عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-15-2013, 12:25 AM
 
لا تصدق بما لا يكون ان يكون

الحمد لله الذي أعطى الأنعام جزيلاً، وقبل من الشكر قليلاً، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، وصلى الله على سيدنا محمد الذي لم يجعل له من جنسه عديلاً، وعلى آله وصحبه بكرة وأصيلاً وبعد .هذا الموضووع جاء في الاذكياء للعلامة ابن الجوزي رحمه الله في ذكر ما ضربته العرب والحكماء مثلاً على ألسنة الحيوان البهيم مما يدل على الذكاء قال .
قال الشعبي مرض الأسد فعاده السباع ما خلا الثعلب فقال الذئب أيها الملك مرضت فعادك السباع إلا الثعلب قال فإذا حضر فأعلمني، فبلغ ذلك الثعلب فجاء فقال له الأسد يا أبا الحصين مرضت فعادني السباع كلهم ولم تعدني أنت قال بلغني مرض الملك فكنت في طلب الدواء له قال: فأي شيء أصبت قال قالوا لي خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج فضرب الأسد بمخاليبه ساق الذئب فانسل الثعلب وخرج فقعد على الطريق فمر به الذئب والدم يسيل عليه فقال له الثعلب يا صاحب الخف الأحمر إذا قعدت بعد هذا عند سلطان فانظر ما يخرج من رأسك.
قال الشعبي أخبرت أن رجلاً صاد قنبرة فلما صارت في يده قالت ما تريد أن تصنع بي قال أذبحك وآكلك قالت ما أشفي من مرض ولا أشبع من جوع، ولكن أعلمك ثلاث خصال خير لك من أكلي إما واحدة أعلمك وأنا في يدك والثانية على الشجرة والثالثة على الجبل فقال هات الواحدة قالت لا تلهفن على ما فاتك قال فلما صارت على الشجرة قال لها هات الثانية قالت له لا تصدق بما لا يكون أن يكون فلما صارت على الجبل قالت له يا شقي لو ذبحتني أخرجت من حوصلتي ذرتين في كل واحدة عشرون مثقالاً قال فعض على شفتيه وتلهف ثم قال لها هات الثالثة قالت أنت قد نسيت اثنين فكيف أحدثك بالثالثة ألم أقل لك لا تلهفن على ما فاتك ولا تصدق بما لا يكون أن يكون أنا وريشي ولحمي لا أكون عشرين مثقالاً قال وطارت فذهبت.
حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه قال نصب رجل من بني إسرائيل فخاً من ناحية الطريق فجاء عصفور فسقط ثم انطلق إلى الفخ فقال للفخ ما لي أراك متباعداً عن الطريق قال اعتزل شرور الناس قال فما لي أراك ناحل الجسم قال أنحلتني العبادة، قال فما هذا الحبل على عطفيك قال المسوح والشعر لبس الرهبان والزهاد قال فما هذه العصا في يدك قال أتوكأ عليها قال فما هذه الحبة في فيك قال رصدتها لابن السبيل أو محتاج قال فأنا ابن سبيل ومحتاج قال فدونك قال فوضع العصفور رأسه في الفخ فأخذ بعنقه فقال العصفور سيق سيق ثم قال لأغرني بعدك قارئ مرائي مرة أخرى.
قال مجاهد هذا مثل ضربه الله عزّ وجلّ لقراءة مرائين في آخر الزمان. قال مالك بن دينار مثل قراء هذا الزمان كمثل رجل نصب فخاً ونصب فيه برة فجاء عصفور فقال ما غيبك في التراب قال التواضع قال لأي شيء انحلت قال من طول العبادة قال فما هذه البرة المنصوبة فيك قال أعددتها للصائمين فقال نعم الخبر أنت فلما كان عند المغرب دنا العصفور ليأخذها فخنقه الفخ فقال العصفور العبادة تخنق كخنقك فلا خير حينئذ في العبادة بعد اليوم.
رد مع اقتباس