عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-25-2013, 07:13 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139093807305871.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





(((عيناك عذابي...............))))



الفصل الأول : ((حدث غير متوقع))



(جوش ,إنك تدرك مافعلته أليس كذلك ؟)
(نعم ,آنسة باركر !) تمتم الطفل الحزين الذي كان يكلم دانييل بعد أن تشاجر مع زميل له في الصف يدعى بيتر .
أحست دانييل برغبة في البكاء عندما سمعت النبرة الحزينة لكنها تمالكت نفسها .قالت مسيطرة على ثبات صوتها(جيد والآن أريدكما أن تعتذرا لبعضكما وتتصافحان لأنكما صديقين .هيا )
تبادل الطفلان كلمت الاعتذار ثم أخذت دانييل نفسا عميقا وقالت (والآن لنبدأ الدرس )
دانييل باركر معلمةموسيقى تعشق مهنتها التي توفر لها الراحة خصوصا أنها تعلم الأطفال اللذين في الصف الثاني وهذا عمر جيد للتحكم في تصرفات الأطفال ....دانييل ذات الستة والعشرين عاما تعشق الى جانب هوسها بالموسيقى القراءة فبإمكانها أن تقرأ أكثر من كتاب في يوم واحد.كانت ولازالت القراءة والموسيقى ملجأها من كل مايحزنها ........
لقد تعرضت هذه الفتاة لكثير من الأحداث خلال حياتها ,فهجر والدها لها ولوالدتها وموت والدتها قبل سنتين أثرا فيها بشكل كبير ومع ذلك كانت ابتسامتها لاتفارقها .
عند انتهاء دوام المدرةسة ,اتجهت الى مقهى تحبه وتعرف كل العاملين فيه ..دفعت باب المقهى الثقيل ورن الجرس الصغير الذي ينبئ بدخول الزبائن ...أرسلت أشعة الشمس الذهبية في الشتاء ألوانا رائعة عنما انعكست على شعرها الكستنائي المائل للنحاسي الذي كان لايكاد يلامس كتفيها فقد كانت تقصه بانتظام حتى يصبح عمليا أكثر ..كان جمالها هادئا لم تكن من النساء الشقراوات ذوات العينين الزرقاوين بل كان لون عينيها الخضراوين يتناقض مع شعرها الداكن وقد ورثتها عن والدها .
أخذت دانييل تتلفت في المقهى المزدحم ولم تجد مكانا تجلس فيه ..كان مقهى تشارلي معروفا في نيويورك فقد كان البعض يأتي من الطرف الآخر للولاية حتى يجلس في مقهى تشارلي .
حياها تشارلي صاحب المقهى من بعيد ملوحا لها لتأتي اليه ..كان بمثابة العائلة لها بعد موت والدتها العزيزة فقد كان شخصا لطيفا بشعره الأسود الذي يتخلله بعض الشعر الأبيض وتلك العينين الحنونتين .
(مرحبا ,تشارلي ) قلت بابتسامة واسعة
(مرحبا ياطفلتي ,طلبك المعتاد؟)
-(بالطبع, كيف حال ترافيس وزوجته؟)
(إنهما بخير ,جيسيكا متوترة من عدم قدرتها على العتناء بالطفل )ابتسم ثم أضاف (أظن بأنها ستفقد عقلها خلال هذا الأسبوع اذا كان الصبي يشبه ترافيس )
ضحكت دانييل (ومالذي كان يفعله ؟)
رفع حجبيه باستمتاع قائلا(لقد كان ينام طيلة النهار ويستيقظ طوال الليل ويبدأ بالبكاء حتى الفجر )
قالت دنييل مشفقة على الوالدين الجديدن (يالها من مسكينةجيسيكا) شربت قليلا من الموكاتشينو الذي طلبته وأضافت (ألهذا ستيلا معهما ؟)
(نعم ,وأنا كاتائه من دونها ) كانت ستيلا زوجة تشارلي لطيفة أيضا
(اذا أردت بإمكاني المساعدة ,أنا مستعدة )
(أوه عزيزتي ,هذا لطف منك .لكنك لابد مرهقة من تعليم هؤلاء الصغار منذ الصباح )
نظر تشارلي الى ركن المقهى ليرى أحد الزبائن يشير اليه فقال لدانييل (عظيم ! مالذي فعله الفتى الجديد الآن ؟؟)

كان هناك موظف جديد في طافم تشارلي وقد كان اسمه براد في السابعة عشرة ,كان دائما يرتكب الأخطاء قيضيع الطلبات أو يخلطها وقد صبر تشارلي معه لأنه صغير لكنها تعرف أن صبر تشارلي سرعان ماينفذ ..قالت (لاتقلق ,وتذكر أن تعد الى عشرة )
ضحك تشارلي وذهب .

أخذت دانييل تفكر في حياتها ,ياترى هل أبدى والدها اهتماما بها عندما ولدت ؟هل كان يساعد والدتها في رعايتها أم أنه لم يرغب بها منذ البداية ؟

أغمضت عينيها للحظة ,ترسم في مخيلتها منظر العائلة التي لظالما حلمت بها ..والدها جالس على الأريكة ووالدتها بجانبه وهي تعزف على البيانو الموجود في غرفة الجلوس ونار المدفأة تمد الغرفة بالدفء والحنان والمودة الأسرية ..قرع جرس باب المقهى ليوقظها من أحلامها الوردية التي لن تتحقق لعدة أسباب أولها وأهمها هي أن والدتها قد توفيت محطمة الفؤاد وثانيها أن والدها تزوج من امرأة أخرى ونسي أن لديه ابنة من زواج أول وهي تكرهه لذلك !
تكرهه؟! أهي حقا تكرهه؟ لايمكن ..قد تكون مستاءة منه لأنه تركها ..
كانت تهم بالمغادرة عندما اقتربت ليندا منها وهي عاملة في المقهى قائلة (دانييل ,كدت أنسى .لقد كان هناك رجل يسأل عنك )
رجل؟! ويسأل عنها؟!
عقدت دانييل حاجبيها وقالت (ماذا كان يريد؟)
لم تكن لديها ديون حتى يأتي ليسأل عنها رجل وهي لاتعرف غير ترافيس وتشارلي ..من يكون ؟؟
قالت ليندا متحمسة (لم يقل ولكنه قال أنه سيعود)
سألت دانييل (هل قال اسمه ؟)
ردت ليندا(لم يقل أيضا )أضافت (أرجو أن أكون موجودة عندما يعود فهو وسيم جدا)
ابتسمت دانييل (الكل عندك ياليندا وسيمين )
ضحكت ليندا بخجل
خرجت دانييل وهي تفكر من يكون هذا الرجل ؟؟ولماذا يبحث عنها ؟
ركبت سيارتها اللاند روفر الكحلية متوجهة الى منزلها .لقد كانت تسكن في المنزل الذي كانت والدتها تسكن فيه بعد أن ذهبت دانييل الى الجامعة وهو طبعا ليس المنزل الذي كانت تسكن فيه عندما كانت صغيرة فبعد أن طلق والدها أمها انتقلوا من المنزل يعد أن عرض عليهم والدها السكن فيه ..لكن والدتها عارضت وانتقلوا الى هذا المنزل الجميل الملئ بالذكريات
ركنت سيارتها في المرآب ودخلت البيت الملئ بالذكريات الجميلة مع والدتها ...نظرت من خلال النافذة ورأت الشمس تغرب ......
آه كم أكره الغروب!!!


-------------------------------------------


استيقظت دانييل في الصباح في غرفة الجلوس بعد أن غلبها النوم وهي تقرأ كتابا معانية من ألم في رقبتها جراء النوم على الأريكة ..كان اليوم هو السبت وهذا يعني أنها في اجازة لذلك خططت لقضاء اليوم في المتنزه وقد تقرأ كتابا

أخذت تتمشى في المتاحف والمتاجر وخاصة متجر هدسون لأنه المفضل لدى دانييل واشترت بعض الأشياء وعندما جاء منتصف النهار ,جلست تحت ظل شجرة وأخذت تقرأ كتابا اشترته .
مر الوقت وهي تقرأ منصتة الى الى زقزقة العصافير والهواء النقي يلفح وجهها ..كانت مستغرقة في القراءة لدرجة أنها لم تسمع الخطوات التي كانت تقترب منها ...أجفلت دانييل عندما سمعت صوتا عميقا لدرجة أن الكتاب طار من يدها يقول(دانييل باركر؟)
صرت دانييل على أسنانها فقد قاظعها في جزء مهم من الكتاب وعندما همت أن تأخذ الكتاب اذا بيد تمتد وتلتقط الكتاب بكل خفة ,زاد غضب دانييل (لقد أفزعتني ,من تكون ؟)
تنقلت نظرات دانييل من حذاء الرجل الذي كان يدل على أنه ثري الى بذلته الثميتة الى جهه ولاحظت ذلك الوجه الوسيم ,وذلك الشعر الكثيف الشديد السواد والذي كانت الشمس ترسل أشعتها عليه ,وتلك العينان السوداوين ...لم تر في حياتها مثلها أبدا ..وخفق قلبها
لم يجب على سؤالها بل بادلها نظرتها ثم رفع أحد حاجبيه قائلا (هل أنت دانييل باركر ؟)....
انه حتى لم يعتذر منها لأنه أخافها .....فعلت مافعل بحاجبه وقالت




(هذا يعتمد على من يسأل )

وقفت على قدميها ومدت يدها نحوه وقد كانت بعيدة لكن قلبها الغبي لم يكف عن الخفقان ..لقد كانت تظن أن السبب هو فزعها منه عندما أخافها .نظر الى يدها الممدودة باستفهام فقالت (الكتاب من فضلك )

أعطاها الكتاب وعلى وجهه علامات نفاذ صبر وقال(رايانويليامز,يجب أن نتحدث ياآنسة باركر .هناك مقهى في الشارع المقابل ,لنذهب )
صدمت دانييل من استبداديته وقالت بحدة (انتظر لحظة ,من أنت لتصر الأوامر بحق الله؟)
بدت على وجهه علامات الصدمة التي سرعان ماندثرت تحت قناع وجهه الذي من جديد




(ظننت أنني قلت من أنا ,لكنك على الأرجح لم تسمعيني .أنا رايان ويليامز)

ضحكت باستهزاء وقالت (لقد سمعتك من قبل ولكن من يكون رايان ويليامز)

أرسل لها نظرة من عينيه الباردتين ارتعدت لها أوصالها ثم قال بصوت منخفض زاد من رعشتها (ستعرفين عندما نذهب )
ثم شرع بالمشي متوقعا أن تتبعه
لم تجد دانييل أمامها الا أن تتبعه فجمعت أغراضها بسرعة ولحقت به مكرهة وقد كرهت نفسها
أخذت تسرع في المشي وعندما وصلت الى جانبه نظر اليها ولاحظ الأغراض التي معها فقال (دعيني أحمل عنك)
ردت بحدة (كلا,أستطيع تدبر أمري )
مضت لحظة صمت قصيرة قال بعدها (كما تريدين)
عندما وصلا الى باب المقهى فتح الباب وتنحى جانبا لتدخل فقالت بسخرية (شكرا) وأكملت في نفسها ..الآن تذكرت آداب المعاملة ....
جلسا الى الطاولة فقالت (ماذا تريد ياسيد ويليامز؟)
في تلك اللحظة اقترب تشارلي ليأخذ طلبهما عندها قال للمدعو ويليامز(اذن لقد وجدتها!)
ثم أضاف قائلا لدانييل (لقد جاء يبحث عنك )
كانت تريد أن تعلق على كلام تشارلي لكن رايان سبقها قائلا(أشكرك سيد يورك, على مساعدتك .أقدر لك هذا حقا )
نظرت دانييل بسرعة اليه بسبب اللهجة التي تكلم بها ,لقد كانت لهجة دافئة ..لكنها عندما نظرت اليه لم تلحظ أي تغيير في وجهه الجامد.
قال تشارلي (لاشكر على واجب يابني ...نادني تشارلي )
ذهب تشارلي فأخذ رايان يتململ في مقعده وقال (حسنا,دانييللدي خبر سيء ) توقف قلب دانييل ليس بسبب مناداته لها باسمها الأول بل بسبب ماقاله
خبر سيء؟!!
قال بشيء من التمهل لأنه شعر بخوفها (إن والدك يريدمقابلتك ...) أخذ رأسها يدور وهجرها كل احساس بالمنطق وأحست بغضب يتصاعد داخلها
أراد أن يكمل كلامه لكنها قاطعته بسخرية (هذا خبر سيء حقاياسيد ويليامز ) لماذا يريد رؤيتها ؟والآن بعد كل هذه السنوات ؟!ثم وقفت بسرعة لتغادر لكنه أمسك بمعصمها يمنعها من الرحيل فقالت ( اتركني )
ألم يجد والدها الوقت ليأتي بنفسه ؟ألم يستطع أن يعطي ابنته الوقت ؟وأيضا ألم يجد غير هذا الأحمق المتعجرف البارد حتى يستدعيها اليه وكأنها أحد موظفيه الأغبياء ....
قال رايان بغضب وحدة (أيتها الحمقاء الغبية هذا ليس الخبر السيء .....إنه مريض ....لقد أصيب بنوبة قلبية )
شحب وجهها شحوب الأموات وتهالكت على المقعد .........مرت لحظة طويلة جدا أحست فيها بطنين في أذنيها تلاه صمت مميت على الرغم من أصوات الناس في المقهى ............مريض؟؟!
قال رايان (إنه يريد رؤيتك)
وكأن صوته أعادها الى الواقع ولم تعرف مالذي حصل لها .لقد أحست بفجوة في قلبها ..تذكرت والتها طريحة الفراش في ذلك المستشفى البارد ولم يأت أحد لمواساتها ...لم يأت الشخص الذي أرادته أن يأتي .....والدها ...والآن يريد رؤيتها ؟مرت أكثر من عشر سنوات ...لم يأت اليها ...لماذا تأتي اليه الآن ؟ّّ!
تابع رايان (إنه في مستشفى ميرسي في لونغ ايلند ...أريدك أن تأتي معي لتريه .......)
قاطعته (لاأستطيع )
(ماذا؟؟) شرعت بجمع أغراضها لقد كان قرارها وليد لحظة متهورة ...لحظة قلبت الموازين ...لحظة غيرت حياتها الى الأبد ....
همست




(لاأستطيع رؤيته )

وعندما همت بالخروج قالت بصوت بارد وعينين استحالتا الى قطعتين من الثلج ( سأصلي من لأجله !)

وأسرعت بالخروج .
جلس رايان في المقهى وقد صدم من هذه المرأة ..انها ليست كما وصفها جوناثان باركر أبدا ...انها متوحشة ...انها دنيئة ..انها .....ولم يجد أي كلمة يقولها فقد أصيب بخدر في كل أنحاء جسمه .....لكنه يعرف شيئا واحدا ....انه يكرهها وسيكرهها الى الأبد وسوف يحطمها ........
نظر الى فنجان الموكاتشينو الذي يخصها وأراد أن يكسره وكأنه بذلك يحطم تلك المرأة ......


*********************************



أنتظر ردودكم بفارغ الصبر



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 10:42 PM
رد مع اقتباس