عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 01-07-2013, 07:13 PM
 
شطار حبايبي لانهم يكتبو ردود
طييب البارت الثامن
قال الملك محاولا عدم إظهار خوفه :
- مالأمر أيها الجندي؟
نظر الجندي حوله يتأمل النظرات المتوجسة وقال وصوته يهتز:
- سيدي سمو الملك الرائد إمرجيز المعظم .. أنا الجندي الأسود تالتن حارس (أيموكيا).. لقد تم عزلي ولكنني اكتشفت أن (أيموكيا) ليست موجودة في مكانها القديم .. أظن أنها سرقت..ولقد بحثت عن قائد الجند ولم أجده ...
علت الشهقات والصيحات وبدأ الجمع بالتحدث بصوت مرتفع بعض الشيء والدهشة والخوف تعلوا وجوه الجميع..
لم أفهم بالطبع ماهي ( أيموكيا) تلك.. ولماذا هي مهمة جدا بالنسبة لهم بهذه الدرجة..
قال الملك بصرامة:
- أين حارس أيموكيا الجديد ؟ أين جاميان؟؟
نظر الجميع فجأة إلى البوابة ودخل منها رجلين كان الأول هو روسو قائد الجند صاحب العينين الدمويتين ويتبعه جاميان بزيه الأبيض ولم يكن يرتدي قناعه وكان الهدوء باديا على وجهه الوسيم ... حدق الجميع بوجه جاميان طوال الوقت..
نظر روسو إلى الملك ثم قال باحترام والصرامة بادية على وجهه :
- سمو الملك الرائد إمرجيز المعظم، لا داعي للقلق.. الأمر تحت تصرفي ..تحكم الجندي الأبيض جاميان في مكان أيموكيا لسبب لم أعلمه بعد..
تظرت إلى جاميان كان التوتر قد بدأ يظهر على ملامحه وقال وهو يتقدم روسو:
- سيدي سمو الملك الرائد إمرجيز.. أرجوا أن تعطيني حسن إصغائك لبعض الوقت..
سار الملك بعصبية تجاه البوابه وقال بغضب يشعله الشرار
- اتبعني أيها الجندي الأبيض ..
نظر إليّ جاميان نظرة خاطفة سريعة لكنها مليئة بالتعبيرات ثم ألتف و سار بسرعة خلف الملك تبعه حرس الملك وروسو والجندي الأسود..
كان التوتر يسري في عروق الحاضرين ولكن الأميرة لوليانا قالت بصوت مرتفع تحدث الحاضرين:
- ضيوفنا الكرام: أرجو منكم عدم القلق فتلك الأمور تحصل كثيرا.. إعذروني على انصراف الملك بتلك الطريقة ولكنكم تعلمون أن الأمر حساس وأتفهم مشاعركم ... أسعدتمونا بحضوركم..
نظرت إلي لوليانا وقالت باسمة:
- يجب أن تقولي للضيوف شيئا في نهاية حفلتك..
نظرت للضيوف وقلت بارتباك أنا نفسي لاحظته:
- شكرا لحضوركم .. وأتمنى لكم جميعا الهناء والسعادة..
بقينا بعد أن انصرف الضيوف جميعا وودعناهم كلهم .. كما عرفتني الأميرة لبعض الحضور من الأمراء وكنت محط اهتمام الجميع..
.. كنت أفكر طوال الوقت في جاميان .. أنا لا أفهم بالضبط ما الذي جرى هناك!
وسألت الأميرة لوليانا أخيرا:
- سيدتي الأميرة، أنا لم أفهم ماهي هذه الــ أماكويانا؟ أمكويكانا؟؟ آسفة ... لا اتذكر اسمها جيدا..
- تقصدين (أيموكيا؟)
- نعم بالتأكيد..
- إنها قلادة ملكية سحرية ورثتها عائلتنا الملكية جيلا بعد جيل .. إنها تعني الكثير لأسرتنا .. ولذلك نحفظها بدمائنا.. وكل غال علينا .. وسرقتها تعني أن من سرقها سيمتلك قوى خارقة تؤهله ليأخذ حكم بانشيبرا.. أظن أنك الآن تفهمين الوضع ..
صمتت لبعض الوقت وأنا أفكر.. ثم قلت:
- هل تعقدين أنها سرقت بالفعل؟
- لا.. لا يجب أن نستهين بحارس أيموكيا .. إنه من أقوى جنودنا .. لقد اقترب من الحصول على لقب الجندي الذهبي الأسطورة! لكن روسو مغتاظ منه ولا يريد جاميان الحصول عليه خاصة وأن روسو لم يحصل عليه بعد.. لكنني أظن جاميان مؤهل للحصول عليه ..
قلت باندهاش:
- غريب .. لم يبد عليه أبدا ذلك! يبدو وديعا جدا؟
ابتسمت الأميرة لوليانا ثم قالت كلمة غريبة:
- لا تغرك المناظر يا عزيزتي، إنه قاس القلب وأنت لا تعلمين عنه شيئا ..
كنت أفكر في كلامها وسألت:
- وماذا يعني لقب الجندي الذهبي ؟ أهو شيء مهم جدا؟؟ هل هو وسام ما؟
- الجندي الأسطورة كان موجودا منذ مئة عام وكان يدعى (( باركس)) .. لكنه لم يتكرر مرة ثانية والذي أعطاه اللقب هو جدي الأول الملك أليفندو .. إن صور مجد الجندي الذهبي تنتشر في أرجاء عالمنا الصغير .. وهناك منافسة كبيرة للحصول على اللقب للمرة الثانية بين وجاميان وتالتن.. إنهم من أفضل الجنود على الإطلاق..ولذلك أخذا لقب الجندي الأبيض والأسود.. من أجل التحدي .. أحدهما سيطرد الآخر من الملعب ..
لم أعلق .. وبقيت أفكر بصمت .. إنها كرقعة الشطرنج تماما .. ياله من شطرنج غريب لا يوجد به سوى الجنود .. لاملوك لاقلاع ولا حتى خيول ..
وودعت الأميرة ثم عدت بصحبة وصيفتي راجوي إلى غرفتي وسرت في الممر وأنا أعيد النظر إلى لوحات الجندي الذهبي ودخلت غرفتي ثم سألت راجوي بعد أن بدلت ملابسي :
- راجوي .. لماذا تقول الأميرة لوليانا عن جاميان أنه قاس القلب ،، هل تعرفين عنه شيئا؟؟
نظرت راجوي إلي ثم قالت بانفعال:
- جاميان .. إنه إنسان قاس فعلا .. هو حقا جندي قوي لا يقهر، ويقولون عنه أن لديه بديهة وذاكرة لا يمتلكها أحد بسهولة ،، كما أنه يعرف أماكن الأشياء المسروقة و الأشخاص المخطوفين بإحساس مرهف لديه... لكن..
قلت متلهفة لسماع المزيد عنه:
- لكن ماذا؟
جلست راجوي بقربي وقالت بالهمس:
- عندما اشتعلت الحرب بين المملكتين (بانشيبرا) و(تيمالاسيا) منذ عدة أعوام قتل والد جاميان في الحرب ،،ولكن جاميان انتقاما لما حصل لوالده، ذبح الكثير من جنود تيمالاسيا وصنع برؤوسهم جسرا معلقا بعد أن أدخل الحبال في تجاويف عيوونهم لعبور جيش بانشيبرا إلى ضفة تيمالاسيا .. وعندها بدأ الجميع في الانتباه لقدرات جاميان الغريبة ..
شعرت بالاشمئزاز وسرت قشعريرة في جسدي ثم قلت :
- أكملي أرجوك .. ماذا فعل؟
- بعد انتهاء الحرب ماتت والدته .. فــ
هتفت بدهشة مقاطعة راجوي :
- ماذا؟ هل توفيت؟
نظرت راجوي إلي وقالت :
- نعم .. ولكنه قام بتحنيطها وخلع أحشائها ثم وضعها في محلول صنعه بنفسه في صندوق زجاجي عمودي .. قام بفتح عينيها وأبقاها أمامه طوال الوقت وأصبح يكلمها كل يوم ويحكي لها عن انجازاته..
قلت باندهاش وأنا أشعر بالغثيان:
- هل هو معقد نفسيا؟؟ كيف يفعل ذلك بوالدته ..
أمسكت برأسي بعدما أصابه الصداع وقلت غير مصدقة :
- لا مستحيل .. لا يبدو عليه أنه من ذلك النوع من المعقدين السفاحين .. يا للأسف لقد كنت قد بدأت أحبه بالفعل!!
قالت راجوي :
- هذا فقط بداية لتاريخه الأسود ،، فأنت لم تعرفي بعد لماذا فرض عليه روسو ارتداء القناع .. لقد حصل حادث مريع بسبب وجهه الجميل اللعين..
تعجبت من التضاد .. جميل – لعين و قلت متشوقة :
- ماذا .. قصي علي قصته بسرعة ..