:شكرا لك
هذا ما استطاعت التفوّه به و هي تنظر له بشبح ابتسامة متوتّرة,فاشار لها برأسه و هو يفهم اظترابها
و اختفى بعدها فعاودت الجلوس و هي مستغربة من ظهوره المفاجئ وطريقته العجيبة في انتشالها و كأنّها ستموت
و لكنّها اقنعت نفسها بانّه ربما كان حقّا مارا من هنا او استغرب وجودها في هذا الوقت و بدون شعور وجدت نفسها
تغنّي بصوت عميق رصين رخيم.
مرّ الزمن و ساكورا تنشد اغانٍِ تقليدية عرفتها عن امّها و اجدادها الى ان قاطع ذلك الجو الباهر تراخي اجفانها رويدا رويدا وانسدلت حجابا صفيقا بين طرفها و العالم الخارجي .. و لم تشعر بنفسها بعد ذلك ,لقد نامت في ذلك المكان و هذا ليس من عادتها لكنّ قطع طريق احلامها ذاك صوت احدهم يخضّها
فتحت عينيها بضيق و هي غير مدركة للاحداث التي تجري امامها غمغمت بصوت مسموع
:ماذا اين النهر و اين القمر و اين انا ؟
تساءلت و هي مازالت غير مدركة لاي شيء يحدث امامها و لكن ما ايقضها تماما هو ذلك الصوت الرنّان
:هل تشعرين و انتِ نائمة هكذا كل يوم؟!
فزعت و جزعت و هي تفتح عيناها بصدمة و استغراب
:ماذا ساسكي؟ ما الذي تفعله في غرفتي ؟؟
:غرفتك؟ هل تهذين؟!
نظرت حول نفسها, لقد كانت نائمة على العشب الاخضر و قد كشف جزء من كتفها جرّاء التقلّب
هذا ما استطاعت تفسيره عندما قطع خيط افكارها صوته من جديد
: لماذا تنامين هنا؟
:ما الذي اتى بكِ الى هنا
:سألتُ اوّلا؟
ها قد عادا الى نفس الوضعية ,نفس السؤال,نفس الجواب تماما كما حدث قبل بضع ساعات
:كنت اغنّي و
كان قد قطع حديثها بابتسامة جانبية
:اعلم بذلك
:كم الساعة الآن؟
:لا تخافي لم تنامي كثيرا
يعلم بذلك؟ مهلا كيف يدرك و هو قد ذهب هل يمكن ان يكون
رفعت رأسها و همست له
: هل كنت هنا ساسكي كن طول الوقت؟
تقدم نحوها و هو يمسك بطرف اصابعها و بعدها وقفت و هي تنتظر منه الاجابة كما لو انها تنتظر نتيجة الاختبار
:هل جننتُ انا لاتركك وحدك في هذا الليل؟
: هذا يعني انك كنتَ تراقبني طول الوقت!
:تماما
هذا ما توصّلت اليه و قد غاض الدم في وجهها فاذا هما ضامرتان كوجنتي صنم من شمع
تذكرت بعض المواقف و هي تغنّي و تلك الحركات التي قامت بها كتعبير منها او كاحساس نابع من قلب, و يدور الزمن في خلدها دوارانا مظتربا سريعا
لتتأكدّ من انّها انتهت.. انّه لقمّة من الخجل ان يشاهدها و هي تكشف جانبها الطفولي ذاك الذي لم يكتشفه احدا غيره ..كانت دائما تتصنع الشخصية القوية
فتخفي بها تلك البراءة ,الطفولة,الخجل .. هل يعقل انّ كل ما تصنّعته ذهب سدا
لم يسمع اي حسيس خيّم الصمت و خفتت الانفاس فقد ذهبت هي بفكرها بعيدا حيث خيالها المرافق لها على عكسه هو الذي كان يراقب نظراتها المشتتة,حركاتها و كل شيء فيها بكل دقّة
و كانّه يستكشفها لاوّل مرة ...
:هل تنوين البقاء هنا ؟
فاتر ساخر كما هوّ ,ولكنها لم تغضب منه او خاطبته بهمجية بل اجابته بابتسامة لطيفة رقيقة هامسة
:لا ,الى اللقاء
و همت بالركض
:انتظري ,ساوصلك في طريقي
:لا تتعب نفسك ساسكي ,فمنزلي قريب
:عنيدة دائما ,قلتُ لكِ انتظري
:حسنا لنذهب
كان الصمت هو الملك هنا فقد غادرت كعادتها الى عالم فيه نضرة و جمال جلال و سموّ عظيم
نظر لها بغرابة فهذه ليست ساكورا نفسها ,وجد نفسه بغير شعور تحت تأثير اسلوب المقارنة ,لن نستطيع الكذب فقد تحرّك الفضول داخله هذه المرّة
فزميلته لا تترك وقتا الا و تثرثر فيه كما تشاء لدرجة انه ينعتها بالمزعجة الاّ انها لا تبالي و تكمل حديثها و لمسة الحماس و عيناها اللامعة و كانّها تعيش
تلك المواقف التي تسردها دائما.. تعثّرت فجأة بعود صغير كان مرمي على الارض فسقطت و اصدرت اهّات الم.. سقطت كذلك صورة و شيء لامع من جيبها
فنست المها و اخذت تلك الاشياء بسرعة كما لو انها قد افتكّت منها ,هذه المرّة تأكّد بانها ليست على ما يرام ..ساعدها على الوقوف و هو يقول
:هل انتِ بخير؟
اومأت برأسها بهدوء .. نظر لها بنظرات متفحصّة ..ركبتها تنزف !!
:هل انتِ بخير حقا ساكورا ,يا لكِ من متهوّرة
جلس القرفصاء و قطع جزءا من قميصه و لفّ الجرح بسرعة و مهارة
و لم يبالي بتوسّلاتها التي ترجوه بان لا يفعل شيئا
:مهلا ساسكي ,لم يكن عليك فعل ذلك
:انا نينجا طبّي و اعلم ما عليّ فعله
:حسنا آسفة و شكرا لكَ ولكنّك ستمرض بكل تأكيد و قميصك خفيف و انتَ مزّقته الان
:ساسكي ارجوك
: هيه انتهيت ,هل تستطعين المشي الآن ؟؟
:وهل ستستمر في مقاطعتي ,شكرا لكَ حقّا و لكن لم يكن بذلك الجرح ,انه مجرّد خدش بسيط
:حقا ,اذًا انتِ قادرة على المشي؟
عنادا منها هزت برأسها وتقدّمت خطوات الاّ انه امسكها قائلا
:توقّفي ساكورا ,لن تستطيعي خداعي هكذا وجهكِ يكاد ينفجر من شدّة الالم استندي عليّ
نظرت اليه و اتّسعت عيناها لكنه لم يترك لها الفرصة تقدّم نحوها و امسك بذراعها اليسرى و وضعها على كتفه و جعلها تستند عليه..
:شكرا ساسكي كن لست اتألم لكن ان نظرت الى الاسفل فستجد ما يعيق حركتي
نفّذ ما قالته لكنها اسرعت و البسته كنزتها الصفراء...
الاسئلة
-1- هل اعجبكم البارت؟
-2- انتقاداتكم؟
-3- ما رأيكم في شخصيتهما؟
-4- هل من سؤال؟
اعتذر اليكم لقد تأخرت