عرض مشاركة واحدة
  #407  
قديم 02-22-2013, 02:52 AM
 
Lightbulb






******








أسميَ هو إيليا..
اعطيتهٌ ظهريَ في حين لحظة شعرتُ فيها برغبة ملحة بمغادرة المكانّ لولا امساكهِ لمعصم يديّ اليسرى بشيء من القوة

اعاصيرُ الذكرياتّ السوداية تلاحقنيَ , تأرقَ صفويّ و تسرقُ ما تبقى فييّ من سعادة موشكة على الأنطفاء في كلِ مكان و زمان الوذ منه هاربة!

صرختُ فيهِ قائلة بألم
"ابتعـــد عنيّ"


ارتجافاتيَ و البرد القارص الذيَ شعرتُ بهِ يتسلل جميع ارجاء جسديّ حينها شيء لن انساه , بل سأخطهٌ , سأخطه ليبقى راسخاً ممجداً , يقرأ عنيَ فيعرف الألم بأسم أخر هو أسميَ "شروقّ" , لعليَ انجح بمؤانسة و مؤازرة اولائك ذوي القلوبَ المُمزقة و الخواطر المكسورة من خلال مجمل كلماتّ هاربة من مصح شراين قلبيّ المتلفة! , لم يفهم سبب تصرفيَ الأخير لكنهُ اكتفى بسحب يدهِ بسرعة , بقيَ واقفاً مكتفاً يناظر الفراغات في لحظةً شعر فيها بالتعجب و عدم استيعابِ موقفاً مر بهِ تواً , اكتفيتُ بمغادر ساحة الذكرياتّ المرعبة تلكَ لاعلنَ استسلاميَ لعدو بات قليلاً ما يتردد عليَ هذه الأيامَ , ابتعدتُ كثيراً غير واعيه لذلك فجلستُ عند احدى الاستراحاتَ القريبة , اجهشَ ببكاء عميق كمن فقد عزيزاً بلا رجعة!



******



انهُ اليوم الأول لحبيبتيّ شروقَ لتكون انسانة طبيعه , لتعيش يومها بلا خوف او قلق بلا دموع أو حتىَ احزان و الألم بعيداً عن ذلك الشبح المهدد لسعادتها, الجامعة بالنسبة لصغيرتيَ شروقّ ليس إلا تحديَ ممزوج بطابع بسيط من الأمل , اتمنىَ ان ينتهىّ هذا اليوم على خير حقاً! , بعد ان اريتها اجزاء الجامعة افترقتُ عنها لاتركها تدخل محاضرتها الأولى , اتجهتُ للمكتبة لأطلع على جديدِ الكتبَ و لاهدر الوقت المتبقى لبدء محاضرتيَ , -كتبَ الشريعه- المرصوفة على المدرج الخاص بها بشكلاً مرتب هيَ ما تشدنيَ للقراءة دوماً , اخذت اتفقدها جميعاً من خلال اسماءها المكتوبة على كل واحد منها , بعد ان وقع اختياري على احداها , امسكتهٌ و اخذتُ اقرء ما يحتويَ بشكل سريع من خلال صفحة الفهرس , لم انهيَ القراءة ليقاطع سير اندامجيَ بهِ صوت لم يبدو غريباً عليَ اطلاقاً


"كنتُ متأكده بأنني ساجدكَ حتماً هنا كما اعتدت دوماً"


رفعتُ وجهي و بصريَ لأرد ببرود و أنا ارجع الكتاب لمكانهِ السابق بعد ان شعرتٌ برغبة في عدم متابعه ماكنتُ اقوم بهِ سابقاً لهذا المتطفل


"كنتُ اتوقع قدومكِ لأزعاجيَ كما اعتدتِ"


تقدمت نحويَ بضع خطوات لتصبح قريبة منيَ فتمسك معصم يدي اليمنى في محاولة منها لتطيب اجواء بددتُ اريحيتها تواً , كانت ستسعى من خلالها بدء حديث لا طائل منه , حررتُ يديَ من قبضتها لابتعد عدة خطوات متقدماً للأمام تاركاً لها واقفة خائبة كالمعتادة



جاءنيَ صوتها الباكيّ ليجبر قدميَ على التوقف
"لكننيَ احبك يا حيدرّ , تعلم بحبيَ المحرق هذا منذ سنوات لكنك لا تبادر و لا تهتم , لا انت بمقدر و لا انت بمعبر!"

أدرتُ ظهريَ و نظرتُ لعينيها الحمراوتين اللتينَ كانت تمر بصراع وجود مع الدموع مستخدمة سلاع الجفون العاجز و الضعيف , صمتُ قليلا لكننيَ سرعان ما استجعتُ ما كنتُ سأقوله دفعة واحدة لأقوله لمرة واحدة و اخيره..





"لكننيَ لا اشعرُ اتجاهكِ بأي شيء؟ , لم اقمّ علاقة عابرة معكِ بأي شكلاً من الأشكال , و لم اكذب عليكِ و لم استغل انوثتكِ! , لم اكن بالمتوحشَ في أسلوبي أو حتىّ تصرفاتيَ معكِ للا اسبب لكِ الضيق و الألم! , لما لا تبدءين حياة جديده مع شخص اخر يقدركِ عند كل مرة و مرة اخبركِ فيها بأنني لم و لن اشعرُ بشيء اتجاهكِ ما حييتّ"





ضربت الطاولة بيديها الأثنتين بقوة كبيرة محدثة صوت كبيراً عكر صفو الهدوء المسيطر على المكتبة لتقول متألمة

"ستندمَ يا إيها الأسكافيّ على رفضك ليّ أنا اعدكَ بذلك فلا احد يرفض ريمّ الأيوبيَ و يجرحها ثما ينجو بفعلتهِ هذه"


انطلقتَ هاربة تجريَ خارج المكتبة لمكان بعيد تصبُ فيهِ ما كان يحتويها من ألم , لم اهتم لما قالتهُ تواً فهو ليس إلا تنفيساً لمعاناة تشعرٌ بها , ثما أنني لستُ ممن يرهبون تهديدات الأخرين أو يلقيَ لها بال أصلا فلا وقتَ ليّ لذلك





*******
__________________