عرض مشاركة واحدة
  #356  
قديم 03-05-2013, 10:01 PM
 
- 13
- العَودة .. !
حَدقت بِه طويلاً .. تِلك السيارَة ! الملامح ! بالتأكيدْ فانتين تعرِفْ من ذاك جيدًا !
أقتربت مِنه والارتباكْ مُصاحبٌ لها ، الا أنها أظهرَت الشَجاعة ونطقت بِسخر – أعُدت لتطلبني مُجددًا ؟ آه لآ تُتعِب شفتيكَ لنْ أوافق البته !"
- لقد تأخرتي أنتظرتكِ هُنا طوِيلاً ، حتى انني شارَفتُ على النُوم .. ياصَاحِبه الغناءْ الرَقيقْ !"
عقدت حاجبيها وأبعدت خُصلات شعرها السَوداء عن جبينهَا - ليسّ غريبًا بأن تَعرِفُ صوتي نِيتْ .. لكنّ ماأود معرفته ، لِما أنتّ هُنا ؟"
- عائِلتُك "
- عائلتي ! "
- لقد تراكمت الدُيون على ابيكِ في الرِيفْ ، أخبَرتهُ بأنني سأتكفل بذلك لكّن بشرط .. أن تعُودي للعيشْ مَعي "
جحظت عينيّ فانتينْ ، شعرت بالقشعريرَة تسير بعرُوقها .. أنزلت رأسهَا ، ومن ثمّ عادت للنظر بعينيّ نِيتْ – مالذي تقصِدْ ؟ المْ تفهم بأنني لآ أرِيدُك .. ألم اُخبرك بأني لستُ مُلكاً لكَ ، كُفّ عنْ مُلآحقتي "
- آوه .. آوه ، أجِّلي الجدال لاحقاً ، علينَا الذَهابْ للوالديكِ ، إنهُما بإنتظارِنا "
لم تُحرِك ساكِناً ، أجتمعت الدُموعْ بعينيها فقط ، كَم ارادت صَفع نِيت ، لكنّ لآ جدوى من أيّ شيءْ .. !
أمسَك بيدها وسحبها بِقوةْ – سنتأخرْ عن القِطارْ "
سارا بِسيارته دُون ادنى كِلمة ، حتى وصلآ لمحطة القِطارْ ، أستقلا قطارًا وتوجها للرِيفْ
.. أخذْ نِيت أحد المجلاتْ وأسترسل بالقراءَة
بينما فانتين كَانت تُحدِق بالنافِذّة .. عينيهَا باتتْ مُحمَرّة والدُموعْ تسِيرْ بخيبه على وجنتيهَا ..
ظلّت على هَذا المنوال حَتى توقفا على محطة الرِيفْ ، نزلت بِيأسْ لكّنَها أتقنت دُور الغاضِب الشُجاعْ .. منعت نِيت من الامسَاك بكفِها ، فقط كَانت تسِيرْ خلفه حتى وقفا امام بابْ منزل والديهَا .. طَرَق نِيت البابْ وأبتسَامة مُنتقمة على شفتيه ..
- أوه سَيدْ نيت ، أنتّ تفي بوعدكْ "
نطق والدُها بذلك والتبسُم على شفتيه هو الآخر
- بالتأكِيدْ ، لطالمَا انتظرتُ عَودة فانتينْ "
تقدم والدها لهَا ، فتح ذراعية وكأنه يود احتظانها ، لكنها صَرخت فجأة – إبتعَد ! لآتقترب مني "
ضَحك بِسخر ونطق – إبنتي الصَغيرَة لم أرها مُنذ مُدّة طويلة ، لقد كَبُرت باتت تتمتع بِصوتاً عذب ، وغُرّة ناعِمة ، عينيهَا فاتنة ، لقد كَبُرتي حتى أنّكِ تتشاجرين مع والدكِ بسِهولة"
تمنتْ لَو بإمكانها النُطق لكّن كل ماكانت تستطيع فِعلهُ هو التحديق فحَسب !
، في تلك الاثنَاء تقدمت تِلك السيدة ومعها طِفلاً رَضيعْ .. وعينيّ فانتين قد جحظت – أُ امي .. هل أنجبتِ طِفلاً ؟"
إبتسمت السيدة بِهدُوء ونطقت – أجَل لقد انجبتُ لكِ أخْ ، لكن قبل ذلك الن تعانقيني ؟ او تُلقي التحية علي ؟"
ادَارت فانتين رأسها بالنفي وصَرخت فورًا "لآ"
كَادت ان تركُض قاصِدةٌ احدى الغُرف لكن نِيت امسكها بسرعه ووجه حديثاً لوالديها –
هَذا المال سيتكفل بالديونْ ، أشكُركما على الرضا بي لأبنتكما .. اراكما لاحقاً "
أخذ والدها المال من يد نِيت ونطق بعبارات مُختلفه من الآمتنانْ
أبعَدت فانتين يدها عن نِيت وأنزلت رأسها للأسفل حتى أصبحت خُصلات شعرها غطاءاً على ملامحها ..
- أُمي .. اَبي ، أنني اُحبكما ، احبكما اكثَر من أيّ شيءٍ آخر ، لـ لكنِّ ، لاأُحب ان اظل هُنا ولا ان اظل مع نِيت ، اليست تلك حياتي ؟ اليس هَذا مُستقبلي ؟ أبي أعلَمُ جيدًا بأنكَ لاتعتبرني ابنه حَتى ، اعلمُ مقدَارْ الكُره الذي تكِّنه لي ، لكنني صمتُّ وسأصمت حتى تُفرج .. اُماه انا أعتَذر لأنني لم اكن معكِ دائماً ولم اجعلك تتمتعين بأبنه او أبنْ ، لكنكِ انجبتي الآن فهنيئاً لكِ به .. رُبما هَذه المرة الآخيَرة التي اراكُما بِها ، اجعلوني ارى اخي عِندما يكبر فقط .. كونوا بـ بخير "
ركَضت لِسيارة نِيت في تِلك الظُلمة الدامسه
رَكضت والدُّموع تستوطن عينيها ..
دخلت للسيارة وأرتشفت بعضاً من المَاء .. لحقها نِيت داخل السيَارة دُون ادنى كِلمَه الى ان بدأ بالقيادة – يجب أن تمحي دمُوعكِ قبل ان نَصل لأمي ، أريد ان ترى زَوجتي بإبتسامة "
إلتفت لهْ بِعيونٍ كالجمر الأحمَر وصرخت – زوجة ؟ زوجه؟ ايُ هُراءٍ هذا ! ثُم اني سأدخل لمنزلك بهَذه الدموع ، لابأس إن رأتني والدتك بهذا الشكل ، لقد عِشتُ عندها لأكثر من شَهر ! ورأتني بأجمل حالاتي .." ضغطت على أسنانها ونطقت - نِيت انا اعدُك بأن هَذا الآمر لن يمُرّ بِسلام "
إكتفى نِيت بضحكة طفِيفة وقاد سَيارته
لم يتحدثا طَوال مُدة الطرِيق ، حتى توقفا اخيراً امام المنزل ..
دخل نيت للمنزل وتبعته فانتينْ بِ سكون
كانتْ الاضَواء مُطفئه ، فالسيدة والسَيدة يغُطان في سُبات !
- سأذهب لغُرفتي "
همست فانتِين بذلك وكادت ان تَسير ، لكنّ نيت أمسك بِكفها بسُرعه – الن تنامي ب غُرفتي ؟ الن تشتاقي لتلك الايامُ الماضيه ؟ "
صَرخت فانتين بصوتٍ باكي – الن تكُفُ عن مضايقتني ! دعني أذهب لغُرفتي فحسب ، انا لا أشتاقك ولن اشتاقكْ "
تنهد نِيت وهَمس – كفي عن الصَراخْ ، هل تُعانين من ضغوطٍ نفسية ؟"
- انا اُعاني منك ، انا اُعاني من الموت !"
قالت تِلك الجُمله وتوجهت لغُرفتها ، اقفلت البَاب ماأن دخلت ،


**فآنتينْ تتحدث عن نفسها **
أقفلتُ الباب بإحكَام وجثيتُ على رُكبتيّ باكِيه
، لا أعلم فيما كُنتُّ اشعُر ، رُبما كان شعور احتاجْ أو فِقد ! كل ماأعلمه ان دُموعي تسير دون توقف ، بل كانت اشبه بالنزيف !
مَرّت دقائق ، حَتى سَمعت صوت باب غرفة نيت وهو ينغلق .. تنهدتُ بأريحيه ، وتنبهت لتلك الدموع على وجنتي ، مسحتها وبهدوء إتجهت للسَرير ، ارتميتْ بنفسي ، تذكرّت هاتفي فجأة ! فتحته بسرعه ، كانت هُناك رسَالة واحده من تشاك ، يُخبرني بها بأن أنام بَهناء ، وان ازُوره صَباح الغدْ ..
لم أتمالك نفسي ، قُمت بالاتصال فورًا ، لكنه لا يُجيب ، بالتأكيد كان نائم فالساعة باتت متأخرة للغاية .. وكتبت له بأني ، " قابلت نِيتْ ، وارغمني على العودةة للمنزل ، سأحكي لك التفاصيل حالما أراك ، لكنني لا أستطيع القُدوم لك بالغَد ، أعتذر ياعزِيزي ، جُل ماأستطيع فعله هو طَلب مُساعدتك ، ساعدني تشاكي "
أرسلتها فورًا ، مرّت 15 دقيقة على دخُولي للغرفة ، خرجت بهدوء وكأنني سارقة او ماشابه !
كنت اريد الخُروج من البوابه .. آه ! ياللأسف كان مُقفل كما توقعت .. لذا عُدتُ ادراجي بأسى ..

.. في صباح اليوم التالي ، أستيقظت وانا افتقر للنُومْ بِشده ، هذا مؤكد فقد امضيت ليلتي في التفكير بأمورٍ مُهمه واخرى سخيفة ..
خرجت من الغُرفة ونزلت للأسفل كانت السيدة هلتر على مائدة الطعامْ ، أبتسمت لي بتصنع – لقد عُدتي إذاً .. لقد إشتاقكِ نيت كثيراً "
لم ارُد عليها ولم اقم بالأبتسام حتى ، جلست على المائدة وبدأت بالأكل .. كانت تنظر لي بتعجب سَاخرْ ، لكنني أتقنت دور اللآمبالي واكملت طعآمي ، نِيت قدم ايضَاً ، نطق بِسعادة غبيه – صباحُ الخير " اجابته والدته لكنني لم اُجيب البته !
قام بالأكل والتعجب بادٍ عليه هو الآخر ..
قطع طعام نيت رَنين جرس الباب ، قام بفتحة ، جحظت عينيه وعقد حاجبيه !
اما انا فقد طُرق قلبي ، وقفت وركضت للبوابه غُرقت عيني بالدموع ، أحتظنته وبادلني .. صَرخت بِسعاده باكيه – تشا .. تشاك "
__________________
اصدقائيّ يرفُون ليلاً ..
ولا يتركونْ خلفُهم أثرًا ، هل اقول لأمي الحَقيقة ؟
لي أخوةٌ اخرُون ، اخوةٌ يضعون على شرفتي قمرًا
اخوة ينسجون بإبرتهُم معطف الاقحُوانْ ♫


MY NOVEL !
http://vb.arabseyes.com/t355488.htm
مٌدونتي
http://vb.arabseyes.com/t377022.html