في مكان آخر بعيد عن ذلك الرجل الذي يتساءل
قال ذلك الشخص صاحب الأنياب :
هل يا تري شعرتَ بالراحة الأبدية أم اسعي إلي المزيد ..... أخي ؟! .
وفجأة عضّ على شفته وقبض يده في غضب بعد أن أحس بشعور روحاني أزعجه كثيرا , وقال صارخا :
أنا اشعر بك أيها اللعين .
اندفع قافزا بأقصى سرعته وهو يزمجر غاضبا :
أنا اشعر , ما زلت اشعععععععععر .
تصاعدت صرخاته إلي السماء وتفجرت هناك كي تيقظ السحاب النائم , وتمده بالقوة , ليتجمع ويهطل مطر غزير .
قفز وقفز من رأس منزل إلي الأخر وهو يقول :
سحقا لك
اشد صراخ الشخص بسحقا لك , وبعد قفز دام طويلا ,
استقرت قدماه علي ارض مقبرة موحشة مظلمة ,
ومما زاد المقبرة وحشية المطر الذي يهطل علي الجثث لتخرج رائحة كريهة ,
اخذ ذلك الشخص نفسا عميق ليجمع الهواء في رئتيه وصرخ بأعلى صوته : أين أنت يا ساماااااااااااااا .
تبعثر الصوت في أرجاء المقبرة ليسمعه جميع الموتى إن كانوا يسمعون أصلا ,
جن جنون ذلك الشخص واخذ يحفر القبور بقسوة وشدة كالضبع الذي ينقض على فريسته ,
وبعد بحث طويل , وقلّبَه للمقبرة رأسا على عقب ,
تبعثرت الجثث على ارض المقبرة وترك أشلاء الموتى التي كان بعضها متحللا , وبعضها لازال اللحم ملتصقا بعظمه , وأما الأخرى فلم تكن سوى رفات هشة ,
تبعثرت تلك الجثث البشرية على ارض المقبرة , لتعطي منظرا وحشيا مخيفا
لم يجد ذلك الشخص ما يبحث عنه ,
فاخذ يلتفت بلهفة ساخط , فرأى قبرا منفردا
عندها كسر ذراع احد الهياكل , وأشار بها إلى القبر مبتسما ابتسامة عريضة ,
خرجت علي أثرها أنيابه الطويلة
وقال مضيقا عينيه بابتسامته :
وجدتك أخيرا ... ساما هيجيتو .
واخذ يمشي متجه إلى القبر بخطوات ثابتة وعينين يبرقان شررا يتوعد به على أن الأتي أسوأ ,
وهو يضرب الذراع التي يحمها مع كف يده ويقول بتوعد :
وجدتك أخيرا ساما .
خطى خطواته ليصل إلى القبر وتستقر أقدامه عليه تماما ثم قال بازدراء :
أنت لا تستحق حتى أن احفر قبرك بيدي .
ثم غرس الذراع البشرية داخل تراب القبر واخذ يحفر ,
حفر وواصل الحفر ثم تبقى القليل حتى يصل إلى صاحب القبر الذي يسميه ساما هيجيتو
لكنه تفاجأ قليلا , وتوقف عن الحفر عندما رأي تراب القبر يتحرك وحده
تحركت حبات التراب وانتفضت وقام المسمى ساما من مرقده دون أن نرى ملامح وجهه
وقال بصوته الهادئ الشبه أجش : أخيرا ... تحررت ... واستعدت حريتي .
ثم قال بأسلوب الضجر لكن بهدوء ساحر :
لقد ثقل على الترب ... لم استطع حتى أن أبعده عني لأنهض .
ثم أردف قائلا بحزن خفيف :
هذه الوحشة قطّعت قلبي ... حتى بدأت الدموع تسيل من عيوني ... لما هذه القسوة ؟ ... .
سالت الدموع مدقدقتا له , أراد ساما أن يمسح دموعه
فرفع يده نحو وجهه , لكن عندما انتبه إلى يده كست الدهشة وجهه وجحظت عيناه وقال متسائلا بخوف :
مـَ... مَن ... أنا ...!!! .
حرك يده أمام وجهه قائلا بحيرة : كـَـ... .......... كيف لعظام أن تتحرك ؟! .......... .
ضرب الحجارة قربه بيده
ثم قال بدهشة أعظم : بل ... واشعر أيضا !! .
كانت يده عظام عارية لا يكسوها اللحم
كان ينظر إليها محتارا في حاله
فصرخ الشخص قائلا بغضب وحقد وكراهية :
علمت بأنك لن تموت بسهولة .... كان علي أن أفتت عظامك , كان على أن انثر خلاياك في الهواء .
همس ساما لنفسه غير مهتم بأمره : هناك .... فراق كبير في قلبي .... هل مُسحت ذاكرتي !!! لا اعلم ! .
ثم نظر إلى من يتحدث إليه وسأله ببراءة :
....... من ... أنتَ ..... ؟! .
أجاب بابتسامة مستهترة ساخرة : هاه !! ... هل نسيتني بهذه البساطة يا ... أخي ؟! .
نهاية المقطع الأول
اعلم انه قصير ولا تعليق على ذلك , إلا إنها طريقتي في كتابة المقاطع
في المقطع القادم :
ترى ... من هذان ولماذا يتقاتلان ؟
لكن أخيرا توقف المطر
مقطع تسوده الدموية
مع السلامة
الردود واللايكات + التقييم والملاحظات + الآراء والتشجيع
وإلا ... فلست مضطرا لان أكمل