عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-20-2013, 02:53 PM
 
حكاية بياض الثلج وحمرة الورد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحببت أن أكتب لكم حكاية قرأتها و أعجبتني فأتمنى أن تعجبكم
بياض الثلج وحمرة الورد من سلسلة قصص عالمية


كان في قديم الزمان كوخ صغير بني على تلة خارج البلدة . كان هذا الكوخ قديماً . و قد نمت بجانبه نبتتان جميلتان من الورد . إحدى النبتتين غطيت بالورود البيضاء و الأخرى بالورود الحمراء الغامقة .
في الكوخ عاشت أرملة مع ابنتيها الجميلتين اللتين سميتا على اسم الورود التي نبتت خاج المنزل . لقد كانت الفتاتان عطوفتين و حنونتين بالإضافة إلى كونهما جميلتين و كانت الفتاتان تحبان أمهما و تساعدانها في أعمال المنزل و حين الانتهاء من العمل كانت الفتاتان تسارعان إلى الحديقة التي قرب المنزل للعب فيها .
وفي المساء كانت الفتاتان و الأم تجتمعن قرب المدفأة و كانت الأم تعلمهما فن الحياكة و التطريز وكن يقضين ساعات طويلة يتسامرن و يتحدثن بسعادة . وفي إحدى أمسيات الشتاء الباردة و بينما كن يجلسن قرب المدفأة سمعن صوت قرع على الباب فاستغرب الجميع من يكون الطارق .!
سارعت الفتاتان نحو الباب و فتحتاه ويا للدهشة التي أصابتهما فقد كان دباً كبيراً بني اللون يقف على الباب . خاطبهم الدب قائلاً :"لا تخافا يا صديقتَّي سوف لن ألحق بكما الأذى ، كل ما أريده هو مأوى للصباح و سوف أغادر حين تنتهي العاصفة". و رحب الجميع بصديقهن و دعونه لقضاء فصل الشتاء معهن .
بالتأكيد ومع أول يوم من أيام الربيع غادر الدب اللطيف المنزل مودعاً صديقتيه الجميلتين . و في نفس اليوم و حين كانت الفتاتان تلهوان في الحديقة شاهدتا قزماً صغيراً بشعاً ، كانت ذقنه البيضاء عالقة بشجرة تملؤها الأشواك ، هبت الفتاتان لمساعدة القزم و عوضاً عن أن يشكرهما قام بتوبيخهما لأنهما قامتا بقص لحيته حتى تتمكنا من تخليصه من الشجرة .
وفي اليوم التالي عندما كانت القتاتان في الحديقة سمعتا صوتاً يستغيث و إذا بنسر كبير ينقض على القزم محاولاً حمله فسارعت الفتاتان إلى حمل عصاً كبيرة و بدأتا بمهاجمة النسر الذي ذعر حين رآهما فترك القزم و حلق بعيداً .
و مرة أخرى أظهر القزم عدم امتنان للفتاتين اللتين أنقذتا حياته وقال لهما :"أنتما قليلتا التهذيب كونا أكثر حذراً في المرة القادمة ... و بعد فترة شاهدت الفتاتان القزم نفسه يحمل كيساً كبيراً بني اللون فيه جواهر جميلة و كانت هذه الجواهر تشبه النجوم بلمعانها .
وفي تلك اللحظة ظهر الدب الكبير البني و توجه مباشرةً إلى القزم و حين حاول القزم الهروب ضربه الدب بيده فأوقعه أرضاً و أمسك الدب بكيس الجواهر و حينها بدأ القزم بالصراخ متوسلاً للدب وقال:" اصفح عني أرجوك وسوف أعيد لك كل الجواهر التي سرقتها منك إذا أنت تركتني أعيش".
بقيت الفتاتان مدهوشتان لما سمعتاه من الحديث و كانتا تشعران بالخوف لما رأتاه و حين همتا بالركض مسرعتين نحو المنزل سمعتا صوتاً مألوفاً يناديهما :"لا تخافا انتظرا سوف آتي معكما". استدارت الفتاتان لتريا أميراً شاباً عوضاً عن الدب الكبير و كان فرو الدب ملقى تحت قدمي هذا الأمير .
و بدأ الأمير يشرح للفتاتين قصته وقال :" أنتما تذكران الدب الذي ساعدتماه ، أنا هو ذلك الدب نفسه منذ سنين طويلة سحرني هذا القزم وحولني لدب وأقسم بأنه لا يعيدني إلى أبي إلا إذا أعطاه أبي كيس المجوهرات و لكنه غير رأيه و لم ينفذ ما وعد أبي به .
" ووجدت منكما كل لطف و معاملة طيبة خلال الفترة التي قضيتها عندكما و بفضل إنقاذكما للقزم استطعت إنقاذ نفسي وفك سحر القزم الشرير عني و الآن سوف أصطحبكما إلى المنزل و سوف أرسل في طلبكما لاحقاً للحضور إلى القصر".
و هكذا شعرت الفتاتان بسعادة بالغة ،و بعد بضعة أيام دعيت الفتاتان إلى قصر الأمير حيث كانت البهجة والسرور تعم أرجاء المملكة فرحاً بقدوم الأمير ، وسرعان ما أحب الأمير بياض الثلج و طلب منها الزواج و تزوج شقيق الأمير من حمرة الورد و اصطحبتا أمهما للعيش معهما في القصر .
وأمر الأمير بإحضار النبتتين اللتين كانتا بجوار منزل الفتاتين و أمر بوضعهما في حديقة القصر . وهكذا امتلأت الحديقة بالأزهار الحمراء و البيضاء .

النهاية
رد مع اقتباس