عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 01-04-2013, 10:14 PM
 
البارت الثالث

كانت عينيه واسعتين جداً ولفتت نظري وسألته ..
- من أنت؟ وماذا تريد مني؟
قال:
- وماذا ستعطينني إذا طلبت منك؟
قلت باستغراب:
- ماذا تريد مني ؟ المال؟
- المال؟
قال ذلك بعد أن ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال:
- نقودك لا تهمني..
- ماذا تريد إذاً؟
نظر إلي وقال:
- أنا مجرد وسيط بينك وبين من يطالبونك..
- وسيط؟
- أجل..
- ماذا تريدون مني؟
عاد بظهره قليلا ثم قال:
- لن تفهمي!
ابتسمت بسخرية وقلت:
- حسناً، بما أنني لن أفهم فهذا يعني أن دوري انتهى.. هيا أعدني إلى منزلي..
- سأعيدك إن رفضت العرض..
لم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق:
- أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن..
- ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟
شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ:
- ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ثانياً: أنا لم أر سوى عينيك ولاأعرف حقاً إذا كنت سلحفاة أم رجلاً حقيقيا!
- أنت تسخرين مني!
- لا
- هل أشبه السلحفاة؟
- أنت لا تشبه أي شيء!
- هل أنا هلامي؟
- ماذا تقصد؟
- ألا أشبه الإنسان؟
- هل تقصد أنك لست إنسان؟
- نعم!
صمت فجأة ونظرت إليه وقلت بعد المناقشة السريعة وكررت بخوف:
- أنت لست إنساناً؟
ضحك مرة أخرى وقال:
- أنا جندي .. إنسان بالتأكيد ، ولكنني لست أرضيا..
- ما ذا تقصد بكلمة أرضيا؟؟
سألته بخوف ووقفت..
صمت بضع ثوان ثم قال:
- آه.. أعني أنني لست من الأرض.. هذا جيد كبداية للتعارف!
لم أفهم وقلت بعصبية:
- أنت تهزأ بي! وتظن أنني أصدقك لأنك ترتدي جلدا أبيضاً لماعاً؟؟
وقف واتجه نحو الباب ثم فتحه بجهاز صغير في يده وقال:
- أنت لم توافقي على أن نصبح أصدقاء حتى أحميك.. أنت حرة في قرارك الأخير..
فكرت بسرعة في أشياء غبية قالها وأظن أنه مجنون ولا أريد أن أعطيه فرصة لإيذائي وصحت:
- انتظر.. لقد فكرت..
- بهذه السرعة..؟
- أجل ،، سوف نصبح صديقين ما رأيك لكن أخرجني من هنا وأخبرني بما تفعله أيها الصديق الطيب،.. هيا..
نظر إليّ ثانية وأغلق غطاء عينيه ثم قال ببرود:
- أنت تمثلين؟؟ هل تظنين أنك تلعبين مع ولد صغير؟؟ إبقى هنا إذا وفكري بالأمر..
خرج بسرعة وأغلق الباب خلفه ..