********
//شــــروقّ//
فتحتُ عينيَ المتكاسلتين ببطء شديد لأتخلص من كابوسِ مرعبَ راودنيَ!
لأرى نفسيَ مستلقية مِجدداً وسط سِريراً أبيض مغطى بشراشف مشابهه للون البحر الصافي , تلك الأجواء الهادئة مكنتنيَ من الأستماع للأصوات الحزينة المنبعثة من قلبيَ و التي إعتدتُها بواسطة جهاز قياسهِ الذي كان على مقربة منيَ! , رفع رأسهِ من على سريري و كان قد فتح عينيهِ بتكاسل شديد , بدا ليَ لبغته أنهُ يحاول التركيز علي!
: (( شروقّ , شروقّ ا أنتي بخير؟؟))
ملامح القلق و الخوفَ و الأضطرابَ كلها كانت تتوسط معالم وجهِ الحنونَ بنفس اللحظة عندما رآني احدقُ فيهِ بأستغراب حينها
: (( حيدرَّ! , حيدرّ لقد رأيتُ كابوساً مرعباً..))
اقترب منيَ حتى لأمس يداي المرتجفتين ليمدهما ببعض القوة
: (( مجرد كابوساً و قد انتهىَ ))
اخذتُ انظر إليه بصمت لدقائق حتى نطقتُ بألم
: (( لقد رأيتُ والدايَ يا حيدرّ في مناميَ ))
**********
//حيــــــدرّ//
لم تكنَ قوية البته , و لم اكُن أنا قوياً كذلك!..
: ((لقد رأيتُ والدايَ يا حيدرّ في مناميَ ))
جمدتُ مكانيَ حينها , ليتها اكتفت و لم تكمل , ليتنيَ كنتُ اصماً ابكماً , يا ليتني لم ارها و لم اعرفها يوماً في حياتيَ!..
: (( والدايَ , سمعتُ خالتيَ تقول بأنهما توفيا ))
وجهتَ ابصارها بإتجاهيَ مبتسمة بألم لتكمل
: (( لكنه لا يعدوَ كونه مجرد كابوس انتهى صحيح؟))
اطرقتُ برأسي للأسفل بعجز , اسرعتَ بإمساك كمَ معطفيَ في محاولة يائسة منها لحثي على الكلام..
: (( هما بخير صحيح؟))
انزلتَ يدها ببطء لتحررنيَ , كأنها غاصت بعالم الأفكار من جديد , إما أنا فقد اكتفيتُ بإعطاءها ظهريَ للا ترى عينايَ المحمرتين و وجهيّ البائس المهزوم!
صَوتُ بكاءها الذيَ جاءني كضربة سهماً مَباغته لقلبي اتعبتنيَ فعلاً!
لعل تأثريَ ذاك دفعني لأطوقها حينها بأحضانيَ!..
********