عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-02-2006, 09:02 AM
 
Post بقلم الطير الحر (( عاصي و مات أجمل ميتة ))

عاصي و مات أجمل ميتة

بسم الله

و الصلاة و السلام على رسول الله محمد المصطفى الأمين

أما بعد

بذات ليلة مكحولة موشحة بوشاح ليل حالك الظلمة لا يعرف الرجل كف يده من شدت ظلمتها ، نظر احد

الفتية إلى القمر ليناجيه ، ظناً منه انه سوف يجيبه عن ما يحدث له ، و بلحظة بزوغ يوم جديد ، نظر

الفتى إلى أصحابه فدهش منهم ، دهش من نظراتهم إليه ، النظرات التي تخيف أي قلب ، أتعرفون لما

كانوا ينظرون إليه و هو يناجي القمر ، كانوا يتفكرون بما به ، هل ضاقت الأرض عليه ليناجي غيرها ،

هل ذهب عقله لهذه الدرجة ليناجي القمر .

قال لهم ما بكم يا أصحاب ، قالوا أنت ما بك أتناجي قمراً ، قال نعم .

رد عليه احدهم لما ، قال لم أجد على الأرض شخصاً تفيدني مناجاته .

قالوا تناجي إذاً قمر ، قال إن القمر بعيد و أنا احلم بالوصول إليه .

فرد عليه احدهم و هو يضحك قائلاً إيه الأبله نحن بعصر التطور و صار الحلم حقيقة فناجي غير القمر .

قال ماذا أناجي إذاً .

قالوا حين نفيق من سكرتنا نفكر .

فسمع احدهم صوتاً غريباً لم يعرفه .

صوتاً تخشع له القلوب .

إنه نعم هو .

إنه صوت أذان الفجر .

فقال احدهم هل تسمعون ما اسمع .

قال أصغرهم من لم يصل على درجات السكر العليا قال بلله عليك اسكت اصمت حتى يكمل .

فحينما أكمل المؤذن . بكوا جميعاً .

أتعرفون لما .

فقال من ناجى القمر ، لماذا تبكون .

قالوا الم تسمع نداء الله ، الله ينادينا لنعبده .

قال و الله أنكم بأشد حالات السكر .

قالوا لا و الله إن الله ينادينا لنترك المعصية .

كيف هذا ، سبحان الله .

قال هل أنصت للمؤذن ، قال بلا .

هل سمعته ماذا كان يقول ، قال نعم .

قالوا له هل بعت عقلك للشيطان ، قال العياذ بالله .

إذاً ماذا بك لا تعقل .

قالوا لذهب إلى المؤذن فهو قريب من هذا المكان اللعين .

فذهبوا جميعاً إلى إمام المسجد .

بعد السلام و التحية

قال لهم ، ماذا بكم ، قالوا بنا السوء يا إمام ، قالوا ناجينا غير الله .

قال هل ناجيتم مخلوق و تركتم الخالق ، هل ناجيتم مخلوق و تركتم الخالق .

قال أي و الله فعلنا .

قال اذهبوا إلى بيوتكم و اغتسلوا و عودوا بعد إن تفيقوا من سكرتكم .

لم يستطيعوا الانتظار.

ذهبوا مسرعين و كأنهم يركبون أسرع السيارات ليصلوا إلى بيوتهم ، و منهم من دخل على المرفق

الذي بالمسجد و اغتسل هناك ليسبق الجميع .

فحينما اجتمعوا .

قرء عليهم القرآن الكريم ، قرء عليهم ما كانت أنفسهم غافلة عنه .

بعد أن أنتها هذا الشيخ سؤله احدهم كم عمرك يا شيخ .

قال لهم عمري ست عشر سنه فبكوا .

قال ما بكم .

قالوا نحن متقاربين بالأعمار ، يقصدون أنفسهم .

و جميعنا قد تجاوز الثلاثين من العمر ، و لم نسمع هذه الآيات من قبل و لم نقرأها .

قال و لما هذا الجحود و العصيان و قسوة القلب .

قالوا كنا نسكر من الليل أخره .

و يدركنا أذان الفجر و نحن سكارى ، لا يعرف الشخص منا من يكون من شدة سكره و مجونه .

حتى جاءت هذه الليلة التي سمعنا بها صوتك ، صوتك و أنت تأذن لأذان الفجر و نحن كنا نتجادل ما

أحسن الخلق لكي نناجيه بهذا الوقت .

قال سبحان الله .

قال و هل عرفتم الآن من هو أفضل من تناجونه .

قالوا نعم و الله انه خالق الخلق .

الله سبحانه و تعالى .

قال الهداية ليس من الفرد بل من الخالق عز و جل .

فحينما أراد الخالق أن يهديكم فعل .

و لكن أسئل الله لكم الثبات .

و بعد أيام قليلة أحب هذا الإمام أن يزور احدهم .

فعلاً قد فعل و ذهب لزيارة من كان يناجي القمر .

لكن للأسف لم يجده .

سؤل أمه .

قالت يا ولدي بالليلة الماضية و فلان يصلي و يعبد ربه بالثلث الأخير من الليل مات .

قال كيف يا أماه .

قالت و هو ساجد لربه .

قال ونعم الميتة و نعم الميتة .

قالت من متى تعرفه يا ولدي، فسرد لها قصته .

قالت هو أنت ، قال نعم .

فقبلت يداه و هي تبكي و تشكره .

قال ما بك يا أماه و الدهشة تملئ عيناه.

قالت لو لاك لما مات فلان هذه الميتة .

سبحان الله عاش طوال حياته عاصي و مات أجمل ميتة .

أسئل الله لكم الثبات على هذا الدين و اسأله من فضله أن يحي بنا طاعته و يرزقنا الشهادة
__________________
كل الشكر لأبو نجم للتوقيع المذهل

للمراسلة