عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-19-2013, 05:26 AM
 
مغارة علي بابا واللانهاية من الحرامية!!


في عالم منفلت ضائع هائم على وجهه يتخبط في دياجير الظلام.. تُسيِّره المصالح ولا شيء غير المصالح.. أما كرامة الإنسان وحقوقه فهي فيه أشبه بسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً ولكنه لا شيء..

في عالم ساد فيه الظلم وطغت عليه المادة.. وبدأ فيه الكل يبحث عن نفسه ولسان حاله (أنا ومن بعدي الطوفان).. حتى تفشى بينهم داء السَّعَر الدموي.. وغدا الواحد منهم لا يُفرِّق بين الصغير والكبير.. بين المرأة والرجل.. بين الشيخ والشاب.. بين المُحارب والمُسالم..
فالكل هنا سواسية لدى أصحاب الأطماع الوحشية من القتلة والجلادين منزوعي القلوب..
ولا أدري كيف يمكن إقناع هؤلاء أن ثمة حياة من دون الإضرار بالآخرين وسلبهم حقوقهم وأرواحهم؟!!
*****

في عالم انقلبت فيه الأعراف واختلت فيه الموازين.. حتى ليخيل إلينا أن ما يحدث فيه هو جنون متفق عليه!!
ففي الوقت الذي تُشنق فيه الإنسانية ويُذبح فيه الشرف الإنساني في بلاد الشام بشكل يعجز القلب عن تحمله ويستعصي على العقل استيعابه ويتمرد القلم عن وصفه والمجتمع الأممي بأكمله يقف تجاههُ موقف المتفرج الذي لا يهمه الأمر ولا يعنيه بأي حال من الأحوال..
وما يزيد الطين بلة أنه يبحث عن حل سلمي للموقف بل ويطالب الجزار بالتنحي عن السلطة وكأنه في انتظار دعمهم الروحي والمعنوي ليعلن تنحيه!!

في هذا الوقت نفسه وأمام مرأى ومسمع من هذا العالم تهرول فرنسا -ولا أدري من أين جاءتني كلمة (تهرول) هذه ولكنها خطرت على بالي هكذا فأوردتها- المهم أنها سارعت في ارسال قواتها لمساعدة القوات الأفريقية (إيكواس) -والغريب أنها وصلت قبلهم- في التصدي للمتطرفين الإسلاميين (كما يزعمون) في شمال مالي!!

وذلك بعد استصدار قرار أممي يُبيح التدخل في مالي وتفعيل مشروع الباب المفتوح حتى لا تتحمل دولة بعينها أعباء هذه الحرب..
وذلك كله بحجة استعادة الشرعية للحكومة ومساعدة إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من العدوان الذي تتعرض له وكأن الذي يحدث في سوريا منذ عامين تقريباً هو مجرد مزحة أو مشاجرة بين أطفال في المدرسة!!

ناهيك عن الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عشرات السنين والإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمو الروهنجيا!!
*****

لكن السؤال الذي أبى إلّا أن يطرح نفسه هو:
لماذا مــــــــــــــــــــــــــــــالي وليس سوريــــــــــــــــــــــــــــــا؟؟
لماذا يتحرك هؤلاء لتحرير شمال مالي من قبضة المسلمين ويغضون الطرف عن ذلك السفاح الذي يقتل الأبرياء بدمٍ بارد دون أن يحركوا ساكناً أو يهتز لهم جفن لمأساة اللاجئين السوريين؟!!
هل هو الدفاع عن الديموقراطية والشرعية لحكومة أتت بإنقلاب عسكري على حكومة منتخبة؟؟
أم أنه صراع المصالح والأيدلوجيات؟؟
وإن كان الأمر كذلك فكيف يحق لبلد أن يحمي مصالحه في بلد آخر بالقوة العسكرية؟!!!!!!

لا تستغربوا يا سادة فنحن نعيش في عالم العجائب والغرائب..
في عالم أشبه بمغارة على بابا أو قل مغارة بن علي تونس.. ولا فرق بينهما سوى أن الأولى ضرب من الخيال أم الثانية فهي شاهد عيان على انحطاط ودناءة بعض أبناء هذه الحقبة من التاريخ..
*****

اللهم إنا نسألك النصر والثبات لإخواننا المسلمين في سوريا في فلسطين في اراكان في العراق في أفغانستان في الأحواز في مالي وفي كل مكان..
اللهم احقن دمائهم اللهم احقن دمائهم وفرِّج كروبهم وأزل همومهم واشفي مرضاهم وارحم شهدائهم..
اللهم نصرك الذي وعدت اللهم نصرك الذي وعدت..
اللهم عجل نصرهم واغفر لنا تقصيرنا في حقهم وخذلاننا لهم..
آمين آمين آمين
*****
__________________










رد مع اقتباس