عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-04-2012, 03:21 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



تقلبَ في السريرِ مِراراً ليفتحَ عينيه .. اعتدلَ في جلستِه على السريرّ ..
هذا لمّ يعُدّ مُحتملاً أبداً ...!
لقدّ ملَّ هذا الوضعّ وَهذا الروتينّ الأحمقّ الثابتّ ..
دفعَ بالغِطاءِ بعيداً ليترجلّ عن السريرّ .. تأملَّ حُجرته المُظلِمة الضخمة للمرة المليونّ ..
حفظَ كُلّ شبرّ فيها .. تنهدَ ليتجه إلى الحمامّ ..
خلعَ ثيابه ليستلقيّ في الحوضّ الساخنّ .. وَقدّ اندفعَ مع أفكارِه ..
اليومّ هوَ نفسُ الأمسّ وَالأمسّ سيكونّ مثلُ الغدّ وَبِهذا سيكونّ الغدُّ مثلَ اليومّ ..
لو بسطنا الأمرّ .. سيكونّ كَـ " حياةٌ لا تتحركّ " ..
فعلاً كُل شيء كمَّ هوَ .. لنّ يخرُج أو يدخُل ..
لنّ يُغيرَ شيء ... رُبما الطعامّ الذي يتناوله فقطّ هوَ ما يتغيرّ ..
أوليسَ مِنَ الظُلمِ حبسُّ أحدِهمّ هكذا ...؟
نهضَ أخيراً ليغتسلّ .. ارتدا ملابِسه في الداخِل ليفتحَ البابّ وَيخرُج ..
لمْ ينطقّ ببنتِّ شفّةٍ حتى ..
رما بجسدِه على السريرِ مُجدداً ..
~ عليكَ تجفيفُّ شعرِكّ حتى لا تُصابَ بالبردّ ..
أردفَ بعدما أرتعشَ جسدُه قليلاً : خصوصاً في هذا الجوّ !
أجابَ عليه وَهوَ يُقحمّ نفسه في زاوية السريرّ : إذا كانَ الأمرُ يهمُك .. جففهُ أنتّ ...!!
تنهدَ الأخيرّ .. وَالذيّ بشكلٍ مُفاجِئ .. كانَ كمَّ لو أنكَ تنظُر في انعكاسِ المُستلقيّ على السريرّ ..
بدا أنهُما شخصٌ واحِدُ بالفعلّ ... يملِكانِ شعراً أشقرّ أشبه بخيوطِ الشمسّ في بداية الإشراقّ ، وَعينينّ بلونٍ أخضرّ كالزمرُدّ ، بشرةٌ نافسة الثلوجَ في بياضِها وَصفائِها .... إنهُ فقطّ أكبرّ من أنّ يكونا مُجردَ توأمينّ ...!
تقدمَ ليسحبَ منشفةً مِنَ الخِزانة الخشبية .. تقدمَ ليجلسّ على طرفِ السريرّ .. : ألا تجِدُّ نفسكَ مُدللاً بعضَ الشيء ...؟
قالَ ساخِراً : مُدللّ ...؟ أنتَ أخر من يجبّ أنّ يتكلمْ .. رُبما كانَ مِنَ الأفضلّ لو لمْ أركّ !!
رفعَ أحدَ حاجبيه ليتقربّ منهُ أكثرَ وَيُجففّ شعره : ألستُ أنا الوحيدّ الذيّ أُسليكَ هُنا !!؟
سحبَ المنشفة ليرميها بعيداً : أنتَ السببّ في حبسيّ هُنا في بادئ الأمرّ ..
نهضَ ليلتقطها متمتِماً : مُدللّ – أردفَ بِصوتّ مسموع – لستُ أنا من أرادَ رؤيتيّ ...!
سحبَ الغِطاء ليُغطيّ جسده : تبدوا جُملتاً صعبةً بالنسبة ليّ ! لنّ أُتعِبَ نفسيّ في التفكيرِ بِها حتى ...!
شدَّ قبضته على المنشفة .. هذا الشخصّ يُثيرُّ إزعاجه .. : أخبرنيّ بِصراحة أترغبُ بتواجُديّ أم لا ؟ لِأننيّ لم أعُدّ أدريّ أينَ أنا بالضبطّ ...!
ضلَّ الوضعُ صامِتاً لبعضِ الوقتّ حتى قالَ بِمَّ يُشابه الهمسّ : إذا قُلتْ بِأننيّ " لا أُريدُ رؤيتك " .. هل ستختفيّ ؟
هزّ كتفيه بِملل : لا أعتقِدّ ذلِكّ لستُ أنا من يتخذّ القرارّ !!
تنهدَ بِصمتٍ مِنْ أسفلّ الغِطاء : لا فائِدة مِنَ الإجابة إذاً ..!
بِهذا أُختِتِمَ الحديثّ .. حيثُ استلقى الأخيرّ على الأريكة بعدما رمى بالمنشفة جانِباً .. حملقَ في السقفّ الأبيضّ حينما لمِعَ ضوء القمرِ عليه .. تمتمَّ ساخِراً : هذهِِ فعلاً مهزلة !!
شيئاً فشيئاً ارتخى جفنيه ليتلامسا أخيراً مُعلنينّ عن استِسلامِه لنومّ ..
سكونٌ عميقّ في تلكَ الحُجرة .. مرتّ ساعةٌ على ذاكَ النحوّ تقريباً .. أحدُهما نائِمّ وَالآخر لمْ يُردّ الحديثّ .. أو هذا ما كانَ يُريده .. " الرغباتُ جامِحة " !
اعتدلَ في جلستِه على السريرّ مُحدِقاً بالجسدّّ المرميّ على الأريكة المُقابِلة لنافِذة في الجِهة اليُسرى مِنَ الغُرفة حيثُ لا يرى إلا جُزءاً بسيطاً .. : هيّ ~ ريكّ !
لمْ يتلقى إجابةً منه .. ترجلَ عن السريرّ ليقتربَ مِنَ الأريكة .. تنهدَ بينما يتكئ بكوعيه على جدارِها واضِعاً وجنتيه على راحتيّ يديه : أيُها الدجاجة ..
تمتمَ ليبتعدّ ماطاً جسده في الهواء : أريدُ استنشاقَ بعضِ الهواء ..
بالفعلّ لم تكُنّ إلا ثوانٍ معدودة حيثُ ارتدى خُفيّه ليصعدَ إلى سطحِ المنزِلّ .. أو يجدرُ بيّ القولّ " قلعة " .. أجلّ فهيَ ليستّ بِقصرٍ حتى !
قلعةٌ ضخمةٌ صخرية بُنيتْ في أواسطّ غابةٍ مليئةٍ بالأشجارّ فارِعة الطولّ .. تصميمُ القلعةِ كانَ قادِماً مِنْ العصورّ الوسطى حيثُ زمنّ الممالِك ، الملوكّ وَفرسانِهمّ !
وَكانَ مِنَ الواضح حتى لِمنّ يراهُ لِأولِ مرةٍ بِأنهُ قديمٌ وَقدّ شُيدَّ في ذاكَ الوقتّ حتى يُخيلّ للمرء أنهُ معلمٌ تذكاريُ ما ، فقدّ ألتفتّ الأشجارّ المُتسلِقة حولَ البُرجينّ في شرقِهِ ، وَغربِه ..
وَلرُبما ظنَّ أحدُهم بِأنَّ تلكَ الأبراجّ هيَ واحِدة مِنْ أبراجّ الأميراتّ السجيناتّ .. وقعتْ القلعة في مكانٍ خالٍ مِنَ الأشجارِ في تلكَ الغابة بالطبعّ ليسَ طبيعياً إنما تمَّ قطعُها كيّ لا تدخُل ضِمنَ الحديقة الخلابة المُختفية خلفَ سورِ القلعة الصخريّ العملاقّ التيّ بدا كمَّ لو أنهُ يمنعّ الأعداء مِنَ الدخولّ ..
أمَ تلكَ الحديقة المُختبِئة .. فهيَ خلابةٌ بِكُلِ ما تعنيه الكلِمة .. فأنتشرتّ أشجارّ التُفاحّ كمَّ شُجيراتّ البُرتقالّ في الأرجاء .. وَأيضاً شُجيراتّ الكرزّ وَالعِنبّ .. وّعلى جانبيّ المُمرّ الصخريّ الواصِلّ بينَ البوابة الخارجية الضخمة وَبوابة القلعة الداخلية .. انتشرتّ بضعةُ أزهارٍ جميلة .. بينما ملئ الخضارُ أرجاءها .. جنةٌ صغيرة !
أرسلَ دُفعةً كبيرةً مِنَ الهواء إلى رئتيه موقِفاً تنفُسه لثوانٍ معدوه وعادَ ليُخرجَ الهواء جاعِلاً مِنَ ذرةُ غُبارٍ صغيرةً اتضحتّ بفعلِ ضوء القمرّ تطيرُ بعيداً .. اقتربَ مِنَ الحافة ليُسنِدَ يديه على السورّ مُدعياً رأسهُ بينهُما .. تأملَ الحديقة الخضراء في الأسفلّ ..
فجأة ..!!!
اعتدلَ في وقفتِه مُحدِقاً بتركيزٍ نحوها .. شابة أم مُراهِقة لرُبما طِفلة ؟
أو حتى ذكرٌ بشعرٍ طويلّ .. لمحها .. تلكَ الشُعيراتّ الشقراء الطويلة لشخصٍ ما مجهولّ الهوية يعبثُ في الحديقةِ بالأسفلّ .. من يستيقظُ في هذا الوقتّ ...؟
أولمّ يكُنّ الكُلُ نائِماً ...؟
عادَ أدراجه إلى الأسفلّ جارياً في الأروِقة الصخرية المُزينة بأغلى التُحفّ ، نازِلاً السلالِمّ المُستديرة حتى وصلَ إلى الأسفلّ ..
دفعَ البابَ أخيراً ليخرُجّ منحنياً ليلتقطَ أنفاسه .. : سُحقاً ! لم أعتدّ الركضّ ...!
اعتدلَ في وقفتِه سريعاً ليُكمِلَ جريه حتى الحديقة الأمامية .. جالَ بِعينيه الزمردتينّأرجاءَ الحديقة .. : أينّ ...!!!؟
لا شيء .. بدا المكانُ هادِئاً جداً ..
بعثرَ شعره الأشقرّ القصيرّ ليقولّ : ما الذيّ يجريّ هُنا بِحقّ الله ؟
~ أيُها القزمّ .. عُدّ هُنا ..!
ألتفَ فزِعاً .. هذا الصوتّ .. : مـ..ماريا ؟
ابتسمتّ ماريا الشابة بعينيها البُنيتينّ الواسعتينّ ، وَشعرُها الغجريّ بالكادِ يصلّ إلى كتفيها مُرتديتاً زيّ الخدمِ المُعتادّ .. : ما الذيّ تفعلُه باستيقاظكّ في هذا الوقتّ ؟
حملقَ في الحديقة مرةً أُخرى : أهُناكَ شيءٌ ما ...؟
ابتسمَ ليتجه إلى الداخِل : لا شيء ! إنسيّ بِأننيّ كُنتُ هُنا ...
حدقتّ بهِ مُبتعِداً : أرجوّ أن يكونَ خيراً ..
أخذَ صِراعٌ كبيرٌ يجريّ في رأسِه ..
" أكُنتُ مُحِقاً أم لا ؟ "
توقفَ أخيراً ليجلسَ القُرفصاء مُبعثِراً شعره : ما الذي يجريّ معك إليوتّ ؟ توقفّ عن التفكيرّ !!
فتحَ عينيهِ أخيراً ليُحدِقّ في الأرضية الرُخامية كمنّ رأى شبحاً ما ...!
أطرافه أخذتّ ترتجفّ بِشدة .. حاولَ الحديثّ لكِنّ صوتُه يأبى الخروجّ ..
لا فائِدة .. لنّ يخرُجّ ...!
~ إيليّ ؟ أأنتَ بخيرّ ؟
رمشَ بعينيه مرةً وَاثنتينّ كمنّ أفاقَ مِنْ كابوسٍ ما .. رفعَ رأسه ليُحدِقّ بذاكَ الإنعِكاسّ : ريكّ ؟
ضحِكَ واقِفاً : لا .. لا شيء !
قطبَ ريكّ حاجبيه مُتمتِماً : غريبّ !!
أمَ إليوتّ فقدّ تقدمَ مِنَ البابّ ليفتحه قائِلاً : ما الذي أيقضـ...
صاحَ لحظتها فزِعاً ليتراجعّ بِضعَ خطواتّ وَقدّ تمركزتّ عينيه الناعِستينّ على شابةٍ تقِفّ في الشُرفة وَبدا شعرُها الأشقرّ المجدولّ كسوطٍ يصلُّ إلى مُنتصفِ فُخذيها المُختبئينّ خلفَ بِنطالٍ أزرقّ مُتناسِقاً مع قميصها الصوفيّ بلونِ الكرزّ كمَّ عينيها الواسعتينّ ..
~ مرحباً !
ارتجفتّ أطرافُه بِشدّة رُعباً ؟ فزعاً ؟ خوفاً ؟
أليسَ كلهُم واحِداً ...؟! لكِنّ لِمَ ...؟!
اقتربَ مِنهُ ريكّ : فـ..فتاة ....؟
تنهدتّ تلكَ الشابة مُقترِبةً منهُما : يا إلهيّ .. أهذا يعنيّ أنكَ تتذكرُنيّ فِعلاً ...؟
قطبَ دومينيك حاجبيه .. ما الذيّ يجري بِحقّ الله ؟ لا يُمكِنّ أن تكونَ هذه الفتاة مِنَ الماضيّ إطلاقاً .. ما الذيّ يجريْ ...؟
خارتّ قِواه لمّ تعُدّ قدماهُ تحمِلانه مِمَّ دعاهُ ليثنيّ قدميهِ جلِساً عليهما .. أخذَ يشدُّ شعره بِشدّة وَهوَ يصيحّ بصوتٍ مبحوحّ يكادُّ يختفيّ ..
حملقَ بهِ ريكّ مذعوراً مذهولاً .. ما الذيّ يجريّ بِحقّ الله ؟!!!!
جلستّ لتكونَ في مستواه حضنتهُ قائِلة : هيا لا تكُنّ هكذا .. ألمّ تفتقدنيّ ...؟
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
.
" اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القيوم لا تأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوم
لهُ مَا فِي السَماوَاتِ وَمَا فِي الأرْض مَنْ ذا الذي يَشفعُ عِندهُ إلا بإذنِه
يَعَلَمُ مَا بَينَ أيدِيهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بشيءٍ مِنْ عِلمِه إلا بِما شاء
وسِعَ كُرسيهُ السماواتِ وَالأرض ولا يؤودهُ حِفظهُما وهوَ العليُّ العظيم "
.
.