البارت السابع
كانت جوليا نائمة على السرير لكن ليست مغمضة العينين..
جوليا <بنظرة حزينة تملأها الدموع وتضع يدها على رأسها :السنوات تعيد نفسها..
وقفت من على السرير ومسحت دموعها وأتجهت الي دورة المياه وغيرت ملابسها ثم خرجت من الغرفة..
أتجهت جوليا الى غرفة ستيف ووضعت يدها على مقبض الباب بتردد..ثم بعد مدة طويلة فتحت الباب ودخلت..
جوليا <في نفسها :هل هو نائم؟..
نظرت جوليا الى كل أحناء الغرفة لكن لم تجد أحد
ثم فجأة سمعت صوت صنبور المياه يفتح فخرجت من الغرفة ببطء وأقفت الباب..
ثم أتجهت الى المطبخ..

في مكان أخر
....:سيدتي..أرجوكِ كُولِ شيئاً..
سوزي <بصراخ :قلت لا أريد..أذهبي ونادي لي أبي..
الخادمة <بأحترام :حسناً..
كانت سوزي في غرفة واسعة جداً لا يوجد فيها سوى سرير كبير تنام عليه وخذانة طويلة وسجادة تملأ الغرفة وستائر بيضاء وشرفة واحدة..
دخل أحدهم الغرفة..
.....:سوزي حبيبتي..لما لم تأكلي شيئاً ؟..ستمرضين هاكذاً ..
سوزي <ببرد :أريد الخروج من هذه الغرفة حالاً ياأبي..
والدها <بجدية :سوزي..لا تنسي ما فعلتيه هناك لقد أثرتي قلقي..لا أريد أن يحصل لكِ شيئاً أخر..
سوزي <تعقد ذرعيها :وهل تعتقد أن هذا لن يجعل أي شيئاً يحصل لي..؟..أستطيع بثانية واحدة قتل نفسي بأي شيئ..ما رأيك ؟..
والدها :سوزي..أرجوكِ أفهمي..
سوزي :لا أريد أن أفهم..أريد أن أخذت حريتي وأخرج من هذا المكان الخانق..
والدها <وبعد تفكير طويل :حسناً..ولكن هناك شرط..سيكون هناك حراس شخصين لحمياتك..
سوزي :لا يهم..المهم أن أخرج من هذه الغرفة..
^
والأن لنعد الي قصر عائلة بارتن
^
أحضرت جوليا الطعام ووضعته على المائدة وفي تلك الأثناء خرج ستيف من دورة المياه وجلس ليأكل الفطور كان يرتدي بنطاله ولم يكن يرتدي القميص ووضع على رقبته المنشفة ...
وقفت جوليا تنتظره لينهى طعامه وأثناء أنشغاله بالطعام كانت تنظر له بنظرة غامضة..
أحس به ستيف فرفع رأسه لها..
ستيف <بأبتسامة :هل أضعتي شيئاً ما في وجهي ؟..
جوليا <بعد أن أتسعت عينها وأشحت بوجهها :لا..أسفة لم أكن أقصد..
لم يهتم لها وأكمل طعامه..
وبعد فترة قصيرة..
أنهى طعامه ثم أتجه الى الخذانة وأخرج قميص أزرق ليرتديه..
وفي نفس الوقت كانت جوليا تحمل الطعام للمطبخ وتنظف المائدة..
ستيف <يتجه للباب :سأخرج..لذا خذي راحتك اليوم..
ثم خرج من الغرفة..
رتبت جوليا الغرفة ثم خرجت بعد خمس دقائق..
أتجهت لغرفتها ودخلتها ثم فتحت الخذانة وأخرجت منه كتاب بعنوان (الوردة الحمراء )
وبعد ذلك خرجت من الغرفة متجهتاً الى الحديقة..
جلست على أحد المقاعد وفتحت الكتاب لتقراءه..
^
بعد ساعة

...... :جوليا!..مرحباً..
جوليا <تنظر لصاحب الصوت :مرحباً ليزا..
جلست ليزا على المقعد الذي بجوار جوليا..
ليزا <بأبتسامة :ما رأيك أن نخرج اليوم ؟..
جوليا <دون أن تنظر لها : الي أين ؟..
ليزا :الي أي مكان..ما رأيك أن نذهب لسوق التجاري ؟..
.......:موافقة..
نظرت ليزا وجوليا الى صاحبة الصوت..
وقد كانت ..
فتاة جميلة جداً..
بيضاء البشرة وعينها زرقاوتان..وشعرها أشقر طويل..وتبتسم أبتسامة واسعة هادئمة..
ليزا <بفرح :تينا ؟!!..
وقفت ليزا وأحتضنت تينا بفرح..
وبعد أن أبتعدت..
ليزا :متى وصلتي ؟..
........:وصلنا الأن..
ليزا <تنظر لصاحب الصوت بحقد : وأحضرتي معكِ هذا المعتوه..
ضحكت تينا..أما ذلك الشاب فقد غضب من كلمة ليزا الأخيرة..
الشاب :رأس البطاطة هنا أيضاً..
ليزا <بغضب : ما هى رأس البطاطة ؟..
الشاب <بسخرية : لا أرى سواكِ هنا من تدعى رأس البطاطة..
ليزا < بأنفعال : أسحب كلامك..
الشاب :ولما أسحبه هل أنا واقف عند البنك الدولي..ههههههـ..غبيه..
ليزا :جيمي..أصمت..
جوليا <بعد أن وقفت :أنا ذاهبة..
تغيرت ملامح ذلك الشاب الذي يدعى جيمي حين رأى جوليا..
جيمي <بعد أن أنحنى بطريقة مضحكة ومسك يدها :أتعلمين..أنتي أجمل فتاة رأيتها في حياتي..
أتسعت عيناى جوليا وهى تنظر له..أما تينا فقد كانت تنظر للموقف وكأنه ليس غريباً عليها وبالنسبة لي ليزا فقد غضبت وضربته على رأسه بقوة..
ليزا <بضيق :أبتعدت عنها..
جيمي <بعد أن أبتعدت ووضع يده على رأسه بتألم :لما فعلت هذا ؟..
ليزا <بطريقة ساخرة :لأنك غبي..وتلك هى الطريقة التى تنفع مع الأغبياء..
جيمي <بأنفعال :لـــــــيزاااااا..
ليزا <بهدوءاً مصطنع :نعم..
قاطع كلامهم دخول السيد بارتن وويل..
بارتن <بفرح :تينا..حبيبتي الصغيرة متى عدتي ؟..
تينا <بأبتسامة :لقد جاءت الأن ياجدي..
بارتن <وكأنه يبحث عن شيئ :أين التؤامان الصغيران آسـو ومارو..
تينا :سيأتين بعد قليل..
ويل <ببرود (يكلم جيمي ) :لما تضع يدك على رأسك؟..
جيمي :لقد ضربتني قتاة غبية..
ليزا <بضيق :أصمت..
ويل <يشير الى ليزا بغباء ويكلم جيمي :هل ضربتك ؟..
حرك جيمي رأسه بنعم..
وضع ويل يده على فمه وظل يضحك..
ليزا <بغضب ووجنتاها متورداتنان :لماذا تضحك ؟..
لأحظ كلاً من جوليا وويل أحمرار وجنتيها..
ليزا <بطفولية :سأذهب لغرفتي..
ثم تقدمت قليلاً..
ويل <بسخرية :تصبحين على خير..
لم ترد وأكملت طريقها..
السيد بارتن :تفضلو بالجلوس..
جلس الجميع..
بارتن يجلس بجاوره ويل وبعده يجلس جيمي ثم تينا وجوليا التى تقراء في كيتابها..
بارتن <ينادي الخادمة :سيلي تعالي..
الخادمة :نعم سيدي..
بارتن :أحضري الفطور الي هنا..
الخادمة <بأحترام :حاضر سيدي..
وقفت جوليا..
بارتن :ألن تتناولي معنا الأفطار..
جوليا <تستدير :لا أريد لقد تناولته منذ قليل..
ثم أتجهت الي الدخل..
تينا <بهدوء تكلم جيمي :ألن تذهب خلفها؟..كما تفعل مع كل فتاة ..
جيمي <بغضب :هل يمكنكِ أن تمصتي قليلاً..
تينا <بأبتسامة :يبدو أنها أول فتاة تتجاهلك صحيح ؟..
جيمي :أصمتي..
لم ترد عليه وأكتفت بأبتسامة..
^
في مكان أخر..
......:سيد هيرو هناك شخص يطلب رُأيتك..
هيرو :من ؟.
الخادم :يقول أن أسمه ستيف ماركوس..
هيرو :حسناً..داعه يدخل..
كان هيرو (والد سوزي) في غرفة المكتب كانت كبيرة ولكن لا يوجد فيها أي شيئاً سوى طاولة المكتب والخذانة التى بجاوره والستائر الحمراء وساجدة كبيرة تملأ الغرفة..
طرق أحدهم الباب..
هيرو :أدخل..
دخل ستيف الى الغرفة وأغلق الباب خلفه تقدم من طاولة الكتب قليلاً ثم وقف..
ستيف <ببرود :لقد قال لي أبي أنك تريدُني..
هيرو <بأبتسامة :نعم..تفضل بالجلوس..
جلس ستيف في الكرسي الذي أشار له هيرو الموجود أمام المكتب..
هيرو :سنبدء المشروع من الغد..
ستيف <بأهتمام :أي مشروع ؟..
هيرو :مشروع المدينة الكاملة التى سنقوم بها في جزيرة مالي..
ستيف :والمطلوب ؟..
هيرو :بما أن شركاتكم أكبر الشريكات الهندسية للبناء لذا ستدخل معي أنت ووالدك لنصبح شركاء للفكرة..
ستيف :وهل والدي يعلم بالأمر ؟..
هيرو :نعم ..وقد وافق عليها..
ستيف :أذاً لما تستشيروني ؟..
هيرو :لأنك الوريث الوحيد لشركة والدك..
ستيف :حسناً موافق..
هيرو <يقف ويمد يده :أذاً أتفقنا..
ستيف <يقف ويصافح هيرو :نعم..أتفقنا..
فجأة
جاءهم صوت نغمة جميلة حزينة لغزفاً على البيانو..
ستيف <بتسأل :ما هذا الصوت ؟..
هيرو <بأبتسامة :أذهب الي مصدر الصوت وستعلم..
أبتعد ستيف عن السيد هيرو ثم خرج من الغرفة وأتجاه لمصدر لصوت..
دخل غرفة كبيرة جداً لا يوجد فيها سوى..بيانو كبير في المنتصف لونه بنى غامق وساجدة سوداء وستائر بنية..
وكانت سوزي جالسة على البيانو وتعزف عليه..
أقترب منها الى أن صار خلفها تماماً أحست به فتوقفت عن العزف..
أدارت سوزي رأسها للخلف لتعلم من يقف..
ستيف <بأبتسامة :لما توقفتي ؟..أن عزفكِ جميل..
سوزي <بعد أن أتسعت عينها :ستيف..
ستيف <بهدوء :مارأيك أن نعزف معاً..
أنزلت سوزي رأسها ولم تعلق..
تقدم ستيف منها وجلس بجوارها..
عزف ستيف لحاً حزين كان مكتوب في النوتة المسيقية التى على البيانو..
راهبته سوزي بصمت ثم مدت يدها وحركت أناملها على الباينو ليصدر تجانس بين النغمتين..
^
لنعد الي قصر عائلة بارتن
عند الغروب
كانت الفتيات (ليزا وتينا وجوليا )
جالسات في الحديقة يشربن الشاي..
ليزا وتينا تتكلمان وتضحكان..
وجوليا منسجمة بالقراءة..
ليزا :ما رأيكن أن نذهب غداً الى السوق بما أننا لم نستطع الذهاب اليوم..
تينا <بأبتسامة :موافقة..
ليزا <تنظر لجوليا :جوليا..وأنتي ؟..
جوليا <ترفع عينها من على الكتاب :لا أريد..
ليزا :ولكن..
تينا <مقاطعةٍ ليزا وتكلم جوليا :لما لا تريدين..؟..
جوليا <تنظر لها بطرف عينها :ستيف لن يسمح..
تينا :وكأنكِ خادمته الخاصة..
جوليا :أنا كذلك..
تينا <بأهتمام :لم أفهم..
جوليا <تضع الكتاب على الطاولة وتمسك فنجان الشاي :أنا خادمة ستيف الخاصة..
تينا <بغرابة :ماذا ؟!...أذاً لما تجلسين معنا ؟..
جوليا <تضع الشاي على الطاولة :هل وجدي معكم يزعجك ؟..
تينا :لا لم أقصد..ولكن لقد تعجبت فقط من كونكِ خادمة..
جوليا <بأبتسامة : لا تهتمي بالموضوع كثيراً..
.....:مساء الخير..
تينا وليزا :مساء الخير..
.......:تينا..متى جاءتي ؟..
تيما <بأبتسامة :لقد منذ 6 ساعات..كيف حالك ستيف ؟..
ستيف <ببرود :بخير..هل جاء معكِ التؤامان ؟..
تينا<بأبتسامة :لا أستطيع أن أتى بدونهما..
ستيف <ينظر لجوليا ببرود :حضيري لي فنجان قهوة..
جوليا <تقف بهدوء وتمسك كتابها :حسناً ..سأذهب لأعده حالاً..
ثم ذهب ستيف..وجوليا أتجهت لداخل المنزل..

^
نصف ساعة

كان ستيف في غرفته يمسك في يده فنجان القهو واليد الأخر يمسك بها بعض الأوراق..
جوليا كانت ترتب ملابسه التى رأمها على الأرض..
وأثناء ترتيبها سقطت ورقة فنزلت لتحضرها وقراءت ما فيها..
جوليا :هل كنت عند السيد هيرو ؟..
ستيف <تنظر لها :كيف عرفتي ؟..
جوليا <تتقدم منه لتعطيه الورقة : من هذه الورقة ؟..
ستيف <يمسك الورقة :نعم كنت عنده..لما تسألين ؟..
جوليا <بهدوء : ما هى أخبار سوزي ..
أتسعت عيناى ستيف وتذكر شيئاً..
سوزي <بأبتسامة :كيف حال جوليا ؟..
ستيف :بخير..لما تسألين ؟..
سوزي <بهدوء :ستيف..أرجو أن تهتم بها..وأحرص على أن تكون سعيدة..
ستيف :لكن هى التى يجب أن تهتم بي..اليست خادمتي ؟..
سوزي :هل تريد أن تقول لي أنك لا تحبها ؟..
في الواقع
جوليا :ستيف..ما بك ؟..
ستيف <بعد أن خرج من تفكيره :لا..لا شيئ..أريد أن أرتاح قليلاً..
جوليا <بأبتسامة :سأخرج وأدعك ترتاح..
أتجهت للباب ثم خرجت..
ستيف <يضع يده على رأسه : يبدو أن كلام سوزي أثر في عقلي..

في غرفة جوليا..
غيرت ملابسها وطرقت الفرصة لشعرها الطويل بأن يستند على ظهرها بكل حرية..
أتجهت لنافذة ووقفت عندها..
جوليا <بأبتسامة شاحبة تنظر للسماء :أشتقت لكما كثيراً ياأمي وياأبي..
ثم نزلت منها دمعة صغيرة حزينة

يتبع