءِه جاؤوا لِنفسّ سببّ مجيئه ، وَأنّ السيد [ ويليام ] سيُقابِلُه مع البقية عندما يحينّ الوقتّ .. وَبعضّ المعلومات الأُخرى الصغيرة وَالتي أخبرها جميع الموجودين هُنا ) .
( الساعة 2:30 ظُهراً / كانَ [ بيتر ] قد أخبرَ [ شو ] بمواقِع بعضّ الأماكن المُهِمة كَالمطبخ ، وَمُمرِضة القلعة في حالّ احتاجَ مُساعدةً ضروريّة ، ثُمَ أوصله إلى حُجرتَه التي كانَ يحرِسُها رجُلانِ ثلاثينيانّ مِنْ حرسّ القلعة كبقيّة غُرف الضيوفّ ، وَبِما أن [ شو ] قد وصلَ مُتأخِراً لِأنهُم أُطروا لاستِعمال السيارة بدلَ المروحيّة فهوَ لمْ يُقابِل الآخرين ) .
( الساعة 3:45 عصراً / جاءَ إلى [ بيتر ] أحدّ الخدمْ ليُخبِره بِأنَّ حارسيّ الحُجرة الخاصة بِـ[ شو ] كانا قد ذهبا إلى مكتب المُمرِضة لِأنّ أحدهُما قد أُغشيَ عليه فنقله الآخر إلى هُناك ، وَالحارِسانّ البديلان مُتجِهان إلى حُجرة [ شو ] الآن ، وَعلى الرُغمّ مِنْ أنهُ أمرٌ طبيعي لِأنَّ الحرس يُجهِدونَ أنفسهُم ، إلا أنّ [ بيتر ] شعرَ بشيءٍ غريبّ فذهبَ لتفقُد الأمر ؛ حيثُ كانَ البابْ مُغلقاً مِنَ الخارِج ) .
( الساعة 4:00 عصراً / وجدوا المفتاح مع الحارِسّ المغشيّ عليه أيّ أنّ [ شو ] لم يخرُج عبرَ البابْ ، فيما فُقدَ الحارِسّ الآخر ! ، [ شو ] لمْ يكُن موجوداً في الحُجرة ، وَالنافِذة مفتوحة على مرصعيها !! ، وَقُبعته المُهِمة كانتّ ملقيّةً جانِباً مِنْ دونِ الشِعارّ الذي كانَ مُعلقاً عليه !!؟ ) .
( الساعة 4:25 عصراً / تمَّ تفتيشّ القلعة مِنَ أعلاها إلى أسفلِها وَلا يوجدّ وَلا أثرٌ واحِد لِـ [ شو ] ! ) .
هذا .. كُلُ شيء!، وَلا معلومة مِنْ هذه المعلومات توضِح اختِفاءه !!، لمْ يترُك وَلا خيطاً واحِداً ، إستلقى على السريرّ ليضع يديه أسفلَ رأسِه ، تأملَ السقفّ بِصمت باحِثاً في عقلِه عن أيّ ثُغرة في تلكَ المعلومات ، عن أيِّ خيط ، عن أيِّ شيء!! ،
:" سيديّ! ، هُناكَ شيءٌ يجب أن تراهُ فوراً !!‘" . صدرت تلكَ الكلِمات منْ فمِّ حارِسٍ اقتحمَ الحُجرةَ بشكلٍ همجيّ ، كانَ يتصببُ عرقاً وَلهيثُهُ عالٍ وَواضِح ، انتفضّ [ بيتر ] مِنْ مكانِهِ فزِعاً ، :" ما الخطبّ !!؟ " ~





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس