عرض مشاركة واحدة
  #310  
قديم 01-13-2013, 11:22 AM
 
[frame="7 80"]
إن المتأمل لسير الصحابة- رضوان الله عليهم - لا يكادُ عجبُهُ ينقضي من عَظَمةِ هؤلاء الصحابة وروعة سيرهم وتعدد مناقبِهِم وفضائلِهِم من خشيتهم لله -جلَّ وعلا- إلى جدٍّ في العبادة وزهدٍ في الدنيا وعدلٍ بين الرعية ومن رحمةٍ للضعيف ونصرةٍ للمظلوم إلى شدّةٍ في الحقِّ وأخذٍ على يدِ الظالم .
(سعيد بن عامر الجُمحى- رضي الله عنه - )


هذا الصاحبى الجليل ولاه سيدنا عمر بن الخطاب على حمص ...

وبعد ذلك أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها ، فلما نزل بحمص لقيه أهلها للسلام عليه

فقال : كيف وجدتم أميركم ؟

فشكوه إليه وذكروا أربعاً من أفعاله كل واحد منها أعظم من الآخر
.
قال عمر : فجمعت بينه وبينهم ، ودعوت الله ألا يُخيب ظنى فيه ، فقد كنت عظيم الثقة به .

فلما أصبحوا عندى هم وأميرهم ، قلت :
ما تشكون من أميركم ؟

قالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار .فقلت وما تقول فى ذلك ياسعيد ؟
فسكت قليلاً ،

ثم قال :
والله إنى كنت أكره أن أقول ذلك ، أما وأنه لابد فإنه ليس لأهلى خادم ، فأقوم فى كل صباح فأعجن لهم عجينهم ، ثم أتريث قليلاً حتى يختمر ، ثم أخبزه لهم ، ثم أتوضأ وأخرج للناس .

قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون منه أيضاً ؟

قالوا " إنه لا يجيب أحداً بليل

قلت : وما تقول فى ذلك ياسعيد ؟

قال : إنى والله كنت أكره أن أعلن عن هذا أيضاً .......
فأنا قد جعلت النهار لهم ، والليل لله عز وجل .

قلت : وما تشكون منه أيضاً ؟

قالوا : إنه لا يخرج إلينا يوماً فى الشهر .قلت وما هذا ياسعيد ؟

قال : ليس لى خادم ياأمير المؤمنين ، وليس عندى ثياب غير التى عليّ ، فأنا أغسلها فى الشهر مرة وأنتظرها حتى تجف ، ثم أخرج إليهم فى آخر النهار.

ثم قلت : وما تشكون منه أيضاً ؟

قالوا : تصيبه من حين إلى أخر غشية فيتغيب عمن فى مجلسه .

فقلت وما هذا ياسعيد ؟
!
فقال : شهدت مصرع خبيب بن عدى وأنا مشرك ، ورأيت قريشاً تقطع جسده وهى تقول له : أتحب أن يكون محمد مكانك ؟

فيقول والله ما أحب أن أكون آمناً فى أهلى وولدى ، وأن محمداً تشوكه شوكة ... وإنى والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أنى تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لى .......... وأصابتنى تلك الغشية .
عند ذلك قال عمر : الحمد لله الذى لم يخيب ظنى به


[/frame]
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس